كاتب الموضوع :
بيجاسوس
المنتدى :
روايات أونلاين و مقالات الكتاب
من وراء النجوم
هل هناك مخلوقات عاقلة على كواكب أخرى ؟! ..
من المؤكد أنها ليست أول مرة ، تلقى فيها على نفسك هذا السؤال ، بعد كل رواية تقرؤها من روايات الخيال العلمى، وكل خبر تطالعه حول الأطباق الطائرة وظواهرها العجيبة ..
ومن المؤكد أيضاً أنك لم تجد قط جواباً علمياً شافياً لسؤالك ..
إنك تقرأ كثيراً عن مخلوقات العوالم الأخرى ، وترسم فى ذهنك عشرات الصور والتخيلات لهيئتهم ، وللاختلافات بينهم وبين البشر ، وتشاهد بعض الأفلام الخيالية العلمية ، التى ترسم لهم بعض الصور المخيفة ، أو التركيبات العجيبة ، مثل (إى . تى) ، أو تضع على رءوسهم هوائيات مضحكة ، أو تمنحهم بشرة خضراء وزرقاء وبنفسجية ..
ولكنك أبداً لا تقتنع ..
الصورة لا تريح خيالك ، أو تملأ فراغ ذهنك قط ..
ثم إن الفكرة نفسها ما زالت تحمل فى أعماقها بذرة شك ..
بل هى حديقة كاملة من الشك ، تنبت فيها زهرة واحدة من اليقين ..
واليقين هنا لا يأتى من رؤيتك لمخلوقات من كواكب أخرى ..
ولا من القصص التى تقرؤها عنهم ..
إنه يأتى من ثقتك بالله (سبحانه وتعالى) ، الذى خلق المئات من أشكال الحياة، على كوكب الأرض ، وعلى اليابسة ، وفى أعماق البحار ، وحتى فى قلب البراكين، وأنه (عز وجل) قادر على خلق الملايين والملايين من أشكال الحياة الأخرى ، فى غياهب الفضاء ، وفيما وراء النجوم ..
ولكنك - على الرغم من كل هذا - لا تملك دليلاً علمياً واحداً ، على وجود مخلوقات فى كواكب أخرى ..
بل إن العلم كله ، بما توصل إليه من تكنولوجيا الرصد ومراقبة النجوم ، وبما يحمله من نظريات ، حول منشأ الأرض والكواكب ، ومولد المجموعات الشمسية والنجوم ، لا يملك بعد دليلاً مادياً واحداً ، على وجود أية كواكب ، فى أية منظومة شمسية أخرى ..
هذا ما تؤكده كل الكتب والمراجع العلمية ، ويجزم به كل المهتمين والمشتغلين بالفلك ، وكل علماء الفضاء والنجوم..
فيما عدا البروفيسير (جان بيير بوتى) …
وقبل أن نتطرق إلى ما قاله ذلك العالم الجليل ، دعونا نتعرفه أولاً ..
والبروفيسير (جان بيير) هذا يعمل أستاذاً ومدير أبحاث ، فى المركز القومى للأبحاث العلمية فى (فرنسا) ، وهو فيزيائى شهير ، وأخصائى فى علم الكون والفلك وميك[محذوف][محذوف][محذوف][محذوف]ا السوائل ، ورجل عُرف بالجدية والاتزان ، وبالاهتمام الشديد بكل الظواهر العلمية والميتافيزيقية ، وبحسن التحليل والاستنباط ، استناداً إلى مبادئ العلم والمنطق وقوانين الفزياء المثبتة علمياً ..
باختصار ، إنه رجل فوق مستوى الشبهات ، من الناحية العلمية ..
وهذا الرجل هو أكثر من يؤمن - على وجه الأرض - بوجود مخلوقات فى الكواكب الأخرى ..
ليس هذا فحسب ولكنه يؤمن أيضاً بأن هذه المخلوقات تعيش هنا بيننا ..
على كوكبنا (الأرض) ..
وقبل أن تتسرع بالرفض ، أو باستنكار القول ، أو نفى الفكرة تعال نستعرض معاً ما كتبه البروفيسير (جان بيير) ، حول هذا الأمر ..
