المنتدى :
الدراسات والدواوين الشعرية
التحليل السيمّائيّ للخطاب الشعريّ
النص الأدبيّ بما هو حقل للقراءة
إن من المكابرة الزّعمَ أنّ المعاصرين اليوم، وحدهم، هم الذين اهتدّوُا السبيلَ إلى إشكالية القراءة السّيمائية بكل إنجازاتها اللسانياتيّة، وبتعدّد حقول تأويلاتها المستكشَفة، والتي ليس لآفاقها حدود.
لقد اجتهد كثير من محلّلي النصوص من العرب القدماء في أن يركضوا في بعض مضطربات التأويلية التي هي فرع من فروع السيمائية؛ وذلك على الرغم من أن هذه الأعمال التحليلية التي اتخذت لها التأويلية إجراء كانت تُعنَى، خصوصاً، بتعددية القراءة على أساس من تأويل المعنى اللغويّ، أو على أساس من تخريج القراءة النحوية؛ إلاّ أن ذلك لم يمنع من وجود ملامح ترقى إلى ما فوق ذلك هنا وهناك...
كما أنّ تطوير الكتابات التأويليّة ـ التفسير الذي ينهض على تأويلية الإجراء ـ التي وقعت من حول نصّ القرآن العظيم أفضت إلى تطوير سيمائية التأويل، والوثب بها إلى أبعد التصوّرات العقلية والجمالية والدلالية التي لا حدود لها.
وأيّاً كان هذا الذي يأتي إلى نص أدبيّ ما فيكتب من حوله تحليلاً، فإنه لا يُفلت من صنف القرّاء، كما أن مسعاه لا يفلت من مفهوم القراءة. بيد أن هذه القراءة تختلف اختلافاً بعيداً بين محلل ومحلل من وجهة، ودارس ودارس من وجهة ثانية، وبين قارئ عاديّ وقارئ محترف آخر من وجهة أخرى؛ مما يجعل من مفهوم القراءة إشكالية لسانياتية سيمائيّة نقدية جميعاً. فالنقد قراءة؛ مجرد قراءة شخص محترف لنص أدبيّ ما. والأدوات التي يصطنعها في فهم هذا النص، أو قراءته، أي تمثّل تأويله على نحو ما؛ هي التي تحدد معالم التحليل الذي ينشأ عن مسعاه الأدبي.............................
للتحميل من هنا
|