لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


رواية على ضفاف الأبدية

ملخص الفصول الأولى من الرواية: يلحظ بطل قصتنا كثرة الحوادث التي تتعرض لها صديقة صباه، وكأن هناك يدًا خفيةً تتعمد أذيتها، وأثناء مرافقته لها إلى منزلها في إحدى

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-22, 08:50 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2022
العضوية: 337781
المشاركات: 3
الجنس ذكر
معدل التقييم: سرمدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سرمدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رواية على ضفاف الأبدية

 

ملخص الفصول الأولى من الرواية:

يلحظ بطل قصتنا كثرة الحوادث التي تتعرض لها صديقة صباه، وكأن هناك يدًا خفيةً تتعمد أذيتها، وأثناء مرافقته لها إلى منزلها في إحدى المرات كما العادة، إذ بسيارةٍ مندفعة ٍ تريد دهسها لكنه بالكاد تمكن من حمايتها، لتنقلب الأمور من لحظتها ضدّه، ويصير هو فريستهم المَرجُوّة، فأخذوا يطاردونه حتى تمكنوا من الإمساك به، وهناك وداخل مقر تلك العصابة حيث يعتقلونه، سمعهم يذكرون أمر عميلةٍ كلّفتهم بقتل صديقته بصورة تبدو غير متعمدة، ليأخذ سريعاً قرار الفرار كي يحميها منهم؛ إلا أن طعنةً غادرةً من أحد أعضاء العصابة سبقت خطته وحالت دون هروبه منهم، فيقع على الأرض غارقاً في دمائه، مترقباً موته المحتم والحسرة تأكل روحه بعد فشله مجدداً في إنقاذ شخصٍ عزيزٍ عليه.
وبينما عيناه شاخصتان صوب القمر المكتمل، إذا بباب يظهر أمامه من العدم ويجذبه إلى حجرةٍ معزولةٍ عن الزمان والمكان تقطنها جنيةٌ حبيسةٌ داخل هذه الحجرة كعقابٍ لها، وكان من حبسها قد أمرها بخدمةِ أكثر بشريٍ بحاجةٍ إلى مساعدةٍ عند اكتمال القمر. ولكنها بدلاً من مد يد العون له، قامت بتخييره بين إنقاذها لحياته وإعادته لمنزله شريطةَ أن تمحي من ذاكرته لقاءه بها وبين تسخير عبيدها لخدمته حتى اكتمال القمر القادم لكن بشروطٍ ثلاثة، وإن عجز عن تحقيق أي شرطٍ منها فسيحل هو محل الجنية سجيناً داخل الحجرة إلى الأبد وتتحرر هي. وبعد ترددٍ اختار الخيار الثاني، ليتم إبرام العقد بينهما إلا أنه ولسذاجته لم يطالع بنود العقد، فتستغل الجنية رهاب القطط الذي يعاني منه وتحوّله إلى قطٍ ضئيل الحجم، ثم يكتشف أيضاً أنه غير مسموحٍ له بتسخير عبيدها سوى مرةٍ واحدةٍ في اليوم ومقابل كل مرةٍ سيستدعي فيها عبداً من عبيدها سيبذل جزءاً من روحه. فإذا فكّر بفسخ تعاقده مع الجنية فإنه سيتم الاستجابة إلى طلبه لكنه حينها قد يفقد حاسةً من حواسه، أو ربما يغرق في غيبوبته أو يموت، وذلك حسب ما بذل من روحه.

 
 

 

عرض البوم صور سرمدي   رد مع اقتباس

قديم 02-02-22, 10:40 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2022
العضوية: 337781
المشاركات: 3
الجنس ذكر
معدل التقييم: سرمدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سرمدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سرمدي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية على ضفاف الأبدية

 

مقدمة:

عند منتصف الليل، والسماء مكتسية بسوادٍ كسواد القط ضئيل الحجم القابع على منضدة أمام النافذة محدقًا عبرها، بوجه تلبّد حزنًا ولوعة يماثله تلبُّد تلك السماء بالغيوم.
ثم التفت إلى الخلف لتقع عيناه على فراشٍ طبي؛ حيث استلقت فتاة شاحبة الوجه، غارقة في بحار غيبوبتها؛ ليشعر بغصة في حلقه وانقباض في قلبه، وكأن ثعابين تعتصره.
أعاد بصره كرةً إلى السماء، وتحديدًا إلى القمر المتوهج، والذي يكاد يتغطى جلّه بضيائه كستار مسرح يوشك على الانسدال بأسره.
لا يفصل بينه وبين اكتماله سوى يومين.
عندها سيتحدد مصير لا مناص منه.
تُرى...
ماذا لو أمسكنا بزمام الوقت، وأعدنا عجلة الزمن إلى الوراء؟
أكان بوسعنا تغيير القضاء؟
وماذا لو تعلقنا بتلابيب القدر ورجوناه أن يكفّ عن تقلباته.
أكان سينفعنا الرجاء؟
ما أقسى الحياة! ما إن تُدِر لها ظهرك إلا وتطعنك بخنجرٍ مسموم.
لم يكد يفيق من خسرانه لصديقه إلا ويجد صديقة صباه وقد تجاذب أطراف مصيرها كلٌّ من الموت والحياة.
حاول أن يتفاءل على الرغم من أن كل ما حوله يدعو إلى التشاؤم.
وقد جالت عيناه أرجاء الحجرة الطبية بالمشفى حتى وقعتا على إطار صور بجوار كأسٍ مملوء نصفها ليدنو منها ويتأملها، وإذ بها صورة تجمع ثلاثة أشخاص، شابان وفتاة، وقد اكتست وجوههم ابتسامة بريئة غير عالمين بما كانت تخبئ لهم الأيام ليعود بذاكرته إلى الوراء.
إلى حيث بدأت هذه المأساة.

 
 

 

عرض البوم صور سرمدي   رد مع اقتباس
قديم 03-02-22, 12:50 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2022
العضوية: 337781
المشاركات: 3
الجنس ذكر
معدل التقييم: سرمدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سرمدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سرمدي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية على ضفاف الأبدية

 

