المنتدى :
الارشيف
رسالة من لقيط ( أرجو من الجميع قرأتها )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00اليوم كتبت لكم ( رسالة من لقيط ) سمعتها لأول مرة في الإذاعة المدرسية وتأثرت بها بشكل كبير جداً ومازلت 00وبعد ذلك سمعتها في فلاش 00فقررت أكتبها وانشرها 00لنصحح وضع 00وندواوي جروح 00أتمنى تنال إعجابكم على فكرة لا أعرفاسم مؤلفها 00
اليوم قررت أن أخترق حواجز الصمت !! قررت أن أتعدى حدود المألوف !!قررت أن أتحدث لتصلكم كلماتي 00أو لعلها صرخاتي 00
غير أني لا أدري لمن أوجه رسالتي هذه ؟!!ولا أدري من الذي سينصت لكلمات عذبها الأنين 00إنه بوح السنين 00من المعاناة 00والألم 00والحزن الدفين 00
من أين أبدأ رسالتي 00؟!! هل أبدأها من الصغر؟!! من السنين الأولى حيث لم أكن أعرف من ما حولي 00غير أني طفل يضمه بيت كبير يسمونه ملجأ 00وحوله أطفال كثيرون لم أكن أعرف عنهم ولا عن أسمائهم الكثير !!أم أبدأها من سنوات الدراسة والمراهقة الصعبة ؟!!
عرفت من رفاقي في المدرسة معنى الأسرة بمفهومها الحقيقي حين اكتشفت أن مكونات الأسرة 00أب 00وأم 00وأبناء00!!!!
لكني لم أعرف هذه الأسرة التي تتحدث عنها الكتب المدرسية !!فمن هو هذا الأب الذي يتحدثون عنه ؟!! ومن هي الأم التي يسمونها نبع الحنان ؟!! وأي حنان يقصدون ؟!!
أن كل ما أعرفه عن الأسرة عبارة عن مربية وعشرة أطفال !!!
لكن لعلي سأبدها من حيث انتهت 00فمن وضعي الحالي وأيامي المريرة 00ولحظاتي الصعبة القاسية سأبعث رسالتي
0000
فلا تلوموني إن كانت كلماتي حزينة00أو كانت عباراتي جريئة 00فقد لقيت من التعقيد داخلي ما يكفيها فأبت إلا أن تخرج معقدة 00وبجراح السنين مثخنة 00
اليوم احكي لكم قصة سنوات من التيه 00ورحلة البحث عن الهوية الحقيقية 00أو لعلها رحلة البحث عن الذات 00فقد سافرت نفسي عن نفسي !!!فما أصعبه من سفر 00وما أقساه من هجر 00إنها قصة سنوات مضت على أي حال 00وسنوات لا تزال في طي المجهول 00ولا أعلم كيف ستكون ؟؟!!
بالأمس نظرت في المرآة ولا أدري لماذا أقدمت على هذه الخطوة الساذجة ؟!!
تأملت وجه شاب ليس غريباً علي !! ودوما أراه غير أني رأيت فيه ملامح غريبة هذه المرة 00تبسمت 00وسألت نفسي :-
هل أشبه والدي ؟!! أم أشبه والدتي ؟!! لا بد أن شعري الناعم يشبه شعر أمي !! وهذه العينين الصغيرتين لا بد أنها تشبه عيني والدي !!
سؤال حائر لم اعرف له سوى إجابة واحدة !! أني غبي فعلاً لفكر ان أسال مثل هذا السؤال !! فليس من حقي أن أعرف هذه المعلومات !! وليس من حقي أن أسأل مثل هذا السؤال !!
لكني لم ألبث ان هربت من تلك النظرات 00وقررت الخروج 00أو بمعنى أصح قررت الهروب من هذه الأفكار التي حاصرتني من كل الاتجاهات 00
لكني لم أهرب من واقعي الكئيب 00فهو ملازم لي 00والأقسى من ذلك أني لم أجد اختيار المكان الصحيح 00خرجت للمجتمع 00لكن نظراتهم أقسى 00هل تتعجبون إن قلت لكم
إن البعض منهم يهرب مني 00والبعض الآخر يحذر أبنائه مني !
فما كنت أنا ؟!!
هل تعلمون أني إنسان مثلكم ؟!!
هل تعلمون أني لا أحمل مرض معد لتنفروا مني ؟!!
أخي يا من تقرأ رسالتي 00هل تفكر بي بنفس تفكيرهم ؟؟؟ وهل تنظر لي بنفس المنظار ؟؟!! أتمنى عكس ذلك 00
في الطريق رأيت مشهد ترونه أنتم عادياً 00لكني أراه غريباً علي !! وسأظل أراه كذلك !!
رأيت رجلاً وامرأة 00الرجل يحمل طفله الذي أخذ يتمايل من الضحك والسرور 00أطلت النظر إليه ليس حسداً
لكني كنت أود أن أشعر بدفء العلاقة ولو من خلال غيري لحظات مرت 00000مدت المرأة يدها لتأخذ الطفل من أبيه 00لكن الطفل صرخ وردد أجمل كلمة طالما حلمت أن أجد من أرددها له 00قال 00 أبي 00أبي 00
أفكاري الساذجة لا زالت تصر على مهاجمتي مجدداً 00
فبعد هذا المشهد قلت لنفسي 00ساتزوج وأكون أسرة 00واحتويها وأحميها وسأنجب عشرة أطفال !!!لأرى أمامي العشرة كلهم بصوت واحد ينادون أبي 00أبي 00لن أفارق أولادي وسأحميهم في حضني 00لن ابتعد عنهم 000!!!غير أني تنبهت من حلمي 00فليس من حقي أن أحلم 000فمن الذي سيزوجني ؟!! وأنا لقيط !! مجهول النسب !!
ترى هل سأرى تلك المرأة المسماة أمي ؟!! أم سأقابل ذلك الرجل الذي يدعونه أبي يوما ً من الأيام ؟؟؟
هل سأعرفهم ؟؟ هل سيشعرون بي ؟؟ هل يسألون أنفسهم عني وعن مكاني ؟!! هل يتمنون أني ميت الآن ؟!!
رغم أني غاضب الآن 00وعلى الجميع ناقم 00إلا أنني أتمنى أن أرى 00أبي 00وأمي 00
ليس من أجل أن أناديهم 000بل من أجل أن أقول لهم : لماذا تخليتم عني بهذه السهولة ؟؟!!!
|