المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
المجاهدة
هذه كانت اول قصة قصيرة اكتبها ارجوا ان تحوز على إعجابكم
اصوات القنابل ودوي الرصاصات الغادره يصم الاذان..مشاهد الالاف الجثث,القتلى
ملقاة على قارعة الطريق..اطفال شيوخ وجيل في ريعان شبابه اغتيلوا..ولكن مرائ
الدماء المتناثره تلك التي تسقي الارض وتعيد احياءها..اصبح امرا مألوف لناظره..
هو مجرد تكرار لسيناريو الحرب الدمويه والاطماع الاستعماريه..هو مجرد خبر [URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URL
لتكتمل به نشرات الاخبار..او محاولة دفاع فاشله من هؤلاء المساكين على ما يفعله
اليهود في الارض المقدسه......
ولكن ذلك السؤال الذي يظل يجول في خواطر اولئك الشهداء حتى لحظة وفاتهم
ويبقى ليؤرق اذهان المحزونين خلفهم هو هل يمكن ان تتحقق تلك الوعود الزائفه
التي يقطعها الالاف العرب يوميا اما شاشات التلفاز ؟هل ستتحرر ارض فلسطين
يوما او ستبقى تحت رحمة العدو ان شاء عذبه او قتله.....هذا السؤال كان يجول
في هذه اللحظه في ذهن <ناهد>..ناهد ذات الاثنين والعشرين عاما ْ ..ناهد الام,
الزوجه بل لنقل الارمله فهي لم ترى زوجها منذ ان اخذوه عنوه منذ سبعة اشهر
ولكنها صبرت وصابرت لأن كل شخص على هذه الارض فقد شخصا ولن تكون
افضل حالا لتتمنى رجوعه بل انها تتمنى استشهاده تتمنى ان يموت في سبيل ارضه
حريته والاهم دينه..قطع حبل افكارها على اصوات عاليه ونقاشات حاده ثم هدأت
الاصوات ..سمعت طرقا على باب بيتها نهضت لتفتح الباب لترى< ام سمير> تقف
على باب المنزل تلك المرأه التي فقدت ابنائها الثلاثه وابيهم في هجوم سابق..
[URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URLخاطبتها <ناهد>قائله:خيرا يا ام سمير؟اجابتها :خيرا يا ابنتي ,احملي ما تحتاجين
اليه وهيا بنا انهم قادمون..اتفق الجيران على الذهاب الى الحرم القدسي ودخول
المسجد فربما ننجو من هجمتهم..لقد بدأو زحفهم وجيشهم بكامل عدته ودباباته وكلابه
ذهبت ناهد لتفعل كل ماقالته لها ام سمير وهي تكاد تسقط خوفا لا على نفسها بل على
طفلها الوحيد فماذا سيحصل له لو انها ماتت او اصيبت..تعرف ايضا انه سيقتل لا
محاله لو وقع بين يدي اولئك الوحوش..ولكنها اطمأنت لانها ادركت انه لو قتل فسيكون شهيدا ولو بقي حيا لأصبحت كل امراة امه وكل رجل اباه فهم عائله واحده كبيره..عندما وصلت بتفكيرها الى هذا الحد خرجت وانضمت هي وجارتها الى من سبقوهما من جيرانهم واخذوا يمشون بكل قوتهم ليصلوا الى المسجد ويحتموا به..
رغم انه لم يعد امنا كما كان فقد دنسه اليهود بدماء شهداء قبلهم ولكنه يبقى الأمن
بالنسبه للاطفال..بكل خطوة يخطونها وبكل كان جهدهم يزيد وقوتهم تنضب ولكن لا
ليس هم ..انهم ليسوا ضعفاء ولن يكونوا ابدا كذلك,ابتدأو يسمعون اصوات الرصاصات والقنابل وهي تدوي دويا شديدا مما يعني ان العدو قريب جدا..
فكرت ناهد اقترب الفجر .يوم جديد وحياه جديده لكل حي ثم ابتسمت ..لاتدري لم
تبتسم ..امجرد شعور غريب عنهم بالسعاده..ام انها ايقنت وبلغت مانحاول نحن
بلوغه دائما دونما اي اثر للنجاح بلغت تلك المرحله للطمأنينه والرضى التام دوان ان
يخالطه اي شعور اخر انتهى الامر لقد وصلت الى اعلى درجات الامان طمأنينة النفس..استرقت نظره الى الامام لترى بوابة المسجد وقد سبقها الكثير من الناس الذين اخذوا يحثونهم ان شدوا خطاكم انتم الابطال وان خسرتم النزال كانت كل خطوه تخطوها ناهد ظامة ابنها الى صدره بقوة بمثابة مئة طعنة بسكين الى قدميها الالام ,تزيد والعدو يقترب وهي تسير في الساحة بكل قوتها فجأه اخذت الرصاصات تنهمر
حولها عن يمينها ويسارها من فوقها ومن بين اقدامها وكأنها تخبرها ان العدو يتربص
بها وبمن معها اخذ الجميع يعدو وكأنهم يسابقون الموت ..عند ذلك ادركت ناهد انها
ميته لامحاله وستقتل طفلها معها لذلك صرخت بمن حولها ان معي طفل انقذوه..
كان صوتها عاليا ولكنه ليس اعلى من دوي الرصاص والقنابل الحارقه التي تتطاير حولها وكأنها ا دركت ذلك اخذت تنظر حو لها تبحث بعنيها الدامعتين عن امل كان بالنسبة لها زائفا وتجسد في شخصية شاب في مقتبل عمره كان يقف على ابواب المسجد ويراها مثل بقية الناس اخذ يركض بكل قوته اليها وعندما اقترب منها قذفت له بأبنها الرضيع فأستدار على عقبيه وعاد الى حيث كان ,لحقت به ناهد ببصرها وكأنها تحميه من الرصاص والنار المستعره هنا وهناك..
اخذت بوابة المسجد تقفل تدريجيا على من فيها وخذ الناس يصيحون عليها ان اركضي بكامل قواك..اخذت تجري,تجري وتجري
كان السؤال في ذهنها يجول ..متى..متى؟كفوا عن تناول قضيتنا وكأنها مجرد نوع
من الحلوى او التحليه بالنسبه لكم ..كفوا عن خداعنا ومماطلتنا,,واذا لم تساعدونا
فعلى الاقل اعطونا الحريه والسلاح لنقاتل..؟
عندما وصلت ناهد بأفكارها الى هذه المرحله اصطبغت الدنيا بلون احمر قاني اما عينيها ..اقفلت ابواب المسجد واقفلت ناهد عينيها وقلبها معه..
ماتت ناهد ..ماتت تلك البطله المجاهده..رحلت ولكنها تركت شيئين ثمينين ..ابنها ..
وذلك السؤال الذي قتلت وهي تعجز عن اجابته..تركته وحملتنا مسؤلية البحث عن
الاجابه..فربما كانت رغبتنا حقيقيه في الاجابه عليه هي اول خطوه في سبيل
الحرية والكرامه......
تلك ليست البدايه ولن تكون النهايه بل هي كما قلت سيناريو مكرر يصور على مدار
الساعه
التعديل الأخير تم بواسطة بياض الصبح ; 24-05-11 الساعة 08:59 PM
سبب آخر: تعديل العنوان " المدات مخالفة
|