المنتدى :
المنتدى الاسلامي
هيبة النبى
قدم رجل بإبل له إلى مكة ، فابتاعها منه أبو جهل ، فماطله بأثمانها، فأقبل الرجل حتى وقف على ناد من قريش ، ورسول الله
(صلى الله عليه وسلم) في ناحية المسجد جالس ، فقال: يا معشر قريش هل من رجل يعينني على أبي الحكم بن هشام ، فإني رجل غريب ابن سبيل ، وقد غلبني على حقي . فقال له أهل ذلك المجلس: أترى ذلك الرجل الجالس – يريدون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم يهزءون به لما يعلمون ما بينه وبين أبي جهل من العداوة اذهب إليه فإنه يعينك عليه . وأقبل الرجل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عبد الله! إن أبا الحكم بن هشام قد غلبني على حق لي قبله ، وأنا رجل غريب وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يعينني عليه فأشاروا لي إليك ، فخذ لي حقي منه يرحمك الله . قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق إليه وقام معه. وحين رآه رجال قريش قام معه ، قالوا لرجل ممن معهم: اتبعه فانظر ماذا يصنع . وخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى جاء أبا جهل ، فضرب عليه بابه ، فقال أبو جهل: من هذا؟ فقال له (رسول الله صلى الله عليه وسلم): محمد ، فاخرج إليَّ . وخرج أبو جهل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وما في وجهه بقية من روح ، قد اصفر وجهه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعط هذا الرجل حقه . قال أبو جهل: نعم لا تبرح حتى أعطيه الذي له . ودخل أبو جهل داره ، وخرج إلى الرجل بحقه ودفعه إليه . وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للرجل: الحق بشأنك فأقبل حتى وقف على مجلس قريش وقال: جزاه الله خيرا ، فقد والله أخذ لي حقي . وجاء الرجل الذي بعثه رجال قريش معه لينظر ماذا حدث بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي جهل ، فقالوا له: ويحك! ما رأيت؟ قال: عجبا من العجب! والله ما هو إلا أن ضرب عليه بابه ، فخرج إليه وما معه روحه ، فقال له: أعط هذا حقه ، فقال: نعم ، لا تبرح حتى أخرج إليه حقه ، فدخل فخرج إليه بحقه فأعطاه إياه . ولم يلبث أبو جهل أن جاء فقالوا له: ويلك! مالك؟ والله ما رأينا مثل ما صنعت قط . فقال لهم أبو جهل: ويحكم! والله ما هو إلا أن ضرب على بابي ، وسمعت صوته حتى ملئت رعبا ، ثم خرجت إليه وإن فوق رأسه فحلا من الإبل ما رأيت مثل هامته ولا أنيابه لفحل قط ، والله لو أبيت لأكلني . إن هيبة النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت هبة من الله ، فلم يكن جبارا بل هو رحمة للعالمين . وصدق الله العظيم: وإنك لعلى خلق عظيم
|