المنتدى :
الطفولة
شخابيط نانسي وواوات هيفاء بين الطهارة وانتهاك براءة الأطفال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هيدي مقالة بجريدة الوطن بتقارن بين اغاني الاطفال اللي عرضت مؤخرا على شاشات التلفزيون بين هيفاء و هبي و نانسي عجرم
صراحه في فرق شاسع بين الثنتين انا لما شوفت فيديو كليب هيفااء عن جد عصبت شو هااد وبيقعدوا عليه الاطفال كمااان
نهكت البرااءه و بدخل افكار مو منيحه لهم
ااما نانسي بالعكس تفضلوا اقرأو المقال و احكموااا
بدأت مغنيات الاثارة يقتحمن منطقة اغاني الاطفال «الكيدز Kids» بعد ان قطعن شوطا كبيرا في مغازلة عيون المشاهدين الكبار وبالطبع هذا الموضوع لم يأت بالصدفة فمع تزايد اغنياتهن الخفيفة وانتشارها الواسع بدأ هؤلاء المغنيات يلاحظن ان خفة كلمات اغانيهن وسهولة الحانهن سببا في حفظ الاطفال لاغنياتهن حتى لو كانت تتحدث عن الحب والغرام والعشق خاصة اذا عرفنا ان الطفل يكون مأخوذا ناحية اللحن البسيط والمفردة السهلة ومن هنا جاء التخطيط المحكم للتوجه الى الطفل مباشرة من قبل هؤلاء المغنيات ومخاطبته ونحن لسنا ضد هذا التوجه، فمرحبا بكل كلمة راقية تعلم اطفالنا مفاهيم الحق والخير والجمال وكل معنى جميل يزرع في دواخلهم المبادئ والقيم التي تتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا من اجل اعداد جيل جديد من النشء قادر على حمل لواء نهضة اوطاننا العربية.
زرع القيم
كان لابد من هذه المقدمة ونحن في معرض الحديث عن اغاني الاطفال التي بدأت تنتشر في الفضائيات العربية عبر اصوات مغنيات ومطربات اشتهرن بالاثارة ففي السابق مثلا عندما كان المطرب محمد فوزي او شادية ومحمد ثروت وصباح وعبدالمنعم مدبولي ونيللي ويونس شلبي وسمير غانم كنا نلاحظ قيما تزرع داخل الاغنية على اعتبار ان التعامل مع الطفل- هذه العجينة الطرية- ذو خطر ويحتاج الى وعي يحمينا من ان ننزلق باطفالنا الى منحدرات تضعهم في اول الطريق الخطأ، ولذلك خلال هذه السطور سنورد نموذجين صارخين في هذا الاتجاه، الاول نموذج «عجرمي» جديد تقوده نانسي عجرم عن طريق اغنيتها المصورة الأخيرة «شخبط شخابيط» والثاني نموذج «هايف» اطلقته هيفاء وهبي والنموذجان يقفان عند حالة كبيرة من التناقض والصراع في كيفية التعامل مع الطفل تلك العجينة الطرية القابلة للتشكيل وسريعة التأثر في سنواتها الاولى طبقا للمثل القائل «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر» ومن هن تأتي خطورة التوجه الى الطفل الذي يفتقد الرؤية في تعاملة مع الاشياء ويحتاج الى ان يجتهد كل من حوله في توجيهه الى السلوك القويم بدلا من اللعب بمشاعره والاتجار به.
رموز وأحلام
اعتمدت نانسي عجرم في اغنية «شخابيط» على رموز قادرة على مداعبة مخيلة الطفل حيث الاشجار الخضراء والفراشات والاقصوصة والأحلام، كما انها حشدت مجاميع من الاطفال تتمايز فيما بينها من حيث الشكل واللون والطول بمستوى يحفز كل طفل على متابعة الأغنية والتعلق بها وخاصة انها تقتحم عالمه البسيط الذي يتكون من الفراشات ونجوم السماء والقمر ونافذة المنزل وهو عكس الحال مع المغنية هيفاء وهبي التي قصدت ان تقدم اغنية للأطفال، ولكن واقع الحال يؤكد انها كانت تستغل وجود الطفل معها في أغنية «بوس الواوا» من اجل مخاطبة غرائز المشاهدين نفسها كمغنية مغرية قادرة على غواية الرجال وبالتالي فقد أصبح وجود الطفل في الأغنية هنا أمراً هامشياً لا محل له من الاعراب، بل ان مجرد ذكر مفردات خاصة بالطفل في كلمات الأغنية هنا يعد أمراً سلبياً بسبب الزج بهذا الكائن الطاهر النظيف والبريء في سهرة حمراء مع العشيق مثلاً.
وتبدأ أغنية «هيفاء» وهي ممددة على الأريكة لتبدو وكأنها فتاة لعوب تداعب الكاميرا بعيون عطشانة وجسد جائع يتقاذف من فورة الرغبة ولذلك فمثل هذا المشهد الاستهلالي كاف في حد ذاته لندرك بعدها كمية الرموز السلبية التي اعتمدت هيفاء عليها وهي تخاطب الطفل، ولكننا سنورد المزيد فهي مثلاً تعبث بوجه الطفل بـ «البوب كورن» والشوكلاتة، أما في أغنية «نانسي» مثلاً فاننا نجدها تظهر كمدرسة محترمة في احدى رياض الأطفال وفي أحد المشاهد تقوم بنفسها باحكام رباط حذاء أحد الأطفال.