لقد وجه (جان بيير) صدمة للعالم كله ، وللأوساط العلمية بالذات ، عندما أعلن أنه على اتصال بمخلوقات من كوكب آخر ، منذ ما يقرب من نصف القرن، وأنهم يرسلون إليه رسائلهم بانتظام ، وهذه الرسائل ليست مجرد حديث أو شرح لوجودهم، وإنما تحوى فى بعض الأحيان معادلات فيزيائية مدهشة ، وحلول علمية مذهلة لمشكلات حار فيها أعظم علماء العالم طويلاً ..
ليس هذا فحسب ، وإنما يؤكد البروفيسير (جان بيير) أيضاً أنه ليس الوحيد فى هذا العالم الذى يتلقى رسائل مخلوقات الكواكب الأخرى هؤلاء ، ولكنه واحد من مجموعة كبيرة من العلماء والمفكرين الذين تصلهم هذه الرسائل ، والذين ينبهرون فى المعتاد بكل ما جاء فيها من معلومات وأخبار وحلول ..
وقبل أن يفيق من صدمته راح (جان بيير) يقص ما يعرفه عن زوار الفضاء هؤلاء من واقع رسائلهم التى تعامل معها لربع قرن من الزمان ..
فهؤلاء الزوار ينتمون إلى كوكب يحمل اسم (يومو) (UMMO) ، يبعد عنا بخمس سنوات ضوئية تقريباً (*) ، وجاذبيته تزيد قليلاً عن جاذبية كوكب (الأرض) حتى أن سكانه يشعرون على سطح (الأرض) بأنهم أخف وزناً بمقدار 20 % وكتلة الكوكب تزيد مرة ونصف على كتلة (الأرض) وطول يومه 32 ساعة ، بدلاً من 24 ساعة ، وتمر به فصول أربعة تماماً مثل الفصول المناخية عندنا ، ولكن ليس له أية أقمار ، لذا فليله حالك الظلمة ، ثم إنه لم يمر بمرحلة انشقاق القارات، ولهذا فليس فيه سوى قارة واحدة ، وجنس واحد من الشُقر الطوال القامة ، يتحدثون لغة واحدة ، مما خفض احتمالات نشوب الحروب إلى الحد الأدنى ، وساعد على سرعة التقدم العلمى ، والتطور التكنولوجى ..
وهذا لا يعنى أن كوكب (يومو) هو جنة الله (سبحانه وتعالى) فى الكون ، أو أنه كتلة من الخير الصافى ، فتاريخه يشير إلى أنه ذات يوم ، كانت تحكمه إمرأة مستبدة وضعت نفسها فى مصاف الآلهة ، وحكمت القارة الوحيدة هناك بالحديد والنار ، بوساطة جهاز شركة قوى ، ولكن إحدى خادماتها نسفتها ذات يوم ، فاشتعلت ثورة عنيفة ، كان من نتيجتها أن استولى الشعب على الحكم ، وتم انتخاب مجلس خاص لإدارة الكوكب ، طبقاً لنظام محكم ، يضمن عدم تكرار الموقف ثانية..
وأصبح على سكان (يومو) أن يطورا أنفسهم ، ويسعوا للتفوق والتقدم ..
وذلك يوم التقطت أجهزتهم رسالة ، أو إشارة منظمة ، آتية من أحد الكواكب، فى الكون الشاسع ..
والعجيب أن هذا الكوكب كان كوكبنا (الأرض) !! ..
ولأن كوكبنا كان يبدو لهم أشبه بالمربع (طبقاً لرسائلهم) مع لون أزرق باهت، فقد أطلقوا عليه فى لغتهم اسم (أوياجا) (OYAGAA) ، حيث أن كلمة (OYA) تعنى (المربع) ، و (GAA) تعنى (البارد) … أى أن كوكبنا كان معروفاً عندهم باسم (المربع البارد) ..
وضمن برنامج رحلاتهم الفضائية انطلق رواد الفضاء من (يومو) ؛ لزيارة كـوكـب (الأرض) ، الذى هبطوا فوقه فى الثامن والعشرين من مارس عام 1950 م .
ولقد حدد زوار (يومو) فى إحدى رسائلهم موقع هبوطهم بالتحديد ، ووصفوا كل ما رأوه من هذه النقطة ، وقالوا إنهم أخفوا بعض معداتهم فى مغارة جبلية ، نجحوا فى إخفائها بمهارة ، وتركوا ستة منهم لدراسة اللغة والعادات المحلية ، ثم رحلوا لإبلاغ كوكبهم بنتائج زيارتهم الأولى ..
