كاتب الموضوع :
chassey
المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
المعلقة الثانية لشاعر عنترة بن شداد
المعلقة الثانية لشاعر عنترة بن شداد
1. هَلْ غادَرَ الشُّعَراءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
2. أَعْياكَ رَسْمُ الدَّارِ لَمْ يَتَكَلَّمِ حَتَّى تَكَلَّمَ كَالأصَمِّ الأعْجَمِ
3. ولَقَدْ حَبَسْتُ بِها طَوِيلاً ناقَتِي أشْكُو إلى سُفْعٍ رَوَاكِدَ جُثَّمِ
4. يا دَاَر عَبْلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِي وعِمِي صَباحاً دارَ عَبْلَةَ واسْلَمِي
5. دارٌ لآنِسَةٍ غَضِيضٌ طَرْفُها طَوْعِ العِنانِ لَذِيذَةِ المُتَبَسَّمِ
6. فَوَقَفْتُ فِيها نَاقَتِي وكَأَنَّها فَدَنٌ لأقْضِيَ حَاجَةَ المُتَلَوِّمِ
7. وتَحُلُّ عَبْلَةُ بِالجَواءِ وأَهْلُنا بِالحَزْنِ فالصَّمَّانِ فالمُتَثَلَّمِ
8. حُيِّيتَ مِنْ طَلَلٍ تَقَادَمَ عَهْدُهُ أقْوَى وأقْفَرَ بَعْدَ أُمِّ الْهَيْثَمِ
9. حَلَّتْ بِأَرْضِ الزَّائِرِينَ فَأَصْبَحَتْ عَسِراً عَلَيَّ طِلاَبُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ
10. عُلِّقْتُهَا عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَهَا زَعْماً لَعَمْرُ أَبِيكَ لَيْسَ بِمَزْعَمِ
11. ولَقَدْ نَزَلْتِ فَلاَ تَظُنِّي غَيْرَهُ مِنِّي بَمَنْزِلَةِ المُحِبِّ المُكْرَمِ
12. كَيْفَ المَزارُ وقَدْ تَرَبَّعَ أَهْلُها بِعُنَيْزَتَيْنِ وأَهْلُنا بِالْغَيْلَمِ
13. إنْ كُنْتِ أَزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّما زُمَّتْ رِكَابُكُمُ بِلَيْلٍ مُظْلِمِ
14. مَا راعَني إلاَّ حَمُولَةُ أَهْلِها وَسْطَ الدِّيارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ
15. فِيها اثْنَتانِ وأَرْبَعُونَ حَلْوبَةً سُوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأسْحَمِ
16. إذْ تَسْتَبِيكَ بِذِي غُروبٍ واضِحٍ عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لَذِيذِ المطْعَمِ
17. وكَأَنَّ فأْرَةَ تاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ سَبَقَتْ عَوَارِضَها إلَيْكَ مَنَ الفَمِ
18. أوْ رَوْضَةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَها غَيْثٌ قَلِيلُ الدِّمْنِ لَيْسَ بِمَعْلَمٍ
19. جَادَتْ عَلَيْهِ كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِ
20. سَحًّا وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّةٍ يَجْرِي عَلَيْها الماءُ لم يَتَصَرَّمِ
21. وخَلاَ الذُّبابُ بِها فَلَيْسَ ببارِحٍ غَرِداً كَفِعْلِ الشَّارِبِ المُتَرَنِّمِ
22. تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشِيَّةٍ وأبِيتُ فَوْقَ سَرَاةِ أَدْهَمَ مُلْجَمِ
23. تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشِيَّةٍ وأبِيتُ فَوْقَ سَرَاةِ أَدْهَمَ مُلْجَمِ
24. وَحَشِيَّتِي سَرْجٌ عَلَى عَبْلِ الشَّوَى نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبِيلِ المَحْزِمِ
25. هَلْ تُبْلِغَنِّي دارَها شَدْنِيَّةٌ لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ
26. خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَةٌ تَطِسُ الإِكامَ بِوَخْدِ خُفٍّ مِيْثَمِ
27. فكَأَنَّما أقِصُّ الإَكامَ عَشِيَّةً بِقَريبِ بَيْنَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّمِ
28. تَأْوِي لَهُ قُلْصُ النَّعامِ كما أَوَتْ حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ
29. يَتْبَعَنْ قُلَّةَ رَأْسِهَ وكأنَّهُ حَدَجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
30. صَعْلٍ يعُودُ بِذي العُشَيْرةِ بِيضَهُ كالْعَبْدِ ذِي الفَرْوِ الطَّويلِ الأَصْلَمِ
31. شَرِبَتْ بِماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تَنْفِرُ عَنْ حَياضِ الدَّيْلَمِ
