30-03-07, 03:38 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
البيانات |
التسجيل: |
Mar 2006 |
العضوية: |
3535 |
المشاركات: |
863 |
الجنس |
ذكر |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
25 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
علم النفس , دراسات علم النفس , كتب علم النفس , ابحاث علم النفس
العلاج الذهني
المعالجة الذهنية
وهي مجموعة الوسائل العلاجية التي تتعامل مع الحالة العقلية والحالة النفسية للمريض على أساس إما إنها هي التي سببت حصول الحالة المرضية البدنية أو الحالة المرضية النفسية، أو إنها تساهم في علاج هذه الحالة أو تلك.
ويختلف هذا الفصل عن الفصول التي سبقت بأمرين : الأول هو أن العلاجات التي سنذكرها في هذا الفصل مكملة للعلاجات السابق ذكرها لأهمية الحالة النفسية في علاج جميع الحالات المرضية كما سنوضح ذلك، والثاني هو أنه يتضمن عدة طرق علاجية مما يجعل تبويبه بشكل مختلف قليلاً عن الفصول التي سبقت أمراً لا بد منه.
أسباب المرض :
إن حجر الزاوية في كل العلاجات البديلة هو إن الشفاء يحصل من الداخل وإن الجسم يعالج نفسه. ولكن، قبل أن يصبح ذلك ممكناً لا بد من معرفة أسباب المرض، وإلا لم يكن ممكنا غير إزالة الأعراض مؤقتاً كما هو الحال في الطب المتداول والذي فيه لا في الطب البديل ليس هناك ضرورة لمعرفة أسباب المرض، أي ليس ذلك من مسؤولية المريض إضافة إلى عدم معرفة الطبيب بأسباب الكثير من الأمراض، أعني حتى على أساس الأفكار المنتشرة عنده وليس المعرفة الحقيقية والتي يرى الطب البديل أن الطب المتداول لا يمكن أن يوفق إليها لأن أساس نظرته إلى الأمور غير صحيحة.
وللوصول إلى ذلك الشفاء الحقيقي والدائم لا بد من أمرين :
1- معرفة أسباب المرض على جميع المستويات، البدنية والعاطفية والروحية.
2- وجود رغبة للاستسلام للحكمة العميقة في دواخلنا وإجراء كل بديل إيجابي يبدو أنه قد يساعد.
وبدون هذه النظرة الشاملة ليس هناك ضمان بأن يتحقق الشفاء الكامل والدائم في الكثير من الحالات. فحتى العلاجات الطبيعية كالأعشاب والأنظمة الغذائية الصحيحة قد لا تكون فعالة إذا لم يصاحبها مزاج جيد للشفاء. وهذا المزاج الصحيح يأتي عندما نختار أخيرا أن ننظر إلى مشاكلنا من منظار أكبر، أي إنها عملية إعادة تكيف وتعديل أو إنها دروس قيمة يجب أن نتعلمها.
من الضروري أن ندرك أن هناك جانب إيجابي في كل مرض. فالمرض يخبرنا عن مقاومتنا وعن عدم التوازن الموجود ويمثل البؤرة التي ننطلق منها لمعرفة كل الطاقات السلبية التي زرعت فينا. وفي عملية الشفاء، نتعلم الدروس ويعود الجسم إلى التوازن الكامل. إذا لم نستطع أن نر الجانب الإيجابي في المرض لن يكون باستطاعتنا أن نتخلص من الجانب السلبي.
ويرى أخصائي العلاج بالأعشاب والغذاء "مايكل تييرا" إننا نضع أنفسنا في مواقف تؤدي إلى المرض، وبالتالي إننا نحن الذين نتسبب في أمراضنا لعدة أسباب :
1- لننمو ونتعلم.
2- لنساعد على تربية الحنان والشفقة في أنفسنا وفي الآخرين.
3- لندفع الديون المستحقة.
4- لنوفر سبباً للموت إن وقع.
5- للحصول على الحب والاهتمام.
وأنت ترى إن هذه الأسباب لا تتضمن تلك الأمور التي ذكرناها مسبقا كالنظام الغذائي غير المناسب وغير الصحي، أو الحوادث أو كل الأسباب التي تذكر عادة في كتب العلاجات الطبيعية. فهنا يكون النظام الغذائي غير الصحي والحوادث والإهمال انعكاسات للمرض وليست أسبابا له. فهي، مع الأعراض البدنية التي لا بد وأن تعقبها أعراض للمرض. وبعد حصول الشفاء، بالوسائل الطبيعية بالطبع، يصبح المريض الشافي أقوى مما كان عليه قبل المرض، فهو قد عرف نقاط ضعفه فأبدلها بقوة حقيقية. لذا ترى أن الوسائل العلاجية القديمة، أو القدماء أنفسهم، كانوا يحافظون على المريض بالأعشاب والأغذية والصيام وغير ذلك أثناء قيام الجسم بشفاء نفسه بنفسه داخلياً وبشكل كامل بدنياً وعقلياً وروحياً. فكل محاولة إعطاء دواء يوقف من هذه العملية الطبيعية كانت تعتبر تدخلاً بعملية الشفاء المتولدة ذاتياً في المريض .
لذا فإن أي عملية علاج يجب أن تحسب حساب النمو الروحي للمريض ، فالمرض يمنحنا فرصة لكي نرفع من ضمائرنا . إن عملية الشفاء انعكاس لاستيقاظنا الجديد .
ويذهب الدكتور " ادوارد باخ " الذي سنتكلم عن علاجاته الزهرية في هذا الفصل إلى نفس المعنى فيقول بأن المرض وسيلة تصحيحية ليس إلا ، وهو ليس أمراً قاسياً أو انتقامياً وإنما هو إجراء اتخذته الروح لكي تدلنا على أخطائنا ، وللحيلولة دون ارتكابنا للمزيد منها ، ولمنعنا من أحداث عطب أكثر ، ولجلبنا من جديد إلى طريق النور والحقيقة والذي كان يجب علينا ألا ننحرف عنه .
وهذه المفاهيم مفاهيم إسلامية صرفة خرجت من أفواه أشخاص مؤمنين صلبين في إيمانهم على الرغم من كونهم غير مسلمين . فالنبي (ص ) قال للرجل الذي سبّ الحمى التي يشكو منها ( لا تسبّها فإنها تنقي الذنوب كما تنقي النار خبث الحديد ) ، وعنه (ص ) أيضاً ( حمّى يوم كفارة سنة ) . فالحمّى هنا عقاب على الأعمال أو دفع الديون المستحقة كما يقول ( تييرا )، أو هي محاولة من الروح لتنبيه المريض ومنعه من ارتكاب المزيد من الأعمال الطالحة كما يقول ( باخ ) .
وورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وسلم ) أحاديث أخرى بهذا المعنى منها :
1- (( لا يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه وحتى الشوكة يشاكها إلاّ كفّر الله بها خطاياه )).
2- (( أعجبت للمؤمن من جزعه من السّقم ، ولو يعلم ما له من السقم لأحب أن يكون سقيما حتى يلقى الله)) .
3- (( إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم )) .
4- (( ما من مسلم يصيبه أذى إلا حطّ الله خطاياه كما تحطّ الشجرة ورقها )).
وأنت ترى من هذه الأحاديث الشريفة إن المرض هو تنقية وكفارة فهو يتضمن إذاً جانباً إيجابياً إلى جانب الجانب السلبي وهو الآلام والأعراض الأخرى . كما إن هذه الأحاديث تسلية لقلب المريض إذ يعلم أن هناك فائدة وأي فائدة من وراء هذه المعاناة . فهذه الأحاديث وسيلة علاجية بحد ذاتها ، إضافة إلى كونها تبياناً لفلسفة الألم .
وقبل أن ننتقل إلى الطرق العلاجية نذكر إن الإسلام اعتنى عناية بالغة بالتأثير النفسي على الصحة والمرض . فقد وردت أحاديث شريفة تعلم الناس كيف يتصرفون في حالات كثيرة كالغضب والهم والخجل والفرح ( فقد يقتل الفرح الكثير ) كقول النبي (ص ) : (( إذا وجد أحدكم من ذلك شيئاً - أي الغضب - فإن كان قائماً فليجلس أو جالساً فلينم فإن لم يزل بذلك فليتوضأ بالماء البارد أو يغتسل فإن النار لا يطفيها إلا الماء ))، ويقول جعفر بن محمد الصادق (رض ) (( الغضب مفتاح كل شر )) . وورد في الحسد عن الصادق ( رض ) (( لا يطمع الحسود في راحة القلب )) وعدم وجود راحة القلب داء بحد ذاتها ، ثم هي تقود إلى ما بعدها . كل ذلك لاهتمام الإسلام بهذه الحالات النفسية الدال عليه ما ورد عن النبي (ص ) وأئمة المسلمين كقوله (ص ) (( من كثر غمه سقم بدنه )) وهذا ظاهر المعنى في الأثر السلبي للحالة النفسية السيئة.
الطرق العلاجية
1- التصوير الذهني الخلاّق
أقسـام الدماغ
تتم عملية التصوير الخلاّق في الدماغ ، ففي الدماغ تخلق الصور ، إلاّ إنّه يتوجب علينا أن نتعلم من جديد كيف نقوم بذلك بكفاءة . ويقسم الدماغ ، كما أوضحت الملاحظات الأخيرة ، إلى قسمين يعملان بطريقتين مختلفتين . فعمليات المنطق والتسبيب والرياضيات والقراءة والكتابة واللغات والتحليل تتم في القسم الأيسر ، في حين تتم عمليات التعرف والتناغم والصور البصرية والخلق والتركيب والأحلام والعلامات والعواطف في القسم الأيمن .
فعملية حسابية لإيجاد حاصل جمع رقمين مثلاً تتم في القسم الأيسر ، في حين إن عملية تذكر شكل أحد الشوارع تتم في القسم الأيمن . وإن عمليات التصوير الخلاّق (( CREATIVE VISUALIZATION )) التي نبحثها في هذا الفصل تجري في القسم الأيمن من الدماغ . فعند الرسام أو النحات أو الشاعر يكون القسم الأيمن هو المهيمن ، في حين أن القسم الأيسر يكون هو المهيمن عند الفيزيائي أو العالم الرياضي . وهناك حالات يكون فيها القسمان يعملان بتوازن كما في حالة أولئك القدماء الذين كانوا يبرعون بنواحي الفن والرياضيات أو الطبيعيّات في آن واحد والذين يوجد منهم عدد أقل في هذه الأيام بسبب التخصص الشديد .