ولم يترك المهتمون بالأمر هذه المعلومة تمر ببساطة ، بل كونوا فرقة بحث، وانطلقوا إلى النقطة التى حددها زوار (يومو) ، وكانت فى انتظارهم مفاجأة مذهلة..
لقد حاولوا رؤية كل ما جاء بالرسالة ، من الإحداثيات التى حددتها الرسالة ، ولكن ذلك بدا مستحيلاً ، إلا إذا ..
إلا إذا ارتفعت مائة وعشرين متراً عن سطح الأرض ..
من ذلك الارتفاع وحده ، ويمكنك رؤية كل الإحداثيات فى وضوح ..
ليس هذا فحسب ، وإنما عثر الباحثون هناك على أحجار حمراء اللون ، لا تشبه أية عينات جيولوجية (*) معروفة ، على وجه الأرض .. ورسائل (يومو) نفسها مطبوعة على ورق خاص ، من العسير صنع مثله ، إلا باستخدام تكنولوجيا متطورة للغاية ، والختم الذى تحمله تصدر عنه إشعاعات ذرية محدودة ، كما لو أنه مطبوع بمادة مشعة من أحد النظائر ، التى لم يتم الحصول عليها بعد ، فى معامل الكيمياء العادية ، حتى أن (جان بيير) يقول عن هذا :
- كل الدلائل تشير إلى أنه إما أن أصحاب الرسائل هم مجموعة من أكبر علماء الفيزياء ، وأكثرهم عبقرية ، تعاونهم مختبرات تكنولوجية رائعة ، ويسعون لصنع أكبر دعابة فى التاريخ ، وإما أنهم بالفعل من سكان كوكب (يومو) هذا .
والواقع أن (جان بيير) لم يطلق هذا القول من فراغ ، فبحكم كونه عالماً فيزيائياً كان من الطبيعى أن ينبهر بما جاء فى رسائل زوّار (يومو) ، فيما يختص بالحلول الفيزيائية للمشاكل العويصة ..
وخصوصاً حل مشكلة الرنين ..
وهذه المشكلة أقلقت علماء الفيزياء طويلاً ، وهم يحاولون تفسير السرعات الخارقة للأطباق الطائرة ، التى سجلها الطيارون ، الذين حاولوا مطاردتها يوماً، أو وهم يبحثون عن وسيلة لإطلاق مركبات الفضاء الأرضية بسرعات كبيرة دون أن تؤدى هذه السرعات إلى الوصول لنقطة منتهى الرنين ، التى يمكن أن ينهار عندهم جسم المركبة الفضائية تماماً ..
وبينما انهمك أكبر علماء العالم فى دراسة هذه المشكلة ، وعجزوا عن الوصول إلى حل علمى منطقى لها ، وصلتهم فجأة رسالة من زوّار (يومو) ، تمنحهم هذا الحل على طبق من فضة ..
والحل هنا يعتمد على وجود شبكة من الأنابيب ، حول جسم المركبة الفضائية تحوى مادة يمكن تحويلها بسرعة ، من الحالة السائلة إلى الحالة شبه الصلبة (الجيلاتينية) ، وهذه الشبكة تتصل بكمبيوتر خاص ، يقيس درجة الرنين ، التى وصلت إليها جدران المركبة الفضائية ، وعندما تصل إلى درجة قريبة من المستوى الحرج ، يعمل الكمبيوتر على تحويل تلك المادة من الحالة السائلة إلى الحالة الجيلاتينية ، أو العكس بالعكس ..
وهذا يغير مستوى الرنين ، وينهى المشكلة على الفور ..
وكانت الرسالة مذهلة ، بالنسبة للعلماء الكبار ، لما تحمله من حل مباشر وصحيح وبسيط لمشكلة أرهقتهم طويلاً ..
و (جان بيير) يعتبر أن مثل هذه الرسائل هى أكبر دليل على صحة وجود زوّار (يومو) ورسائلهم ، وإلا فكيف تتوصل مجموعة عابثة إلى ما عجز عنه أكبر علماء العالم ؟
بل كيف عرفت تلك المجموعة أن هذه المشكلة تؤرق العلماء ؟..
وحتى لا تُثار الشكوك حول رواية (جان بيير) هذه ، قام العالم الفرنسى الجاد بإضافة ملحق علمى خاص لكتابه ، يضم صوراً لهذه الوثائق ، مع تحليل علمى دقيقى مفصل مطول ، يكفى لإقناع العلميين ، وإزالة كل شكوكهم ..
وفى هذا الملحق ، أجاب (جان بيير) على أكبر نقطة اعتراض وتشكيك فى قصة زوّار (يومو) كلها ..
نقطة الزمن ..
فمن الطبيعى أن تعلو الأصوات معترضة على سرعة وصول سكان (يومو) إلى كوكبنا ، وعلى رحلتهم القصيرة نسبياً ، والتى تستغرق عامين قياساً بالمسافة التى تفصلنا عنهم ، والتى تبلغ خمس سنوات ضوئية كاملة ..
ولكن رسائل (يومو) نفسها تحمل الجواب ..
لقد تحدثوا فى رسائلهم عن نظرية ، أطلقوا عليها اسم (توءمية الكون) ، هذه النظرية تشبه إلى حد ما نظرية المادة المضادة ، التى وضعها البريطانى (بول دريك) عام 1928 م ، بعد أن صهر عدة معادلات سابقة لنظريتى (الكم) للعالم (ماكس بلانك) ، و (النسبية) لـ (ألبرت أينشتين) ، وتوصل إلى وجود مادة معكوسة تكون نواة الذرة فيها سالبة ، وإليكتروناتها موجبة ..
ونظرية (يومو) تقول : إنه لا يوجد كون واحد ، وإنما هناك كونان توءمان ، تربطهما ببعضهما تلك المناطق ، التى نطلق عليها اسم الثقوب السوداء ، وبالمرور عبر هذه الثقوب السوداء من خلال شبكة اتصالات خاصة تمت دراستها منذ قرون عديدة تستطيع سفن (يومو) الفضائية اختصار الزمان والمكان وعبور ملايين الوحدات الفضائية فى أيام معدودات ..
ومن الطبيعى أن تواجه هذه النظرية هجوماً عنيفاً ..
ولكن هذا لا يعنى أنها نظرية خاطئة ، بل يعنى فقط أنها نظرية ساحقة ، تسحق صحتها كل النظريات التى جاءت قبلها ..
والناس أعداء ما يجهلون ..
حتى ولو كانوا من العلماء …
وبعض هؤلاء العلماء يتساءلون فى سخرية ولماذا لم يعلن سكان (يومو) المزعومون هؤلاء عن وجودهم على نحو صريح ، بدلاً من هذه الرسائل العجيبة الملتوية ؟ ..
وحتى هذا السؤال ، تجد إجابته فى رسائل (يومو) ..
إنهم يقولون : إن الوقت لم يحن بعد للتصريح بوجودهم ، ولكنهم ما زالوا يحتفظون بأوّل مخبأ سرى صنعوه فى قلب الغابات الفرنسية ليكون بكل ما يحويه من معدات تكنولوجية ، وإمكانات مبهرة شاهداً على صحة قصتهم ، عندما تحين اللحظة المناسبة ، ويبدءون فى الاتصال برؤساء وملوك الدول ، للإعلان عن وجودهم ..
وزوّار (يومو) لهم شعار عجيب يحملونه على أزيائهم الفضائية ، وهو عبارة عن رسم لثعبان مجنح ، أثار انتباه (جان بيير) وحيرته طويلاً ، ولكنهم لم يفصحوا عن مغزاه قط ..
وسكان (يومو) هؤلاء يمكنهم التجول بحرية وسط البشر دون أن يثير وجودهم إلا أدنى انتباه ، فتكوينهم الخارجى بشرى للغاية ، باستثناء أنهم أطول قامة فى المتوسط ، وأنهم شاحبو الوجه كثيراً ، ولكن هذا لا يمنعهم من الذوبان وسط طوفان البشر ، وخصوصاً فى المدن المزدحمة ، مثل (نيويورك) و (روما) .. وحتى (القاهرة) ..
ولكـن أغـرب ما أشار إليه زوّار (يومو) فى رسائلهم ، هو أنهم أبناء عمومتنا ..
أو بمعنى أدق أن أبحاثهم أثبتت أننا وهم من أصل واحد ..
