تشكيليون ..أسعدونا .. ورحلوا تعساء .

ولما كانت حياة وممات الفنان الهولندى
فنسنت فان جوخ
1853-1890
تتشابه وسيرة حياة الفنان السوري لؤي كيالى



فعادة ما تتزامن سيرتهما الفنية معا
وعلى الرغم من أن كيالي ولد في بيئة برجوازية على عكس فان جوخ
فقد تناولا في أعمالهما حياة البسطاء وواقع الفقراء
إذ نجد أن كيالى ركز على الباعة المتجولين
إلى جانب رسومات أخرى تناولت جوانب مختلفة من المأساة الإنسانية
كالبؤس والفقر وقضايا الطفولة
كان يرسمها بلمسة حنونة متفهمة
أكثر تأثيرا في النفس من ملايين الخطب المباشرة والمواعظ
استطاع كيالي
أن يؤسس في تاريخ الفن التشكيلي السوري
مشروعاً حضارياً عربياً في الرسم أساسه كرامة الإنسان
بينما اشتهرفان جوخ ايضا بتصوير أعمال الفلاحين وحياتهم اليومية
كلوحته الشهيرة "آكلو البطاطا" (1885)



عانى كل من كيالي وفان جوخ من اضطرابات نفسية
ونوبات قلق وجنون واضحة للعيان
فهناك قصص تناقلها المهتمون بحياة فان جوخ
شخّصت حالتة النفسية بالاضطراب الثنائي القطب والشخصية الحدية
حتى انتهى الامر بانتحاره في سن ال34 برصاصة في الراس .



كل منهما عاش حياة قصيرة عليلة
ورحلا وهما في أوج إنتاجهما الفني
تاركين بصمة إبداعية لا تمحى
لتكون حياتهما ورحيلهما المفجع
تاريخا مأساويا عن النبوغ والمرض والمعاناة .



وصف الفنان بالعديد من الصفات
منها فنان الحزن النبيل
ورسام الألم الصامت
ومبدع الجمال الحزين الهادئ
أوصاف تلخص داخله شديد الرقة والحساسية
و كذلك تفاعله مع محيطه وشخوصه
كأسيرأبدي لما لا فكاك منه ولا مفر !



و فى جولة سريعة بين أعماله
سنرى إلى أي مدى كان فى جانب اليسطاء
وكيف يستدعيهم ضيوفا دائمين على سطح لوحاته
ليؤنسوا وحدته وظلمة أيامه .



فمن باعة متجولين، بائع الكعك، بائع اليانصيب، و بائع البوظة، و بائع الجوارب، إلى ماسحي الأحذية
إلى الخياطة، و الأم، و الخبّازة، و غرفة الغسيل،
ومروراً بصياد السمك، وعجوز جالس، والصبي النائم وغيرهم
وكان للمرأة تقديرها الخاص كأم وحتى وهى تحمل جنينها قبل ولادته.

بعض من لوحات الفنان لؤي كيالى















ماسحوالاحذية





بعد مرور ما يقارب الأربعة عقود على رحيله
احتفل محرك البحث العالمي "جوجل"
يوم الأحد 20 يناير2019
بذكرى ميلاد الفنان التشكيلي السوري العالمي الراحل لؤي كيالي الـ 85



وابداعاته التى انطلق بها من المحلية للعالمية
ليناقس باسعار لوحاته أسعار لوحات الفنانين العالميين من عرب وأجانب!
والذي يعد من أشهر الفنانين التشكيليين المعاصرين في الشرق الأوسط وأوروبا،
والتي وصلت مبيعات كل لوحة من لوحاته إلى ملايين الدولارات
في حالة نادرة لفنان سوري وعربي ولد قبل عقود من الزمن
لكن لوحاته خالدة وحيّة في ذاكرة المثقفين وهواة الفنون الجميلة حول العالم.



رحم الله الفنان لؤى كيالى
لروحه السلام والسكينة
بقدر ما عانى من أوجاع واّلام
وبقدر ما كان فنه فريدًا من نوعه
استطاع من خلاله أن يعبر عن كافة القيم الإنسانية والقومية
الأمر الذي جعل من تجربته الفنية بصمة متفردة في التشكيل العربي المعاصر



فيديولبعض اعمال الفنان لؤي كيالى

https://www.4shared.com/s/fJQT41YSTea

دمتم بخير



وإلى لقاء بإذن الله