الاســترخاء
لا تبدأ أي عملية تصوير ذهني خلاق إلا بعد أن تصبح في حالة استرخاء تام . ويمكن الوصول إلى ذلك بطرق مختلفة منها التنويم المغناطيسي الذاتي . وعلى أية حال يجب أن تصبح عيناك مغمضتين ، وتنفسك بطيئاً ومنتظماً ، وعضلاتك مرتخية . ولا يهم أن تكون مستلقياً على سرير أو جالساً على كرسي . وفي حالة الجلوس على الكرسي ليكن ظهرك مستقيماً وقدماك مبسوطتان على الأرض ويداك في وضع مريح .
عملية الاسترخاء
أولاً ، استلق على سرير أو أريكة أو اجلس على كرسي ، ثم أغلق عينيك وابدأ بالتنفس ببطء وانتظام . ثم ابدأ بتكرار الجمل الآتية في قلبك مرة أو مرتين أو ثلاث مرات لكل جملة ، وركز في ذهنك أثناء ذلك على ذلك الجزء من جسمك الذي تشير إليه الجملة . فمثلاً عندما تقول ( ارخ اليد اليسرى ) ركز في ذهنك على اليد اليسرى ، وهكذا لباقي أجزاء الجسم .
( إنّ أقدامي مسترخية تماماً ، قدمي اليسرى مسترخية تماماً ، كاحلي الأيسر مسترخ ، وأثناء استرخاء قدمي اليسرى فإني أصبح مسترخياً أكثر فأكثر . والآن ، فإن عضلة الساق تصبح مسترخية تماماً ، مسترخية حقاً. وينتشر الاسترخاء إلى أعلى ساقي الأيسر وفخذي الأيسر . والآن ، فإن ساقي الأيسر كله قد أصبح حقاً مسترخياً تماماً ) . كرّر نفس الشيء ، بعدها ، للساق الأيمن .
( والآن ، ينتشر الاسترخاء إلى أعلى جسمي . أصبح حوضي مسترخيا ًتماماً، وكل عضلات بطني مسترخية ، نعم إنها مسترخية حقاً . أحسّ بالدفء والاسترخاء والراحة ، فكأن هناك شمس في قعر معدتي تشع بالدفء الذي ينتشر في كل جسمي . والآن تسترخي عضلات صدري وتصبح مسترخية جداً جداً . إن كل جسمي يصبح مسترخياً ). ( تسترخي الآن عضلات أكتافي وتصبح مسترخية تماماً ، كما هو حال جميع عضلات جسمي التي ستستمر باسترخائها . والآن تسترخي عضلات ذراعي الأيسر وتصبح مسترخية حقاً . أصبحت الآن يدي اليسرى مسترخية تماماً ، كما هو حال باقي أجزاء جسمي ) .
كرّر نفس الشيء ، بعدها ، للذراع الأيمن واليد اليمنى .
( تسترخي الآن عضلات رقبتي . نعم إنها تصبح مسترخية حقاً . ويذهب كل الشد الموجود في رقبتي وتصبح العضلات مسترخية . نعم ، أصبحت كل العضلات في خلف الرقبة مسترخية تماماً . وتسترخي الآن عضلات وجهي وأذني وما حول عيني . وتسترخي عضلات الحاجبين ، نعم ، كل عضلات وجهي ورأسي تصبح مسترخية جداً ، كما هو حال باقي أنحاء جسمي ) .
وهذا الشكل من الاسترخاء ليس هو الشكل الوحيد ، فهناك عبارات أخرى أو كلمات أخرى يمكن استعمالها . فمثلاً تستطيع استعمال كلمة ( ثقيلة ) بدلاً من كلمة ( مسترخية ) ، كما تستطيع استعمال كلمة ( دافئة ) إضافة إلى هذه أو تلك . وليس هناك إلزام في اتجاه التحرك ، أعني أن تبدأ من القدمين أو من الذراعين ، كما ليس هناك فرق بين أن تبدأ بجهة اليمين أو اليسار.
ولن تستغرق منك العملية كثيراً ، فهي تستغرق أقل مما يبدو من
الشرح في أعلاه . المهم أن تنفذ التعليمات وتركز بشكل تام بعيداً عمّا يمكن أن يشوش ذلك مما يحتم أن تجلس في مكان هادئ بعيداً عن الضوضاء . وبعد أن تصبح مسترخياً تماماً تستطيع البدء بعملية التصوير الذهني التي تمارسها .
التصوير والتخيل
هناك في كل إنسان قابلية على التخيل وخلق الصور في مخيلته ، في ذهنه . ولتنمية هذه القابلية وتطويرها يجب أن نقوم بما يلي : أولاً التدريب على عمل صور ذهنية ، وثانياً تطوير المهارات التخيلية .
1- الصور الذهنية
وتنقسم هذه إلى عدة أقسام هي :
1 - صورية ( VISUAL ) . أغلق عينيك وتدرب على خلق الصور التالية في عيني ذهنك :
- أرقام مكتوبة على لوحة.
- حروف أو كلمات مكتوبة على لوحة.
- دائرة ملونة .
- مثلث ملون .
- مربع ملون .
- هلال .
- نجمة .
وإذا كانت هناك بعض الصعوبة في خلق هذه الصور ارسمها على ورقة بيضاء كبيرة ، ثم انظر إليها لعدة دقائق ثم حاول تصويرها في ذهنك .
2- صوتية ( AUDITORY ) . تخيل في ذهنك الأصوات التالية ، وإن وجدت صعوبة في ذلك تخيل مشهداً تكون هذه الأصوات جزءاً منه :
- جرس .
- صوت يناديك باسمك .
- أطفال يلعبون .
- المرور في شارع .
- القطار .
- صفارة الباخرة .
3- حركية ( KINESTHETIC ). تخيل أنك تقوم بالحركات التالية :
- المشي .
- الركض .
- السباحة .
- قيادة السيارة .
- قطع الأخشاب .
4- لمسية ( TACTILE ) . تخيل إنك تقوم بما يلي :
- المصافحة باليد .
- التربيت على طفل .
- وضع يدك .في الثلج .
- وضع يدك تحت الماء الجاري .
- تحريك أصابعك على صوف ناعم .
5- ذوقية ( GUSTATORY ) . تخيل أنك تتذوق ما يلي :
- طبقك المفضل .
- برتقالة .
- آيس كريم .
- شراب حار .
- تمرة أو تينة .
6- شميّة ( OLFACTORY ). تخيل أنك تشم ما يلي :
- عطر .
- نفط .
- خبز خارج توّاً من الفرن .
- خشب .
- نعناع .
- زهرة .
كانت هذه أمثلة ليس إلاّ ، إذ تستطيع أن تتخيل ما شئت . المهم هو أن تتدرب عليها بأن تتصور نفسك في ذلك المشهد وأنت ترى أو تشم أو تتذوق أو تفعل ما أنت تتخيله . ركز تماماً وعد إلى المشهد كلما تشوش تفكيرك .
2- تطوير المهارات التخيلية
وهذا أكثر صعوبة من الأول . والمطلوب هنا أن تصبح طفلاً ! ! فالطفل ، وكلنا كنا أطفالاً يوماً ما ، له قابلية على خلق القصص التي يحب أو التي شاهدها ثم يطلب منه أن يعيدها . وأفضل طريقة هنا هو أن تتدرب على لعب بعض الأدوار . وكأمثلة على ذلك ما يلي :
- عنترة أو هرقل أو شخصية أخرى من تراثك .
- أرنب أو حصان أو أي حيوان.
- طير كالحمامة أو الصقر .
- حاسبة إلكترونية ( كومبيوتر ) .
- ورقة نقدية .
وتمثل هذه وشبيهاتها الأساس للكثير من الروايات والمسرحيات والقصص الأسطورية أو الحقيقية .
التخيـّل والإرادة
ليست الإرادة مكافِئة للتخيل القوي ، فهما إن كانا في صراع فإن التخيل لا بد وأن ينتصر . والقليل يعرف عن التخيل ، وأقل منه عن الإرادة . فالإرادة هي القوة الداخلية التي تعطي التوجيه والغاية فيما نعمل. فهي تمثل الوسيلة التي تجمع كل الطاقات الجسمانية والعواطف والدوافع في علاقة تعاونية وهادفة .
وحسبنا في هذا الفصل أن نذكر إن الإرادة تستطيع أن توجه التخيل في طريق هادف من أجل بلوغ هدف معين. وعندما لا يكون لشخص ما فكرة واضحة عن غاية الإرادة ، فمن الممكن أن تتوجه الإرادة وقابلية التخيل إلى هدفين متضادين . وعندما يحدث ذلك ، يصبح الشخص محكوماً بقدرته التخيلية أكثر من إرادته ، وهذا صحيح بالخصوص في حالة كون التخيل يعمل بصورة سلبية .
الألم ومحاربتـه
ليس ممكناً معالجة جميع الحالات المرضية بواسطة التصوير وما إلى ذلك ، ولكن يمكن أن يساعد التصوير الخلاق والاسترخاء في العلاج . أما إذا كان المرض سببه العقل فيمكن عندئذ توقع إمكانية تحقيق الشفاء بهذه الطرق الذهنية.
ويلعب الاعتقاد بإمكانية حصول الشفاء دوراً هاماً فيه . فإنه من الضروري أن تعتقد بأنك تستطيع معالجة نفسك وتحقيق الشفاء مهما أخبرك الطبيب بعكس ذلك وإذا كنت شاكاً بنجاح الطريقة العلاجية فأمامك طريقين: إما أن تنسى الموضوع وإما أن تجرب ولكن بعقل مفتوح قدر الإمكان . ثم إنه من الضروري أن تحاول أكثر من مرة، فأنت تتعلم شيئاً جديداً وهو ما لا يجوز أن تتوقع أن تتمكن منه في أول محاولة .
