المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
كل أصحاب الحس المرهف
في بحر الدموع
كان يوما عاصفا و ليل قر
و تدور بين جنبات الحارة ريح صر
و ظلمة تحير الفكر
ليل بغيم يحجب نور القمر
و شارع يخلو من البشر
و أوراق بنفخ الريح تتطاير
بهذا الجو و المكان كنت انتظر
انتظر حبيبتي فلي معها موعد منذ شهر
و بقيت انتظر انتظار على أحر من الجمر
انتظرت ساعة كانت أطول من دهر
بعدها كللت الانتظار و مللت من الصبر
فعقلي و قد شت الفكر
يا هل ترى لما تأخرت 00 ما الخبر ؟
أيكون أباها قد أحس بخروجها ؟
أم اعترضها أحد فالدنيا لا تخلو من الشر ؟
أم أن تأخرها بلا عذر ؟
و لكن لا بد أن تأتي 00 فانتظر
و ستعرف بعدها ما الخبر
بعد برهة كدت أن انفجر فلا قدرة لي على الصبر أكثر
فالبرد كاد أن يجمدني 00 و قلبي مشتعل كالجمر
هممت بالعودة إلا أن 00000000
طيف من بعيد قد ترآى لي و ظهر
من لعله أن يكون أشبح ذاك أم بشر
أم أنه الحبيب المنتظر
و بدأ الطيف يقترب أكثرا فأكثر
فإذ بي أرى الحبيب قد وصل و نور سطع منه و انتشر
أسرعت بالسير نحوها فبادرتني00 أمسكت يداها و قبلت خدها 00 فقالت قبلت خدي فلا تنسى شفتي 00 فقبلت شفتاها و أتبعتهما بالجبين 00 أخذت بيدها و سرنا 00 على خيوط من ضوء القمر سرنا 00 خيوط تناثرت من وراء الغيوم 00 خيوط أبت إلا أن تنير دربنا 00 و سرنا 000000 و عصف الريح من خلفنا تدفعنا 00 و كأنها تقول : أسرعا قبل أن يفتضح أمركما 00 و الغيوم بدأت تتلاشى ليظهر القمر 00 و عندها توقفت 000 فسألتها ما الخبر ؟ فتنهدت و قالت : لمتى سنبقى خائفين من رؤى النظر 00 و سماع الأذن يربي عندنا خوف و ذعر ؟ 00000 إن حالنا هكذا مرعب محير 00 و هنا ضوء ساطع سلط علينا 0000 لا تخافي 00 فليس هناك مستمع لحديثنا و لا ناظر 00 إنه القمر 00
و بعدها توقفت 00 و دمعة على الخدين سالت00 و زرقة العينان عما لديها أفصحت 00 و بعد أن تنفست الصعداء 0 قالت : إنساني 00 إنسى حبي و ما كان و الذكريات 00 لابد أن تنساني 00 فقد مللنا من اللقاء خفية في الطرقات و ضقنا ذرعا من تحيات الشرفات 000
لابد أن تنساني 00 فانساني 00
أمسكت يداها بحزم 00 و أبديت شحوبا لهذا الكلم 00 و قلت لها : أ بهذه السهولة ؟ لا 0 لن أنسى 00 لن أنسى أيامنا الجميلة 00 حبك في قلبي طاول الخميلة 00 و أنا لن أقطع تلك الخميلة 00 لا00 لا 00 لن أنسى 00 لن أنساك0
سأبقى طائرا يرفرف في سماك 00 سأبقى ريحا طيبة تداعب خديك 00 سأبقى يدا دافئة تجول فوق نحرك 00 و نسيم عليل يتيه بين نهديك 00 أطرقت لذلك رأسها 0 و دمعة زرفت من عينيها 00 رفعت بيدي رأسها 00 و اغترفت من ماء الحياة من ثغرها 00 و جلسنا إلى جانب جدار ستر ما كان بيني و بينها 00 تهنا في غمار مهمة لا مثيل لها 00 غدونا نجمتين في سماء لا آخر لها 00 و ضمتنا النار الخالدة في ثناياها 00 و يعد أن جرى ما جرى 00 و كان ما كان 00 قطرة دم سالت 00 دمعة انهمرت 00 تركتني و من جانبي انتفضت 00 انتفضت 00 ابتعدت 00 و إلى جانب الحائط وقفت 00 دمعة انهمرت 00 و أخرى 00 و أخرى 00 و جرت الدموع كالأنهار 00 وكالسيول سالت 00 من فوق تلال خديها 00 صعدت و سارت 00 نزلت عبر المسيل عند نحرها و سيرها تابعت 00 سارت 00 سالت 00 و بين نهديها 00 تاهت الدموع 00 تاهت 00 اقتربت منها و الدموع في عينيها ما زالت 00 حدقت بي و في النظر أطالت و أجالت 00 فأمسكت يدها 0 و قلت لها : لما كل هذا ؟ فاختنقت الكلمات في صدرها 00 ثم قالت : لماذا ؟ -- لما فعلت هذا ؟ لماذا ؟00000000000000000000000000000 00000000
و هنا بدت الفتاة كالزهرة بعد أن ذبلت 00 و طار منها العبق و رأسها أحنت 00 ثم التفتت 00 و أقوالها تابعت : أترى ذاك القمر ؟ كنت أرى فيك زهوة القمر 00 كنت أشم من خلالك عبق الزهر 00 كنت أستمد منك حكما و عبر 00 كنت قدرة عيناي على النظر 00 كنت 00كنت 00 كنت0000
لم أكن أحسب أن تكون جبلا بمنحدر 00 لم أكن أحسب أن في قلبك صخر و حجر 00 لقد أعدمت لدي النظر 00 و شتت في عقلي الفكر 00 و شوهت في ناظري صورة البشر 00 و استدارت و اتخذت خطواتها على الدرب 00 بخطوات سريعة مديدة تثير العجب 00 فأمسكت يدها و قبلتها و سألتها غفران الذنب 00 فما كان بيننا أسمى من ذات الحب 00000000 و لا يعرف له قيمة إلا العاشق المحب 00 و ما جرى بعد ذلك لم يكن بالإكراه أو الغصب 00 و إنما كان وحدة أجساد بعد أن اتحدت الأرواح 000000000000000000000000
و تعاهدت على السير معا إلى نهاية الدرب
|