المنتدى :
الطفولة
الأصدقاء الوهميون ظلال ضرورية للصغار...ولكن
يبتكر الأولاد غالبا بين عمر السنتين ونصف السنة والست سنوات شخصيات وهمية للعب معها . ورغم ان هذا الأمر يثير أحيانا قلق الأهل ، فإنه علامة إيجابية على غستنباط الولد طرقا إبداعية في التعاطي مع الوحدة .
،‘،‘ دوافع الإبتكار ،‘،‘
تساعد الشخصيات الوهمية أو الأصدقاء الخياليون الأولاد في التعاطي مع الهموم الطبيعية للنمو وتظهر هذه الشخصيات خصوصا في أوقات التغيير أو الإجهاد . ففي حال إنتقال الصديق المفضل مثلا للعيش في مكان آخر فقد يستبدل الولد هذا الصديق المفضل بآخر وهمي كما ان ولادة طفل صغير قد تدفع الولد إلى ابتكار رفيق غير مهتم بالطفل الجديد وبالطريقة المماثلة يلجأ الولد إلى تبني صديق وهمي في حال دخول أحد الوالدين إلى المستشفى أو موت أحد الأقرباء أو الشعور بالإهمال . والواقع ان الأصدقاء الوهميين يساعدون الأولاد في الإعتياد على فكرة الوحدة من حين لآخر وتؤدي هذه الشخصيات الوهمية أحيانا وظيفة الألعاب المفضلة لدى بعض الأولاد فالصديق يساعد الولد على مواجهة الظلام أو التعاطي مع وضع غير عادي . ويطلق الأولاد غالبا على أصدقائهم الوهممين أسماء حقيقية تكون في الغالب شريرة للسماخ لهم بالتعبير عن مشاعرهم وأفعالهم السلبية من دون الحاجة إلى تحمل مسؤوليتها كليا ، فعلى سبيل المثال قد ينفر الصديق الخيالي بشدة من بعض الأطعمة مما يتيح للولد التعبير عن رأيه في العشاء من دون تحمل مسؤولية أقواله أو عند سؤال الولد عن الفوضى الذي أحدثها قد يلقي اللوم على صديقه الخيالي بدل الإعتراف بذنبه .
،‘،‘ إستجابة الولد للصديق الوهمي ،‘،‘
إذا استمعت إلى المحادثات التي يجريها ولدك مع صديقه الوهمي فيمكنك التعرف إلى بعض مخاوفه والنزاعات التي تدور داخله فالولد التي يتحدث دائما عن رفيق يلازمه كظله فهو يخاف ربما من التخلي عنه ، إلا إنه يمكن تبديد هذه المخاوف بالتحدث عن هذه المسائل وطمأنة ولدك إلى ان الأمور على مايرام ، ويتسائل الأهل غالبا هل ان ولدهم مؤمن فعلا بالصديق الوهمي وقد يدافع الأولاد عن وجود صديقهم الخيالي لكنهم يعرفون عادة ان الأمر مجرد إدعاء وكذبة .
في الواقع قد يختفي الصديق الوهمي بسرعة عند وجود الولد بين مجموعة من الغرباء أو الأولاد الآخرين الذين قد يسخرون من هذا الوهم . ولا ضير في مجاراة خيال الولد فمحاولة إقناعه بأن صديقه الوهمي غير موجود قد تقضي إلى صراع غير ضروري . واعلم ان معظم الأولاد يودعون أصدقاءهم الوهميون ما إن يشعروا بقدرتهم على مواجهة المخاوف والمشاعر السلبية وحدهم .
،‘،‘ طلب المساعدة ،‘،‘
يجدر بك طلب المساعدة من الطبيب إذا أمضى ولدك جزءا كبيرا من نهاره في التحدث إلى الصديق الوهمي واللعب معه فهذا الإنشغال قد يكون دليلا على عدم الإستقرار الباطني ، وإذا تجاوز ولدك الرابعة من عمره وبقي يواجه المشاكل مع التعامل مع الأولاد الآخرين في الظروف الطبيعية ويفضل الإنسحاب إلى عالم وهمي لتمضية جزء كبير من وقته فراجعي الطبيب النفسي للتعرف على طبيعة المشكلة .
|