المنتدى :
التاريخ والاساطير
اسطورة ( ايبو كوكو )
حكايات كثيرة رواها سكان جزيرة فلوريسس بأندونسيا عن مخلوق صغير الحجم .. كان يمشى منتصب القامة و يعرج فى مشيته و يتصف بالنهم ..
و أطلق القرويون على هذا المخلوق اسم ( ايبو كوكو ) أى الجدة التى تأكل كل شئ و رجح بعض العلماء أن قرود الماكاك هى التى أوحت بهذه الأسطورة ..
و ظل هذا المخلوق يمثل لغزا محيرا للعلماء إلى أن اكتشف فريق من الباحثين الأستراليين و الأندونيسيين بقايا إنسان ضئيل الجسم يبلغ طوله ما يقرب من المتر أثناء تنقيبهم فى كهف بجزيرة فلوريس يرجع تاريخه لحوالى 13 ألف سنة ..
******
إنها ليست المرة الأولى التى تتمخض فيها جزيرة فلوريس عن مفاجآت .. ففى عام 1998 أعلن علماء الآثار عن اكتشاف أدوات حجرية غير مصقولة يعود تاريخها إلى نحو 84000 سنة بوسط جزيرة فلوريس .. و لم يعثر معها على أى بقايا بشرية ..
و أملا فى العثور على آثار بشرية فى الجزيرة قامت البعثة الأسترالية بالتعاون مع المركز الأندونيسى للآثار فى جاكرتا بالبحث و التنقيبب.. و ركزت اهتمامها نحو كهف فى صخور كليسة يسمى ( ليانج بوا ) يقع فى غرب جزيرة فلوريس
******
و كان علماء الآثار فى أندونيسيا ينقبون فى الكهف بصورة متقطعة منذ السبعينات بقدر ما يسمح به التمويل المتاح .. لكن العمال لم يخترقوا سوى الطبقات العليا ..
لذلك قررت البعثة الأسترالية الوصول إلى أعماق الكهف .. و بعد مدة قصيرة عثر الفريق على أدوات حجرية كثيرة مع عظام لنوع قزم من الأفيال المنقرضة ..
******
و فى المرحلة التالية للتنقيب عثرت بعثة الآثار على إحدى الأسنان التى تشابه إلى حد كبير تلك التى يملكها البشر ..
و بعد سبعة أيام من هذا الكشف العام أعلن عن العثور على هيكل عظمى كامل و تبين أنه بدون ذراعين ..
و كشف التركيب التشريحى للحوض أن صاحبه كان يمشى على قدمين و من المحتمل أنه كان لأنثى .. كما دل ظهور الأسنان من اللثة و بروزها أن الهيكل كان لأنثى بالغة .. و مع ذلك كان طولها يعادل طول إنسان حالى عمره ثلاث سنوات فقط !!
و هناك ملامح بدائية أخرى تشتمل على حوض عريض و عظام فخذ طويلة .. و مع ذلك برزت خصائص أخرى مألوفة من بينها الأسنان الصغيرة و المنخار الصغير و الشكل العام للجمجمة ..
******
و أثار هذا الاكتشاف حيرة العلماء .. فاعتقد البعض أن العظام تخص قزما ينتمى إلى الإنسان العاقل .. لكن هذا الرأى واجه معارضة قوية من الآخرين حيث يتميز الأقزام بأجسام صغيرة و أدمغة كبيرة و هذا نتيجة لنمو متأخر خلال البلوغ بينما يكون الدماغ قد بلغ حجمه الكامل .. الأمر الذى يخالف خصائص الهيكل المكتشف و الذى يتميز بدماغ صغير الحجم ..
لذلك نسب العلماء الهيكل العظمى إلى نوع جديد أسموه الإنسان الفلوريسى و أضافوا إلى ذلك أن عزلته فى جزيرة فلوريس حولته إلى نوع قزم ..
******
و من جهة أخرى أثار الدماغ البالغ الصغر الكثير من الأسئلة حول العلاقات بين حجم الدماغ و الذكاء .. فالأدوات الحجرية المكتشفة تشير إلى مستوى عال من الذكاء , كما أن اكتشاف بقايا حيوانية متفحمة فى الكهف تدل على أن الطبخ كان أيضا جزء من الذخيرة الحضارية لإنسان فلوريس .. ومن المعروف أن البشر لم يستطيعوا السيطرة على النار حتى وقت متأخر نسبيا من التطور الادراكى ..
******
و من المتوقع أن تتواصل الجهود لتجميع ألغاز الإنسان الفلوريسى .. حيث يأمل فريق البحث العثور على الأجداد كبيرة الأجسام للإنسان ذى الحجم الصغير .. أو أنه قد يكون تقزم على جزيرة أخرى ووصل فيما بعد إلى فلوريس !!
--------------------------------------------------------------------------------
hahahahahahahahahahah
eminemlady
|