لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


إن الله حي لا بنام

أنا زوجة وأم لابن وبنت، ومنذ أن بدأت حياتي مع زوجي ونحن نعيش حياة رغدة، وقد استعنت طوال حياتي الزوجية على تربية أولادي بمربيات عديدات، وكانت كل واحدة منهن لا

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-07, 04:42 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 30149
المشاركات: 352
الجنس أنثى
معدل التقييم: قطعة سكر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قطعة سكر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي إن الله حي لا بنام

 

أنا زوجة وأم لابن وبنت، ومنذ أن بدأت حياتي مع زوجي ونحن نعيش حياة رغدة، وقد استعنت طوال حياتي الزوجية على تربية أولادي بمربيات عديدات، وكانت كل واحدة منهن لا تمكث عندي أكثر من شهرين ثم تفر من قسوة زوجي العدوانية بطبعه، فقد كان يتفنن في تعذيب أي مربية تعمل عندنا، ولا أنكر أنني شاركته في بعض الأحيان جريمته.
ولما صارت ابنتي في السابعة من عمرها وابني في المرحلة الإعدادية، جاءنا مزارع من معارف زوجي يصطحب معه ابنته الطفلة ذات الأعوام السبعة فاستقبله زوجي بكبرياء وترفع.
قال المزارع البسيط: أنه أتى بابنته لتعمل عندنا مقابل عشرين جنيها في الشهر، فوافقنا. وترك المزارع طفلته فانخرطت في البكاء وهي تمسك بجلباب أبيها، وانصرف الرجل دامع العينين.
بدأت الطفلة حياتها الجديدة معنا، فكانت تستيقظ في الصباح الباكر لتساعدني في إعداد الطعام لطفلي، ثم تحمل الحقائب المدرسية وتنزل بها إلى الشارع وتظل واقفة مع ابنتي وابني حتى يحملهما أتوبيس المدرسة، وتعود إلى الشقة فتتناول إفطارها، وكان غالبا من الفول بدون زيت، وخبز على وشك التعفن، ثم تبدأ في ممارسة أعمال البيت من تنظيف ومسح وشراء الخضر وتلبية النداءات حتى منتصف الليل فتسقط على الأرض كالقتيلة وتستغرق في النوم، وعند أي هفوة أو نسيان أو تأجيل أداء عمل مطلوب ينهال عليها زوجي ضربا بقسوة شديدة، فتتحمل الضرب باكية صابرة، ورغم ذلك فقد كانت في منتهى الأمانة والنظافة والإخلاص لمخدوميها، تفرح بأبسط الأشياء.

ورغم اعترافي بأني كنت شريكة لزوجي في قسوته على الخادمات وتفننه في تعذيبهن، إلاَّ أنه كانت تأخذني الشفقة في بعض الأحيان بهذه الفتاة، لطيبتها وانكسارها فأناشد زوجي ألاَّ يضربها، فكان يقول لي: إنَّ هذا "الصنف" من الناس لا تجدي معه المعاملة الطيبة.
واستمرت الفتاة تتحمل العذاب في صمت وصبر، وحتى حين يأتي العيد ويخرج طفلاي مبتهجين تبقى هذه الطفلة المسكينة تنظف وتغسل دون شقفة.
أما أبوها فلم نره إلاَّ مرات معدودة عندما يأتي لأخذ الأجرة، ثم يرسل أحد أقاربه لاستلام أجرتها الشهرية، كما لم تر أمها وأخواتها إلاَّ في ثلاث مناسبات محدودة: الأولى حين مات شقيقها الأكبر، والمرة الثانية حين مرضت مرضا معديا وخشينا على طفلينا من انتقال العدوى إليهما فأبعدناها إلى بلدتها، والمرة الثالثة عند وفاة أبيها.

