المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
بشارة الخوري يصرخ في العرب: (تعسا لكم...!!)
إن حال أمتنا العربية من مشرقها ومغربها
ليدعو إلى الرثاء... فمن ويلات داخلية تفترسها،
إلى تكالب الأعداء الخارجي...
كل هذا وما من بصيص نراه في المدى القريب،
ينبئ عن ميلاد غد أفضل... وهنا لن نجد أدق من عين الشاعر،
استشرافا لهذا الغد، ولا أحزن من قلبه على مآل الأمة
وحالها المزريين ...
اخترت لكم هنا، بخصوص هذا الموضوع المشجي،
قصيدة للشاعر اللبناني الكبير بشارة الخوري المعروف
بـ (الأخطل الصغير)، تمييزا له عن (الأخطل "الكبير")
الشاعر الأموي. وشاعرنا ولد في بيروت
عام 1885 وتوفى بها عام 1968. تلقى تعليمه الأولي
بالكتاب، ليلتحق بعد ذلك بمجموعة من مدارس تلك الفترة.
عرف عنه دفاعه المستميت عن أمته العربية ، وسعيه
الدؤوب لاستنهاض الهمم ضذ الإستعمار والصهيونية. توف
ألا انهضوا
يا أمّةََ غدت الذئاب تسوسُها *** غرقت سفينتها، فأين رئيسُها؟
تتمرغ الشهواتُ في حرماتها *** وتعيث في عظماتها وتدوسُها
تعْساً لها من أمة… أزعيمُها *** جلادها وأمينها جاسوسُها ؟
رُشيت مآذنُها، فلم تغضب لها *** غضبَ الكرام، وباعها ناقوسُها
أبناء احمد والمسيح ألا انهضوا *** أتُباحُ حرمتها وأنتم شوسُها ؟
ليست من الأشبال فتية أمة *** إن ساد أحمقُها وعزَّ خسِيسُها
أيُحَكَّمُ الغوغاء في أدبائها *** ويذود عن سفهائها "بوليسُها"
ومتى تؤيَّد بالرعاع حكومة *** كانت أحطَّ من الرعاع نفوسُها
وعصابة، ملأ المناخر نَتْنُها *** خضعت طوائفكم لها وطقوسُها
من دمع بائسكم وقوت فقيركم *** تجبى ضرائب ظلمها ومكوسُها
أتموت من فرط الهزال صغاركم *** لتعزّ شوكتها ويسمن كيسُها
لو حاق مكرهم بأجهل أمة *** برمت محاكمها بهم وحبوسُها
هبطوا الجحيم فردهم بوابها *** إذ خاف من إبليسهم إبليسُها
أشبال ذا الوطن الجريح، إلى متى؟ *** أنتم سيوف بلادكم وتروسُها
موتوا كراماً، أو فعيشوا أمة *** تهوي على يدها العلى وتبوسُها
|