الفصل الأول

"أوراق الخريف"
"من كان يتصور أن كل ما مرّ بي لم يتعدَّ الشهر الواحد؟ قد بدت لي وكأنها دهورًا تسابق بعضها في إذاقتي ألمًا ومعاناة، وقد أضفى جوّ الخريف كآبة اعتادت عليها النفس، وبعثت إشراقة وجه (برلنت) دفئًا تغار منه ألف شمس".
* * *
بينما تساقطت أوراق الخريف من أشجارها أمام إحدى المدارس إذ بريحٍ هادئة حملت بعضًا من تلك الأوراق، وعبرت بها من أمام فتاة ليتطاير شعرها الذهبي، إلا أنها وبتلقائية تعلقت يدها ببعض الخصلات منها في محاولة لإخفاء السماعة الطبية المثبتة بأذنها وبعينين ذهبيتي اللون كانتا تجوبان بحثًا عن شخص محدَّد، بوجهٍ قد اكتسى قلقًا وتوجسًا، وذلك الكابوس الذي يحتل منامها كل ليلةٍ ينذر بخطر جسيم، إن قلبها ينقبض رعبًا كلما عاودتها ذكرياتها، ولم يكن بمقدورها البحث عن تفسير له، لم تتحلَّ بالشجاعة الكافية لفعل ذلك.
ثم سمعت صوت فتاة وهي تقول متعجبة:
- (برلنت) أكنتِ هنا طيلة الوقت؟
التفتت إلى مصدر الصوت؛ فإذ بها صديقتها (علياء)، وقد ارتسم على وجهها الفضول لتستطرد قائلة:
- بحثت عنكِ أرجاء المدرسة لأجدكِ لدى البوابة، أمترقبة شخصًا ما؟
أجابتها بنبرة متوترة:
- في الحقيقة كنت أ...
قاطعتها (علياء) منزعجة:
- آمل ألا يكون سبب مكوثك هنا هو انتظارك لذلك النحس.
بدا الضيق يرتسم على وجه (برلنت) لتعاتبها قائلة:
- ألم أحذرك بعدم نعت (غروب) بهذا اللفظ؟
ردت محتجة:
- الكل متيقن أنه ما من مصيبة تحدث لكِ إلا ويكون موجودًا بجوارك.
وأردفت ونظرها معلق على ذلك الجهاز المثبت بأذنها:
- أنسيتي ما فعله في الماضي وأنه تسبب في...
قاطعتها بحدة وهي تخفي بيدها ذلك الجهاز:
- كفى.
كاد أن يجن جنون (علياء) وهي ترى صديقتها مغترة بذلك الفتى، ربما هي ساذجة بعض الشيء، لكن ليس إلى الدرجة التي تنخدع فيها بشابٍ أجمع أهل المدينة على مَقْته، بل وتعتبره صديق صباها، والأدهى من ذلك هو (ربيع) الشاب متوقد الذكاء والذي يفوق عقله عمره بمراحل ومع ذلك وقع ضحية خداع ذلك النحس، أيّ نوع من السحر يمارسه معهما؟ ثم سمعتا صوت شاب متسائلًا في كياسة:
- هل لي أن أنضم إلى هذه المحادثة الشيّقة؟
التفتتا إلى قائل العبارة؛ فإذ به شاب أشقر الشعر يبدو من ملامحه حدة الذكاء، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة واثقة؛ فتصيح (علياء) بمزيجٍ من البهجة والخجل، وبصوتٍ حاد بدا كصوت فأر داس عليه أحدهم:
- ر... (ربيع).
وقالت (برلنت) مرحبة بصدق:
- بالطبع فمثلك ليس في حاجة إلى الاستئذان.
ابتسم لهما مجاملة قبل أن يسأل موجهًا سؤاله إلى (برلنت) وهو -لسببٍ ما- يتحاشى النظر إلى عينيها:
- أرأيتِ (غروب) اليوم؟
عاد القلق يتغلغل داخل أعماقها لتجيب بنبرةٍ حزينة:
- لا زلت أترقب حضوره إلى هنا.
"يا للفتيات!، أكل هذا القلق لأنه لم يصل بعد؟"؛ قالها في نفسه متعجبًا عن سبب تغيرها، فمنذ أن عرفها ولم يعهدها بهذا القلق الذي اعتراها خلال الأيام الماضية.
ثم ألقى نظرة إلى ساعته قبل أن يقول لها:
- باق نصف ساعة على موعد الدرس الأول، أي أنه لم يتأخر بعد، فَلِمَ يكتسِ وجهك كلّ هذا القلق؟ أتودين أن تشيخي مبكرًا؟
