رفقاَ بأعصابي
شَرَّشْتِ ..
في لحمي و أعْصَابي ..
وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ
شَرَّشْتِ .. في صَوْتي ، و في لُغَتي
و دَفَاتري ، و خُيُوطِ أَثوابي ..
شَرَّشْتِ بي .. شمساً و عافيةً
و كسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي ..
شَرَّشْتِ .. حتّى في عروقِ يدي
وحوائجي .. و زجَاج أكوابي ..
شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً
و سنابلاً ، و كرومَ أعنابِ
شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي
مرعى فراشاتٍ .. و أعشابِ
تَتَساقطُ الأمطارُ .. من شَفَتِي ..
و القمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي ..
شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً
فَتَوَقَّفي .. رِفْقاً بأعصابي ..
**************************************
رسالة من تحت الماء.
إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق
إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ
فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق..
******************************
أيتها المثقفة
أيتها المثقفة إلى درجة التجلد
الأكاديمية إلى درجة القشعريرة
أيتها المحاصرة
بين جدران الكلمات المأثورة
وتعاليم حكماء الهند
ولزوميات مالايلزم
أنتِ مأخوذة بأبي العتاهية
وأنا مأخوذ بالشعراء الصعاليك
أنتِ مهتمة بالمعتزلة
وأنا مهتم بأبي نواس
أنتِ معجبة برقص الباليه
وأنا معجب برقص الدراويش
أنتِ تسكنين مراكب الورق
وأنا أسكن البحر
أنتِ تسكنين الطمأنينة
وأن أسكن الانتحار
أيتها الضائعة في غبار النصوص
إن دمي أنقى من حبر مخطوطاتك
وقراءة فمي أهم من جميع قراءاتك
فلماذا لاتتثقفين على يدي
فأنا الثقافة
أنا الثقافة
أنا الثقافة
أنا الذي أستطيع أن أحول كفيكِ إلى حمامة
وفمكِ إلى عش للعصافير
أنا الذي أستطيع أن أجعلك
ملكة أو جارية
سمكة أو غزالة
أو قمراً في بادية
************************
إغضب
إغضبْ كما تشاءُ..
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..
كلُّ ما تقولهُ سواءُ..
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..
إغضبْ!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
إغضب!
فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..
كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..
فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
إغضب!
فلنْ أجيبَ بالتحدّي
فأنتَ طفلٌ عابثٌ..
يملؤهُ الغرورُ..
وكيفَ من صغارها..
تنتقمُ الطيورُ؟
إذهبْ..
إذا يوماً مللتَ منّي..
واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..
أما أنا فإني..
سأكتفي بدمعي وحزني..
فالصمتُ كبرياءُ
والحزنُ كبرياءُ
إذهبْ..
إذا أتعبكَ البقاءُ..
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..
إغضبْ كما تشاءُ
واذهبْ كما تشاءُ
واذهبْ.. متى تشاءُ
لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...
*************************************
الحب لا يقف على الضوء الأحمر
هذا كتابي الأربعـون .. ولم أزل
أحبو كـتلميـذٍ صغيـرٍ .. في هواكِ
هذا كتابي الأربعـون ..
ورغم كل شطارتي .. ومهارتي
لم يرض عني ناهـداك ...
كل اللغات قديمة جدا ..
وأضـيَـق من رؤاي ومن رؤاك ..
لا بد من لغة أفصلها عليك.. حبيبتي
لا بد من لغة تليق بمستواك ..
* * *
حلـّـقت آلاف السنين .. وما وصلت إلى ذراك
وجلبت تيجان الملوك .. وما حصلت على رضاك ..
وصعدت فوق الأبجدية كي أراك ..
يا من تخيط قصائدي ثوبا لها ..
هل ممكن بين القصيدة ,, والقصيدة
أن أراك ؟؟...
بالأحمر فقط
في كل مكان في الدفتر
اسمك مكتوب بالأحمر
حبك تلميذ شيطان
يتسلى بالقلم الأحمر
يرسم أسماكاً من ذهب
ونساءاً من قصب السكر
وهنوداً حمراً وقطاراً
ويحرك الآف العسكر
يرسم طاحوناً وحصاناً
يرسم طاووساً يتبختر
وأمرأةً يرسم عارية ً
ولها ثديان من المرمر
يرسم عصفوراً من نار
مشتعل الريش ولا يحذر
وقوارب صيد وطيوراً
وغروباً وردي المئزر
يرسم بالورد وبالياقوت
ويترك جرحا ً في الدفتر
حبك رسام مجنون
لا يرسم إلا بالأحمر
ويخربش فوق جدار الشمس
ولا يرتاح ولا يضجر
ويصور عنترة العبسي
يصور عرش الإسكندر
ما كل قياصرة الدنيا ؟
مادمتي معي فأنا القيصر
**********************************
مخيـــــر
إياكِ أن تلقي عليَّ نشرةً
مسكونةً
بالبرقِ و الأمطار.
إياكِ ..
أن تستحضري الشتاءَ في قصيدتي
أو تُنزلي الصقيعَ بينَ النار.
لا تجلبي
سيدتي لعنتهُ
مدينتي تمنعُ فعلَ الحبِّ و الأشعار.
حضارتي ممتدةٌ
سواحلي ممتدةٌ
وداخلي سيدتي ينكسرُ البَحّار.
ليسَ هناكَ مرفأٌ
أو نورسٌ
يرحمني من غضبِ الأمواجِ في عينيكِ
غيرَ المدِّ و الدوار.
فلتمنحيني فرصةً سيدتي
ثانيةً واحدةً
أَلُمُ فيها داخلي من مُدُن الدمار.
وأستعيدُ سلطتي
من سطوةِ اللؤلؤِ والمحار.
عيناكِ يا سيدتي جريمةٌ بحقنا
فلتغفري لي ..
إنْ رفعتُ دعوةً
مطالباً برأفةِ الحوار.
عيناكِ لمْ تُبقِِ ولمْ تذرْ
عيناكِ ..
ما يحملُ هذا اليتمَ للشجرْ
إياكِ أن تلقي عليَّ نظرةً سيدتي ..
ما أصعبَ القرار.
إياكِ أن يلمسَكِ العطرُ
وإياكِ ..
بأنْ يعجبَكِ الأقراطُ و السوار.
إياكِ من نفسكِ ؟!
يا أميرتي أغار.
لكنني من خجلي شرنقةٌ
يقتلها الحصار.
لأنكِ ناعمةٌ ناعمةٌ ناعمةْ
أصابعٌ من مخملٍ
ولمسةٍ حالمةْ
أخافُ أن تجرحَ كفي مخملَ الأزهار.
أخاف يا سيدتي ..
إذا اقتربتُ مرةً منكِ
بأنْ لا تُحصرَ الأضرار.
أخاف أنْ ..
يخذلني الكلامُ والألفاظُ والقرار.
أخافُ إنْ رأيتكِ
بداخلي تنكسرُ الأوتار.
أخافُ أنْ ..
أخافُ أنْ ..
أخافُ أنْ ..
يولدَ في قرارتي الإعصار
****************************************