لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > منتدى الكتب > الدراسات والدواوين الشعرية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الدراسات والدواوين الشعرية كتب الشعر - دواوين شعرية - دراسات شعرية


نزار بريك هنيدي , في مَهبّ الشِعر , دراسة

ليس الشعر وسيلة للتعبير عما يجيش في النفس الإنسانية من انفعالات ومشاعر، في مواجهتها الدائمة مع مظاهر العالم الخارجي وأحداثه، فحسب. بل هو طريقة لممارسة الحياة، ومفتاح للدخول إلى أعماقها،

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-07, 12:59 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الطائر الحزين


البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 4198
المشاركات: 4,394
الجنس ذكر
معدل التقييم: علاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 402

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
علاء سيف الدين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الدراسات والدواوين الشعرية
افتراضي نزار بريك هنيدي , في مَهبّ الشِعر , دراسة

 

ليس الشعر وسيلة للتعبير عما يجيش في النفس الإنسانية من انفعالات ومشاعر، في مواجهتها الدائمة مع مظاهر العالم الخارجي وأحداثه، فحسب. بل هو طريقة لممارسة الحياة، ومفتاح للدخول إلى أعماقها، ومشعل لإضاءة دهاليزها المعتمة، وجسر لوصل ما انقطع من وشائج بين الإنسان وبين أشياء الوجود، منذ أن ظهر الإنسان ككائن مستقل في هذا العالم.‏

ولا شكّ أن هذه الرؤية للشعر، هي وحدها التي تستطيع تفسير ذلك التلازم العجيب بين وجود الإنسان، وبين ممارسته لهذا الفن السحري. فمن المثير فعلاً أن تاريخ الشعر مرتبط بتاريخ البشرية، ارتباطاً صميمياً، لا نكاد نلحظ ما يماثله إلاّ مع الحقائق الكبرى للوجود. فمنذ أن كان الإنسان، كان الشعر. وحيثما وُجِدَ الإنسان، وُجِدَ الشعرُ. لا يستثنى من ذلك عصر من العصور، قديمها أو حديثها، ولا مكان من الأمكنة، سواء كان ذلك المكان في مراكز الحضارات الكبرى، أم في أعماق الغابات، أم على سواحل البحر أو ضفاف الأنهار، أم في قلب الصحراء.‏

وانطلاقاً من هذه الحقيقة، يمكن القول إن الشعر هو أحد خصائص الوجود البشري، أو أحد تجلّيات الجوهر الإنساني الأصيل. مما يعني أنه لا يمكن لنا تخيّل استمرار الوجود البشري، والمحافظة على أصالة الجوهر الإنساني، إذا انتفى الشعر من الوجود.‏

ولا ريبَ عندي في أن ما نراه اليوم من محاولات لتهميش الشعر، والحدّ من فاعلية الشعراء، عبر تضييق المجالات الحيوية اللازمة للتفاعل بينهم وبين جمهورهم من جهة، والترويج للرداءة والزيف والسخف على حساب الشعر الحقيقي من جهة أخرى، وعبر إشاعة مقولة (موت الشعر) و (انتهاء عصر الشعراء)، لا يصبّ في النهاية، إلا في طاحونة القوى التي تسعى إلى إيقاف التاريخ عند حدود مصالحها، وتعمل على تجريد الإنسان من جوهره الأصيل لتعيد بناءه وفق أهوائها ورغباتها، ولتحوله إلى دمية لا جذور لها ولا تاريخ ولا جغرافيا، ولا إرادة ولا أحلام ولا تطلعات ولا أحاسيس ولا مشاعر. دمية لا تتحرك إلا بمشيئة أسيادها، ولا تستجيب إلا للإشارات الصادرة عنهم، ولا تعمل إلا لخدمتهم وخدمة مشروعهم الجهنمي الذي يسعون من ورائه إلى تنصيب أنفسهم آلهة في هذا العالم!.‏

وفي عالم كهذا، يستعيد الشعراء دورهم الرئيس، كسدنة للحلم البشري، وحرّاس للجوهر الإنساني. وتصبح الحاجة ملحّة لإعادة إثارة الاهتمام بالشعر وشؤونه وقضاياه. وهذا هو الدور الذي تطمح هذه الأوراق المتواضعة، أن تقوم به، بأي شكل من الأشكال.‏

وقد حاولت في هذه الأوراق، أن أتأمل عدداً من القضايا المتعلقة بطبيعة الشعر ودوره. فأدليت بدلوي في عدد من المسائل التي ما فتئت مطروحة على بساط البحث، منذ أن بدأ الشعراء والنقّاد والفلاسفة يجتهدون في سبر أغوار هذا الفن، الذي لا يفوق حضوره وفاعليته في التاريخ البشري، سوى نفوره من القواعد والقوانين، ورفضه الاستسلام لمباضع التشريح، وتمنّعه أمام محاولات الخوض في خصوصيّة علاقاته مع المدارات المتعددة التي تشكّل مجاله الحيوي. ولذلك فإن جميع المسائل المتعلقة بالشعر ستبقى قابلة للبحث والتأمل، ولن يكون بوسع أحد الادعاء بأن ما يطرحه هو القول الفصل أو الأخير.‏

