المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
ذكرى فتاه- قصة قصيره القصة كاملة
اتمنى أن تعجبكم هذه القصة القصيره
ها هي هند جالسة على الكرسي الهزاز الموضوع في ركن مظلم من أركان الصالة .....وقد استيقظت على حلم غريب لم تتخيل يوما أن يحدث معها هذا وما أشد الصدمة عندما اكتشفت أنه الواقع وليس مجرد حلم تستطيع التخلص منه بسهولة ونسيانه ...وما أشد مرارة هذا الواقع ....
مرت الأيام وراء الأيام تركض كأنها تسابق الريح ...الفتاة الصغيرة التى كانت فرحة والديها لا توصف بعد ولادتها تكبر..وصلت سن السادسة حيث فتحت عينيها على الخلافات والمشاحنات المستمرة بين والديها وكانت على أتفه الأسباب ..وهي لا تعى شيئا فهي مازالت طفلة ..... حتى وقع الطلاق لعدم قدرة والديها على الإستمرار معا أكثر من هذا ...... عاشت هند مع والدتها .... وصل خبر زواج والد هند بعد الطلاق بشهران .... وما كادت تمضي السنة حتى تفاجأت هند بزواج والدتها أيضا....
[URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URLـــ أمي أين سأعيش بعد زواجك ؟!
ردت الم والإبتسامة تملأ وجهها
ـــ طبعا معي ابنتي ..... يوسف يحبك مثل ابنته.. لا بل أكثر من ذلك.
وهاهي الأيام تمضى..... عانت هند من زوج والدتها ...عاملها كأنها خادمة في المنزل... تغسل الثياب وتكوى الملابس وتنظف وتطبخ....وهي لم تتجاوز السابعة من عمرها والأم صامته لا تقوى على معارضته وإلا طلقها وأصبحت مطلقة للمرة الثانية....
ـــ أمي أرجوك ... لا أستطيع العمل ..لقد تعبت... أريد الذهاب للمدرسة.
ـــ ماذا أفعل يا ابنتى ...لا أستطيع معارضته.. أرجوك سامحينى.
وأخذت هند في البكاء ...لا تدرى ماذا تعمل ..لا أهل.. لا أصدقاء
بلغت سن التاسعة ...لم تعد تقوى على التحمل ....هربت إلى منزل والدها....
ـــ أنا هند هل والدي موجود
ـــ ماذا !
ـــ من يامريم
وخرج والدها ليلقي نظرة .... وراءها واقفة أمامه لم يعرفها بالطبع .... وقفت تحدق به ... ركضت وعانقته .. وقالت في نفسها سيعوضها الحنان ويشعرها بالأمان الذي فقدته ..
ـــ أبي .. أبي .. لقد اشتقت لك كثيرا
ـــ من !؟ .. هند صغيرتي كيف حالك ..... لقد اشتقت لك كثيرا أنا أيضا
كانت زوجته تنظر لهما و والغضب والغيرة يأكلانها
ـــ إذا هذه هي هند
وكانت الأيام والسنوات تمضي في منزل والدها ولقد تعرفت على أخيها وأختها ولكن..... لم تشعر بالأمان والسعادة والاستقرار التي حلمت بهم كثيرا ...كانت معاملة زوجة والدها أسواء من زوج والدتها ... تكرهها لأنها تذكرها بأمها التي كانت يوما ما زوجة لزوجها
ـــ لا أريد أبنتك هنا ... في بيتي لقد استحملتها كثيرا ولم أعد استطيع الصبر أكثر من هذا... فلترجعها إلى أمها
ـــ ولكنها ابنتي .... كيف أطردها من المنزل .... إخوتها يحبونها كثيرا ... ماذا سأقول لهم إن هى رحلت
ـــ لا.. ليست أختهم ... لم يعرفوها من قبل... ولا أهتم ماذا تفعل بها ... ولكن لا أريدها هنا.. هذا منزلى وأنا حرة فى أستقبال أو رفض أستقبال أحد..............
سمعت هند هذا الحوار الدائر بين أبيها وزوجته .. قررت الرحيل والعودة لمنزل والدتها ... رجعت لتتجرع كأس الألم والمرارة في منزل والدتها .... زوج والدتها لا يريدها .... ويطلب عدم اختلاطها بأولاده ... ووالدتها انشغلت بأولادها وزوجها وبيتها ... نسيت أن لها إبنه أخرى........ وهكذا أصبحت هند دائمة الإنتقال بين منزل والدتها ووالدها .... والألم في قلبها معها كأنه خنجر وغرس في قلبها .... كانت تقضي ليلها في البكاء ... لمن تشكو ...من سيقف إلى جانبها .. يساعدها ..يشعرها بالأمان والإستقرار ... الحزن والكأبة عنوان حياتها
ـــ لماذا.. أبى .. لماذا ؟!... أرجوك لا تفعل
ـــ آه.. ياصغيرتي هذا هو الحل الأنسب لكي ... فلن تعاني من المشاكل بعد اليوم .. ولأتجنب الخلاف مع زوجتى أنا أيضا
لقد رضيت هند بالأمر الواقع ... وهو حل سيناسب الجميع .. وهي على الأقل سترتاح من كافة مشاكلها مع زوجة والدها وزوج والدتها.. تأملت هند الشقة فهي جميلة ورائعة ولكن... ينقصها دفء الأسرة .... أرادت الرجوع لأسرتها .. تزل وتهان .. ولكن لا أمل...
كانت لا تزال على الكرسي الهزاز وهي تستعيد ذكرياتها كفلم سينمائي يمر أمامها ...كيف لها أن تعيش في شقة وحدها وهي لا زالت في السادسة عشر من عمرها .. بنات جيلها يدرسن ويعشن سعيدات مع أهلهن وهي وحيدة بين أربع جدران .....
كان يسكن في الشقة المجاورة لشقتها ... لقد شاهدها عند خروجها من المنزل ورجوعها .. كانت نظراته تلاحقها كانه ذئب ينتظر الإنقضاض على الفريسة....إنها فائقة الجمال ...تشع أنوثة ... رغم حداثة سنها ... وهو يهوى الفتيات .. قال: في نفسه( سأمتلكها ... إنها لى ).. أخذ بالتقرب إليها واستدراجها بالكلام المعسول الذى يذيب القلوب..وقعت نعم وقعت في شباكه ... طلبت منه إن أرادها أن يطلبها من والدها .. بعد تردد .. وافق.. واقتصرحفل الزواج على أسرتها ..وحدث بسرعة..فهي كانت حمل وتخلصوا منه..
ـــ اتعلمين.. أرتك من أول مرة رأيتك فيها... ولم تسمحي لى بالإقتراب منك .. والآن أنت لى
ـــ هل تحبنى ..خالد
ـــ طبعا عزيزتى...
وهكذا .. بعد كل الوقت الذى قضته بالحرمان .. اصبحت تشعر بالأمان والإستقرار وزوج يحبها ويشعرها بأن لها قيمة في الحياة ...
ـــ صباح الخير حبيبي..
لم يجبها ولم يكن ينظر إليها حتى ... ممسكا كوب خمر .. ينظر من النافذه للخارج .. استدار ببطء.. ونظر إليها وقال ..
ـــ أنا أسف ولكنها عادة لدى .. الذى أريده.. أمتلكه مهما يكلفنى من ثروة.. وعندما رأيتك أردتك لم استطع الحصول عليك إلا بالزواج ... وأنا رجل من طبعى حب التغير.. لذلك لا أريد .. في شقتى بعد اليوم هند .. أنت طالق..
وقع الكلام الذى قاله خالد كالصاعقة على رأس هند.. لم تستوعب ما يحصل معها ... وقالت:
ـــ لماذا خالد .. لماذا فعلت بي هذا!...
ـــ أردت اشباع الرغبة التى تولدت بداخلى أول ما رأيتك ... كانت تحرقنى كالنار .. وهكذا حصلت على ما أريد ... وأطفات هذه النار
أخذت هند في البكاء وندب حظها العاثر.. في هذه الحياة .. التي هى لم تخلق لأجلها أبدا..
ـــ أرجوك.. أتوسل إليك ..خالد .. ماذا سوف يقول الناس عنى ... أهلى.. وأنا مطلقة فى صباح اليوم التالى لزواجى.. فكر في سمعتى .. أرجوك
ـــ لا يهمنى هذه مشكلتك فحليها لوحدك... أريد أن أتخلص منك على الفور .. منذ يومين تعرفت على فتاة وأريدها.. وأنا لا أريد أن تعلم أنى متزوج..
ـــ أرجوك .. أرحمنى شهر واحد على الأقل..
ـــ لا أنت كنت نزوة من نزواتي..
أصيبت بإنهيار ... نوبة بكاء.. ماذا تفعل ..أهلها والناس ماذا سيقولون .. وجد زوجها شيئا فطلقها.... وبعد تفكير توصلت لقرار ... لايوجد حل آخر غيره... نعم هذه هى النهاية.. قتل زوجها ونفسها .... لتتخلص من كل الآلامها التي رافقتها منذ أيام الطفولة وإلى الآن.... قتلت زوجها ونفسها بالسم.... ماتت ولم تطلب من الحياة إلا القليل من السعادة والأمان والحب.... ماتت وهي تحمل العذاب والحزن والقهر ... دون والد ووالده بجانبها .... في النهاية شعرت أنها انهت على الأقل بؤسها وعذابها.
[URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URLكتابة: ريم الصحراء
منتديات ليلاس
|