المنتدى :
المنتدى الاسلامي
من قصص القرآن - سيدنا موسي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم تسليما وبعد
لعل العديد من الباحثين في قصص القرآن الكريم قد وجدوا المعجزات في هذا الذكر الحكيم وربما يقول من يحاول زعزعة نفوس المسلمين أن هناك اختلاف ويخلقون العديد من التساؤلات التي لا تمت للحقيقة بصله يحاولون أن يطفوء نور الله بأفواههم - وحيث أن أتباع الديانات الأخرى قد غرهم أحبارهم ورهبانهم وابتدعوا في عقيدتهم ما ليس منها – وحيث أن البحث يطول ويطول ولكون الحقيقة دائما حقيقة مهما حاول البشر إخفاءها – وحيث أن البحث متواصل ومستمر فقد دأبت أن ابحث في هذا القصص الوارد في محكم كتاب الله العلي العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . فأقول .
ذكر في القرآن العديد من الأنبياء والرسل والصالحين ولنكون علي جادة الصواب نبدأ بنبي الله موسي عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام .
ذكر سيدنا موسي عليه السلام في القرآن كثيرا وفي مواقع شتي - فهو كليم الله - وقد (( ورد عن كعب الأحبار رضي الله عنه انه قال حين نودي موسي عليه السلام إلي الجبل الذي يسمي جبل الطور إذ نزل جبرائيل عليه السلام والملائكة يطردون الوحوش وكل شيء فيه فقال جبرائيل لموسي عليه السلام :- اصعد إلي الجبل وأعلم انك الآن تناجي ربك – قال فصعد موسي عليه السلام وعليه جبة من صوف وعباءة من صوف ومدرعة من شعر وبيده عصا يتوكأ عليها فنزلت الملائكة وأحاطوا بالجبل مثل الحلقة فقال له جبريل عليه السلام تعمم يا موسي وتبرقع بطرف العمامة وشدها جبينك ورقبتك حتى لا يبين منك غير الحدق - قيل انه فعل ذلك موسي لكي لا يحترق بنور كلام الله عز وجل فصعد موسي ووقف متكئا علي عصاه يستمع ما يقول له ربه ذو العزة والجبروت جل جلاله قال الله سبحانه وتعالي شهدت بنفسي لنفسي أن لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي في ملكي وان محمدا عبدي فأعبدني يا موسي وأقم الصلاة لذكرى فمن لم يرض بقضائي ولم يصبر علي بلائي ولم يشكر نعمائي ولم يقنع بعطائي فليطلب ربا سوائي ومن أصبح حزينا علي الدنيا فكأنما أصبح ساخطا علي ومن شكي مصيبة نزلت به شكاني ومن اجل غنيا لأجل غناه ذهب ثلثا دينه ومن لطم وجهه علي ميت فكأنما هدم كعبتي بيده وكأنما اخذ رمحا يحاربني به ومن لم يبال من أين يأكل لم يبال الله من اى باب يدخله النار ومن أطال أمله لم يخلص عمله . )) من كتاب المناجاة الكبرى لسيدنا موسي عليه الصلاة والسلام لشيخ عبد الله الكفيف المتوفى عام 1100 رحمه الله – مكتبة المنار – تونس –
هذه مقدمه ليس إلا – وأحاول الآن أن ابحث عن حقائق علميه في أحداث هذا النبي عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام . فعندما نطلع علي قصة سيدنا موسي مع العبد الصالح الواردة في سورة الكهف نجد هناك أمورا كثيرة هامه ربما يغفل عنها بعض الناس ونتناولها هنا بإيجاز .
في البداية تؤكد السورة العديد من القصص الهادفة التي توضح أمورا للبشر ليأخذوا منها العبر وكلها مواعظ وقصص وعلوم وأن سيدنا موسي التقي بعبد صالح بعثه الله الي سيدنا موسي ليعلمه مالا يعلم من علوم الحياة .
• فوجد عبدا من عبادنا ءاتينه رحمة من عندنا وعلمنه من لدنا علما * قال له موسي هل اتبعك علي أن تعلمن مما علمت رشدا * قال انك لن تستطيع معي صبرا *
هنا نجد أن العبد الصالح يدرك أن الصبر ليس هينا وان سيدنا موسي أراد أن يتعلم من العبد الصالح .
وبدأت دروس العبد الصالح لموسي درسا تلو الدرس –
* فأنطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمراً .
هنا يتأكد أن سيدنا موسي استنكر هذا الفعل وخاف علي ركاب السفينة من الغرق وقد مر موسي عليه السلام بنفس الحادثة فألقته أمه في اليم وهو صغير ولكن قدرة الله حفظته من الغرق والهلاك –
* فأنطلقا حتى لقيا غلما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا *
هنا أيضا استنكر موسي هذا الفعل وقد حدث معه أيضا إذ قتل موسي رجلا من قبل وهو الذي جعله يذهب إلي مدين .
* فأنطلقا حتى أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجد فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لتخذت عليه أجرا *
أيضا مر موسي بهذا الفعل إذ سقي للفتاتين بدون اجر عندما وصل بئر مدين ووجدهما يذودان .
هذا جانب من التحليل فإن الأحداث مرة بسيدنا موسي إذا كانت الأفعال بعد تجربته وإن كانت قبل تجربته فلعله تذكير بأنه سيمر بها في حياته . والأمرين درسا مستفاد.
نأتي إلي حقيقة هذه الأفعال وكيف الرد عليها من العبد الصالح وهنا درس آخر علي قدر كبير من الاهميه .
عندما أراد العبد الصالح أن يخبر موسي عن حقيقة الأمور نجد بلاغة ودقة في الحديث إذ انسب العبد الصالح فعل لنفسه وفعل لله – وهنا يتأكد لنا أن الخير من الله والشر من نفوسنا ولننظر .
قال له – أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها – هنا نسب العبد الصالح عيب السفينة لنفسه .
وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما - خشينا نسب الفعل لنفسه أيضا لأنه قتل .
وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزا لهما فأراد ربك – فعل الخير هنا قال أراد ربك – نسبه لله .
هذه هي بعض الاستنتاجات الهامه التي تحتاج إلي بحث وتعمق أكثر لنعرف أن الله سبحانه وتعالي أراد أن نتعلم نحن مثلما يتعلم النبي موسي عليه السلام من العبد الصالح -
هذا وللحوار بقيه بإذن الله تعالي –
وإذ اطرح هذا الموضوع أود من كل الذين يتناولون الموضوع أن يثروه لنجد فيه العبرة والمعرفة -
وسنبقي مع سيدنا موسي في مواقف أخرى كثيرة والي اللقاء
|