كاتب الموضوع :
وردة ليلاس
المنتدى :
البحوث الأدبية
منظومة متكاملة لعلاج وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
محمد علي جاسم: خدمات طبية واجتماعية وتعليمية متكاملة للمعاقين في الرميلة
د. فضيلة الراوي: مشكلة الإعاقة تظهر بدايات عمر الطفل وتأهيل الأطفال حركياً وعقلياً في المستشفى فايزة الدرويش: 87 طالباً من متعددي الإعاقات يدرسون بقسم التعليم الخاص حتى الرابع الابتدائي
تتعدد الجهات الرسمية والأهلية التي ترعى ذوي الاحتياجات الخاصة في قطر على اختلاف أعمارهم وأنواع الإعاقات التي يعانون منها، ومن هذه الجهات وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية بمرافقهما الطبية المتعددة، والجمعية القطرية لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة والمراكز التطوعية المتفرعة عنها، ومركز الشفلح لذوي الاحتياجات الخاصة.
ولكن يبقى أن الإعاقة في الأساس هي مشكلة صحية تحتاج في علاجها إلى منظومة شاملة يكون الأساس فيها هو الطبيب وأخصائي العلاج الوظائفي والطبيعي وعلاج النطق، وذلك إلى جانب جهود الأسر والأهالي وجهات الرعاية التربوية.
وفي التحقيق التالي إضاءات حول أوجه الرعاية الصحية المقدمة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف مساعدة هذه الفئة وأسرهم على التعايش مع الإعاقة دون خجل ودون مضاعفات أخرى مصاحبة لها.
يتولى قسم تأهيل الأطفال المعاقين في مستشفى الرميلة العناية الطبية الأساسية بحالات الاعاقة المختلفة التي يتم اكتشافها بين الأطفال في الأعمار المختلفة وذلك إما بمعرفة أطباء الولادة أو بمعرفة الأطباء الاختصاصيين في قسم التأهيل، ويوفر هذا القسم الخدمات العلاجية والتأهيلية لهذه الفئة من الأطفال وهو سيقبل نحو 2800 حالة سنوياً في العيادات الخارجية والأقسام الداخلية بالمستشفى سواء بغرض العلاج أو التشخيص، ويعالج من هذا العدد فعلياً ما لا يقل عن 1500 حالة تستدعي التدخل العلاجي والتأهيلي.
يقدم مستشفى الرميلة خدمات إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في ثلاث نواحٍ أساسية هي: الجانب الطبي والجانب الاجتماعي والجانب التعليمي، ويقول السيد/ محمد علي جاسم الجسيمان مدير المستشفى: إننا ننظر إلى الطفل المعاق كحالة كاملة وليس مجرد مريض، وبذلك فنحن نهتم بتوفير أوجه الرعاية المتكاملة لهذه الحالة والتي تشمل الخدمات العلاجية والخدمات الاجتماعية والخدمات التعليمية أيضاً، ويضيف الجسيمان أن أولى هذه الخدمات تتم من خلال اكتشاف الإعاقة أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة أو في مراحل نمو الطفل المختلفة وبعد ذلك يحول الطفل لتلقي العلاج الإكلينيكي والتأهيلي في مستشفى الرميلة من خلال أقسام: العلاج الوظائفي، وتأهيل الأطفال، والعلاج الطبيعي، وعلاج النطق، وفي قسم الأطفال الداخلي بالمستشفى يعالج 24 مريضاً من الأطفال وهم يقيمون إقامة دائمة في المستشفى، كما يرقد في العناية طويلة المدى بالرميلة 28 مريضاً وقد دخلوا هذه الوحدة صغاراً ووصل بعضهم إلى سن العشرين فيها، إضافة إلى ذلك فإن العيادة الخارجية تعالج 200 طفل شهرياً نصفهم من القطريين.
ويشير الجسيمان إلى قانون معاملة الطفل غير القطري من ذوي الاحتياجات الخاصة معاملة نظيره القطري فيما يتعلق بالاستفادة من الخدمات العلاجية والتأهيلية، وبذلك فإن هذه الخدمات تقدم لهذه الفئة مجاناً من جميع الجنسيات من المقيمين في قطر. أما عن الخدمات الاجتماعية المقدمة للطفل المعاق فيقول مدير مستشفى الرميلة: إنها تتم من خلال جلسات الإرشاد النفسي والاجتماعي التي تجري مع الطفل المعاق وأسرته حيث يتم تعريف الأسرة بمعنى الإعاقة والخدمات المطلوب توافرها للطفل حتى يتم علاجه وتأهيله ودور الأسرة في العلاج خاصة أن الطفل يمكث يومياً في بيته أكثر مما يتردد على المستشفى بالطبع وإضافة إلى ذلك فإن الدور الاجتماعي للمستشفى في حالات الإعاقة يهدف بالأساس إلى حث الأسر التي لديها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة على اللجوء للمستشفى بغرض العلاج، ومحاربة ظاهرة الخجل الاجتماعي من مشكلة الإعاقة والتي تضر الطفل المريض في النهاية.
ويشير مدير مستشفى الرميلة إلى الخدمات التعليمية التي يوفرها المستشفى للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وذلك من خلال قسم التعليم الخاص بالرميلة والذي يقدم خدمات تعليمية لنحو 100 طفل من أصحاب الإعاقات المتعددة حتى عمر 12 عاماً، حيث يتم تعليمهم حتى الصف الرابع الإبتدائي وينتقلون بعدها لإستكمال دراساتهم في المدارس العادية التابعة لوزارة التربية والتعليم.
ويطالب الجسيمان الأسر والأهالي ممن لديهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع جهود المستشفى لرعاية هذه الفئة والاهتمام بمسألة الدمج الاجتماعي لهم كأسلوب ضروري ضمن المنظومة الطبية - الاجتماعية لعلاج وتأهيل هذه الفئة.
وتقول الدكتورة فضيلة الراوي استشارية ورئيس قسم تأهيل الأطفال أن الحالات المرضية للأطفال المعاقين تحول للقسم إما من وحدة الأطفال حديثي الولادة أو وحدة الأطفال الخدج بمستشفى الولادة، أو من أطباء قسم الأطفال بمستشفى حمد العام أو يتوجهون مباشرة إلى قسم تأهيل الأطفال بالرميلة أو من المراكز الصحية التي تحول هذه الحالات إلى القسم، كما يتصل مع أطباء التأهيل الاخصائيون في أقسام العلاج الطبيعي والوظائفي وقسم التخاطب حين يرون ضرورة اشتراك الطبيب الأخصائي في وضع خطة علاجية للحالات التي يتعاملون معها. وتضيف الدكتورة فضيلة الراوي: هنا يتم تقييم كل حالة من قبل الأطباء المتخصصين ولدينا 8 عيادات أسبوعية تستقبل هذه الحالات، وقسم من هؤلاء الأطفال يظهر لديهم تأخر وعي ذهني، أو تصلب أو رخاوة أجهزة الإحساس بالجسم، أو نوبات الصرع المصاحبة وأحياناً يعانون من شدة التطور السلوكي والنفسي.
وتشير الدكتورة فضيلة الراوي إلى أنه يتم في البداية إجراء مقابلة مطولة مع الطفل والأهل لبحث تاريخه المرضي وتؤخذ معلومات كاملة عن فترة الحمل والولادة وتطور نمو الجنين في الأسابيع والشهور الأولى للحمل، كما يتم الوقوف على تاريخ التطور الذهني والحركي للطفل بعد الولادة، ثم يفحص فحصاً شاملاً لجميع أجهزة الجسم والأعصاب ويلاحظ أي خلل في تكوين الطفل جسدياً أو عقلياً، وتوضح الدكتورة فضيلة أن مشكلة الإعاقة تظهر في الغالب لدى الطفل بعد الولادة خلال الأسابيع الأولى من عمره أو الأشهر الأولى وقد تتأخر الأعراض لتظهر بعد سنوات حين يلاحظ الأهل اختلاف سلوك الطفل عن بقية أقرانه. وتضيف أن المظاهر الواضحة لمشكلة الاعاقة قد تظهر بعد الولادة بسبب تعرض الطفل لاختناقات أو تعقيدات الحمل، وهنا نلاحظ أن هذا الطفل بعد الولادة يكون شديد الشحوب في الوجه، ولا يبكي ويتنفس بصعوبة مع هبوط دقات القلب وعلامات أخرى منها السكون الحركي، وإذا لم يتحسن الطفل خلال الأيام الأولى بعد هذه الأعراض فيبدو أنه سيعاني لاحقاً من أعراض الإعاقة.
الحمل وأسباب الإعاقة
ومن أبرز مشاكل الحمل التي يمكن أن تتسبب في حدوث الإعاقة لدى الأطفال تسمم الحمل والذي يتميز بارتفاع شديد في ضغط دم الأم الحامل مع وجود زلال في البول، ومن مشكلات الحمل أيضاً الصرع للحوامل، أو نقص نمو الطفل بسبب مشاكل المشيمة أو إصابة الطفل بالتهابات معينة خصوصاً في الشهور الأولى للحمل، أو الحوادث التي تصيب الأم الحامل كالنزيف أو السقط أو نزف قبل الولادة وذلك يتطلب مراجعة مستمرة من الأم الحامل لطبيبها وقياسات مستمرة لنسبة السكري في الدم وضغط الدم ومعالجة مشكلات الحمل المختلفة، إضافة إلى ذلك فإن الأطفال الخدج الذين يولدون قبل اكتمال موعد الولادة يتعرضون لمشكلات صحية بسبب عدم اكتمال نمو أجهزة الجسم وخصوصاً أولئك الذين يقل وزنهم عن كيلو غرام واحد عند الولادة.
وتشير الدكتورة فضيلة الراوي إلى نوعية من حالات الإعاقة للأطفال والتي تعالج بقسم التأهيل ومنها حالات بسيطة من الشلل الدماغي أو تأخر التطور النمائي البسيط وتأخر الكلام، وهذه الحالات يتم تقييمها في العيادة الخارجية وتعالج من خلال أقسام التأهيل أو العلاج الوظائفي أو الطبيعي أو علاج النطق ونسبة نجاح العلاج فيها كبيرة. أما الحالات التي تحجز داخل قسم التأهيل فهي الحالات المرضية الشديدة وتشمل الشلل الدماغي بمختلف أنواعه والتخلف العقلي الشديد خصوصاً تلك المصاحبة للتشوهات الكروموسومية (الصبغية) أو تلك التي تحدث بسبب خلل في عملية التمثيل الغذائي (الأيض)، كما تتم متابعة حالات التوحد لأنها تحتاج عناية طبية مستمرة، وحالات الصرع الشديد وحالات قلة التغذية الشديدة وصعوبة البلع. وتضيف رئيسة قسم التأهيل أنه يوجد بالقسم شعبة عناية يومية لأطفال الشلل الدماغي والتخلف العقلي وحالات متلازمة داون بإشراف أخصائي تعليم خاص لتدريب هؤلاء الأطفال على برامج التأهيل، ويتم تدريب نحو 18 طفلاً في كل جلسة كما يدرب آخرون على مهارات الكتابة والمهارات اليومية. وإضافة لذلك توجد وحدة داخلية تستوعب 28 طفلاً وتتراوح مدة البقاء في الوحدة بين 3 - 6 شهور، وهي للحالات التي تحتاج أجهزة للمساعدة على التنفس أو التغذية ولا يمكن لهم العناية بالمنزل وتتراوح أعمار هؤلاء في الوحدة بين سنة واحدة و15 سنة. كما يعالج بقسم التأهيل 52 طفلاً يعانون من مرض التوحد وأحيل بعضهم للمتابعة في مركز الشفلح، كما يوجد 30 طفلاً لديهم تصرفات مشابهة للتوحد واضطرابات سلوكية أخرى.
العلاج الوظائفي للأطفال
ومن الأقسام العلاجية المهمة في مستشفى الرميلة والتي تهتم برعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال، قسم العلاج الوظائفي والذي يهتم بعلاج وظائف الحركة لدى الأطفال المعاقين حركياً من أصحاب النمو غير المتأخر، كما يعالج القسم أيضاً أصحاب الإعاقات العقلية أو أصحاب الإعاقتين معاً، إضافة إلى ذلك يقوم أخصائي العلاج الوظائفي بتدريب الأهالي والأسر على كيفية التعامل مع الطفل المعاق لديهم وتنمية مهاراته الحركية ووظائف الأعضاء.