إن الألم عارض مشترك في عدة أمراض ، ونحن لا نعرف الكثير عنه . وقد ذكرنا بعض النظريات في ذلك عند الكلام عن المعالجة بالإبر الصينية ولا أريد أن أكرر . ونقول هنا إن الألم قد يكون متسبباً عن حدوث عدم توازن في الإيعازات العصبية من خلال الحبل الشوكي من الدماغ إلى الأجهزة وبالعكس . وبما أننا نستطيع نسيان الألم غير الحاد عندما يتوجه انتباهنا إلى أمر مهم فإن احتمال الألم يعتمد على عوامل نفسية ، في حين أن مستوى الألم يعتمد على عوامل بدنية . ومهما كان الألم شديداً فإننا لا يمكن أن نستطيع الاعتياد عليه كما نستطيع أن نعتاد على الصوت المتكرر مثلاً . وتكلمنا عن المورفينات الطبيعية وهي الأندورفينات وكيف أنها تفرز من الدماغ لتسكين الألم.
وتجدر هنا ملاحظة ، وهي إن المعرفة بتشريح الجسم وكذلك المعرفة بكيفية حصول الألم تفيد كثيراً في التصوير الذهني لأن الصور التي ، تخلقها تكون أكثر تعدداً وأقرب إلى الواقع كلما ازددت معرفة بالتشريح والألم . وهذا ينطبق تماماً على الأمراض عموما ، أعني أعراضها الأخرى بالإضافة إلى الألم . فكلما ازدادت معرفتك بكيفية حصول مرضك وتأثيره في جسمك كلما كنت أكثر تمكناً في تصوير الحالة إلى أقرب ما يمكن من الحقيقة . وتستطيع ، في هذا المجال ، اقتناء كتاباً في تشريح الجسم فهو مفيد وإن كان بسيطاً ، وكذلك سؤال الطبيب أو دارسي الطب أو المعالج عن تأثيرات الحالة المرضية التي تعاني منها على مختلف أجهزة الجسم ، سواء أ كان هذا التأثير منظوراً كتضيق الشرايين وتكلس المفاصل أو كان تأثيراً لا يرى بالعين المجردة .
محاربـة الألـم
كما ذكرنا مسبقاً يجب ، قبل الشروع في التصوير ، الوصول إلى حالة الاسترخاء التي أعطينا عنها مثالاً يمكن اتباعه . والاسترخاء بحد ذاته مخفف للألم وذلك لسببين ، الأول هو أن تقلص العضلات يسبب ألماً لأنه يؤدي على الأغلب إلى إفراز مادة تسبب الألم . أما الثاني فلأن حالة الاسترخاء مع التصوير تزيد من توقع النجاح وهو ما يلعب دوراً مهماً جداً في هذه العملية . ونحن نعلم بأن الألم مرتبط بالعواطف ، لذا فإن كان التوقع سلبياً يصبح الألم صعب المقاومة إذاً عليك أن تؤمن بكل قلبك بالنجاح لكي تناله .
والآن ، فإن الطريقة هي باختصار أن تتصور الألم إنساناً أو مخلوقاً آخر . بعدها تتكلم معه وتسأله أسئلة مختلفة، وحتى يمكن أن تسأله كيف تتخلص منه . فالذي تفعله هو أن يتعامل القسم الأيمن من دماغك بخلق الصورة أولاً ثم بالكلام معها ثانياً وكما يحصل في الأحلام . ويحكي ( رولاند شون ) عن تجربة شخصية له تنفع هنا كمثال توضيحي .
فقد التوى عموده الفقري في مناسبة بسيطة ، وبعد ثماني سنوات كان لا يزال يعتقد بأن الألم لم يكن بدنياً تماماً ، وإثما هناك جانب نفسي . اعتقد بأن للألم علاقة بإحساسه بالذنب من تغييره عمله . وقد أثبتت الأبحاث أن الرغبة بالانتقام من النفس من الممكن أن تؤدي إلى أشكال عديدة من الألم. فحتى لو زال السبب البدني فإن الألم يستمر لأن المريض يحتاج إلى الألم . والذي فعله شون هو القيام بعدة جلسات تصويرية و كالآتي :
الجلسة الأولى
تصوّر الألم كقطة كبيرة متوحشة وغاضبة لها أسنان هائلة وهي تسحب عموده الفقري . ثم جاءت طيور بيضاء وحاولت أن تطرد القطة إلا أنها لم تفعل وكانت تعود إلى العمود مرة بعد أخرى .
والغاية هنا هو تصوير الألم كمخلوق . ويحسن أن تترك العقل الباطن أن يختار ، وارض باختياره من غير أن تحاول أن تختار بين صور متعددة . كما أن كون المخلوق بصورة مخيفة وغاضبة يتواءم مع الألم ، وقد تكون الطيور البيضاء كناية عن كريات الدم البيضاء . وأخيراً،كانت صورة القطة واضحة تماماً في حين كان عدد الطيور قليلاً لا يفي بالغرض .
الجلسة الثانية
تكلّم مع القطة وسألها ( لماذا أنت هنا ؟ ) فأجابته بأنه يستحق أن يلقن درساً لأنه ترك عمله . ثم سألها ( أليس ما عانيته لحد الآن كافياً ؟ ) فأجابت ( نعم ) . ثم قالت بأنها لن تذهب طواعية وإنما يجب أن تطرد ، كما أنها متضايقة من وجود هذه الطيور . فسألها ( كيف أتخلص منك ، هل بأن تبتلعك كريات الدم البيضاء ؟ ) . ثم أرسل إليها مجموعات من كريات الدم البيضاء ، كمجموعات الجراد ، بحيث أصبحت القطة مغطاة بها بشكل كامل . ثم إن المنطقة غسلت ، وجاء رجال صغار يحملون بعض الماء الذي رشقوا به المنطقة لينظفوها من الالتهاب والفضلات.
كان المشهد غير واضح ، وكان في أثنائه إشارات عاطفية مريحة وفي بعض الأحيان ذهاب الشد في عضلات المعدة . لاحظ هنا أنّ الأسئلة لم تكن مهيأة سلفاً بل إنها كانت وليدة المشهد . ولاحظ أيضاً كم هي إيجابية هذه الجلسة مقارنة مع الأولى . وبالفعل استطاع أن ينام في تلك الليلة أفضل من المعتاد ، كما استيقظ بحالة عقلية أفضل، على الرغم من وجود الألم .
الجلسة الثالثة
هاجمت الكريات البيضاء مرة أخرى القطة التي أصبحت خائفة وصغيرة . ثم جاء فريق من رجال صغيري الحجم وغسلوا ألياف عصبية وبدءوا عملية تصليح . وكانوا يغنون ويلعبون أثناء العمل حيث كانوا يتزحلقون على الألياف العصبية . وفي بعض الأحيان كانوا يدخلون مقطعاً جديداً وفي أخرى كانوا يربطون أطراف الألياف لعمل توصيله . كان هذا مشهداً إيجابياً للغاية مع كل الإشارات إلى أن الجسم بدأ بتصليح نفسه . وفي هذا المشهد تصبح معرفة تشريح الألياف العصبية مفيدة . وفي المشهد الرابع لم تظهر القطة بل ظهر رجل لم يكن غاضباً بل كان في الحقيقة حذراً .
الجلسة الرابعة :
سأله عن ماذا يفعل، فأجابه بأنه يريد سحب الأعصاب بعيداً عن العظم الخارج. عندها طلب أن يتم التصليح، فجاء رجال وجلبوا معهم حبالا وبكرات لجذب العظم. ثم دلكوا المنطقة ببعض المراهم وسحبوا الأعصاب برفق . ثم سألهم ( هل يمكن عمل أكثر من ذلك الآن ؟ ) فقالوا له ( لا، ليس الآن، ولكن تستطيع أن تدفئ المنطقة ). ثم جاء رجل بيده مصباح حراري وبدأ يمرر اللهب على المنطقة، بعدها طلب منه أن يطفيه لأنه يريد أن ينهي الجلسة.
في هذا المشهد كان التصليح هو الأساس، فالأمر المهم هنا هو أن تجمع جميع دفاعات الجسم لتعمل من أجل منفعتك. وكان اللهب أو الحرارة صورة ذهنية لعلاج حقيقي إذ إن زيادة حرارة المنطقة يزيد من الدورة الدموية فيها مما يساعد في العلاج.
وآخر أمر يجب ملاحظته والاهتمام به هو ضرورة أن ترى نفسك، قبل إنهاء الجلسة، خالياً تماماً من الألم وكل الأعراض الأخرى أي خالياً من المرض، وإنك أصبحت قادراً على أن تفعل كل ما تحب أن تفعله. يجب أن ترى بعين عقلك حالتك التي تحب أن تكون عليها وليس أن تتحسن وأنت في وضعك الحالي. إن العقل الباطن يعمل على ضوء مبادئ متعددة، وبرؤيته للنتيجة النهائية، أي زوال الألم، يقوم بعمل برامج معينة لتحقيق ذلك. وهذه البرامج هي برامج هادفة وليست خادعة.
المرض ومحار بته :
يمكن أن تكون الخطوات اللازمة للتصوير الذهني لأجل معالجة المرض ( سواء كان مصحوباً بألم أو لا ) كالآتي:
1- أدخل في حالة الاسترخاء كما شرحنا سابقاً.
2- تصور مرضك بأي شكل مناسب، وإذا كان ذلك عسيراً يمكن استعمال شاشة التلفزيون في تصوره كما سنبين ذلك فيما سيأتي. المهم أن تحاول أن تتصور المرض بكل حواسك.
3- تصور الشفاء يحصل بأوضح ما يمكن. لا تخش أن يكون غريب الشكل. أدخل في الصور الذهنية وسائل العلاج الجسمانية الطبيعية ككريات الدم البيضاء وكذلك العلاج الخارجي كأقراص الدواء أو أي علاج من الطبيب أو المعالج.
4- نظف وتخلص من كل الأوساخ والفضلات غير المطلوبة. تصور موقع المرض نظيفاً وخاليا من المرض.
5- تصور نفسك خالياً من المرض، وإنك تمارس حياة طبيعية نشيطة. أيضاً تصور نفسك سعيداً وسليماً.
6- هنيء نفسك ( أي عقلك الباطن ) و اشكرها على مساعدتك على الشفاء.
7- استيقظ. يجب تكرار هذه العملية كثيراً، وكلما كان المرض أكثر خطورة كلما كان التكرار المطلوب أكثر. وأفضل وضع هنا هو الاستلقاء على السرير. ولعل أفضل وقت لممارسة هذه العملية التصويرية هو في المساء قبل النوم لأنك ستأتي بأحلامك إلى العملية الشفائية كنتيجة.
