المنتدى :
سلاسل روايات مصرية للجيب
رواية لم تقراوها من قبل اطلاقا لرجل المستحيل
وأنا أعني ماأقول ، فهذه الرواية لم تنشر من قبل على الاطلاق ، الحكاية ومافيها اني نزلت كمية كبيرة جدا من روايات رجل المستحيل في الفترة الماضية وقعدت اقرا فيهم لحد ماجالي احساس ان انا بقيت أدهم صبري ، واني لو نزلت الشارع هقدر احطم انوف اربعة من الاوغاد الذين يشربون المشروبات الشعبية باستهتار من محل العصير المقابل بضربة صاعقة من اصبع رجلي الصغير ، كما انني استطيع هزيمة قوى الشر المتمثلة في مخابرات الأحياء المجاورة التي تسعى جاهدة للحصول على الخبز الساخن من أفران حينا الهادئ فقط لو كانت معي فتاة جميلة مثل منى توفيق ، فبينما هم ينشغلون بمعاكستها أتسلل في خفة الفهد وبرشاقة لاتتوفر الا لرجل مخابرات مثلي لأقف قبلهم في طابور الخبز ثم أكيل لهم اللكمات ليقفوا عند حدهم ، ولامانع من أن ألكم الفران لكمة تطيح به ثلاثة أمتار للخلف اذا لم يعطني خبزا من النوع الجيد .
ثم تطور بي الحال بعد عدة قصص اخرى الى ان تخيلت انني انا مؤلف الروايات نفسه وأنني قد صرت قادرا على تأليف روايات جديدة من هذه السلسلة من واقع معايشتي لابطالها واحدا واحدا واندماجي معهم الى اقصى حد ، فتناولت القلم اقصد الكيبورد وبدأت في كتابة اولى رواياتي ، الأولى على الاطلاق .
تبدأ الرواية باستدعاء المدير لادهم الذي يدخل المبنى وهو يصفر لحنا شعبيا شهيرا ويتجه في سرعة وحزم الى مكتب المدير، وعندما يمر بمكتب قدري يجد أمامه على المكتب حلة محشي باذنجان من النوع الذي تجيد اعداده والدة "منى" ولم يتبقى بها سوى اصبعين ، بينما على الطرف الآخر من المكتب تقبع سلة كبيرة وقد ملئت عن آخرها بقشور مايزيد عن عشرة كيلو جرامات من الموز والبرتقال يبدو ان قدري قد التهمها لتوه بينما يده مازالت تمسك بزجاجة مشروبات غازية سعة لتر ونصف وقد شربها كلها ولم يتبقى فيها سوى قطرات قليلة فيحييه ادهم باسلوبه الساخر قائلا "في المرة القادمة لاتنسى احضار جردل من الشاي ياعزيزي" وهنا يرتج جسد قدري البدين وقد صدرت عنه ضحكة طفولية تنم عن صفاء قلبه .
ماأن يدلف ادهم الى مكتب المدير حتى يبادره هذا الاخير بالقول "مهمتك هذه المرة ستكون مختلفة ، مختلفة تماما" .
أدهم : لاافهم ماتعنيه ياسيدي .
وهنا يدخل للحجرة رجل وسيم طويل عريض اشيب الفودين يرتدي ملابس انيقة تدل على اهميته فيقول لادهم : مهمتك هذه المرة ستكون خارج الارض ، خارج الارض تماما .
زوى ادهم مابين حاجبيه ثم قال في اهتمام : هل تقصد القمر ياسيدي ؟
تدخل المدير مرة اخرى قائلا : بالضبط ياسادة المقدم ، فقد جاءتنا معلومات بان دولة معادية قد اطلقت بالفعل صاروخا يحمل ثلثمائة من أكفأ رجالهم ليحط فوق سطح القمر ، وهناك سوف يضعون مدفعا عملاقا هو آخر ماتوصلت اليه تكنولوجيا السلاح عندهم ، وسوف تكون فوهته موجهة الى بلادنا ، بلادنا بالذات ياأدهم ، هل تفهم ماأعنيه ؟
هنا لم يتمالك ادهم نفسه فهوى بقبضته فوق طرف المكتب ليحوله الى نشارة خشب في لحظات قائلا : الأوغاد ، هل وصلت بهم الجرأة .... ثم عاد اليه هدؤه وبرقت عيناه ببريق غريب وهو يقول : اطمئن ياسيدي ، سيكون هذا يوما لاينسى .
وعندئد اردف المدير: ولاتنسى انك ستصحب معك زميلتك .....
ثم بتر عبارته فجأة عندما نظر له ادهم في مرح وقال "وهذا ماكنت أنتظره ، شكرا لك ياسيدي" ثم حياهما وانصرف ، عندئذ غمغم المدير : الآن نستطيع جميعا ان نضع في بطوننا البطيخ الصيفي فقد تصدى لها أفضل رجالنا ، افضلهم على الاطلاق .
