المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
سر في حياة رجل مهم
كانت حلقات الدخان المتصاعد..تثير الاشمئزاز في نفسة ..اذ ان اكثر ما يكرهه رائحة احتراق السيكارة ..
فهو ما يلبث ان يشعر بدوار غريب عندما تسلل الى خياشيمة تلك الرائحة النفاثة..كان ذلك الشخص في
الجهه المقابلة لا زال بنفث دخان سيكارتة ..وبدى علية انه لا يعبا بالانزعاج البادي على قرينة في تلك
الغرفة المغلقة..
منتدى ليلاس الثقافيفي حين وضع الاخر على انفة منديلا وهو يحدق الى الغرفة بانزعاج ..كل شئ هنا يثير الغثيان ..
فالجدران الرمادية المتشققة تضفي على الجوا كآبة غريبة..فيما لا تجد في هذا المكان الغريب متنفسا الا
تلك النافذة على جانب الغرفة يكسو ا اطرافها بعض الصدا جعلها تبدوا متآكلة..
شعر ان صاحب السيكارة يتعمد ان يطيل الجلوس صامتا ..ربما تكون هذة احدى حيلة لاضفاء نوع من الاثارة
والتشويق في الموضوع ..فهذا ما يفعلة به دائما..
قال وهو ينظر الى ساعتة اللامعة...
_ان كان لديك ما تقولة عجل بة ارجوك....
لا يدري لماذا توقف ذلك الشخص وكانة قد وجد ما يثير اهتمامة بعد صمتة الطويل ..التفت اليه مواجها ..
كان جالسا على كرسي مهترأ..واضعا مرفقية على طاولة متهاوية الاطراف...
نفض سيكارتة ببطء ..ورفع بصرة مرة اخرى يحدق ببرود غريب الى الجالس امامة ..وتتسلل الى ثغرة ابتسامة ساخرة جعلت شفتاة اليابستان تظهران اكثر تشققا ..كان منظرة مزريا فثوبة المائل الى الاصفرار
المملوء ببقع مجهولة المصدر ..ويداة المعروقتان شديدتين الاسمرار ...
ازداد توتر الرجل صاحب الساعة الفاخرة ..بدت على ملامحة علامات الارتباك ..بدى وكانة يداري شيئا في اعماقة ..جهد طويلا كي يخفية ..وكان ما كان يسكن في داخلة امر جدير بان يجعلة يبعد عينية عن نظرات
ذلك الرجل صاحب الثياب الرثة ..
_هل ستظل صامتا الى الابد ..ارجوك تكلم لست ممن يضيعون وقتهم...
ازدادت ابتسامتة اتساعا ..تسلل الى عينية بريق غريب ..كان يتلذذ بنظرات الخوف البادية على وجهه ..
ويشعر بانتصار غريب كلما تلعثم صاحبة في الكلام وارتجفت شفتية ....
هاهو يحرز انتصار اخر ..لقد جعلة يشعر مرة اخرى بضآلتة ...احساس رائع ان تجعل شخصا مثلة صاحب مركز مرموق ..في برجة العالي ..ينتابة هذا الاحساس ..شعر بنشوة غريبة وهو يدرك الن هذا الشعور بالقهر والخوف ليس قصرا على المساكين والضعفاء ...واصحاب الملابس الرثة...
كانت شفتاة تهتزان تحت شاربة الانيق المرسوم بعناية ..وهو يشعر كانما قد وضع في مصيدة شديدة الاحكام ..لا يستطيع الفرار منها ..فنظرات هذا الصعلوك الاحمق تثير جنونة....
وتثير التوتر في نفسة الى درجة انة يشعر انة على حافة الانهيار ..ان مركزة المرموق ومكانتة الاجتماعية
لا تسمح له ان تظهر الضعف والهزيمة امام رجل يبتزة بكل حقارة ..وهو اللذي تهتز امام نظراتة الصارمة اغلظ
الشوارب واكثرها غلظة....
_ماهي طلباتك ...لست في سعة من الوقت...
