المنتدى :
الاسرة والمجتمع
أولادنا هل تنقصهم اللباقة ؟!
طفل صغير في أحد مراكز الترفيه أحببت ملاعبته، نظرت إليه نظرة ود منتظرة استجابة ايجابية، فإذ به يصعقني بتكشيرة مؤذية، ثم يجهز علي بكلمة خيييير!! وفي المقابل يبدو أن الأطفال في بعض البلاد العربية في وضعية أكثر لطفا، فهو يبادلك النظرة اللطيفة ثم لا يلبث أن يحرك شفته بكلمة منتهى الرقة واللطف فيقول بكل حنو مرحبتين عمو!! طفل آخر لم يتجاوز الخامسة من عمره اسأله عن عمره وعن اسمه، فيعرض عن الحديث.
يفكر وكأنما قد سأل عن معادلة رياضية من الدرجة الرابعة، أو قد طلب منه تفسيراً لنظرية النسبية! وبعد طول انتظار يرد برد باهت بارد (وش دخلك)، وإذا كان لطيفاً سيقول لا أدري.
وعندما تتجرأ وتقبل طفلاً من باب الذوق فإنه لن يتحرج من مسح موضع القبلة أمامك وكأنه يرسل لك رسالة شديدة اللهجة أن لا تتكررها فقد آذيتني! والآخرون يبتسمون وكأنك قد قدمت لهم الدنيا بتلك القبلة فيعيدها إليك بكل أدب ولطف! الأمر أيضاً لا يقتصر على الغرباء فهذا الصغير قد أسقى أهله من نفس الكأس، فعندما تطلب منه أمه أن يقوم بعمل بسيط، فالرد المعتاد أوفف!! ألا يوجد غيري في هذا البيت، في كل لحظة تنادون علي (لم يكلمه أحد أو يطلب منه شيء منذ أيام). والحقيقة أن المشاهد كثيرة والمواقف لاحصر لها، وأظن أن المشكلة منشؤها الأسرة. فالصغير إنما يتشكل بحسب ما يرى من تصرفات أهله وطباعهم.
فلا بد أن تعتني الأسرة بأكملها بتهذيب الطباع، وتعلم الذوق وفن الأتكيت، فهو سبيل لحياة أجمل مع الآخرين، وأيضاً سيتأثر الأولاد تباعاً.
لهذا أيضاً ينبغي معاهدة الصغار وملاحظة تصرفاتهم وتوجيههم بأسلوب حسن لطيف دون إهانة أو احتقار أو تقليل من قدرهم حتى يكونوا قادرين في المستقبل على كسب الآخرين وكسب احترامهم وتقديرهم.
منقول
|