السلام عليكم جميعا
هذه القصة او التجربة هي رد على سؤال كان قد طرح في احدى منتديات ليلاس (آسفة لاني لم اعد اذكر اين قرأته) وهو :
هل تفضلين الزواج من الشخص الذي تحبينه او الزواج من شخص يحبك؟؟؟
ربما تعرفون اجابتي من خلال سرد التجربة .....
الساعة الثامنة مساء الاضواء تعم المدينة, وفرح تجوب الاسواق والمجمعات مع صديقتيها امل وريم . جلسوا لياكلوا المثلجات وليرتحن قليلا بعد هذه الجولة والاكياس المكدسة بالملابس والاكسسوارات وكل ما اعجبت به اعينهن .
كانت فرح تاكل المثلجات, التي تعشقها, بنهم لكن شهيتها انقطعت عندما قالت ريم تحدثهن :
" هل سنستمتع هكذا ونبقى نخرج مع بعض بعد ان تتزوج فرح من خالد؟"
ردت فرح بغضب :
" قلت لك الف مرة من قبل لا اريد ان اسمع هذا الموضوع" واكملت مشددة على لن : " لن, لن اتروج من خالد , فليفهم الجمييع هذا الشيء حتى لو كان اوسم واغنى شخص في كل العالم, وليس فقط في المدينة, ها انا غنية واستمتع بكل شيء واهلي لا يحرموني من شيء, ولكن هل تعتقدين ان لحياتي اهمية لولا وجود محمد فيها, لن اتزوج غيره لو عارض كل من على الكرة الارضية"
قالت لها امل باسف :
" فرح انت رومانسية بشكل غير معقول, فكري جيدا قبل اتخاذ قراراتك, ولا تجعلي قلبك يتحكم بك, فلو كنت مكانك...."
لم تسمح لها فرح بان تكمل :
" لو كنت مكاني ماذا فعلت؟ اسمعي انا اقدم لك خالد على طبق من ذهب خذيه اما انا فلن اتزوج غير محمد ولا يهمني الغنى, فببالحب سنحيا حتى لو بقينا دون طعام "
ردت عليها امل :
"نعم, ستفطرين على كلمة حياتي, وتتغدين على يا روحي, وتتعشين على عمري, اما الحلو فسيكون احبك, انت واولادك, تذكري اولادك"
" لن يقنعني احد, فاولادي سيكونوا فخورين بامهم التي ناضلت وتحدت الجميع لتحافظ على حبها لابيهم"
قالت ريم :
"اتمنى ان لا تندمى ولا تكون الحياة وردية كما تحلمين"
"لا تقلقي من اجلي فانا اعرف كيف الونها "
منتدى ليلاس الثقافي
انها الثامنة , لكن الظلام حالك رغبة في توفير الكهرباء ليس الا, وفرح تسترجع تلك الذكريات وهي تجلس على عتبة بيتها , او غرفتها اذا صح التعبير, نعم فبيتها يتكون من غرفة واحدة , فيه زاوية للطبخ, سرير, فرشة وبساط صغير عليه طبلية تستعمل للاكل, ومقابلها ثلاث مقاعد"للضيوف" مع طاولة صغيرة .
"ههه" ضحكت ساخرة من نفسها وهي تفكر:
" نعم, كما قلت قبل اربع سنوات, عرفت كيف الونها, لونتها بالسواد القاتم" ورجعت بذكرياتها الى الماضي القريب, فحتى قبل شهرين لم يكن هذا حالها , فقد كانت تسكن في شقة, رغم صغرها الا انها كانت مريحة ومأثثة جيدا. اضطروا الى بيعا واكتفوا بغرفة اهل محمد القديمة . فكلمات الحب لم تعد تسد جوعهم, وتسدد الفواتير التي تراكمت عليهم .
كانت تشعر وكانها اكبر من عمرها بعشر سنوات, مع انها لم تتعدى الثالثة والعشرين من عمرها .
تخلت عن كل شيء, عن اهلها, اقاربها, تعليمها, عن متعة الحياة, عن العريس الغني.... وكل هذا من اجل حبها لمحمد. الذي لا يستطيع ان يؤمن لها حتى ادنى الشروط في الحياة . هي لا تلومه فقد كانت تعرف بوضعه منذ البداية, وتعرف انه لا يستطيع ان يعمل, فهو ييعاني من عاهة مستديمة في يده تمنعه من العمل . وهي التي لم تكمل تعليمها واستغنت عنه من اجل الحب, لا تستطيع ان تعمل في اي مجال.
كانوا يعتاشون من العائد القليل الذي يأخذه محمد من التأمين الوطني, بسبب عاهته, والذي بالكاد يكفي للعيش.
اخذت تفكر في كلام ريم وامل اللتان يزورونها من حين لاخر, جالبات لها طعام وشراب يكفي لاسبوع, وكانه هدايا بسبب زيارتهن, لكنها تعرف انه احسان وشفقة منهن على حالها, لكن لم يكن بيدها ان ترفض لانها بحاجة اليه, وكانت دائما تعاتبهن:
"قلت لكن لا تتكلفن, فانا تكفيني رؤيتكن "
كانتا دائما ينصحانها ان تذهب الى والديها فهما يحبانها ولن يخذلانها . كانت متأكدة من ذلك, فهم مثال للطيبة, لكن هي التي تعاند وتكابر . فكرت :
منتدى ليلاس الثقافي
"هل اذهب اليهم غدا؟ نعم ساذهب فسيستقبلونني بصدر رحب ولهفة.... كلا لن اذهب فنا التي اتخذت القرار ويجب ان اتحمل المسؤولية, ثم ان كرامتي لن تسمح لي, فاذا كانوا يريدونني سيأتون هم, لانهم بالتاكيد يعرفون بحالي. لا لا ساذهب فربما لا يريدون احراجي واحراج محمد وزيارتي قبل ان ازورهم انا. كلا, لن اذهب.... بلى ساذهب.... كلا... بلى....."
وسيستمر التفكير والتخبط , وكل هذا بسبب الحب. فلم ترض ان تتزوج شخص يحبها ولا تحبه, ارادها ولم ترده, فبالحب ستحيا وقلبها يرشدها للطريق الصواب, ولا دخل للعقل بهذه القرارات ....... .