وإنه من المفيد جداً تعلم ماهية مرضك، أعني موقعه وفي أي الأنسجة يؤثر وما شكل التأثير وما هو الفرق بين صورتي الموقع المصاب في حالتي الصحة والمرض. وهنا يمكن سؤال الطبيب عن ذلك والطلب منه أن يرسم لك رسما تخطيطياً بسيطاً للذي يحصل.
وأكثر خطوة تصويرية هي الخطوة الثالثة، ففي هذه الخطوة يجب تصور الشفاء. وكلما كانت الصور الذهنية أكثر غرابة كلما كانت النتائج أفضل . إن الرمزية أهم هنا من كونها واقعية أو لا، فالهدف هو إبقاء فكرة الهدف المؤمل هي العليا، والهدف هو الشفاء الكامل.
بعض الأفكار في تشكيل الصور :
بما أن الألم يحصل بعد أن يصل الإيعاز العصبي بذلك إلى الدماغ، إذا فإن أفضل وسيلة لعمل ذلك هي قطع العصب الموصل، بذهنك طبعاً تصور مقصا يقطع ذلك العصب وينهي المشكلة. تصور المقص كبيراً وحاداً تماماً وواضحاً جداً، وكذا باقي أجزاء الصورة. كما يمكن أن تتصور سمكات تلتهم المادة الكيمياوية التي تنقل الإيعاز الكهربائي بين الأعصاب.
تصور التغير الذي يحصل للألم. كيف أن لونه يتغير من الأحمر أو البرتقالي مثلاً إلى الأخضر الباهت مثلاً في نهاية جلسة التصور الذهني. وكيف إن حرارة المنطقة تهبط. وتصور أيضاً شكل الألم ونوعه وكيف إنه يتغير ليصبح محسوساً في منطقة أصغر فاصغر إلى أن يزول.
رسم تصور مقصاً كبيراً يقطع العصب الذي ينقل إيعاز الألم
رسم تصور سمكاً صغيراً يأكل الفضلات الدهنية أو السامة لينقلها بعيداً عن منطقة المرض
ومن الأمور المفيدة دائما هنا هو صورة كريات الدم البيضاء وهي تشارك في محاربة المرض، لوحدها أو بالتعاون مع وحدات قتالية أخرى ! ! يجب أن تكون هذه الوحدات القتالية هائلة الكمية بحيث لا يستطيع المرض أن يتغلب عليها. وإذا كنت تتناول دواء اً ما فاجعل جيشك في عدة أقسام. فقد تكون الكريات البيضاء هي وحدات المشاة في حين تمثل أقراص الدواء وحدات المدفعية. وبعد انتهاء المعركة لصالحك، كما هولا بد من حدوثه، تصور المنطقة نظيفة من الفضلات. وقد يكون ذلك برشها بالماء ثم تصريف الناتج القذر إلى وحدة تصريف كالكليتين ( كما هو الواقع ) أما رش الماء نفسه فقد تقوم به وحدة عسكرية أخرى أو وحدة إطفاء أو غير ذلك.
وهناك ملاحظتان مهمتان، الأولى هي وجوب أن تشكر نفسك على تعاونها، بالضبط كما تشكر أي شخص آخر يعينك في أي أمر. وهذا العمل، أي الشكر، مهم جداً وضروري في كل عملية تصوير ذهني تقوم بها. أما الملاحظة الثانية فهي إننا لا نقترح هنا أن تتجاهل الألم والمرض فإنهما علامات مؤشرة على خلل لا بد من التعامل معه بوسيلة علاجية ناجحة للتخلص منه. إلا أن الكثير من الألم والمرض غير ضروري وقد يكون إشارة عاطفية أو نفسية لسبب ما. فمثلاً في حالة وجع السن أو المعدة أنت تعرف بأن عليك أن تزور طبيب الأسنان أو الباطني، ولكن حتى ذلك الحين فإن تخفيف الألم بهذه الوسائل ( أو غيرها التي مرت في فصول الكتاب ) يعد أمراً حسناً بل ومطلوباً من أي إنسان يعاني.
استعمال شاشة التلفزيون :
بما أن التلفزيون أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثير من الناس، فلا باس من استعماله لفائدتهم العلاجية. ويدخل ذلك بعد أن استرخيت حيث تتصور جهاز التلفزيون أمامك، ثم تقوم بفتحه وتصور ما يمكن أن تراه على شاشته. تصور المرض بأي صورة كانت وابدأ بتصور العلاج كما شرحنا أعلاه. وتستطيع أن تتصور ما يمكن أن تراه عادة في أفلام التلفزيون كتصور طاولة العمليات وأنت مستلق عليها والأطباء يحيطون بك من كل جانب ويجرون لك العملية التي ستساعدك على الشفاء. واستعمل تغيير المشاهد كما يحصل في التلفزيون كأن تتغير الصور من اليمين إلى اليسار، وإن شئت غير القنوات ! والمهم هنا أن تسمع وترى وتحس بالمشاهد وبأوضح ما يمكن. الغاية هي صنع صور، أو مشاهد، مرتبطة مع بعضها ومتسلسلة بشكل يؤدي في النهاية إلى الهدف المطلوب في المشهد الأخير وهو الشفاء الكامل. وما تقوم به ليس تفكيرا تفاؤلياً كما قد تظن أو يظن بعض الناس، وإنما هو تصوراً موجهاً بالهدف الذي تسعى لتحقيقه. ولنجاح هذا التصور الموجه بالهدف يجب أن ترغب في الشفاء، وأن تؤمن بأن الشفاء ممكناً، وأن تتوقع الشفاء. ويجب أن يتضمن التفكير الإيجابي هذه العناصر الثلاثة : الرغبة، والإيمان، والتوقع.
البحث الداخلي :
إحدى الصعوبات التي يواجهها المريض في الكثير من الأمراض هي معرفة موقع المرض. فالألم في الكتف أو الساق مثلاً ليس من الضرورة أن يكون مصدره الكتف أو الساق. وهنا يمكن أن تستعمل التصوير الذهني للبحث عن موقع المشكلة.
والفكرة بسيطة وواضحة وهي الدخول في الجسم، والبحث في داخله، ثم الخروج منه.
وبالطبع، عليك أن تسترخ أولاً كما شرحنا سابقاً، ثم تغير حجمك لتصبح صغيراً وإلا لم يمكنك أن تدخل في داخل جسمك! وقد تم عمل بعض الأفلام السينمائية لنفس الفكرة كما في فيلم "إسحاق أزيموف " وفلم "يوسف شاهين ". ففي الأول تدخل مجموعة من الناس إلى داخل جسم المصاب بسرطان الدماغ حيث يحقنوا وهم في داخل مركبة مناسبة في مجرى الدم. ثم يقضوا على الورم السرطاني باستعمال أشعة الليزر ثم يخرجوا من العين.
قم أنت بنفس العمل. ادخل جسمك من خلال مجرى الدم كما في الفلم، أو من خلال أماكن أخرى كفتحة الأذن أو الأنف. وبعد أن تصبح في الداخل، ألق نظرة على الجدران المختلفة للأوعية وعلى الأنسجة والتي ستكون متصورة بشكل أفضل إذا كان لديك معرفة أكبر بها.
استعمل الرحلة الأولى للتعرف على داخل جسمك، و أهمل أمر المرض. ثم ابدأ بالتعامل مع المرض في الرحلات التي تليها. وهذا التمرين، كالتمارين الأخرى، يصبح أكثر سهولة بالمداومة عليه.
وسائل مساعدة :
هناك وسائل تساعد على عمل تمارين الاسترخاء وجلسات التصوير الذهني كالأشرطة المسجلة والجلسات الجماعية. ففي الأشرطة المسجلة يوجد تسجيل صوتي لشخص يقوم بإدخالك في حالة الاسترخاء المطلوبة، ثم يصف لك الصور التي يجب أن تتصورها في ذهنك، متدرجاً بالمشاهد وكأنها قطعة من فلم أو تمثيلية، مع موسيقى مناسبة. وهذا هو المطلوب في التصوير الذهني. ومن المؤكد إن هذه الأشرطة تنفع أولئك الذين يجدون صعوبة في التركيز فيكون صوت الشخص وإرشاداته مانعين لتشتت الذهن. كما إن الموسيقى الخلفية إضافة إلى صوته يشكلان حاجزاً من الضوضاءً التي قد يكون التخلص منها تماماً أمرا غير ميسور. هذا ومن الممكن أن تقوم بتسجيل شريط فيه الإرشادات اللازمة حسبما ذكرنا هنا، ومن ثم تستعمله دائماً.
أما الجلسات الجماعية ففيها يجلس عدد من المرض في حلقة، ويجلس معهم المعالج، ثم يبدأ بإعطاء الإرشادات اللازمة ليدخلهم في حالة الاسترخاء ومن ثم في التصوير الذهني. وهي منتشرة في الغرب وناجحة جداً.
ب- التنويم المغناطيسي :
لو ذكرت التنويم المغناطيسي لأي طبيب فإن التعليق الذي ستسمع هو، في الغالب، إنه ليس إلا عملية خداع عقلية كالتي يستعملها الأطباء أنفسهم في الكثير من الحالات حيث يعطون المرضى أقراصاً من السكر مصنعة على هيئة أقراص. الدواء بدون إخبارهم فتتحسن حالة بعض المرضى أو تخف أو تزول آلامهم بعدها، وهي المسماة ( PLACEBO ). وكان الاعتقاد الشائع هو إن العملية تتم في الدماغ، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن العملية قد تكون لا علاقة لها بالدماغ إلا بمقدار اقتناع المريض بأنه يتناول قرصاً فعالاً. عند ذلك يسبب هذا الاقتناع، أو الشعور ، إفرازاً لمورفينات الجسم الطبيعية، أي الأندورفينات، والتي تخفف أو تزيل الألم. وقد ذكرنا في ما تقدم من الكتاب أن الأندورفينات توقف انتقال الإيعاز العصبي بين الدماغ وباقي أجزاء الجسم فلا يشعر المريض بالألم.
كيف يعمل :
والحقيقة هي إنه لا يوجد شرح مؤكد لكيفية عمل التنويم المغناطيسي. ويقول أحد الباحثين بأن الشخص المنوَم يضع نفسه في حالة أخرى عندما ينوَم فلا يشعر بالألم. فمثلاً، في تجربة لأحد الأطباء، تظاهرت إحدى المشاركات فيها بأنها في داخل تمثال "فينوس" الشهير، وكانت التجربة تتطلب وضع الأيدي في ماء مثلج. ولما كان التمثال بدون أيدي لم تشعر المشاركة بأي ألم. وتظاهر شخص آخر بأنه موجود في مكان آخر، و بذا لم يشعر بالألم. وتصور آخرون بأنهم تلقوا جرعة تخديرية وإن الخدر يسري في أجسامهم، و بذا لم يشعروا هم كذلك بأي ألم.
وقد توصل الطبيب في هذه التجربة إلى أن بعض الناس يستطيعون التخلص من الألم بالتظاهر. وقد أصبح من المقطوع بصحته أن التنويم المغناطيسي يساعد الكثيرين على التخلص من الألم مما يجعل إهماله لمجرد عدم معرفتنا بكيفية عمله في الجسم أمراً غير منطقي.
وهناك نظرية تقول بأن التنويم المغناطيسي يعمل بمختلف الطرق. فهو أولا يؤدي إلى الاسترخاء، وقد ذكرنا سابقاً بأن الاسترخاء يساعد على تخفيف الألم لأن الكثير من الآلام أو جانباً منها مصدره الشد، و بذا فإن الاسترخاء مطلوب لتخفيف حدته. أما ثانياً، فلأن التنويم يتعامل مع القلق الذي يسبب الألم هو الآخر. والطريقة الثالثة هي، ببساطة، تشتيت الانتباه. فإن الذي يعاني من الألم ينسى ألمه إذا انتبه إلى شيء آخر.
فوائد التنويم المغناطيسي :
يعتقد بعض الأطباء بأن تخفيف الألم أو إزالته له علاقة بسرعة الشفاء من الأمراض. فإذا ما كان الألم معرقلاً لعملية الشفاء فإن إزالته بالتنويم المغناطيسي تساعد على الإسراع بالشفاء. والحقيقة هي إن التجربة تثبت ذلك بما لا حاجة معه إلى تأييد البعض أو رفضهم. فعندما يكون المصاب بالتهاب المفاصل، مثلاً، في حالة ألم شديد لا بد وأن يستلق في الفراش أو على الكرسي بلا حركة لأن الحركة تؤدي إلى الألم. وعدم الحركة سيؤدي إلى ضمور العضلات مما يجعل حركة المريض وأداءه التمارين المساعدة وكل النشاطات الأخرى أصعب وهو ما يجعل شفاءه أبطأ، وهكذا.
وعندما يكون الإنسان واقعاً تحت الشد العصبي فإن جسمه يضخ كميات كبيرة من الكيماويات ويضمنها النوريبنيفرين وهرمون الأدرينوكورتكوتروفك، وهذان يقللان من عمل الأندورفينات. وقد يكون هذا هو السبب وراء شعور الإنسان الواقع تحت الشد والضغط العصبي بالألم أكثر في غيره.
وفي التخدير، يعتبر التنويم المغناطيسي وسيلة فعالة عند إجراء العمليات الجراحية، أو عند إجراء مختلف أعمال طبيب الأسنان، للكثير من البشر. وقد حصل بعض الأطباء على نتائج مذهلة حقاً في هذا المجال. واستطاع الدكتور الإسكتلندي "جيمس أسديل" إجراء ما بين 3.000 و 4.000 عملية جراحية بضمنها عمليات قطع الأطراف والاستئصال بدون استعمال التخدير العادي، وإنما باستعمال التنويم المغناطيسي فقط. وفي إحدى هذه العمليات تم استئصال ورماً وزنه حوالي 45 كغم. وقد كانت نسبة الوفيات عند هذا الجراح الذي كان يعمل في الهند حوالي 5% إلى 10% في حين كانت نسبة الوفيات لنفس العمليات في أوروبا حوالي 50% ! ! .
وبالإضافة إلى فائدة التنويم المغناطيسي عند المعالج الخبير، يمكن للمريض نفسه أن يستفيد منه بإجرائه بنفسه. إلا أنه من الضروري هنا أن يكون المريض محمياً من احتمالات تغطية الألم الذي هو أحد الأعراض المشيرة إلى المرض والذي إن تم إسكات أعراضه قد يتطور نحو الأسوأ دون الالتفات إلى ذلك وتصبح النتيجة عكسية.
ج- أدوية باخ الزهرية :
هذه الطريقة العلاجية مسماة باسم مؤسسها الدكتور الإنكليزي "إدوارد باخ"، ويرى الدكتور باخ بأن المرض عملية تصحيحية ليس إلا، وإنه تنبيه لأخطائنا لكي نتجنب عملها مستقبلاً، وهذا ذكرناه في مقدمة الفصل.
الأصل :
قبل أن يطور الدكتور باخ علاجاته الزهرية (أي من الأزهار وليس المصطلح الذي يطلق على الأمراض التناسلية) كان طبيبا هوميوباثياً وباحثاً بكتربولوجيا ناجحاً. وفي عام 1930م ترك عمله في عيادته الناجحة في شارع هارلي الشهير في لندن وعكف على محاولة العثور على نظام طبي أبسط وأكثر طبيعية بحيث لا يحتاج إلى تغيير أو تدمير أي شيء من مواد الدواء الأولية. وقد استمر في عمله هذا حتى وفاته عام
الفكرة :
وهناك ثلاثة أمور تختلف فيها أدوية باخ الزهرية عن الأنظمة الطبية السائدة في الغرب، وهي :
1- إن المنطلق الروحاني لإدوارد باخ في المرض والصحة تنشأ أصوله في نظام كوني أكبر كثيراً من حدود الفرد. وقد قاده ذلك إلى شكل جديد من أشكال التشخيص والذي أصبح غير معتمد على الأعراض الفيزياوية، بل يعتمد كلياً على حالات عدم التجانس الروحي، أو المشاعر السلبية.
2- يتم استخلاص الطاقات العلاجية للأزهار من حالتها المادية البسيطة، أي مباشرة وليس بالتخفيف الهوميوباثي. وهنا، لا يمكن أن يكون هناك جرعة أكثر من اللازم، ولا آثاراً جانبية، ولا تضارباً مع أي طريقة علاجية أخرى.
3- إن كون أدوية باخ الزهرية عديمة الضرر مطلقاً، جعلها متيسرة للعلاج من المعالج أو للعلاج الذاتي لمجموعة أكبر من الناس بالمقارنة مع باقي الأنظمة العلاجية. ولا يحتاج استعمالها إلى تدريب على الطب أو العلاج النفسي المعروف، وإنما إلى الإدراك، والقدرة على التفكير والتقدير، وأهم من كل ذلك الحساسية الطبيعية والإحساس بالشخص الآخر.
كيف تعمل ؟
لم يحن الوقت، أو لم تصل الوسائل العلمية الاختيارية والقياسية إلى المستوى الذي تشرح بما لا شك فيه كيفية عمل بعض الأنظمة العلاجية والتي شرحنا بعضها في هذا الكتاب. ولعل أدوية باخ الزهرية أكثرها صعوبة في هذا المجال لأنها تتجه صوب الحالة الروحية للفرد وهي شيء ليس في المستقبل المنظور احتمال قياسه، هذا إن كان ذلك ممكناً. ولا يستطيع البعض الموافقة أو التصديق بأن هذه الأدوية تعمل وتحقق نتائج إيجابية حقيقية. ولعل عدم وجود ما يقيس عملها في الفرد يساعد على ذلك. ونقدم هنا بعض التفسيرات للدكتور باخ نفسه وكذلك نشير إلى طريقين آخرين لتفسير كيفية عمل هذه الأزهار، أو الدواء المستخلص منها.
1- تفسير الدكتور إدوارد باخ :
كتب الدكتور باخ عن عمل هذه الأدوية يقول "إن عمل هذه الأدوية هو لرفع ذبذباتنا وفتح قنواتنا لاستقبال الذات الروحية، ولإغراق طبائعنا بالمزية المعينة التي نحتاج. وهي قادرة، كأي موسيقى جميلة أو أي شيء مجيد مشجع يمنحنا التحفيز للمثابرة، إلى رفع طبائعنا وتقريبناً أكثر من ذواتنا، وبهذا العلم ذاته لجلب السلام والأمن وإزالة معاناتنا. وهي تشفي، ليس بمهاجمة المرض، وإنما بإغراق أبداننا بذبذبات جميلة من طبيعتنا العليا، والتي في وجودها يذوب المرض كما يذوب الثلج في الشمس المشرقة.
ليس هناك شفاءاً حقيقياً إذا ما لم يحصل تغيير في النظرة، والسلام العقلي، والسعادة الداخلية".
لكل إنسان، كونه جزءاً من الخلق العظيم، روح خالدة وهي ذاته الحقيقية، وشخصية متناهية وهي التي يمثلها على الأرض. وهناك ذات عليا مرتبطة بشكل كبير بذاته، وهذه من الممكن اعتبارها الوسيط بين ذاته وشخصيته.
وتدرك الروح المهمة المعينة لهذا الشخص، وتسعى من أجل أن تخرج هذه المهمة بالتعبير عنها وذلك بمساعدة الذات العليا والشخصية، وجعلها حقيقة واقعية. وفي البداية، لا تكون الشخصية مدركة لهذه المهمة. وتكون المزايا التي تريد الروح أن تخرجها لجعلها مدركة ( بفتح الراء ) غير واقعية، بل هي قيم عليا عبر عنها باخ بأنها مزايا الذات
العليا. وهذه تتضمن الرفق والصلابة والشجاعة والثبات والحكمة والمرح والشعور بالمسؤولية.
فإذا لم تخرج هذه القيم للإدراك فإن المشاعر المعاكسة والحزن ستتأسس عوضاً عنها. وسوف تظهر المزايا التي فشلنا في إدراكها نفسها في جانبها السلبي، كأعطاب، مثل التفاخر والقسوة والكراهية وحب الذات والإهمال والجشع. هذه الأعطاب هي الأسباب الحقيقية للأمراض كما يخبرنا باخ وغيره.
ويعتبر إدوارد باخ الخطأين الأساسيين التاليين السبب الحقيقي للمرض : الخطأ الأول : عدم عمل الشخصية بتوافق مع الروح، وإنما تستمر بالتصور الخطأ بأنها منفصلة عنها. وقد يحصل في الحالات المتطرفة أن تصبح الشخصية غير مدركة بالمرة لوجود الروح والذات العليا، بحيث لا تقبل إلا ما هو محسوس ومرئي ماديا وبهذا فهي تقطع، على المدى البعيد، حبلها السري ( يعني الذي يغذيها ) وتضمحل وتدمر نفسها.
