المنتدى :
كتب المسرح والدراسات المسرحية
وليم شكسبير , سيدان من فيرونا
* سيدان من فيرونا * تأليف: وليم شكسبير
تنتمي هذه المسرحية إلى المرحلة الأولى من مراحل الإنتاج الأدبي لدى وليم شكسبير، وهي مرحلة "المسرحية التاريخية" (1590-1594م) التي تحتوي، إضافة إلى هذه المسرحية مسرحيات مثل "كوميديا الأغلاط" و"هنري السادس" و"تيتوس أندرونيكوس" و"الملك جون" و"ريتشارد الثالث" و"جهد الحب الضائع"...
وعندما نريد أن نؤرخ هذه المسرحية، فإننا نواجه بصعوبات أكثر مما يجد الراغبون في تأريخ مسرحيات شكسبير الأخرى. فقد ورد ذكر المسرحية في بيان "مير Mere" لأول مرة عام 1589، ومع ذلك فيكاد يجمع النقاد على أنها ألفت قبل ذلك على اختلاف في تحقيق سنة معينة. ومهما يكن من شيء، فقد أوردوا عام 1591 وعام 1594، 1595 على سبيل الترجيح والاحتمال، وهم في ذلك لم يكتفوا بأن يقصوا أثر النسخة الأولى أو الطبعة الأولى، بل أفادوا من النتائج التي استخلصوها من الأسلوب والسياق، ومن الموازنة التي عقدوها بين هذه المسرحية وبين غيرها مما صدر عن شكسبير، وكان متفقًا معها في النوع أو في بعض الملامح والقسمات.
وتقودنا هذه الحقيقة إلى حقيقة تتصل بقوامها الفني، إذ وجد النقاد فيها من التصحيف والتحريف والتقطيع، ومن ورود النثر في مقدمة المشاهد، وعدم ذكر الملاحظات الخاصة بدخول الأشخاص وخروجهم في الأصول التي استمدت منها الصورة الكاملة للمسرحية ما يكاد يقطع أيضًا بأنها من المحاولات الأولى للشاعر، ومنهم الذي زعم أنها ليست له.
ولا يمكن أن تكون له، فنسبها إلى غيره، ومنهم الذي رجح أن الأصل لم يكن كاملا، أو أنه كان نسخة خاصة بالإخراج والتمثيل، ولا يزال المتخصصون في شعر شكسبير وفنه التمثيلي، يختلفون في أمر هذه المسرحية اختلافهم في غيرها، ولكن الذي يعنينا هو أن نسجل، أن فيها من آثار العجلة والسهو والجهل بالجغرافيا والتاريخ أحيانًا، ما له نظائر في المسرحيات الأخرى المنسوبة لشكسبير.
وأهم من هذا أن نشير إلى المصادر التي استقى منها الشاعر موضوعه. ولن نكون في هذه الناحية أحسن حظًا لكثرة الجدل واختلاف الأحكام والنتائج، وحسبنا أن نضع أمام القارئ ما اجتمع النقاد عليه أو رجحوه، فان بعض الأحداث في المسرحية يدل بذاته على أن شكسبير اطّلع أو اقتبس من قصة أسبانية مشهورة عن الراعية "فلسمينا Felismena" وقد ترجمت إلى الإنجليزية حوالي نهاية القرن السادس عشر، أي قبيل الفترة التي حددها النقاد تأريخًا لهذه المسرحية. ولعل شكسبير اطّلع على مسرحية في الموضوع عنوانها فلكس وفليومينا " Felix and Philiomena" مثلت في جرينتش عام 1584، وترجع حوادث أخرى إلى قصة طويلة ألّفها "باندلو Bandello" عن أبوللونيس وليللا. أما خروج "فالنتاين" من مدينة ميلان وخضوعه لقطاع الطريق، فأغلب الظن أنه مأخوذ من أركاديا التي صدرت عن سدنى.
والملاحظ أن شكسبير كان يضفي على مشاهده وشخوصه وحواره جوًا مستمدً من عصر الملكة اليزابث الذي عاش فيه مهما كانت العقدة وعلى الرغم من السياق والأصول التي استقى منها، يضاف إلى ذلك، أن هذا العصر كان مغرمًا بالنمط الإيطالي، ولذلك تعد هذه المسرحية ملائمة لذوق العصر في هذه الناحية، لأن الشاعر اختار موضوعًا إيطاليًا محببًا للنفوس وقتذاك، مع ما أشاعه في تضاعيفها من المرح واللعب بالألفاظ.
وتجري الأحداث أحيانا في ميلانو، وتارة في فيرونا، وطورا في غابة على طريق مانتوا.
وعلى الرغم من المشاهد غير الكاملة حينًا، ومن بعض الخلل في التركيب والسياق وعدم الاحتفال بالدقة الجغرافية والتاريخية أحيانًا، فإن المسرحية لا تزال تحتفظ بما كان لها من إشراق، وما فيها من إثارة، وما في حوارها من ومضات العاطفة والذكاء وما في أحداثها من إيثار الفضائل وخصوصًا فضيلة الوفاء.
لقد قال أسلافنا قديما: "مرآة الحب عمياء"، ثم جاء شكسبير ليقول في هذه المسرحية:
"If you love her you cannot see her; << why?<< Because love is blind"
"إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها . لماذ؟ لأن الحب أعمى".
وقال العرب: " الجوع كافر"، ثم جاء شكسبير ليصف في مسرحيته "سيدان من فيرونا" الرجل الجائع بالرجل الغاضب، والجوع بالمحرك للمطالبة بالعدل الاجتماعي والباعث على الغض:
A hungry man is an angry man
للتحميل من هنا
التعديل الأخير تم بواسطة dali2000 ; 10-02-10 الساعة 01:03 PM
سبب آخر: تعديل المشاركة من قبل استاذ بدر
|