32. وكَأَنَّما تَنْأَى بِجانِبِ دَفِّها الوَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ
33. هِرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لَهُ غَضْبَى اتَّقاهَا بِاليَدَيْنِ وبِالفَمِ
34. أَبْقَى لَها طُولُ السِّفارِ مُقَرْمَداً سَنِداً ومِثْلَ دَعَائِم المُتَخَيِّمِ
35. بَرَكَتْ عَلَى جَنْبِ الرِّداعِ كأنَّما بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
36. وكَأَنَّ رُبَّاً أو كُحَيْلاً مُعْقَداً حَشَّ الوُقُودُ بِهِ جَوانِبَ قُمْقُمِ
37. يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ زَيَّافَةٍ مِثْلَ الفَنِيقِ المَكْدَمِ
38. إنْ تُغْدِ في دُونِي القِناعَ فَإِنَّنِي طَبٌّ بِأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم
39. أَثْنِي عَلَيَّ بِما عَلِمْتِ فَإِنَّني سَمْحٌ مُخالَقَتِي إذا لَمْ أُظْلَمِ
40. فَإذا ظُلِمْتُ فَإنَّ ظُلْمِيَ باسِلٌ مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَطَعْمِ العَلْقَمِ
41. ولَقَدْ شَرِبْتُ مِن المُدامَةِ بَعْدَمَا رَكَدَ الهَواجِرُ بِالمَشُوفِ المُعْلَمِ
42. بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشِّمالِ مُقَدَّمِ
43. فَإذا شَرِبْتُ فَإنَّني مُسْتَهْلِكٌ مَالِي وعِرْضِي وافِرٌ لَمْ يُكْلَمِ
44. وإذا صَحَوْتُ فَمَا أُقَصِّرُ عَنْ نَدَى وكَمَا عَلِمْتِ شَمائِلِي وتَكَرُّمِي
45. وحَلِيلِ غانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً تَمْكُو فَرِيصَتُهُ كَشِدْقِ الأَعْلَمِ
46. سَبَقَتْ يَدَايَ لَهُ بِعاجِلِ طَعْنَةٍ وَرَشاشِ نَافِذَةٍ كَلَوْنِ العَنْدَمِ
47. هَلاَّ سَأَلْتِ الخَيْلَ يا ابْنَةَ مَالِكٍ إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِما لَمْ تَعْلَمِ
48. إذ لا أَزالُ عَلَى رِحالَةِ سابِحٍ نَهْدٍ تَعَاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّم
49. طَوْراً يُجَرَّدُ لِلطِّعانِ وتارَةً يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْرَمِ
50. يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقِيعَةَ أَنَّنِي أغْشَى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْدَ المَغْنَمِ
51. فَأَرَى مَغَانِمَ لوْ أشاءُ حَوَيْتُها فَيَصُدُّنِي عَنْها الحَيا وتَكَرُّمِي
52. ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالَهُ لا مُمْعِنٌ هَرباً ولا مُسْتَسْلِمِ
53. جادَتْ لَهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنَةٍ بِمُثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعوبِ مُقَوَّمِ
54. بِرَحِيبَةِ الفَرْغَيْنِ يَهْدِي جَرْسُها بِاللَّيْلِ مُعْتَسِّ الذِّئابِ الضُّرَّمِ
55. فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأصَمِّ ثِيابَهُ لَيْسَ الكَرِيمُ عَلَى القَنا بِمُحَرَّمِ
56. فَتَركْتُهُ جَزَرَ السِّباعِ ينُشْنَهُ يَقْضِمْنَ حُسْنَ بَنانِهِ والمِعْصَمِ
57. وِمشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكْتُ فُروجَها بِالسَّيْفِ عَنْ حامِي الحَقِيقَةِ مُعْلَمِ
58. رَبِذٍ يَداهُ بالقِداحِ إذا شَتَا هَتَّاكِ غاياتِ التِّجَارِ مُلَوَّمِ
59. لَمَّا رَآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ أَبْدَى نَواجِذَهُ لِغَيْرِ تَبَسُّمِ
60. عَهْدِي بِهِ مَدَّ النَّهارِ كَأنَّما خُضِبَ البَنانُ ورَأْسُهُ بالعِظْلَمِ
61. فَطَعَنْتُهُ بِالرُّمْحَ ثُمَّ عَلَوْتُهُ بِمُهَنَّدٍ صافي الحَدِيدَةِ مِخْذَمِ
62. بَطِلٍ كأنَّ ثِيابَهُ في سَرْحَةٍ يُحْذَى نِعالَ السَّبْتِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
63. يا شَاةَ ما قَنَصٍ لِمنْ حَلَّتْ لَهُ حَرُمَتْ عَلَيَّ ولَيْتَها لَمْ تَحْرُمِ
64. فَبَعَثْتُ جارِيَتي فَقُلْتُ لَها اذْهَبِي فَتَجَسَّسِي أخْبارَها ليَ واعْلَمِي
65. قالَتْ رَأَيْتُ مِن الأعادِي غِرَّةً والشَّاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمِ
66. وكأنَّما الْتَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايَةٍ رَشَإٍ مِنَ الغِزْلانِ حُرٍّ أَرْتَمِ
67. نُبِّئْتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِي والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ
68. ولَقَدْ حَفِظْتُ وَصاةَ عَمِّي بِالضُّحَى إذْ تَقْلِصُ الشَّفَتانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ
69. في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِي غَمَراتِها الأَبْطالُ غَيْرَ تَغَمْغُمِ
70. إذْ يَتَّقُونَ بيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِمْ عَنْها ولكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمِي
71. لمَّا رَأَيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُمْ يَتَذامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّمِ
72. يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كَأَنَّها أَشْطانُ بِئْرٍ في لَبَانِ الأَدْهَمِ
73. مازِلْتُ أَرْمِيهِمْ بِثُغْرَةِ نَحْرِهِ ولَبانِهِ حتَّى تَسَرْبَلَ بالدَّمِ
74. فازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ القَنا بِلَبانِهِ وشَكَى إليَّ بِعَبْرَةٍ وتَحَمْحُمِ
75. لوْ كانَ يَدْري مَا المُحَاوَرَةُ اشْتَكَى ولَكانَ لَوْ عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمِي
76. ولَقَدْ شَفَى نَفْسِي وأَبْرَأَ سُقْمَها قِيلُ الفَوارِسِ ويْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِي
77. والخَيْلُ تَقْتَحِمُ الغُبارَ عَوابِساً مِنْ بِيْنِ شَيْظَمَةٍ وأَجْرَدَ شَيْظَمِ
78. ذُلُلٌ رِكابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشايِعِي لُبِّى وأَحْفِزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ
79. إني عَدَاني أنْ أَزْورَكِ فاعْلَمِي مَا قَدْ عَلِمْتِ وبَعْضُ مَا لم تَعْلَمِي
80. حَالَتْ رِماحُ ابْنَيْ بَغيضٍ دُونَكُمْ وَزَوَتْ جَوانِي الحَرْبِ مَنْ لَمْ يُجْرِمِ
81. ولَقَدْ كَرَرْتُ المُهْرَ يِدْمِي نَحْرُهُ حَتَّى اتَّقَتْنِي الخَيْلُ بِابْنَيْ حِذْيَمِ
82. ولَقَدْ خَشِيتُ بِأنْ أَمْوتَ ولَمْ تَدُرْ لِلْحَرْبِ دائِرَةٌ عَلَى ابْنَيْ ضَمْضَمِ
83. الشَّاتِميْ عِرْضِي ولَمْ أَشْتِمْهُمَا والنَّاذِرَيْنِ إذَا لم أَلْقَهُمَا دَمِي
84. إنْ يَفْعَلا فَلَقَدْ تَرَكْتُ أَباهُما جَزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ
نبذة عن الشاعر:-
2- عنترة بن شداد
هو عنترة بن عمرو بن شداد بن عمرو بن قراد بن مخزوم بن عوف بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض من أهل نجد .
وقيل : عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم . وعنترة اسمه مشتق من العنتر ، وهو الشجاع ، والعنترة الشجاعة في الحرب ، وعنتره بالرمح : طعنه ، وعنتر وعنترة اسمان منه ، فأما قوله :
#(يدعون عنتر والرماح كأنها % أشطان بئرٍ في لبان الأدهم)
وأم عنترة أمةٌ حبشية سوداء ، يقال لها زبيبة ، وكان لها ولدٌ عبيد من غير أبيه ، وكانت العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمةٍ استعبدوه . وقد شهد عنترة حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان وحمدت له مشاهده فيها ، وكان قد قتل خلالها ضمضماً المديّ أبا الحصين بن ضمضم وأبا أخيه هرم . وأما سنة وفاته فتختلف الآراء في تحديدها ، ولكن ربطها ببعض الأحداث التاريخية المعاصرة لعنترة يجعل تحديدها أقرب إلى الصواب ، ففي نحو سنة 650م 30هـ مات الحطيئة ، وقبله في سنة 642م 21هـ مات بن معد يكرب . وقبل هذا بأعوام كانت حرب داحس والغبراء التي خبت نارها بين سنتي 608 وسنة 610م وإلى ما بعد حرب داحس والغبراء يختفي اسم عنترة فلا نجد له ذكراً ، الشيء الذي جعل حاجي خليفة يذكر أن وفاة عنترة سنة 611 من ميلاد المسيح عليه السلام .
|