الخطأ الثاني : وهو عندما تخطيء ( من الخطيئة ) الشخصية بحق مبدأ الوحدة ( ولعله يعني الله تعالى ). وبعملها ضد ما تريده ذاتها العليا وروحها فإن الشخصية تعمل، كتحصيل حاصل، ضد مصلحة الوحدة العظمى ( ويعني النظام الكوني العادل الدقيق الذي خلقه الله ) لأن روحها مرتبطة معها ( أي الوحدة العظمى ) بشكل من أشكال الطاقة.
وفوق ذلك، فإن الشخصية تخطيء بحق مبدأ الوحدة إذا حاولت أن تملي رغبتها على موجود آخر بدون رضاه وبعكس رغبته. وهذا ليس فقط يعرقل من تطور هذا الموجود الآخر، وإنما، لكون جميع الأشياء مرتبطة ببعضها، يشوه مجال الطاقة الكوني ككل، أي تطور النوع الإنساني ككل.
ولم يعتمد باخ على الأعراض البدنية في التشخيص، بل على الحالات الروحية السلبية ولا شيء غيرها. وهذه تحصل من الصراع بين الشخصية ومحاولة إخراج ما تريده الروح إلى الواقع وهو ما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى المرض.
إلا أن هذه الحالات السلبية لا تتم مهاجمتها للقضاء عليها، وإنما بإغراقها بموجات متجانسة أعلى لكي تذوب كما يذوب الثلج في الشمس المشرقة حسب تعبير إدوارد باخ.
وكل من الأزهار يحوي طبيعة من طبائع الروح، أو أن له موجة طاقة معينة. وإن كل واحدة من هذه الطبائع في تجانس مع طبيعة روحية إنسانية، أو مع تردد من ترددات مجال الطاقة البشري. فالروح الإنساني يحوي كل الثماني والثلاثين طبيعة الموجودة في أزهار باخ كمستويات من الطاقة أو مزايا أو إشعاعات إلهية. وهذا من مصاديق قوله تعالى : " ونفخت فيه من روحي " عند ذكره آدم (ع ) وبدء الخليقة.
كيف إذن يعمل الدواء ؟.
إن لهذا الدواء المعين تردداً من الطاقة متجانساً كالذي في الطبيعة الروحية البشرية المعينة، إلا أنه غير مشوه مثلها بل في تناغمه الطبيعي. لذا إنه قادر على تأسيس علاقة مع تلك الطبيعة الروحية البشرية، وبواسطة موجاته المتجانسة يستطيع أن يعيد التجانس إلى الروح.
وبعبارة أخرى، فإن هذا الدواء الزهري يعمل كأنزيم يعيد تأسيس العلاقة بين الروح والشخصية في النقطة التي انقطعت فيها، وهو ما يمكن الروح من أن تعيد عمل اتصالاتها مع الشخصية. أو كما يقول باخ : يصبح الإنسان نفسه من جديد في النقطة التي أصبح فيها ليس نفسه.
التفسير الدينامينفسي :
وهو الذي ينظر إلى آثار العمليات العقلية والعاطفية في الطفولة على الإنسان بعد ذلك. ولنوضح عمل أدوية باخ الزهرية بمثال لكي نختصر.
ترغب الذات العليا أن تعبر عن طاقاتها بالثقة بالنفس والاستعداد لتقبل المخاطر من خلال الشخصية، فترسل إيعازات مناسبة من الطاقة فتستلمها الأنا في الشخصية. يفكر الشخص في فتح محل لبيع الصحف والمجلات. وباستعمال الطاقة القادمة من الذات العليا يبدأ هذا الشخص بتحقيق الفكرة بحماسة واندفاع. وبعد الدخول في تجارب إيجابية وسلبية يصبح بائعاً جيداً. فالذي حصل هنا هو إن إمكانية الذات العليا وجدت لها تعبيراً في الشخصية، وأصبحت الشخصية أكثر غنى.
ولكن، لا تصل الإيعازات القادمة من الذات العليا دائما بحيث أنها تستقبل وتدرك بهذا الشكل البسيط. غالبا، يحدث أن تجارب الطفولة المؤلمة، والتنشئة الخطأ والعوامل البيئية السلبية وغيرها تجعل هذه الرسائل من الذات العليا إلى الشخص تبدو غير مقبولة. و بذا فهو يحاول إسكاتها بردود فعل مختلفة كالخوف أو عدم التيقن أو فقدان الشجاعة أو الانسحاب أو عدم اتخاذ القرار. وهكذا توقف الإيعازات القادمة من الذات العليا في هذه اللحظة. إذن لا يمكن للإمكانية أن يتم إدراكها. وعوداً إلى مثالنا. إذا كان لهذا الشخص الذي يريد فتح محل بيع الصحف تجربة سابقة في ذهنه لوالده الذي أعلن إفلاسه في عمله عندما كان هذا الشخص طفلاً فقد يقول لنفسه : أنا لا أعتقد بأني أستطيع إدارة محل بيع الصحف، نعم قد يستطيع غيري ولكن ليس أنا. وهكذا يعجز هذا الصراع بين الإيعاز من الذات العليا ورد الفعل الإهمالي أو الانسحابي من هذا الإنسان من أن يغني الشخصية، بل بجعلها أفقر بشكل مضاعف. فهو من جهة أوقف إدراك الإمكانية الموجودة، وبالتالي وكنتيجة تم إيقاف طاقة ثمينة. ومن جهة أخرى فإن الصراع اليومي يستهلك طاقة نفسية إضافية، وهذه الطاقة لا تأتى من المصدر اللانهائي للذات العليا، وإنما من المصادر المتاحة للشخصية مما يحرم باقي المناطق من طاقة تحتاجها لأعمال معينة يجب أداؤها.
رسم عمل العلاج الزهري
والآن، أعط هذا الشخص الدواء الزهري المسمى "لاركس" ( وهو شجر من الفصيلة الصنوبرية ) وهو الذي يعطى لأولئك الذين يتوقعون الفشل والذين لا يعتقدون بأنهم قادرون كما هو حال من حولهم. فالذي يحصل هو أن هذا الدواء، كونه ذا موجة مساوية لتلك الإمكانية ( من الطاقة ) التي في الذات العليا والتي تريد أن تعبر عن نفسها، يستطيع إنشاء اتصال مع هذه الإمكانية. ثم هو يزيل ما أوقفها من الظهور وهذا يكون بمستوى طاقة أقل وغير متجانس، فيفرقه بطاقته العليا المتجانسة. ويمكن القول إن هذا الفعل يقوي من إمكانية الذات العليا بحيث إنها تصبح قادرة على اتخاذ المسار الصحيح لتذوب ما يعرقل إدراكها كلياً.
بعد بدء العلاج بفترة، يبدأ الشخص المريض بإدراك تصوفه السلبي، وعدم ثقته بنفسه، ويبدأ برؤية الأمور على ضوء جديد. يبدأ يقول لنفسه : ما جرى لوالدي ليس بالضرورة سيحصل لي، لماذا لا أستطيع فتح المحل وإدارته، أليس باستطاعة الآخرين عمل ذلك. يجب أن أبدأ العمل. وحتى إن لم ينجح، فعلى الأقل أكون قد تعلمت شيئاً من هذه التجربة.
تفسيرات لبعض الجماعات البشرية :
يقول الأستاذ التبتي "دجوال كول" بأن هناك رابطة مباشرة بين العقل الباطن والمملكة النباتية. لذا، يستطيع الإنسان أن يتصل بالطبيعة اللازمة للذات العليا في مستوى عقله الباطن من خلال النبات، و بذا إرجاع التجانس إلى نفسه.
وإن نظرة هذه الجماعة البشرية أو تلك، ممن ينظرون إلى المرض نظرة بديلة، ينظرون إلى المرض بأنه ينشأ في المستوى العاطفي أكثر منه في المستوى العقلي ( أي التفكير الخطأ أو المبادئ المفهومة خطأ )، أي في مستوى العواطف الباطنة وردود الفعل الفاعلة التي إما أن تكون معرقلة أو محفزة أكثر مما ينبغي.
واليوم، فإن العقارات من كل الأنواع كالنيكوتين والكحول والحشيش، والاستعمال المفرط للتلفزيون والموسيقى الصاخبة ( التي يتحول النوع الإنساني في الكثير منها إلى نوع حيواني محسن، بل إن الحيوان ليحافظ على توازنه أكثر فلا يجوز التشبيه ! ) وهذا الطوفان الهائل من المعلومات، كل هذا يعد حافزاً مستمراً لنا على المستوى العاطفي.
التشخيص :
يتم التشخيص بمحاورة الشخص المريض وذلك بطريقة تجعله يخرج ما في داخله مما يساعد المعالج على وصف الدواء المناسب. وبالطبع فإن وصف العلاج في حالة التشخيص الذاتي أو لأحد أولي القربى أو الأصدقاء ممن تعرف جيداً يكون أسهل بكثير.
وبمكن الرجوع للكتب الخاصة بأدوية باخ الزهرية حيث فيها وصف لكل الأدوية التي عددها 38 دواء. ويجب أن يكون هناك وصفاً لكل الأعراض الرئيسة والتفصيلية لكل منها، حيث لابد من الرجوع إليها إلى أن تصبح معروفة وهو ما قد يستغرق أعواماً من الاستعمال المتواصل لها.
وهناك بعض المبادئ العامة التي يجب مراعاتها عند التشخيص ليس هنا مجال شرحها إلا أن الأمر المهم هو أن التشخيص يكون بالتحسس الشعوري والعاطفي للمشكلة، أي معرفة الانفعالات والأحاسيس التي تقف وراء كلمات المريض. فهي ليست عملية عقلية فحسب.
الدواء :
يتم قطف الأزهار عندما تكون ناضجة تماماً، أي عندما تكون على وشك السقوط ففي هذا الحال تكون الطاقات الضرورية مركزة فيها. ويبقى محضرو هذه الأدوية الفاصلة الزمنية ما بين قطف الأزهار وتحضير الدواء إلى أقصر ما يمكن لكي لا تضيع أي كمية من الطاقة، وهنا تشترك العناصر الأربعة بكل قدراتها الهائلة في عمل الدواء. فالأرض والهواء يجلبان النبتة إلى نقطة النضوج، أما الشمس أي العنصر الناري فتحرر روح النبتة من جسمها، ثم يعمل الماء كواسطة.