عندما هبط ادهم من تلك المركبة الفضائية في المكان الذي حدده له حسام مهندس الفضاء المصري تماما فوق سطح القمر وكانت معه منى في زي فضائي أنيق وقد تركت فيه فتحة خلف الراس لتخرج منها خصلات شعرها الفاحم الناعم فتزيدها جمالا على جمال ، صفر ادهم في اعجاب وهو يقول "لو رأتك ملكة جمال القمر لركبت أول سفينة فضاء لترحل فورا الى أبعد الكواكب حتى لاتعترف بهزيمتها ياعزيزتي" ، احمر وجه منى خجلا لهذا المديح ولكنه سرعان ماتحول الى الأصفر بلون الليمون عندما شاهدت ذلك الظل الذي يتحرك خلف ادهم ، خلفه تماما .
بينما كان ادهم ينظر في عين منى لاحظ خيال هذا الظل ينعكس على حدقتها وفي أقل من ربع ثانية كان أدهم قد أخذ وضعه خلف هذا الشئ وأحاط عنقه بيديه الفولاذيتين وهو يقول في سخرية "تكلم أيها الوغد ، من تكون ؟ والا حولتك الى طبق من البطاطس المهروسة ، ألا تعلم من هو أدهم صبري ، انهم يلقبونني بالشيطان بالرغم من انني اكره هذا ....." عندئذ وكأن ابواب الجحيم قد فتحت على مصراعيها فلم يكن هذا المتسلل سوى طعم ليعلن ادهم عن حقيقته ، فظهر من خلف كثبان القمر العشرات من الرجال في زي الفضاء وكل منهم يحمل سلاحه وقد وجهت فوهات الاسلحة جميعا الى رجل ، رجل واحد فقط .
لسؤ حظ المجرمين انهم لايدرسون علم النفس جيدا ، ولذلك فإنهم جعلوا زعيمهم يظهر بزي فضائي ذي لون مختلف فتعرف عليه أدهم في الحال ودون ان يضيع ادهم الفرصة أفلت عنق المتسلل الاول ثم قفز في رشاقة فوجه لكمة قوية الى فك اقرب الرجال اليه واستولى على سلاحه ثم بحركة مباغتة استدارا قائما على ساقيه ثم بقفزة يعجز عنها افضل مهرجي السيرك اصبح خلف هذا القائد تماما وقبل ان يفهم احد ماحدث أحاط عنقه بذراعه ووجه فوهة السلاح الى رأسه قائلا بسخرية "والآن هل تنوون قتلي أيها الأوغاد ؟" ,
عندئذ صرخت منى وقد أحاط بها اربعة منهم وقاموا بشل حركتها وقال أحدهم "وأنت ، هل ستضحي بزميلتك ايها الشيطان ؟"
ماأن رأى أدهم ذلك ورأى نظرات الخوف في عيني "منى" حتى أودع كل طاقته في ضربة وجهها الى وجه الرجل الذي يقف امامه مباشرة فجعلته يرتد للخلف خمسة امتار كاملة ليقع على اربعة من زملائه فيفقدوا الوعي جميعا ثم دار حول نفسه دورة كاملة في خفة ورشاقة فأطاح بمسدس اقرب الرجال اليه ثم انهالت يده كالصاعقة على معدة الرجل الواقف خلفه فخرج الهواء من فمه بصوت مسموع ، ويقسم من شاهدو أدهم في هذه اللحظات أنه قد طار في الهواء مسافة اربعة امتار ليهوي بقبضته على عنق احد الرجال الذين يمسكون "منى" ثم عاجل الآخر بضربة من كوعه في اذنه جعلتها تصفر بشدة وأحس الثالث ان زلزالا قمريا قد حدث لتوه لو كان هناك زلازل على القمر عندما تلقى فكه ضربة هشمت عظامه ثم حاول الرابع الفرار لكنه توقف فجأة وبرزت عيناه في ذهول وازرق وجهه عندما فتح احد زملائه الشنكل الخاص بزيه الفضائي لينفتح الزي فجأة حتى لايكون هناك شهود على ماحدث ، ثم قام من تبقى منهم بالانتحار بعد ان تفجرت الدموع من عيونهم وهم يشاهدون هزيمة زملائهم ، كل هذا ومازال ادهم ممسكا بزعيمهم حتى يسلمه كجاسوس عند عودته للارض وأخذت منى تصفق في جذل .
عاد ادهم ومنى في سعادة الى الوطن وقام بتسليم الجاسوس الى مديره الذي هنأه على نجاح المهمة ولكن كانت هناك في انتظاره مهمة اخرى ، مهمة في كوالا لامبور ، مهمة لايصلح لها الا رجل المستحيل .مارأيكم بااعزائي في القصة ؟ ولاتحرمونا من اضافتكم .
|