وتقول كارولين فران رئيس قسم العلاج الوظائفي أن الأطفال الذين يتم علاجهم هناك يحولون من قبل أطباء ذوي الاحتياجات الخاصة أو طبيب التأهيل بمستشفى الرميلة ومن ثم تتم دراسة كل حالة على حدة وتحديد نوعية ودرجة الإعاقة ثم وضع خطة للعلاج لكل حالة، حيث يتم فحص الطفل جسدياً واكتشاف درجة نموه الجسدي والعقلي والحركي أيضاً، وتضيف كارولين فران: إن أغلب الحالات التي يتم علاجها بقسم العلاج الوظائفي من حالات الشلل الدماغي، وهؤلاء يعانون إعاقة حركية ولكن قدراتهم العقلية سليمة في الغالب، إضافة إلى أطفال متلازمة داون (الطفل المنغولي) وهؤلاء أكثر إعاقتهم عقلية، ويعالج هذا القسم الأطفال من عمر شهر واحد وحتى 10 سنوات، وتحدد كارولين وصف الإعاقة الحركية للأطفال بأنها تنتج عن شد في العضلات يمنعهم من الحركة الطبيعية لليدين والإمساك بالأشياء أو المشي، كما يعاني قسم آخر من الأطفال من زيادة الحركة غير الطبيعية بدون تفكير مسبق أو رخو بالعضلات.
وتستقبل العيادة الخارجية بقسم العلاج الوظائفي حوالي 400 طفل شهرياً، ويحصل هؤلاء على جلسات علاجية تتراوح بين جلستين وثلاث جلسات أسبوعياً وكل منها يستغرق نحو 30 - 45 دقيقة من خلال إثنين من أخصائيي العلاج الوظائفي، وهناك حالات أخرى من الأطفال يتلقون علاجاً يومياً بالقسم وفق برنامج علاجي مكثف بواقع 353 طفلاً شهرياً ويستمر العلاج من الصباح وحتى فترة الظهيرة، إضافة إلى وجود (22) طفلاً من أصحاب الإعاقات الشديدة يقيمون داخل المستشفى وخلال برنامجهم العلاجي يتم التركيز على تنمية قدرات الإحساس والإدراك لديهم وذلك باستخدام وسائل علاجية متعددة ومنها الموسيقى.
وتشير كارولين فران إلى تطور مفهوم العلاج الوظائفي ووسائله العلاجية فأصبح يعتمد على الألعاب الترفيهية للطفل كوسيلة أساسية للعلاج حيث تعمل هذه الألعاب على تشغيل عقل وقدرات التفكير لدى الطفل المعاق والتي تتلاءم مع عمره وتنمي حركة اليدين لديه، إلى جانب أجهزة أخرى تساعده على الوقوف أو الجلوس أو الحبو.
وتشير رئىسة قسم العلاج الوظائفي إلى أن رحلة العلاج تبدأ بعد التشخيص من عمر الولادة وحتى 6 سنوات، ذلك أن علاج الإعاقة لابد أن يبدأ في فترات مبكرة من عمر الطفل، وتتراوح مدة العلاج بين 5 سنوات أو أقل أو أكثر وذلك بحسب كل حالة مرضية ومدى تعاون الأهل مع خطة العلاج المتخصص داخل البيت بعد العودة من المستشفى، أما الحالات شديدة الإعاقة فيضطر الأخصائي إلى علاجهم المكثف في المستشفى وبعد 4 سنوات يتم تقييم نجاح العلاج، وتؤكد كارولين فران أنه إذا استمرت المتابعة في خطة العلاج بنجاح فإن نسبة النجاح العلاجي تصل إلى 98% لبعض الحالات، ولكن كل هذا يعتمد على تشخيص الحالة وتجاوب الأهل والأسرة مع خطة العلاج داخل المنزل والتي تستمر 24 ساعة في حياة الطفل داخل المنزل، ذلك أن دور الأخصائي لا يتعدى 25% فقط من عوامل نجاح العلاج الشامل، ومن جانب آخر فإن تشخيص بعض الحالات لا ينبئ بنسبة نجاح كبيرة في العلاج وخاصة إذا تم التشخيص في وقت متأخر بعد حدوث الإعاقة وتفاقم المشكلات المرضية الناتجة عنها.
التعليم الخاص بالرميلة
ويؤدي قسم التعليم الخاص بمستشفى الرميلة الدور التربوي في إطار منظومة الرعاية الشاملة التي تقدمها الدولة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأسس هذا القسم عام 1984 في تعاون مثمر بين قطاعي الصحة العامة والتربية والتعليم، ذلك أن تحقيق التأهيل الشامل للطفل جسدياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً لا يمكن أن يتم بغير الأنشطة التعليمية المتنوعة والتي تنمي قدرات الطفل المعرفية وميوله واتجاهاته باستخدام أساليب مختلفة عن تلك المتبعة في البرامج التعليمية العادية، ويتم ذلك التعليم الخاص بأسلوب يعتمد على إندماج الطفل في المواقف التعليمية والإكثار من الوسائل التعليمية الحسية والألعاب التربوية لتكوين مفاهيمه وتنمية مهاراته وبناء شخصيته.
وتقول فايزة الدرويش رئىس قسم التعليم الخاص بمستشفى الرميلة إن فلسفة دور هذا القسم تعتمد على تقديم مجموعة متكاملة من البرامج التعليمية والأكاديمية والاجتماعية والبرامج التأهيلية، وتشمل العلاج الإكلينكي والطبيعي والوظائفي للأطفال من ذوي الإعاقات المتعددة بحيث تكسبهم هذه البرامج القدرة على تكوين الشخصية القادرة على التكيف الاجتماعي السليم والاندماج في المجتمع. وتضيف فايزة الدرويش: إن قسم التعليم الخاص يستهدف بالأساس الأطفال الذين يعانون من الإعاقات المتعددة بشرط أن يكونوا قابلين للتعلم، ولكنهم غير قادرين على الالتحاق بمدارس وزارة التربية والتعليم نظراً لظروفهم الصحية، وحاجتهم للعلاج والتأهيل وتتراوح أعمارهم من المقبولين في القسم بين عامين ونصف وحتى 14 عاماً، وتم تسجيل 87 طالباً في العام الدراسي الحالي 2001-2002 يدرسون من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الرابع، وتعتمد عملية التعليم الخاصة بهؤلاء على تنمية وتطوير مهاراتهم الحسية والإدراكية والمفاهيم الأساسية لديهم للتعلم، وتحسين المهارات الاجتماعية والتكيف السليم، وتحسين مهارات الحياة اليومية والعناية بالذات، وتحقيق تعاون بين الأسرة ومشرفي القسم لتنسيق الجهود بين الطرفين لأجل تنمية مهارات الطفل وإشراك الأسرة في إنجاح عملية التعليم لابنها، كما ينسق القسم مع خدمات المستشفى العلاجية الأخرى كالعلاج الوظائفي والطبيعي وعلاج عيوب النطق، وتعليم الأطفال الذين يعانون من إعاقات حركية فقط وفق مناهج التربية والتعليم وذلك حتى نهاية الصف الرابع الابتدائي ويحولون بعدها إلى المدارس النظامية لاستكمال المسيرة التعليمية، كما ينظم القسم محاضرات وندوات دورية تثقيفية للأمهات والأسر حول طرق العناية بالطفل المعاق.
شروط التعليم الخاص
وتشير رئىسة قسم التعليم الخاص إلى أن قبول الطفل المعاق في القسم يتطلب أن يكون من متعددي الإعاقات وقابل للتعليم وأن تكون نسبة ذكائه 45 % فما فوق وذلك بناء على اختبارات الذكاء الرسمية المقننة، وأن يتراوح عمره بين ثلاث سنوات - ونصف السنة و 5 سنوات عند بداية قبوله في القسم بعد إخضاعه لملاحظة تتراوح بين أسبوع إلى 3 أسابيع لمعرفة مدى تكيفه في الجو المدرسي، وتضيف فايزة الدرويش: أن الجمعية القطرية لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة تبرعت بإنشاء مبنى مستقل للقسم داخل مستشفى الرميلة وهو يستوعب 100 طفل بالإضافة إلى وجود أماكن لممارسة البرامج العلاجية والتأهيلية للأطفال داخله وأماكن خاصة للترفيه، كما قامت مؤسسة حمد الطبية بإنشاء حديقة خاصة للأطفال تابعة لهذا القسم.