ويبدو إن إدوارد باخ كان متحمساً لبساطة تحضير الدواء ومؤمناً بها إيماناً عميقاً بحيث كتب يقول : " ليس هناك أي ضرورة للعلم أو المعرفة لاستعمال الدواء طبعاً وإنما فقط الطرق البسيطة الموصوفة هنا، وإن الذين سيحصلون على أكبر فائدة من هذه المنحة الإلهية هم الذين يبقونها على حالتها النقية، بعيداً عن العلم، بعيداً عن النظريات، لأن كل ما في الطبيعة بسيط".
ويتم اقتناء الدواء بحالته المركزة، ثم يصار إلى تخفيفه بحيث تضاف قطرتين منه إلى كمية من الماء. وتستعمل مادة حافظة كخل التفاح إذا كانت الكمية تكفي لمدة قد تؤثر على جودة الدواء.
وتستعمل القطارة لتناول الدواء الذي يجب أن يتناول أربع مرات في اليوم على الأقل. هذا في الحالات الاعتيادية، أي على طول مدة علاج حالة مزمنة، أما في الحالات الشديدة فتضاف بضع قطرات من الدواء في قدح من الماء يتم ارتشافه تدريجيا في جلسة واحدة.
وهناك دواء محضر من خمسة أدوية ويسمى علاج الإنقاذ، وهذا يستعمل في الحالات الطارئة. وقد أنقذ حياة ما لا يعد ولا يحصى من الناس أثناء انتظارهم للمعونة الطبية بعد الحوادث. ففي هذه الحالات يجنح الوعي، أو العناصر الذهنية في الجسم، إلى الانسحاب من الجسم (الفيزياوي) و بذا يصبح غير قادر على بدء العمليات الشفائية الذاتية.
إن علاج الإنقاذ يمنع تلاشي الطاقات أو يعيدها بسرعة إلى طبيعتها. ومن ثم تبدأ عمليات الشفاء.
ومن الممكن الاستفادة من الدواء بطرق أخرى كالكمادات كما في حالات الالتهابات الجلدية. ويمكن أيضاً إضافة أدوية باخ الزهرية إلى الحمام المملوء بالماء. هذا ويحضر علاج الإنقاذ عادة، بالإضافة إلى النوع السائل، على شكل مرهم للاستعمال الخارجي.
وعند التشخيص، قد يكون مناسباً إعطاء المريض عدة أدوية. وهذا يمكن عمله بخلطها في زجاجة واحدة. إلا أن المعمول به هو عدم خلط أكثر من ستة أدوية في آن واحد، وبعد مدة يمكن إعطاء الأدوية الأخرى عندما لا تعود هناك ضرورة لبعض الأدوية التي كانت في الخلطة الأولى حيث حققت فائدتها. وهنا لا بد من إعطاء المريض الأدوية التي يحتاجها أكثر من غيرها، أي التي تعالج المستويات الروحية التي يؤثر عدم تجانسها الآن عليه بشكك أكثر من غيرها.
وأخيراً، فإن عدد الأدوية أي الثماني والثلاثين لا يمكن زيادته، فهو ثابت منذ زمن إدوارد باخ الذي اعتقد بأن هذه الأدوية نظام متكامل لعلاج كل الحالات المرضية أي كل الاختلالات في مستويات الطاقة جميعا. ولا أدري كيف يمكن التأكد من ذلك، أو كيف يمكن أن يدعي شخص موهوب كالدكتور باخ مثل هذا الإدعاء. وعلى كل حال، فهذا ما تقوله الكتب التي تبحث في هذا الموضوع. أما الأنواع فمنها ما هو زهرة النبتة، ومنها ما هو أوراق شجرة معينة كالصنوبر أو الزان، ومنها ما هو براعم شجرة أخرى، وهناك نوع واحد ليس بنبات وإنما ماء ينابيع غير ملوث من قبل المدنية الحديثة.
ردود الفعل والآثار الجانبية :
لا يحدث أي ضرر إذا وصف الدواء غير الصحيح. فإذا كان تردد الزهرة المستخلص الدواء منها ليس صحيحاً فإن الذات العليا تدرك ذلك، ومن ثم فهي لا تدخلها في نظام الطاقة. و بذا فليس لها أي تأثير، في حين أن جميع الأدوية الكيمياوية تؤثر على عمليات التمثيل الحيوية سواء كانت مناسبة للحالة أو لا.
وعندما يواصل الفرد علاجه الذاتي، أو علاج غيره، فإن المشاكل الواقعة في منطقة الحدود بين العقل الواعي والعقل الباطن تبدأ بالظهور، هذه المشاكل التي تبدو إنها يجب أن تدرك وإنها قابلة للحل الآن. عندما يحدث ذلك فإن الإنسدادات ( أي ما يوقف الإمكانية من أن تدرك )، كما دلت الخبرة العملية، تبدأ بالذوبان بترتيب عكسي ومنذ عهد الطفولة. وهنا تحدث أزمة الشفاء بشكل خفيف أو شديد في الوعي، والتي قد تكون ضرورية أحياناً. وهكذا، قد تظهر إلى السطح مشكلة قديمة، وتظهر بشكل مؤلم، إلى أن يمكن تحريك دافع كاف لتحقيق التغيير. وبالطبع، وكما ذكرنا مراراً من قبل، ليس هناك رد فعل مشترك للجميع لأن لكل شخص فردية متميزة ومشاكل متميزة.
وتعطي الكتب الخاصة بأدوية باخ الزهرية وسائل مختلفة لتيسير معرفة المشاكل الذاتية وبالتالي لحلها. فعلى سبيل المثال يمكن أن تستعرض حياتك لترى ماهية التغير الذي حصل لك. هل كنت في الطفولة مرحاً أم انطوائياً، هل كا هناك مشاكل بيتية أو خاصة يمكن أن تكون قد أثرت عليك سلبياً، هل كنت تتمتع بتركيز جيد أم كنت دائماً في عالم آخر، إلى غير ذلك مما لا يحصى من الاحتمالات. ثم هل حصلت لك حادثة هزت كيانك بحيث إنها غيرت مما كنت عليه. ثم انظر إلى نفسك في اللحظات التي تبدو لك فيها شخصيتك في نقاط ضعفها وخصائصها السلبية، في اللحظات التي يجب أن تتخذ فيها قراراً أو عند حدوث أزمة مع شخص آخر أو غير ذلك. وليس في المجال ولا من غاية الكتاب التفصيل في هذا، إلا أنني أردت أن أوضح كيف إن هذه الطريقة العلاجية سهلة من جانب وصعبة من جانب آخر. فهي سهلة لسهولة الحصول على العلاج، فحتى لو كنت في بلد ليس فيه أي نوع من أنواع الطب البديل وليس هناك معرفة بهذا الموضوع فإنك لا تحتاج إلا إلى أن تقتني زجاجات الأدوية المركزة مع كتابين أو ثلاثة مفصلة في هذا الموضوع لكي تبدأ العلاج وتواصله. وهو سهل من ناحية تناول العلاج، أعني طريقة تناوله اليومية. وهو صعب لأنه يحتاج إلى معرفة النفس، وهذه قد تكون صعبة عند الكثيرين.
أما عن ردود الفعل المعينة عند تناول الدواء، فهناك من تؤثر فيه الجرعة مباشرة إذ تبدو عيناه أكثر نعومة أو أكثر روحانية وذلك بمجرد أن حصل الاتصال بين الدواء والذات العليا. وكثيراً ما يحدث أن يتنفس الإنسان نفسا عميقاً بعد الجرعة وهو ما يدل على إحساس بالراحة في مستوى الطاقة.
ويتجاوب الأشخاص متفتحو الذهن والمهتمون بالعالم غير المادي بشكل أسرع من أولئك الذين يرفضون قبول هذه الأفكار أصلاً، ويحاولون في اللاوعي أن يخرسوا صوت ذواتهم العليا مرة بعد مرة، أي أولئك الذين يتجهون نحو إسكات مشاكلهم عوضا عن حلها.
ويستجيب كبار السن، وخصوصا أولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة، بشكل أبطأ لأدوية باخ الزهرية لأنهم قد أصبحوا متقولبين في كياناتهم النفسية.
أما المرض بأمراض خَلْقية أو بأمراض ميئوس منها فإنهم دائماً يستجيبون للعلاج. والسبب هو أن الاتصال الجديد مع الروح سيقود، بوعي أو لا وعي، إلى تعامل فكري ونفسي جديد مع المرض بحيث يأخذ شكلاً جديداً من السكون والسلام العقلي والتفكير الإيجابي. فالكثير من المرضى الراقدين في المستشفيات يقضون أيام عمرهم الأخيرة بألم أقل، وبتجانس أكثر واحترام وذلك بفضل أدوية باخ الزهرية.
ويمكن أن تحصل زيادة في الأعراض كما يحصل في الطب البديل بفروعه المختلفة. إلا أن ذلك لا يدوم إلا لفترة زمنية قصيرة. وهناك سبب جيد لهذا، هو أن الجزء الذي كان نائماً أو مشلولاً لفترة من الزمن قد امتلأ بالحياة من جديد و بذا، فإن فكرة مؤلمة كان قد تتم إسكاتها لسنين قد تظهر إلى السطح من جديد باحثة عن حل لأنها لم تحل في حينه. ومثلما يحدث في المعالجة الطبيعية عندما يبدأ الجسم بطرد السموم فتحصل زيادة في الأعراض يحصل في الأدوية الزهرية، ولكن على المستوى الروحي.
إلا أن هناك أمر مؤكد، وهو ما يطمئن، وهو إن ما يظهر من اللاوعي لا يمكن أن يكون أعظم من أن يستطيع الشخص أن يتحمله. ففي الأدوية الزهرية من المستحيل أن تحدث أزمة شفاء اصطناعية، لأن هذه الأدوية تسند الذات العليا فحسب وهي الطبيب الداخلي الذي يوجه كل شيء، دائماً، في مصلحتنا.
مدة العلاج :
ليس هناك وقتاً محدداً لإتمام العلاج لأن كل حالة تعتمد على عوامل مختلفة. إلا أنه من الواضح، وكما هو الحال مع باقي العلاجات، هو أن الحالات المزمنة تستغرق في علاجها وقتاً أطول من الحديثة. كما أن لشدة الحالة دوراً في مدة العلاج. ولعل من أهم العوامل المؤثرة على مدة العلاج، بل وحتى نجاحه، هو الجو المحيط والذي يجب أن يكون مناسباً لمساعدة الشخص على المضي في علاجه بالشكل الصحيح لتحقيق النتائج المرجوة.