خيل اليه انه الوحيد اللذي يجبر في كل مرة ان يتكلم ..وكانة يريد بذلك ان يرية ان قادرا بذلك على ان ينهي الموقف دون اي كلمة ..بل دون ان ينطق بحرف ....
كان يضرب الارض المغبرة بحذاءة اللامع الانيق ..ليتة يستطيع ضبط اعصابة اكثر من ذلك ولكن لا حيلة لدية
فالسر الذي كان يعتقد ان ملكا له اصبح يشاركة بة شخص آخر...
تنهد بعمق عندما تذكر ذلك الامر ..لقد مضى وقت منذ ان حدث ذلك ..ومن ذلك الحين وعيناة لا تعرفان النوم ..ونفسة لا تعرف الاطمئنان والراحة....
كان عليه ان يكون اكثر حذرا ..لولا اهمالة الغير مبرر ..لما كان الان في هذا المكان القذر ..امام ذلك الرجل
صاحب الابتسامة الصفراء ....
كان لا زال ينظر الية ببرود خيل الية انة يصل الى حد البلاهة ..عيناة الناعستان النصف مفتوحتان تثيرا ن في نفسة الحنق ..لا مجال للتراجع او المكابرة ...
مد يدة الى جيبة ..واخرج دفترا يبدوا انة يحتفظ بة دائما ..تناول القلم الفضي ذي الاطراف المذهبة ..وخط عد ة كلمات سريعة ...ثم ناولة الرجل الصامت امامة ...
قال وهو يعيد الدفتر الى جيبة ...
_اظن انني قد ارضيتك ايضا هذة المرة ..وما عليك الا ان تحفظ السر ...
نهض سريعا ممسكا حقيبتة السوداء ..وهو ينظر للمرة الاخيرة الى الساعة ..قطب جبينة وهو يرى عقاربها
لقد تاخر الوقت وعلية ان يسرع فاحدى الصفقات على وشك ان تتم ...ولا يستطيع ان يفوتها ...
القى نظرة اخيرة على ذلك الجالس بطرف عينية ..كان الدخان لا زال يتصاعد كثيفا من عقب السيكارة..لم ينتظر منة جوابا ..فمنظر الدخان يجعلة يشعر بالغثيان ...
اسرع بالابتعاد متواريا خلف باب الغرفة المتشقق ..وكانة يهرب من شئ ما ..
كان وجهه الذي كان صامتا قبل قليل ..قد بدى تتحرك ملامحة الجامدة ..تناول الورق البيضاء امامة ..قربها من عينية ...اتسعت عينالة بشدة ..ونهم وكانما وجد طريدة ...
اطفا السيكارة وهو ينظر الى الباب اللذي خرج منة الرجل قبل قليل ..هز راسة باستخفاف ومسح على شعرة الاشعث براحة كبيرة ...يالهذا الرجل المغفل ...لو يعلم ان السر الدفين اللذي يحملة بين اعماقة ماهو
سر مزيف ..لشد شعرة غضبا ...شعر بالرضى عندما تذكر المرة الاولى التي قابلة فيها ...
تمنى بصدق ان تنتطلي علية الحيلة ...حاول جاهدا ان تظهر على محياة علامات غامضة ..ويغلف كلماتة باشارات تهديد ..زاعما احتفاظة بسر خطير ..يخص حياة هذا الرجل المهم...
وكم كتنت سعادتة لا توصف عندما راى الفزع والخوف في وجهه ..وكانة فأر في مصيدة ..لقد صدق كل حرف قالة ولم يدرك انها حيلة وردت الى ذهن رجل في لحظات يأس ..وفاقة ....
تمنى ان لا ينكشف امرة ..ويظل ذلك السر المزيف حبيس اضلاعة ..فما رآه من نتائج يعد مذهلا ..ليس من
السهل ان يقلق رجل معدم مثلة ..حياة رجل يملك رقاب كثير من الناس ....كان لا زال يحدق الى الباب عندما طرأت فكرة غريبة في عقلة ...كان يردد لابد من وجود سر في حياة ذلك الرجل ....
|