كاتب الموضوع :
منى توفيق
المنتدى :
البحوث الإسلامية
الدروس النبوية :
قبل وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعامين خرج أسامة أميرا على سرية للقاء بعض المشركين ، وهذه أول إمارة يتولاها ، وقد أخذ فيها درسه الأكبر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهاهو يقول : فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أتاه البشير بالفتح ، فإذا هو متهلل وجه ، فأدناي منه ثم قال : (حدثني) .
فجعلت أحدثه ، وذكرت له أنه لما انهزم القوم أدركت رجلا وأهويت إليه بالرمح ، فقال: ( لا اله إلا الله ) فطعنته فقتلته ، فتغير وجه رسـول اللـه - صلى اللـه عليه وسلم - وقال : ( ويحك يا أسامة ! ... فكيف لك بلا اله إلا اللـه ؟ ... ويحك يا أسامة !... فكيف لك بلا اله إلا الله ؟ ) ...
فلم يزل يرددها علي حتى لوددت أني انسلخت من كل عمل عملته ، واستقبلت الإسلام يومئذ من جديد ، فلا والله لا أقاتل أحدا قال لا اله إلا الله بعد ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) .
أهمَّ قريش شأن المرأة التي سرقت، فقالوا: (من يكلّم فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)... فقالوا: ( ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حبّ رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ؟)...
فكلّمه أسامة فقال رسـول اللـه - صلى اللـه عليه وسلم - : ( لم تشفعْ في حدّ من حدود الله ؟ ) ... ثم قام النبـي - صلى الله عليه وسلم - فاختطب فقال : ( إنّما أهلك الله الذين من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وأيْمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يَدَها ) ...
جيش أسامة :
وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام ، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين ، فتجهز الناس وخرج مع أسامة المهاجرون الأولون ، وكان ذلك في مرض الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأخير ، فاستبطأ الرسول الكريم الناس في بعث أسامة وقد سمع ما قال الناس في إمرة غلام حدث على جلة من المهاجرين والأنصار ! ...
فحمد الله وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (أيها الناس ، أنفذوا بعث أسامة ، فلعمري لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله ، وانه لخليق بالإمارة ، وان كان أبوه لخليقًا لها ) ...
فأسرع الناس في جهازهم ، وخرج أسامة والجيش ، وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى ، وتولى أبو بكر الخلافة وأمر بإنفاذ جيش أسامة وقال : ( ما كان لي أن أحل لواء عقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) ...
وخرج ماشيًا ليودع الجيش بينما أسامة راكبًا فقال له : ( يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن ) ...
فرد أبو بكر : (والله لا تنزل ووالله لا أركب ، وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة ) ... ثم استأذنه في أن يبقى إلى جانبه عمر بن الخطاب قائلاً له : ( ان رأيت أن تعينني بعمر فافعل ) ...
ففعل وسار الجيش وحارب الروم وقضى على خطرهم ، وعاد الجيش بلا ضحايا ، وقال المسلمون عنه : ( ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة ) ...
|