وهناك في بعض الأحيان طرق أخرى من المفيد عملها مع هذا العلاج لتحقيق أفضل النتائج. ومن هذه الطرق اليوغا، أو التمارين الرياضية الخفيفة، وأيضاً الجمع بين تمارين الاسترخاء وأدوية باخ الزهرية، أو حتى جلسات التصوير الذهني وأدوية باخ الزهرية.
وفيما يخص تمارين الاسترخاء وجلسات التصوير الذهني فإنها تكون أكثر فعالية كلما تم تكرارها أكثر. ويصبح هذا أكثر ضرورة في الحالات المزمنة والشديدة. ونفس الشيء ينطبق على أدوية باخ الزهرية، فإنه في بعض الحالات يجب أن تزاد جرعات الدواء اليومية عن الأربع وهي التي قلنا إنها تمثل الحد الأدنى.
مع الطرق العلاجية الأخرى :
ليس هناك ما يمنع من الاستفادة من جلسات التصوير الذهني أو التنويم المغناطيسي مع أي علاج آخر. ولكن، إذا كان العلاج الأخر هو الطب المتداول وكان الدواء الموصوف ذا آثار جانبية سيئة فإنه سيقضي على الكثير من فائدة هذه العلاجات الذهنية. ولا أقصد هنا أن الفائدة من الجمع بين العلاجات الذهنية والطب المتداول من الضآلة بحيث ليس هناك داع للجمع بينهما، ذلك لأن الكثيرين من مرض أمراض خطيرة كالسرطان استفادوا كثيراً من التمارين الإسترخائية وجلسات التصوير الذهني والتنويم المغناطيسي في الوقت الذي لم يكن علاجهم الأصلي سوى العلاج المتداول من أقراص أو علاج كيمياوي أو علاج بالأشعة أو حتى عمليات جراحية.
أما أدوية باخ الزهرية فقد ذكرنا فيما سبق بأنها لا تتعارض مطلقاً مع أي علاج لأنها تتعامل مع جميع مستويات الطاقة وبشكل علوي مهيمن، كما إنها لا تتداخل مع عمل أي علاج آخر إن كانت غير مناسبة لأنها، وكما ذكرنا، ستكون مدركة من الذات العليا بأنها غير مناسبة للخلل الحاصل ومن ثم لن يكون لها أي تأثير سلبي على أي علاج آخر.
ومن العلاجات التي أثبتت التجارب العملية نجاح جمعها مع أدوية باخ الزهرية العلاج النفسي ( PSYCHOTHERAPY ). فهنا يقول المعالجون النفسيون إن الوصول إلى المراحل الضرورية من العلاج يتسارع عندما تستعمل الأدوية الزهرية، وإن بعض المرض الذين يصعب علاجهم أو التعامل معهم يصبح علاجهم ممكنا بعد مدة من تناولهم لا للأدوية الزهرية.
ومن الباحثين من يوصي بالأدوية الزهرية في فترة الحمل، وبعدها منذ الولادة وحتى بضع سنين من عمر الطفل لأنهم يعتقدون أن معظم الاختلالات العقلية منشأها في السنوات السبع الأولى من الحياة، وخصوصا السنة الأولى.
هذا وقد ذكرنا في أعلاه أن الجمع بين اليوغا والتمارين الإسترخائية وجلسات التصوير الذهني وأدوية باخ الزهرية نافع جداً بل وضروري في بعض الحالات لتحقيق أفضل النتائج، أو للإسراع في العلاج.
حالات واقعية :
1- ذكرنا فيما تقدم من الكتاب حالة السجين الأمريكي المصاب بسرطان الأمعاء والكبد، والذي استطاع أن ينقذ حياته حقاً باستعماله النظام الغذائي المسمى الماكروبايوتكس إضافة إلى تمارين اليوغا وجلسات التصوير الذهني. ومحل الشاهد هنا هو الأخيرة. فقد زاد "نيل سكوت" من الوقت الذي يقضيه في التصوير الذهني، حيث كان يرى كبده طائفاً فوق لوس أنجليس بشاربه الكبير العظيم الذي كان يتموج على نسيم المحيط الهادي ويقول سكوت بأن ذلك كان يجلب له المرح. وعندما كان يقوم بتمارين اليوغا، كان يقوم بتصوير ذهني. وفي أحد التمارين الخاصة بالكبد كان يرى، في ذهنه، أن خلايا السرطان تغادر جسمه أثناء ما كان ينحني ويضغط مرفقيه على جسمه.
2- امرأة تعرضت لحادث سبب لها شللاً فيما تحت الخصر. إلا أن الشلل لم يوقف ألماً شديداً جداً في هذه المنطقة، أي القسم الأسفل من جسمها. وبعد العلاج بالتنويم المغناطيسي على يد معالج ياباني اختفى الألم. إلا أنه عاد للظهور بعد سنتين ونصف مما دعا المريضة إلى الاتصال بدكتور آخر حيث كانت قد عادت إلى موطنها في أمريكا. وعندما حضرت المريضة إلى عيادة الدكتور الأمريكي "كرافتز" أزال لها الألم في 30 ثانية وكل ما فعله الدكتور هو رفع كفه أمامها، ثم جلب إبهام وسبابة كفه سوية ببطىء. وعندما أصبحا متلاصقين اختفى الألم. وتفسير الأمر هو إن المريضة كانت تبحث عن جرعة مقوية للعلاج الياباني، ولما كانت تعلم أن الدكتور الأمريكي يفعل ذلك استجابت في التو واللحظة.
3- ذكرنا كيف أن الدكتور الإسكتلندي " جيمس أيسديل " نجح في عمل آلاف العمليات الجراحية معتمداً في التخدير على التنويم المغناطيسي ولاشيء غيره.
4- في أثناء الحرب العالمية الثانية، بداً أحد البحارة البريطانيين هادئاً ومسترخياً، إلا أنه فقد شعر رأسه وجسمه تماماً. ولم تنفع جميع العلاجات التي وصفت له. ولما كان هناك احتمال أن يكون سبب تساقط شعره هو الخوف المكبوت والأحوال الخطرة التي مر بها، فقد أعطى علاج الإنقاذ الزهري بحيث يتناوله كقطرات وأيضا لمسح جسمه خارجياً. وبعد عدة أسابيع تغطت جمجمته من جديد بالشعر القصير الجديد.
5- طفلة عمرها 16 شهرا، جذبت غطاء الطاولة فسقط عليها إبريق الشاي الساخن مما سبب حروقاً شديدة في رأسها وكل جانب جسمها، وأدخلت المستشفى. إلا أن الأم أعطتها علاج الإنقاذ مباشرة، وتناولته هي أيضاً بحيث كانتاً هادئتين عندما وصلتا إلى المستشفى. ولكن لم يكن للأطباء أن يمنحوا الأم أي أمل بإنقاذ ابنتها لما رأوا درجة الحروق. أما الأم فلم تفقد الأمل، وواصلت علاج ابنتها طوال ذلك اليوم واليوم الذي تلاه وذلك بمرهم علاج الإنقاذ على مناطق الحروق. وقد سمح لها الأطباء بذلك لأنه لم يكن لديهم ما يفعلونه لإنقاذ حياة الطفلة. وبانتهاء اليوم الثاني اختفى الكثير من الأعراض البدنية، فلم تعد الحروق حارة عند اللمس واختفى الألم تماماً. وبدأ الجلد الجديد بالظهور في اليوم الثالث، وبدون أية علامات. وفي اليوم الخامس أخرجت الطفلة من المستشفى واعتبر ما حصل على أنه معجزة!.
6- امرأة عمرها 28 سنة في حالة ولادة، وكان الطلق جيداً وتعاملها مع الحال جيداً. إلى إنها، وبعد مدة بدأت بفقدان طاقتها وثقتها بنفسها. أعطيت خلطة من أدوية باخ الزهرية بمعدل عدة قطرات بعد كل تقلص. وبعد الجرعة الأولى فقط، بدأ التغير الكامل على تعابير وجهها، وأصبحت متهيئة لتغيير وضعها، ومباشرة بعد ذلك شعرت بأن الولادة أصبحت قريبة جداً.
إن كل عملية ولادة تمثل صدمة للأم والجنين، لذا فإن إعطاءهما الدواء الزهري المسمى نجمة بيت لحم ( الصاصل الخيمي ) يساعدهما جميعاً. ويمكن أن تأخذ الأم علاج الإنقاذ لعدة أيام قبل الولادة وعدة أيام بعدها.
صبي عمره 8 سنوات، طلبت مدرسته أن يتم نقله إلى مدرسة أخرى لأن سلوكه أصبح غير محتمل. فهو غير مهتم ولا متحمس للدروس، وكان غير اجتماعي مع زملائه ومتعجرف، ومتقلب المزاج. وكان في بعضن الأحيان يهاجم زملاءه وحتى مدرسته. وكانت أدوية باخ الزهرية المحاولة الأخيرة لوالديه بعد أن فشلت جميع الوسائل الأخرى. وبعد ملاحظة المعالج ومراقبته للطفل لمدة، لاحظ أنه يحب أن يلعب الشطرنج وكان دائماً متقدما ثلاث أو أربع نقلات في عقله. أعطاه دواء "برعم الكستناء" لتعلمه الفاشل للدروس والذي كان في الحقيقة بسبب فعالياته العقلية القوية أكثر من اللازم. وأعطاه الدواء "امبايشنس" لنفس السبب، وكذلك لسلوكه غير الاجتماعي. وأخيرا ً"مملاس" لسلوكه الانسحابي عموماً. وبعد أسبوعين من تناول هذه الخلطة تغيرت أحواله في المدرسة بشكل لا يصدق. مع ذلك، كان لا يزال يظهر بعض الغلظة مع الآخرين، وأصبح يعاني من الكوابيس ويمشي في نومه. أضاف المعالج الدواءين، "اسبن" ( الحور الرجراجي ) و "هولي" ( ايلكس ) إلى الخلطة. وبعد أسبوعين آخرين اختفت عدائيته اتجاه زملائه وبدأ بعمل صداقات وعاد نومه طبيعياً.
آسف على الأطاله
المختبر
|
|
|