المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
أعزوفة الدنيا
حنين إلى الماضي يراودني و إحساس غريب بالوحدة يسيطر علي .... وكأن الزمن قد توقف عن الدوران وعجلته المستديمة السرعة قد علقت وسط أحلامنا الضائعة وغزت مساحات أنسنا....
أعزوفة عذبة تحلق في خريف آمالنا وكلما سقطت منها ورقة تأرجحت بنا أرجوحة القدر وأوشكنا السقوط معها إلى ظلمة اللانهاية والعدم....
والنفس عندها تمني القلب بفهم مكنوناته ولكن القلب لن ولم يكن عضو مخروطي الشكل وإنما إحساس متفجر بمعاناة السنين وصفحة تطبع كل آهة على مدى سنين العمر وكما خطوط اللحاء تحدد عمر الشجرة فكل نبضة منه تصرخ بأنة عميقة متفجرة كبركان ثائر تطبع حممه العطشى للأمان بصمة نختم بها ورقة القدر...
الحياة والموت.. الأمان والغربة .. الحزن والفرح كلها متناقضات نتمم بها رحلة حياتنا .... ولكل معناه.... وكل منها لازم للآخر دون أن يقترن به في نفس الوقت.... فلا حزن دون فرح ولا ليل دون نهار ولكن تظهر أعجوبة الدنيا في نقطة وهمية..... نقطة التمهيد للتحول.... نقطة واهية... كاذبة.... لحظية... حيث نحس وكأننا قد توقفنا عن التنفس وأن زوبعة الدنيا قد هدأت وأن ذاك الإعصار الجارف قد تلاشى فهاهو الغسق قد ظهر حيث الشمس تسحب خيوطها الملتفة حولنا إيذانا باضمحلال ضياؤها لتحل معه عتمة الليل ووحشته وهنا يعود بنا الزمن حيث ابتدأ ونعود للتنفس من جديد....
على أثير العمر وفوق أعتاب الذكريات الماضية.. أشعر برجفة خفيفة .... أنظر إلى السماء وأحلق بإحساسي إلى تلك النجوم فأشعر بتحرر دفين في أعماقي قد تفجر وقيود حديدية قد تحطمت ولا أشعر بما حولي سوى بوجودي وحيدة في كون فسيح بأمان تام بعيدة عن كل المحرمات والممنوعات... والتقاليد بعيدة جدا في إمبراطورية تخصني وحدي دون غيري فيتغلغل في جسمي ذاك الشعور بالراحة ولكن وبعد أن أعود إلى الأرض الصلبة وأسقط من عليائي الشامخ أكتشف بأني ما كنت أخادع إلا نفسي وأنه لا وجود لمثل هذه العوالم...
توقيع:
نهمس همسة جنونية تدوي أصدائها في فراغ عالمنا وترتد خنجرا مسموما يقطع شراييننا فنمسك بملح عذابنا ونرشه على جراحنا دون أن نعلم لذلك سببا!!!!!!!!!!
|