وقد تحدثت عن علاقة الشعر بالمتلقي، والشعر والزمن، والشعر والفلسفة. وبحثت في موسيقا الشعر، وشعرية القصيدة القصيرة. ثم عرضت لخطاب العشق في الأدب العالمي المعاصر. وتبينت المآل الذي آل إليه الأدب والشعر على أيدي الحركة الصهيونية في صراع الوجود الذي تخوضه معها أمتنا العربية. وفي المقابل، أعدت التذكير بقصيدة عمرها سبعون عاماً، للشاعر العربي الفلسطيني إبراهيم طوقان، يردّ فيها على مزاعم واحد من الشعراء الصهاينة منذ بدايات الهجمة الصهيونية الشرسة. وانتقلت بعدها إلى تقديم قراءة لقصيدة لا تقل عنها عمراً، هي قصيدة (المواكب) لجبران، والتي كان لا بد لها من أن تدفعنا إلى دراسة الكتاب الذي يمثّل ذروة الإبداع الجبراني، وهو كتاب (النبي). ولا غرابة أن تقودنا دراسة جبران، كرائد من روّاد النهضة الأدبية العربية، إلى بحث بذور الحداثة عند (عرار) شاعر الأردن، ومن ثمّ الانتقال إلى الجيل الأول من شعراء الحداثة الشعرية العربية، لتقديم شهادة حول تراث عبد الوهاب البياتي الذي أصبح في ذمّة الزمن، وإلى الجيل الثاني لتقديم تحيّة وداع إلى الشاعر محمد عمران، من خلال دراسة قصيدته (مديح من أهوى).‏

ولكي يكتمل المشهد، كان لا بدّ من التعريج على التجارب الشعرية الشابّة، ممثلة في شاعرين: أحدهما من الجولان السوري المحتل، هو معتز أبو صالح، لما يعكسه ديوانه (الجدار) من صمود أهلنا في الجولان المحتل، ونضالهم في سبيل عودتهم إلى وطنهم الأم. وثانيهما من جمهورية مصر العربية، هو شريف الشافعي، لما تحمله تجربته من جدّة وطرافة تجلّت في مزجه الأشكال الأدبية جميعها في نص واحد بلغ زهاء ألف صفحة.‏

كما أضفت إلى هذه الأوراق، ثلاثة عروض سريعة لثلاثة من الكتب المهمّة. الأول من النقد العالمي، وهو كتاب (قصيدة النثر من بودلير إلى العصر الحاضر) لسوزان برنار، وذلك لما حظي به هذا الكتاب من أهميّة وفاعلية في حركة الحداثة الشعرية العربية. أما الثاني فمن النقد التراثي العربي، وهو كتاب (دلائل الإعجاز) لعبد القاهر الجرجاني، ليس لأنه من أهم الكتب التراثية التي تناولت مسألة الشعرية فحسب، بل لتأكيد أن الأسس الشعرية التي قامت عليها حركة الحداثة الشعرية ليست منقطعة الجذور عمّا توصّل إليه الفكر النقدي في تراثنا العربي. أما الكتاب الثالث فمن النقد العربي الحديث، وهو كتاب (مدائن الوهم) للدكتور عبد الواحد لؤلؤة، لأنه يمثّل محاولة طيّبة وجادة يجدر الاقتداء بها، لغربلة ذلك الركام من الكتابات التي أُنتِجَتْ باسم الشعر خلال العقود الأخيرة.‏

وفي الختام، يهمني أن أؤكد، كما أكدت في كتابي السابق (صوت الجوهر) الذي صدر عام 1999، أنني في هذه الأوراق، لا أتقمّص شخصيّة الناقد ولا المنظّر أو الباحث الأدبي، فأنا أعتبر نفسي شاعراً أولاً وأخيراً. وجميع ما كتبته من مقالات ودراسات، أو عبّرت عنه من آراء وتأملات، لا يعدو كونه هوامش على تجربتي الشعرية. فمن الطبيعي للشاعر الذي يشكّل الشعر همّه الحياتي الأول، أن يهتمّ بجميع القضايا المرتبطة بفنه، بدءاً من تفحّص أدواته ودراسة العناصر التي تتحكّم بأدائه الفني والبحث في العوامل التي تتدخّل في علاقته مع المتلقي، ومروراً برصد الإحداثيات التي تحدّد فضاءات حياته وفكره وإبداعه. ووصولاً إلى تسجيل انطباعاته عن التجارب الشعرية السابقة على تجربته، أو المتزامنة معها، واختبار المقولات النظرية والرؤى النقدية المطروحة على الساحة الشعرية.‏

وغاية ما أتمناه لهذه الأوراق، أن تكون في مهبّ الشعر حقاً، لا في مهبّ الريح..‏

دمشق في 5/2/2003.‏

د. نزار بريك هنيدي



للتحميل من هنا

 
 

 

عرض البوم صور علاء سيف الدين   رد مع اقتباس

قديم 25-02-10, 03:28 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : علاء سيف الدين المنتدى : الدراسات والدواوين الشعرية
افتراضي

 

الله يعطيك العافية على هذة المشاركة

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دراسة, في مَهبّ الشِعر, نزار بريك هنيدي
facebook




جديد مواضيع قسم الدراسات والدواوين الشعرية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:55 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية