كاتب الموضوع :
ذ.عبد العزيز أبوالميراث
المنتدى :
الارشيف
الحلقة الثالثة : فلاد المخوزق
فجأة ظهر فلاد الولاشي في ( الزقازيق ) بعد أن إستحضر روحه أحد المشعوذين ذائعي الصيت ( الشيخ شوخشيخة) والذي كان أول من تخوزق
ثم توالت خوزقات دموية لمجموعة من المواطنين منهم بائع فول سوداني وراقصة مغمورة و كاتب روايات مصرية للجيب شهير . مما دعى السلطات المصرية إلى إلى إستدعاء الفريق 0 لمواجهة الخطر الجديد
وبعد تحريات مطولة تمكن أدهم من تحديد موقع فلاد في فيلا الرومانية العجوز ( ليودميلا باربرا ) بجاردن سيتي
حضرت الفرقة بأكملها( رفعت ),( ممدوح ) و ( أدهم ) على متن الموتوسيكل الشهير ذي العربة الملحقة المفصلة ل(رفعت)
وبسهولة تأكدوا من صحة المعلومات عندما رأوا رأس العجوز القبيحة ـ والذي ليس طبعا بالقبح الأسطوري ل ( د.رفعت )ـ
كان رأس العجوز مغروسا في أحد القمم المدببة لسور حديقة الفيلا
ترجل( أدهم ) من الموتوسيكل وعدل رباط عنقه وهو يتقدم نحو الفيلا التي خيمت عليها ظلال الغروب
وبدأ الفصل الأخـــــــــــــير
دخل أدهم من باب الحديقة الذي كان لدهشته مفتوحا يتبعه ممدوح بحذر وهو يرتدي نظارات شمسية
ومن وراءهما كان د.رفعت يتقدم في خطوات مثعترة وهو يصارع لإنتزاع الخودة الزرقاء الكبيرة الثقيلة من على رأسه ...دون جدوى
وفجأة ظهر أول الأ خطار..
كلبا حراسة ضخمان ينظران لبطلينا ــ لا يوجد خطأ هنا ــ ولعاب لزج كثيف يسيل من أنيابهما الحادة
قال رفعت منذرا ويداه في صراع مميت مع الخودة الزرقاء الثقيلة :
- إحذرا إنها كلاب فامبيرية لا بد أ ن فلاد قام بتحويلها إلى كلاب مصاصة للدماء
عقد أدهم حاجبيه بتوتر بينما بصق مدوح أرضا وهو يقول :
ـ هراء ... وستقول إنها تتحل إلى خفافيش أيضا
فجأة برز لأ حد الكلبين جناحا خفاش طويلان وطار كالنسور ليصدم ممدوح ويلقيه أرضا
وسرعان ما إعتدل ممدوح وهو يجذب مسدسه ويطلق النيران بغزارة على الكلب الطائر
أخد الكلب يهتز مع كل طلقة يتلقاها جسده قبل أن يتهاوى على الأرض كطريدة صيد
نفث ممدوح دخان فوهة مسدسه بطريقة مسرحية قبل أن يسمع صرخة د.رفعت :
- حاذر.... إنه لم يمت بعد
لكن تحذيره جاء متأخرا
فقد إنقض الكلب الهائج
* * *
كان الكلب الثاني يراقب أدهم وعيناه تتقدان شرا بينما لهاثه ولعابه يتزايدان
وكان أدهم بدوره يركز في خصمه بذهن صاف
كان في حالة من التركيز الشديد النيرفانا
وإنقض الكلب الهائج بسرعة البرق
لكن أدهم تحرك بأسرع من سرعة البرق
كان قد خلع سترته وفك رباط عنقه ونزع ساعة يده الرولكس الثمينة وترك حاجياته أرضا ثم خرج ليشرب قهوة مضبوطة في مقهى قريب قبل أن يأخد وتدا من عند النجار الموجود في الناصية ويدبب طرفه بكل هدوء
كل هذا في جزء من الثانية
وفي الجزء الثاني كان الوتد يخترق صدر الكلب الذي لم يصدق ــ وليس الوحيد ــ أي شيء
وسقط على الأرض جثة هامدة ودخان أخضر يخرج من منخريه
أما ممدوح فقد كان يصارع ويديه على فكي الكلب الذي غلفه بجناحيه حتى لم يعد أدهم أو رفت ــ الذي كان بدوره يصارع الخوذة ــ يريانه
ونجح بعد مجهود كبير في إبعاد الكلب عنه عن طريق أحد إختراعات الإدارة وهو عبارة عن ضوء فوسفوري قوي إنطلق من ساعة يده بعد أن ضغط بلسانه زرا خلف أذنه ولا يسأل أحدكم كيف فعلها
وأكمل ممدوح عمله بأن أطلق طلقات فضية من مسدس خاص أخرست الوحش إلى الأبد
في هذه الحظة شعر في كتفه بيد أدهم الذي كان قد أرتدى بدلته ورباط عنقه وساعته الرولكس وقال مهنئا :
- أحسنت لكن إدخر طلقاتك للوحش الحقيقي
وتوجها نحو باب الفيلا وضوء القمر يضفي على المكان ظلالا سينمائية مرعبة
بإسثناء د. رفعت الذي كان يصارع الخودة ويجعل الأمر أشبه بفيلم هزلي سخيف
* * *
توقف أدهم وممدوح عند باب الفيلا وقبل أن تمتد يد أدهم إلى مقبض الباب سأل ممدوح :
- كنت أريد أن أسألك منذ قليل لماذا ترتدي نظارات شمسية وكأننا في نهار مشمس من يوليه
- م م م م .... إنها نظارات خاصة للرؤية الليلية
نظر إليه أدهم ساخرا غير مصدق لكنه لم يصر وهو يدير مقبض الباب والذي كان كالعادة ـ تصوروا ـ مفتوحا
ودخل بطلينا يتبعهم الشخص الذي يصارع الخوذة
* * *
كانت الشموع تضيء بهو الفيلا فقال ممدوح معلقا :
- هذا الفلاد حساس بحق إنه يملك ذوقا رفيعا في خلق الأجواء الشاعرية
قال أدهم ساخرا :
- يمكنك أن تكون ضيفته على العشاء والسهرة
قهقه رفعت من خلف الخودة التي خنقته وعرق غزير يغمر وجهه فنظر إليه ممدوح بكراهية
وقبل أن يستل مسدسه وينسف رأسه ظهر فلاد
كان يهبط درجات سلم الفيلا ببطء مسرحي وهو يطلق ضحكة طوياة تردد صداها بطريقة غير طبيعية
لكن ضحكات بطلينا إنفجرت كقنبلة نووية فخرس الوحش تماما وهو يهبط درجات السلم المتبقية بسرعة حتى كاد يسقط على أم أنفه ( يعني أرنبة أنفه )
قال فلاد بحدة رافعا سوطه عفوا صوته :
- ماذا هناك ؟
قال أدهم وهو يمسح دموع الضحك :
- إنك إنك إنك قزم
بينما لم يكف ممدوح عن الضحك ماسكا بطنه وهو يقول :
- الوحش الوحش الرهيب عبارة عن عن قزم حقيييير
فقط د.رفعت لم يسخر أبدا من فلاد
لهذا تقع في غرامه الوحوش
قال في توتر :
- أرى أن تكفا الآن الأمر ليس كما تتصوران
نظر إليه أدهم بدهشة بينما حدق فيه ممدوح بسخرية قائلا :
-ماذا ستقول أيضا أيها العجوز المتعفن ؟ الوحش الذي صدعت به رؤوسنا ليس سوى حشرة سأسحقه بأصبعي في ثوان
قال رفعت وهو يبلع ريقه :
- لماذا لا تنظر خلفك إذن ؟
كان القزم الصغير يتحول إلى وحش عملاق
وحش بشع بعينين حمراوين بلون الدم ينظران إلى أدهم وممدوح بكراهية
تراجع ممدوح وهو يقول بتوتر :
- اللعنة
بينما زمجر الوحش كاشفا عن فم مليء بأنياب تسيل منها دماء العجوز الرومانية التي مصها مؤخرا
(مص دمها طبعا )
وانقض الوحش الغاضب
لكن أدهم وممدوح قفزا جانبا ففوجئ رفعت بالوحش ينقض عليه بفمه وأنيابه الحادة
تجمد رفعت في مكانه مستسلما لمصيره المحتوم
وفي لحظة كان رأس رفعت بين فكي الوحش
وأنطلقت صرخة رهييييبة
* * *
كان الوحش يتألم
فكه الرهيب تكسرت أنيابه على الخودة الزرقاء الكبيرة التي كتب في جانب منها
( صنع في مصر )
كانت الخودة بمن فيها بين فكي الوحش وقد إنغرزت فيها أنيابه وسالت الدماء من فمه دماءه هو هذه المرة
بينما راح جسده يهتز مع الطلقات الفضية التي تخترقه بغزارة من مسدسي أدهم وممدوح ال ذين كانا يتقدمان وهما يحاصران الوحش جيدا
وبعد دقائق كأنها دهور سكن جسد فلاد حتى إستحضار آخر
وخيم صمت رهيب على المكان صمت يحمل ر ائحة الموت
ثم فجأة تحرك جسد ما
تحفز أدهم وممدوح لكنه كان رفعت ينزع رأسه أخيرا من الخودة ومن فكي الوحش الذي تحول إلى مصفاة
كان رفعت يرتجف كورقة يابسة و قال ممدوح بسخط :
- ألا يموت هذا العجوز أبدا ؟
قال أدهم مبتسما :
- لا تنس أنه بفضله وبفضل خودته العظيمة تمكنا من القضاء على فلاد
قال رفعت غير مصدق :
- حقااا ؟
وغادر الثلاثة الفيلا وأدهم ينفرد بممدوح قائلا بهمس :
- أنا أعرف لماذا ترتدي نظارة سوداء ؟
قال ممدوح بتوتر :
- لماذا ؟
أجاب أدهم:
- ما كان عليك أن تتجرأ على صديقتك حتى تسدد تلك اللكمة الخطافية إلى عينك اليسرى أنت رغم ألعابك البهلوانية لا تجيد التعامل مع النساء مثلي
نظر إليه ممدوح بدهشة ثم بغضب وهو يقول :
- تتجسس علي إذن حسن إسمع هذه يا دون جوان أنا على الأقل لا أتسبب في إصابتهن بغيبوبة طويلة أو أن يقضين حياتهن على كراسي متحركة
عقد أدهم حاجبيه بغضب وكاد أن يقول شيئا لولا أن سمع صوت رفعت يقول :
- ماذا تفعلان عندكما ؟ ألن نعود إلى البيت ؟
نظر ممدوح وأدهم إلى بعضهما البعض ولم ير د أي منهما أن يبدو طفلا خاصة أمام رفعت فأحجما عن الإستمرار في المشاكسة
وركب الثلاثة الموتوسيكل الشهير
( تمت بحمد الله )
|