فنانسي هنا تتصرف كما لو كانت أمّاً مسؤولة عن هؤلاء الأطفال، أما «هيفاء» فانها لا تتورع عن العبث بالطفل وكأنه اداة تستخدمها لتوصيل غوايتها للرجل وفي مشهد آخر نجد هيفاء تصطحب الطفل معها وهي ترتدي ملابس السوارية في سهرة حمراء مع حبيبها تمتد الى ساعات الفجر «أين المسؤولية في اصطحاب طفل في هذا العمر الى مثل هذا المكان واجباره على السهر حتى الرابعة صباحاً؟!»، وخلال السهرة يرقص الحاضرون «ماكرينا».. كل ذلك ونحن نتحدث عن الشكل أو القالب الذي قدمت من خلاله الاغنيتان على اعتبار ان أول ما يلفت انتباه الطفل هو الشكل وبالطبع نجد ان «هيفاء» لم تكن موفقة في هذا المستوى الأول من المقارنة.
القيم الايجابية
وفي المستوى الثاني للحديث عن الأغنيتين لابد من التطرق الى المحتوى والمضمون من خلال تفحص الكلمات المؤداة، وهل بالفعل تحمل رسالة لأطفال نعلمهم من خلالها القيم الايجابية، وفي الوقت نفسه ننفرهم من السلبيات.. في أغنية «شخابيط» نجد ان نانسي عجرم تستخدم أسلوب القصة للطفل وهو أمر شائع عند كل الأمهات عندما يرغبن في تدليل الطفل والهائه ومساعدته على النوم أو من أجل غرز بعض القيم داخله مثل الصدق ومساعده الآخرين وغيرها من الصفات الحميدة، كما استخدمت مفردات قريبة من عقل وبصر الطفل مثل الشمس، القمر، الألوان، العصفورة، النيل، البحر، والشجر ومفردات آخرى أكثر قرباً من أذن الطفل مثل «بنوتة» و«كتكوتة» و«شاطر» و«عيد ميلاد النونا»، وهي في بداية الأغنية مثلاً تستخدم لغة الحلم وهي توجه الأطفال الذين معها في الأغنية على الجدارن ويشترك الأطفال معها في الحلم، وهنا يصبح الطفل «الموديل» في الأغنية بسلوكه الايجابي والطفل الذي امام الشاشة هما حالة واحدة من الانسجام وبالتالي تصبح مهمة تقليد الجوانب الايجابية والابتعاد عن السلبيات أمراً سهلاً لوجود رابط بينهما يحركه دافع «التحفيز» و«المنافسة» الذي تحكمه علاقة «الندية» بين الاطفال خاصة من هم في عمر متقارب وتبدو نانسي هنا كمدرسة تحتضن الاطفال في الفصل وفي الوقت نفسه تمثل رمزاً للفراشة في الحلم الذي يداعب مخلية الطفل، وفي مقطع آخر من الاغنية نجدها تركز على بنت اسمها حلا تحب البابا والماما ولا تخاصم صاحبتها فتقول في بعض كلماتها:
- اسمها حلا
- امورة وحلوة وكتكوتة
- دي حبيبتي اجمل بنوته
- بتحب باباها ومامتها
- ولا مرة تخاصم صاحبتها
- وعشان غلاوتها ورقتها
- بسهر واحكيلها الحدوتة
وفي مقطع ثالث تبدو نانسي كمدرسة محتشمة ترتدى الملابس النمطية الكلاسكية لأي «ابلة» وهي تقوم بتعليم الاطفال وترتدى نظارة سميكة تزيدها وقارا وهي تغني للطفل الشاطر الذي يسمع كلام اهله. اما في اغنية «بوس الواوا» لهيفاء وهبي فإننا نجدها تركز على الكلمات المثيرة القادرة على دغدغة مشاعر الكبار قبل الصغار، كما انها تستخدم مفردات تعكس حالتها هي كفتاة باحثة عن المتعة بعيداً عن الكلمات والمعاني التي تستخدم من اجل توجيه الطفل نفسه، فمثلاً تقول لحبيبها «أنا من دونك بردانه أح» و«الليلة احلى سهرة عند احباني» و«بدو اياني البس احلى تيابي» و«بلبس لعيونك ياحبيبي كل جديد ودح» وهي كلمات كلها تتوجه بها الى الحبيب متجاوزة الطفل الذي استخدمته في الاغنية وملايين الاطفال امام الشاشة وكأنها تتاجر ببراءة الاطفال.
«شخابيط» نانسي علّمت في القلوب اما «واوات» هيفاء انتهكت براءة الاطفال وبدت كما لو كانت تتحرش بهم من اجل توصيل غوايتها الى الرجل.
انا فكرت انزل الموضوع هون منشان ننتبه اولادنا شو عام يشوفوا لانهم سهل التأثير و بقلدوا كل شي واي شي
اتمنى انو الموضوع عجبكم وانتبهوا على اولاادكم لانو بصلاحهم يصلح المجتمع و بفسادهم يفسد المجتمع
تحياتي
فلــــة[/COLOR][/SIZE]
|