المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
ألم الانتظار في قطار الذاكرة
بدت في ذلك الثوب القرمزي كفتاة في انتظار حفلتها الراقصة الأولى بصحبة فارس أحلامها ...تساءلت..أي ذنب اقترفته لتستحق كل هذا الجفاء....ألن يعود كي ينتشلها من براثن همومها؟.....أم أنها فقدته للأبد...انتظرته عله يعود لينظر لها بنظرة حانية تفيض دفئا وتغمرها بفيض من العطف والحب..... ولكنها استيقظت من أحلامها لتحتسي كأس الردى...كانت تأمل أن تمتد لها تلك اليد الحانية لتمسح دموعها المتساقطة ... وتجيب على تساؤلاتها الكثيرة... ولكن طال بها الانتظار.... وطال... إلى أن فقدت القدرة على الوقوف في ذات الطريق تتأمل القادم من بعيد عله يكون فارسها المنشود من تلك الصفحة الماضية...
آه....إنه أمامها.... إنها تراه.... بدأت تعاتبه ألم تعدني أن تكون تلك الخيمة التي تظللني؟؟؟؟ ولكن هاهي الخيمة قد سقطت...لتوهن مني الأنفاس والآمال.... العقل والروح والجسد معا.... ألم تقل بأنك شمعة دربي التي ستبقى متقدة حتى نهاية المطاف؟؟؟؟ فلم جعلت بدايته نهايته؟؟؟؟لم ختمت فصول الرواية قبل بدئها؟؟؟؟؟ ناشدتك بكل الأقسام السماوية المعظمة إلا أن تعود ولكنك أبيت فقد صور لك غرورك الجامح وكبرياء نفسك المترفعة بأنك درة في السماء يصعب اقتطافها.... ولكن صدقني ... هذه الدرة البراقة لابد لها من يوم تهوي فيه من عليائها متقدة إلى أن تخبو وتغدو رمادا متناثرا على أرض الواقع محطمة منكسرة بين أمواج أقدارها....
قد نلعب مع أقدارنا لعبة الموت لكننا لا تستطيع الاختباء منها طويلا..... فمهما طال اختبائنا لابد لها أن تعثر علينا يوما....فكلا منا جزءا من الآخر...آه عزيزي... أتعلم ما يجرحني حقا؟؟؟ أني وبالرغم من كل وعودك إلا أني لم أدرك بأي قدر قد أحتاجك يوما حتى رحلت....فلم في هذا الوقت بالذات جاء موعد رحيلك؟؟؟؟؟ تركتني أتعثر في خطواتي وأنا أواجه الواقع المؤلم أتعلم قواعده بأغلى ثمن.... وهو روحي حقيقتي مبادئي التي لطالما اعتززت بها... حاولت الهروب منك ولكنك كنت كالشجرة العريقة التي غرست جذورها في ذاكرتي إلى مدى لم أستطع معه الهروب فهل أردتني ألا أنساك؟؟؟ لماذا وأنت تعلم أنك على وشك الرحيل؟؟؟ هل أردت عذابي ولكن لماذا وما الذنب الذي اقترفته في حقك حتى تكون ذكراك عندي كالشبح الذي يطاردني أينما ذهبت....
انتفضت من أحلامها وأحست بقشعريرة تسري في أوصالها وعلمت بأنها لم تكن تكلم إلا خيالا في أحلامها.... أرادت الاستدارة والرجوع ولكن .... هاهو ماثلا أمامها حقيقة لا خيالا ... أين تسارع نبضاتها... أين دموعها... بل وأين عتابها .... وكأن المفردات قد فقدت معانيها والأسئلة لم يعد لها وجود... فتشت بداخلها علها تعثر على أي شيء... فلم تلق غير الفراغ والوحدة... ابتسمت.... نعم ابتسمت ولكن ليست ابتسامتها الخجلى المعهودة... وإنما ابتسامة جوفاء تخلو من كل المعاني...سارت مبتعدة... فأخذ ينظر إليها وقد بدأ يفهم أنه من زرع هذه الابتسامة وهذه النظرة .... والآن ليحصد ما زرع.... رحل ولكن هذه المرة مكللا بالندم والألم فقد دنس تلك الوردة النقية ولكن جاء الندم من حيث لا ينفع الندم فقد غدا عطرها الفواح هباءا منثورا......
ಇ توقيع؛: صراع الحاضر لمداواة جراح الماضي..... ولهفة المستقبل لقطف ثمار الحاضر..... و أنين الذاكرة ينبثق من عمق الرواية.....
(جولييت)
|