ولكنهم أبداً لم يفسروا ما يعنيه هذا ..
هل كان أجدادهم أرضيين ، من حضارة سابقة ، ثم هاجروا إلى ذلك الكوكب البعيد ، أم أننا وهم أتينا من كوكب آخر ، ولكن بعضنا اتجه نحو (الأرض) ، والبعض الآخر نحو كوكب (يومو) ؟..
لست اعتقد أننا سنجد الجواب فى سهولة ..
والأمر كله عسير التصديق ، ويثير ألف علامة شك ويفجّر فى النفس كل أسباب الحذر ..
وأنا واثق بأن العديدين منكم استنكروه ، وسخروا منه ..
بل ورفضه البعض تماماً ..
وربما اتهمنى بالخبل والكذب ، وبأننى أسعى إلى غش القارئ ، واستثارته بدجل ساذج ، حتى أضمن نسبة أكبر من المبيعات ..
ولكن هذا لا يقلقنى ..
(جان بيير بوتى) واجه الموقف نفسه ، عندما نشر كتابه هذا عن سكان الكوكب (يومو) ..
ولكن العالم الفرنسى تحدّى الحكومة الفرنسية ، فى نهاية كتابه ، بكل مؤسساتها العلمية ، وهيئاتها الرسمية ، أن تنكر ما جاء فى كتابه ..
تحدّاها أن تنكر أن مسئوليها تلقوا أيضاً عشرات الرسائل من زوّار (يومو) ، وأن الهيئات العلمية تدرس الأمر بمنتهى الجدية ، بل وتحاول إجراء اتصال رسمى مباشر مع هؤلاء الزوّار ..
وجـدير بالذكر أن أحداً فى الحكومة الفرنسية لم يستنكر هذا التحدى أو يرفضه ..
وأحداً أيضاً لم يقبله ..
فهل يثير هذا فى نفسك أية تساؤلات ؟..
وهل تعلم أن (جان بيير بوتى) ليس أوّل من يشير إلى وجود سكان من الفضاء الخارجى ، على كوكب الأرض ؟..
لقد سبقه إلى هذا الكاتب الشهير (تشارلز بيرلتز) عندما قام بتحقيق واسع النطاق حول ما أطلق عليه اسم (حادث روزويل) ..
و (روزويل) هذه قرية صغيرة فى ولاية (نيومكسيكو) الأمريكية ، استيقظ سكانها ذات ليلة من ليالى يولو عام 1947 م ، على دوى هائل ، ونيران ترتفع فى الأُفق وانطلق مأمور القرية فى الشوارع يصرخ :
- الغزاة هبطوا من الفضاء .. الغزاة هبطوا من الفضاء ..
وقبل أن يندفع أهل القرية إلى منطقة الحقول الشمالية ، حيث سقط جسم غريب، بدت قبته الخضراء الضخمة واضحة على الرغم من تحطم قاعدتها ، كان الجيش يحيط بالمكان كله ، ويصدر أمراً بمنع التجوال ، ثم تنفيذه بمنتهى السرعة والصرامة على الرغم من اعتراض الأهالى واستنكارهم ..
وخلال ساعة واحدة رأى السكان من نوافذهم عدة قوافل تملأ المكان الذى اكتظ بمئات الغرباء ، وأحيط بنطاق أمنى عنيف ، جعل قائد فرقة الجيش يهدد بإطلاق النار دون إنذار ، على كل من يحاول مغادرة منزله ، قبل انتهاء فترة حظر التجوال..
وكان من الواضح أن الأمر بالغ الأهمية والخطورة ..
ولكن مع طلوع النهار ، وبعد حركة لا تنقطع من عشرات فى سيارات الجيش والنقل والأوناش الضخمة انتهت فترة حظر التجوال العامة ، وانصرف رتل من السيارات وهو يحمل أشياء ضخمة ، أُخفيت فى عناية بالغة ، تحت خيام كبيرة محكمة الإغلاق ، واقتصر الحظر على منطقة السقوط وحدها التى امتلأت بالباحثين والمنقبين لفترة طويلة ..