وأنا أبكي الآن كلما تذكرت قسوة عقابنا لها إذا أخطأت أي خطأ، فقد كان زوجي يصعقها بسلك الكهرباء!! وكثيرا ما حرمناها من وجبة عشاء في ليالي البرد القاسية فباتت على الطوى جائعة، ولا أتذكر أنها نامت ليلة، عدة سنوات طويلة، دون أن تبكي!!
وتقول صاحبة القصة: وسوف تتساءل لماذا تحملت كل هذا العذاب ولم تهرب بجلدها من جحيمكم؟
وأجيبك: إن الفتاة حين قاربت سن الشباب خرجت ذات يوم لشراء الخضروات ولم تعد، فسأل زوجي البواب عنها وعرف أنها كانت تتحدث لفترات طويلة مع شاب يعمل لدى جزار بنفس الشارع، وأنه من المحتمل أن تكون قد اتفقت معه على الزواج حتى ينتشلها من هذه الحياة القاسية.
ولكن لم يمض أسبوع حتى كان نفوذ زوجي قد تكفل بإحضارها من مخبئها، واستقبلناها عند عودتها استقبالا حافلا بكل أنواع العذاب، فقام زوجي يصعقها بالكهرباء وتطوع ابني بركلها بعنف، إلاَّ ابنتي فإنها كانت تتألم بما يفعل بهذه الخادمة المسكينة.
وعادت المسكينة لحياتها الشقية معنا واستسلمت لمصيرها، فإذا أخطأت أو أجلت عملا لبعض الوقت يضربها ضربا مبرحا، وكنا نستمتع ونخرج في الإجازات ونترك لها بقايا طعام الأسبوع، ثم شيئا فشيئا بدأنا نلاحظ عليها أن الأكواب والأطباق تسقط من يديها وأنها تتعثر كثيرا في مشيتها، فعرضناها على الطبيب فأكد لنا أن نظرها قد ضعف جدا وأنها لا ترى حاليا ما تحت قدميها أي أنها أصبحت شبه كفيفة، ورغم ذلك لم نرحمها وظلت تقوم بكل أعمال البيت وتخرج لشراء الخضر من السوق، وكثيرا ما صفعتها إذا عادت من السوق بخضروات ليست طازجة، فأشفقت عليها زوجة البواب فكانت تشتري الخضروات لها حتى تنقذها من الإهانة والضرب. واستمر الحال هكذا لفترة من الزمن، ثم خرجت الفتاة ذات يوم من البيت بعد أن أصبحت كفيفة تقريبا ولم تعد مرة أخرى، ولم نهتم بالبحث عنها هذه المرة.
ومضت السنوات فأحيل زوجي للتقاعد وفقد المنصب والنفوذ وتخرَّج ابني من الجامعة وعمل وتزوج وسعدنا بزواجه، اكتملت سعادتنا حين عرفنا أن زوجته حامل، وبعد مرور شهور الحمل وضعت مولودها، فإذا بنا نكتشف أنه كفيف لا يبصر، وكانت صدمة قاسية علينا، وتحولت الفرحة إلى حزن، وعرضناه على الأطباء ولكن بلا فائدة. واستسلم إبني وزوجته للأمر الواقع، وأدخلنا حفيدنا حضانة للمكفوفين، وقررت زوجة ابني ألاَّ تحمل خوفا من تكرار الكارثة.
ولكن الأطباء طمأنوها وشجعوها على الحمل وشجعناها نحن أيضا، وحملت وأنجبت طفلة جميلة، وزف الطبيب إلينا البشرى بأنها ترى وتبصر كالأطفال، وسعدنا بها سعادة مضاعفة، وبعد سبعة شهور لاحظنا عليها أن نظرها مركز في اتجاه واحد لا تحيد عنه، فعرضناها على أخصائي عيون، فإذا به يصدمنا بحقيقة أشد هولا وهي أنها لا ترى إلاَّ مجرد بصيص من الضوء وأنها معرضة أيضا لفقد بصرها، فأصيب زوجي بحالة نفسية فسدت معها أيامه وكره كل شيء ونصحنا الأطباء بإدخاله مصحة نفسية لعلاجه من الاكتئاب.
وانقبض قلبي وتذكرت فجأة الكسيرة التي هربت من جحيمنا كفيفة بعد أن أمضت معنا عشر سنوات ذاقت خلالها أهوال الصعق بالكهرباء والضرب والهوان والحرمان، وساءت نفسي من الجزع، هل هذا عقاب السماء لنا على ما فعلناه بها؟!
وأصبحت صورة هذه الفتاة اليتيمة التي أهملنا علاجها وتسببنا في كف بصرها تطاردني في وحدتي، وتعلَّق أملي في عفو ربي عما جنينا في أن أجد هذه الفتاة وأكفِّر عما فعلناه بها. وبعد البحث والسؤال عنها علمنا أنها تعمل خادمة بأحد المساجد، فذهبت إليها أخضرتها لتعيش معي ما بقي لي من ايامي، ورغم قسوة الذكريات، فقد فرحت بسؤالي عنها وسعيي إليها لإعادتها، وحفظت العشرة التي لم نحفظها وعادت معي تتحسس الطريق وأنا أمسك بيدها، استقرت الفتاة معنا وأصبحت أرعاها بل وأخدمها هي وحفيدي الكفيفين وأملي ودعائي لربي أن يغفر لي ما كان، وأن أقول لمن انعدمت الرحمة في قلوبهم: إن الله حي لا ينام فلا تقسوا على أحد فسوف يجيء يوم تندمون على ما فعلتم في قوتكم وجبروتكم.



منقولة


تحيااتي // قطعة سكر

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ♫ معزوفة حنين ♫ ; 24-04-11 الساعة 01:25 PM
عرض البوم صور قطعة سكر   رد مع اقتباس

قديم 03-06-07, 05:47 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8175
المشاركات: 214
الجنس أنثى
معدل التقييم: MALAK عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 26

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
MALAK غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قطعة سكر المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

قصة مؤثرة...
شكرا جزيلا...

 
 

 

عرض البوم صور MALAK   رد مع اقتباس
قديم 03-06-07, 09:32 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16524
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: brune عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 69

االدولة
البلدFrance
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
brune غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قطعة سكر المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

Sob7ana Allah inna Allah yomhil wa laa yohmil
machkoora 3ala anna9l

 
 

 

عرض البوم صور brune   رد مع اقتباس
قديم 03-06-07, 09:37 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متقدم


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4603
المشاركات: 180
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قطعة سكر المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

ما دامت منقولة يا اختي فمكانها ليس هنا
سوف يتم نقلها للقسم المناسب

 
 

 

عرض البوم صور زهرة   رد مع اقتباس
قديم 09-06-07, 04:48 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16018
المشاركات: 50
الجنس أنثى
معدل التقييم: مرمورة الأمورة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مرمورة الأمورة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قطعة سكر المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

حسبي الله ونعم الوكيل بكل ظالم الا يفهمون أن الظلم ظلمات يوم القيامة والله اني أخجل من الجنس البشري ووحشيته وسفالته التي ليس لها نظير بين الوحوش

 
 

 

عرض البوم صور مرمورة الأمورة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة قطعة سكر, إن الله حي لا ينام, قصة قصيرة, قطعة سكر
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية