المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
مواويل عراقية
مواويل عراقية
________________________________________
أعطني النَّاي..
وصندوق المواويلِ..
وكوزاً فيه أستجمع دجلهْ
وفراتاً لم يعد يعرفُ أصلَهْ
وزماناً ظلَّ يسترخي بأجفانِ المها
بين باب الطاق والجسر..
تعلَّه
وارقني بتلاواتِ دنانير
وعزف الموصلي..
نُواسيّ الشجى
ثم وسِّدني على اللهفة قُبْلَه
فوق.. قُبْلَه
يا زمان الوصلِ..
والشجو الطريحْ
خذ براءاتٍ
من الليل الذبيح..
واترك الصمت يُدوِّي
في فضاءات ذهولٍ..
يتناءى بين ريحٍ..
تنثر الشجو وريحْ
عَصَفَتْ بشموخِ النَّخلِ
والنخل.. التفافات الردى
واستواء الذلِّ..
في اليأس الفسيحْ
والأسى.. لا يستريحْ
أنا مازلتُ على العهد القديمْ
أحملُ الكأسَ.. ولا ساقٍ
وأستجدي رغيفاً ونديم
وأناجي
دونما رجع الصدى..
اليأسَ المُقيم
وليالٍ للإباءِ..
استفحلتْ فيها
ارتجافات الرؤى
والشموخ المستقيمْ
وانتباهات النجومْ
ألقِ ما استبقى العدا
في مُقْلَتَيْ
هاهما.. فافعلْ
أو اتركني بأغوار عذاباتي..
التي تحنو علَيْ
تنثرُ الملحَ بعينيَّ..
لتحسو الدمع يغتاب
يَدَيْ
وتُواري حين يطفو الشوقُ..
وهماً..
وغماماً سرمديْ
وفراقاً أبديْ
كان في كفَّيَّ..
ينسابُ الرشيد
كان فيما لا يكونُ..
الحلم مشنوقاً
على الرأي السديد
يتهادى فوقَ..
ما ألقى به الدَّهرُ البعيد
حاضناً بغداد..
موصولاً
إلى الأمس العنيدْ
ثم أقفرتُ
ولات المُنتَهى
أشْرقَتْ شمسُ العبيد
وابتدا
الموتُ الجديدْ
وابتدا
الموت الجديد
عثمان زاهر
شاعر وأكاديمي سعودي
|