وحول الكادر التأهيلي بقسم التعليم الخاص وبرامج التعليم والتأهيل للأطفال تقول فايزة الدرويش أن القسم يعمل به 5 مدرسين متخصصين لتدريس المعاقين و6 مساعدي مدرسين وأخصائي واحد لعلاج النطق وآخر للعلاج الطبيعي وثالث للعلاج الوظائفي، والدراسة مجانية بهذا القسم لكل الأطفال به، وينقسم هذا القسم إلى 4 وحدات تعليمية أساسية وهي: التهيئة المبكرة، والتعليم الابتدائي والبرنامج الفردي، ووحدة الأنشطة. وتضم وحدة التهيئة المبكرة 34 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و 6 سنوات وهي أولى المجموعات التي ينضم إليها الطفل فيتم البدء باستثارة حواسه وتنمية مداركه وفق مبادىء مرحلة الطفولة وأساليبها، وتنقسم التهيئة المبكرة إلى مرحلتين: الأولى يكتسب فيها الطفل مزيداً من المفاهيم والمهارات الأساسية اللازمة للعملية التعليمية باستخدام الوسائل الحسية المتعددة والبدء بتعلم مهارتي القراءة والكتابة، أما التهيئة الثانية فيكتسب فيها الطفل مزيداً من المهارات التعليمية وخاصة القراءة والكتابة ويمكن لبعض أطفال هذا البرنامج الالتحاق بالتعليم الابتدائي بعد تقييمه من جانب قسم التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم لتقييم قدراته الأكاديمية وإمكانيات التعلم لديه وفق مناهج الوزارة، كما يتم من خلال هذه الوحدة تنمية المهارات الحسية والتعليمية الأخرى للأطفال الذين هم بحاجة لمزيد من التدريب لاكتساب المهارات المطلوبة.
أما وحدة التعليم الابتدائي فهي تضم حالياً 35 طفلاً يدرسون في فصول من الأول وحتى الرابع الابتدائي بمناهج وزارة التربية والتعليم، ويحصل الطالب فيها على شهادة تمكنه من استكمال دراسته في مدارس التربية والتعليم. أما البرنامج الثالث فهو البرنامج الفردي وهو مخصص لذوي الإعاقات الشديدة وهم 16 معاقاً حالياً لدى قسم التعليم الخاص، ويعاني هؤلاء من اضطرابات في الإنتباه والسلوك ويعتمد هذا البرنامج على تعليمهم المهارات الفردية الحياتية وذلك وفق برنامج خاص لكل حالة على حدة وباستخدام الوسائل الحسية المتنوعة. أما قسم الأنشطة فهو يشتمل على عدة برامج مفيدة للطلاب، تشمل البرنامج الرياضي لتنمية مهارات الحركة لديهم والتوافق الذهني والبدني لهم، وبرنامج الكمبيوتر كوسيلة تعليمية لهؤلاء الأطفال، وبرنامج السباحة ويستخدم العلاج المائي لتنمية وتطوير مهارات الحركة واللياقة البدنية عند الطفل، وبرنامج المشغولات اليدوية ويعلم الأطفال مهارات النسيج والفخار والخشب، إضافة إلى البرنامج الترفيهي لدمج الأطفال المعوقين مع المجتمع من خلال الزيارات الميدانية والحفلات الترفيهية لهم.
وتؤكد فايزة الدرويش أن الطالب بقسم التعليم الخاص لا ينقطع عن العملية التعليمية والتأهيلية طوال العام، لأن عملية التأهيل مستمرة كذلك خلال فترة الإجازة المدرسية في شهور الصيف، وتضيف أن معظم أنواع الاعاقات لديهم من أصحاب الشلل الدماغي والتهابات العمود الفقري والحالات الأخيرة يعانون فقط إعاقات حركية، أما الشلل الدماغي ففي الغالب يكون إعاقة عقلية وقد يعاني من الاعاقة الحركية في نفس الوقت، أما عن أصحاب الحالات شديدة الاعاقة فهؤلاء أعمارهم أكبر من الأطفال في الوحدات التأهيلية الأخرى بالقسم بسبب الاكتشاف المتأخر لحالات الإعاقة لديهم وتتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً.
أما عن البرنامج الجديد بقسم التعليم الخاص فقد تم هذا العام افتتاح غرفة للمثيرات الحسية لمساعدة حالات الشلل الدماغي وقصور الإدراك على استثارة الحواس لديهم من خلال صور الفيديو والرسومات والألوان و مساعدتهم على تطبيق المهارات الحياتية لكل الأعمار.
|