وعندما تتبع (تشارلز بيرلتز) هذا الأمر ، توصل إلى أن ذلك الشئ الذى سقط على (روزويل) فى تلك الليلة من يوليو 1947 م ، كان أحد الأطباق الطائرة ، التى حوت جثث بعض المخلوقات من الفضاء الخارجى ، وأن أحد هذه المخلوقات لم يلق مصرعه مع السقوط فاحتفظت به المخابرات المركزية فى معامل أبحاث الفضاء لتقوم بدراسته ، ولكنه مات بعد أسبوع واحد متأثراً بإصابته التى لم ينجح الطب الأرضى - آنذاك - فى علاجها ..
وعندما نشر (بيرليتز) كتابه هذا ، أُصيب المجتمع الأمريكى بصدمة بالغة ، وثار بعض صحفييه ومفكريه ، وطالبوا الحكومة بكشف كل الحقائق المتعلقة بهذا الحادث ، إلا أن الحكومة الأمريكية التزمت الصمت التام ، دون أن تكذب الموقف أو تنفيه ، أو تعترف به ..
واستفز هذا الموقف أحد أعضاء جمعيات المراقبة الفضائية ، فقرر أن يقاضى وكالة المخابرات الأمريكية ، لإخفائها الحقائق عن الشعب ، وعندما انعقدت المحاكمة فى يناير 1972 م طلبت المخابرات الأمريكية أن تكون الجلسة سرية ؛ لأمور تتعلق بالأمن العام ، وبعد سبع جلسات مغلقة ، أصدرت المحكمة حكمها بإدانة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، ولكنها أسفت لعدم استطاعتها إصدار حكم بكشف كل تفاصيل الحادث ؛ لأن هذا يتعارض مع الأمن الأمريكى كله ..
واعتبر العامة هذا الحكم اعترافاً من الحكومة وجهاز المخابرات ، بكل ما جاء فى كتاب (تشالز بيرلتز) ..
ولكن هذا لم يحسم الأمر ..
وفى صيف 1994 م نشرت مجلة (أومنى) العلمية ، وهى إحدى المجلات القليلة الجادة فى هذا المجال مقالاً مختصراً ، يذكر الناس بحادثة (روزويل) وطلبت منهم أن يتقدموا بطلب للحكومة لنشر تفاصيل الحادثة ، بعد مرور أكثر من خمسة وأربعين عاماً على وقوعها ..
وحتى ديسمبر 1994 م وصل عدد المطالبين إلى أكثر من أربعة عشر مليوناً من الأمريكيين ، ولكن الحكومة ما زالت ترى أن الأمر يحتاج إلى أن يظل حبيس الأدراج ، وهو يحمل تلك العبارة المستفزة ..
عبارة (سرى للغاية) ..
ويبدو أن هذه العبارة ومثيلاتها ستظل دائماً حاجزاً تتحطم عليه كتابات (جان بيير) ، و (بيرليتز) وغيرهم ، حتى تحين اللحظة المناسبة التى تسقط فيها كل الحواجز ، ويعلن أحد سكان الكواكب الأخرى عن وجوده ..
وصيغة الجمع هنا مقصودة ؟ فمن الواضح أن سكان (يومو) ، الذين يتحدث عنهم (جان بيير) يختلفون عن هؤلاء الذين سقط بهم الطبق الطائر فى (روزويل) فالآخرون وصفهم (بيرليتز) بأنهم قصار القامة ، وكبار الرءوس ، ثم أن الحادثة وقعت عام 1974 م ، قبل وصول أوّل رحلة من رحلات زوار (يومو) إلى الأرض..
إذن فلم تعد أرضنا كوكباً يقتصر علينا ..
لقـد صارت محطة فضائية يتجه إليها سكان كواكب مختلفة لأنها تجذب انتباههم ..
أو لأنها تناسب معيشتهم ..
وأيـاً كان الجـواب ، فمن المؤكد أننا هدف لدراسات تبدأ وتأتى دائماً من هناك ..
من وراء النجوم ..
(*) السنة الضوئية : هى المسافة التى يقطعها الضوء فى سنة ، وهى تساوى حوالى ستة ملايين من الأميال .
(*) الجيولوجيا : علم الأرض ، ويشمل دراسة أصل الأرض ، وتاريخ تطورها ، وبنيانها، والأحداث التى مرّت بها ، وطبيعتها الكيميائية والفيزيقية ، ودراسة سكانها ، وتطور الحياة فيها ، منذ أول تسجيل لنشوئها ، وحتى العصر الحديث .
|