أطلقت (علياء) ضحكة صفراء، في حين ابتسمت (برلنت) رغمًا عنها، كان كلامه منطقيًّا، إلا أنه لا يعلم بحقيقة ذلك الكابوس الذي يراودها كل ليلة.
هل تخبره عنه؟ لا، لن يضيف ذلك إلا شخصًا آخرًا قلقًا، فهي تعلم مكانة (غروب) بالنسبة له، إنه ليس صديقه الوحيد فحسب، بل هو أخوه الذي لم تنجبه أمه.
وتابع موضحًا:
- أنتِ تدركين أنه الآن إما عاكفًا على إطعام الطيور أو يزور قبر أمه أو...
ثم أردف بابتسامة واثقة وهو يحدق النظر خلفهما:
- أو وصل إلى المدرسة أخيرًا.
التفتتا إلى حيث استقر نظره؛ فإذ به (غروب)، بقِصَر قامته، وشحوب وجهه، وشعره الغزير غير المهندم الذي يكاد يخفي عينيه فضيتي اللون المحاطتين بهالتين سوداوين تنمّان عن معاناة مع الأرق.
أشرق وجه (برلنت) لتقول بلهفة:
- لقد قلقنا عليك كثيرًا.
هرش رأسه بحرجٍ ثم لاحظ (ربيع) وهو يشير إليها قائلًا بمرح:
- لا تصدّقها، هي وحدها التي كانت تعاني من فوبيا القلقزيوم كعادتها.
احتجَّت متظاهرة بالغضب:
- هذا ليس عدلًا يا (ربيع).
ثم دنت من (غروب) والذي سعى إلى تجاهل فارق الطول بينهما حيث إنّ رأسه بالكاد تعلو كتفها وسمعها تسأله بفضول:
- أأنت بخير؟ هل أصابك أيّ مكروه؟
تعجب من سؤالها، وقد غدا مكررًا هذه الأيام الأخيرة، إلا إنه ابتسم لها ابتسامة هادئة تنمّ عن أنه بخير ليمسك (ربيع) بيده، ويقول مستأذنًا (برلنت):
- بما أنكِ تيقنتِ من كونه على ما يرام؛ فإني راغب أن أحادثه في أمرٍ مهم.
رمقه (غروب) بعدم فهم، ومِن ثَم سمع (برلنت) تقول له:
- لكن انتبه عليه جيدًا.
انزعج من قولها هذا. في حين أجابها (ربيع) بثقة وهو يشير بإبهامه إلى الأعلى:
- اطمئني لن يحدث له مكروه طالما أنا موجود.
وجذبه من ساعده وسار به مبتعدًا ليلتفت (غروب) إليها، ويلقي نظرة غاضبة فيما معناه
"وهل أنا صبي ليعتني بي؟".
إلا أنها أجابته بابتسامة رقيقة؛ ليبتسم هو بدوره وبتلقائية، من العسير هزيمة هذه الفتاة.
إن المرء ليحتاج إلى كتيبة لدكّ حصونها المنيعة، لكن متى ستتوقف عن لعب دور أُمّه؟
تذكرت أمرًا ما لتهتف:
- لا تنسَ أن نلتقي حيث وعدتني.
"حيث وعدتها؟".
لا يذكر أنه وعدها بأي شيءٍ مؤخرًا، كل ما يذكره أنه لم يفِ بأيِّ وعدٍ قطعه لها طيلة سنوات صداقتهما، كاد أن يعود فيسألها، إلا أن (ربيع) استمر في جذبه وهو يقول له:
- فيما بعد يا صديقي، فلديّ أمور مهمة أود إخبارك بها.
تابعا سيرهما و(غروب) يتحاشى نظرات الكره والمقت المسلَّطة عليه مِن قِبَل بعض طلاب المدرسة.
وسارا حتى عثرا على مكانٍ شاغر بعيد عن إزعاج الطلاب.
ظل (ربيع) لفترة صامتًا لا يتحدث وسط عدم فهم من صديقه، ثم سأله وهو يصوّب نظره إلى إحدى المباني خارج المدرسة:
- أتعلم ما هو حلمي؟
صمت مفكرًا إلا أن (ربيع) بادره بإجابة سؤاله:
- حلمي أن أحقق ما وصل إليه ذلك الشخص.
أطلق (غروب) عنان بصره إلى حيث يحدق صديقه، ثم قال بمزيج من الاشمئزاز والدهشة:
- تود أن تغدو قطًّا؟
انتفض (ربيع) من موضعه، وكأن شخصًا ما ألقى على وجهه ماءً مثلجًا ليتساءل مستنكرًا:
- عما تتحدث على وجه التحديد؟
أشار بيده إلى لوحة إعلانية زرقاء اللون بها صورة قط وهو يقول موضحًا:
- ذلك القط الموجود في اللوحة المكتوب عليها "الطعام المفضَّل لدى القطط (ميا...
أدرك ما يعنيه ليأتي من خلفه ويخنقه مازحًا قبل أن يقاطعه ساخرًا:
- إنك بحاجة ماسَّة إلى فحص نظر، إنما عنيت اللوحة أعلى المبنى المجاور لها.
وأشار بيده إليها ليحدق بها ويلاحظ أنه إعلان لإحدى شركات القهوة الكبرى.
رجل بدين أصلع الرأس متأنق بصورةٍ مبالغ فيها؛ بحيث يبدو ساحرًا، لكنه لسوء حظه بدا كخرتيت يرتدي بذلة سهرة أنيقة وعلى وجهه نظرة متعالية وابتسامة شيطانية، ليقول (ربيع):
- هذا هو إمبراطور القهوة، قد بدأ من الصفر حتى امتلك المؤسسة التي عمل موظفًا بها، وإلى يومنا هذا لا أحد يعلم كيف فعلها، وهو يعد الآن من ضمن قائمة أثرياء العالم.
ثم سأله بفضول:
- أتود مستقبلًا أن تغدو ثريًا مثله؟ وتحاط بجيش من الموظفين وتملك أفخم المنازل وأفخر السيارات؟
أجابه بكل بساطة:
- لا.
بدا الانزعاج على (ربيع) ليقول متهكمًا:
- إن هذا ما يعيب السُّذّج من أمثالك أصحاب مقولة "المال لا يجلب السعادة"، تخيل معي أن تذهب إلى السوق وتبتاع أغراضًا وحينما يطالبك البائع بثمنها ماذا برأيك ستفعل حينها؟ هل ستخصم من رصيدك في بنك السعادة مثلًا؟
أجابه موضحًا:
- لم أنكر أهمية المال سوى أنني لا أراه إلا وسيلة وليس غاية.
ليرد (ربيع):
- ومن زعم أن المال غاية؟ إنما كلما زادت ثروتك زاد نفوذك، وسهل عليك تحقيق غايتك.
كان يثير غيظه أن يرى (غروب) بهذه السذاجة والسطحية، لاسيّما حين يتعلق الأمر بالمال، لكم من مرة أراد مصارحته بأنه ينوي تعيينه مديرًا للمؤسسات التي سيرثها من والده مستقبلًا.
هو واثق أن هنالك سرًّا يكمن خلف هذه الكراهية غير المبرّرة للمال، سيعرفه وسيجد له حلًا.
فهو يتميز بالعديد من الصفات المنقرضة في هذا العصر، والتي تؤهله ليغدو مديرًا ناجحًا لكن لا ينقصه سوى بعض الذكاء والحظّ الوافر من الطموح، وسيظل عاكفًا على إقناعه حتى ينجح، ثم تذكر أمرًا ليقول:
- بالمناسبة لم آتِ بك إلى هنا لهذا الحديث، وإنما الأمر يتعلق بمدرب فريق الجري.
أشاح (غروب) بوجهه، وبدا عليه الانزعاج ليردف صديقه:
- قد فاض به الكيل بسبب تغيبك المستمر عن التدريبات، خاصة وأنكم على مشارف المنافسة في بطولة المدارس.
لم يجبه ليقول ناصحًا:
- إن قام بفصلك من الفريق فلا مكان لك في هذه المدرسة؛ فأنت تدرك أن هذه الثانوية لا تقبل إلا الطلاب المتميزين أصحاب الدرجات العليا أو من أصحاب الطبقات الرفيعة؛ نظرًا للتكلفة الباهظة لكل فصل دراسي، وأنت يا صديقي لا تملك أيًّا من هاتين الميزتين، لذلك سعينا لإلحاقك ضمن المتميزين رياضيًّا، واجتهدت في التدريبات الرياضية، بل وعملنا سويًّا حتى حصلت على مركز متقدم كي يتسنى لك الحصول على موافقة من المدرسة لنغدو جميعنا زملاء أنا وأنت و(برلنت) أنسيت كم اجتهدنا ثلاثتنا كي ترافقنا هنا؟
ثم ربت على كتفه وهو يقول له:
- أتود أن ترتاد مدرسة أخرى لتعجز عن المكوث بجوارها؟
ألق نظرة إلى (برلنت) وهي منهمكة بالحديث مع إحدى الفتيات ثم سمع صديقه يسأله بخبث:
- بمناسبة الحديث عنها، متى ستصرح لها بمشاعرك؟
نظر إليه في بلاهة ولم يفهم ما يعني ليقول له موضحًا:
- متى ستعلن لها عن حبّك؟
شعر باشمئزاز من الفكرة ليجيب منزعجًا:
- الحمقى فقط هم من يقعون في الحب، وأنت تدرك جيدًا أننا لسنا سوى صديقين.
أطلق (ربيع) ضحكة ثم لكَمَه في بطنه لكمة خفيفة قبل أن يقول بمرح:
- قل هذا لغيري؛ لأن أقوالك تخالف أفعالك، فمن يراك كيف كنت تحميها من الحوادث السابقة وعدد الإصابات التي تعرض لها جسدك من جراء ذلك لقادر على تكذيبك بسهولة.
حقًّا، إن (برلنت) تعرضت لحوادث عديدة خلال الأشهر الماضية، وكأن هنالك مَن يفتعل مقالب لها أو ربما إصابتها، ترى أهي مصادفة؟ ثم قال بصدق:
- معنى ذلك أنني لو لم أحمل لها أيّ مشاعر ألا أحميها؟
أمعن (ربيع) النظر في وجهه نظرة فاحصة أجبرت صديقه على الارتباك قبل أن يقول:
- لعلك تصدقني القول، لكن هذا لا ينطبق عليها؛ فإن نظرة الحب التي تشعّ من عينيها لا يمكن إغفالها.
لا يدري لماذا ضاق صدره وشعر بغصة في حلقه ليتساءل بصوت متحشرج:
- هي تحب؟! تحب من؟!
ارتفع حاجبا (ربيع) حتى يخيل للناظر إليهما أنهما سيحلقان خارج رأسه، ومن ثم انقض عليه من خلفه وقام بخنقه بشدة، وهو يقول مغتاظًا:
- لا تدري؟ إنك يا (غروب) المادة الخام للغباء والحماقة، الذي يميّزك عن أيّ حمار يحترم ذاته هو الذيل فقط.
سعى إلى التملص منه وهو يضحك بمرح، ثم رن الهاتف الخلوي الخاص بـ(ربيع) فيدع صديقه ويخرج الهاتف من جيبه فإذا به والده ليبدو عليه التوتر فيقول لصديقه:
- امكث هنا ولا تتحرك، سأجري محادثة مع والدي، وأعود فورًا.
هزَّ له رأسه إيجابًا وتابعه بنظره وهو يبتعد، ومن ثم انتقلت عيناه إلى لوحة عملاقة تغطي طابقين من المبنى الرئيسي للمدرسة تخص مديرها (عزيز بدران) الشهير بـ(جنكيز خان) بقامته النحيلة ووجه أشبه بوجه سحلية، ويمكنك ملاحظة وقفته المتباهية ونظرته المتعالية والتي توحي إليك بأنه شخص مهم وهو كذلك إذا استثنينا فشله في جميع تجاربه في الحياة؛ فإن نجاحه الوحيد كونه ابن مالك المدرسة وهو ليس بالإنجاز السهل تحقيقه، لذلك لا تتعجب من اعتداده المبالغ فيه بنفسه.
انتبه إلى صديقة صباه وهي واقفة أسفل تلك اللوحة ولا أحد بجوارها وعادت إليه مخاوفه، ترى من يرغب بالإضرار بها؟ أم أنها مجرد مقالب؟ فلو استثنينا بعض الفتيات المصابات بالغيرة منها فلا يوجد شخص يحمل لها أيّ ضغينة.
أكانت تلك الحوادث متعمدة؟ أم أنه يبالغ في مخاوفه؟ أم أن كل ذ...
قطع حبل أفكاره صوت فتاة تتساءل بسخرية:
- أليس هذا هو القزم رفيق تلك الأميرة؟
التفت إلى صاحبة الصوت فإذ بها (ألحان) أو (أحلام) أو ربما... لا يهم، كل ما يذكره أنها تغيبت عن المدرسة الشهر المنصرم بداعي الاكتئاب بعد فشلها لأول مرة في تحقيق المركز الأول لدى إحدى مسابقات الجمال، بل إن والدها استعمل نفوذه لإجبار المدرسة على السماح لها بأداء الاختبارات الشهرية داخل منزلها، وهي سابقة كادت أن تسقط مدير المدرسة من منصبه بعد أن وصل الخبر إلى والده صاحب المدرسة.
ثم وجدها تطلق ضحكة ساخرة هي ورفيقتيها قبل أن تقول له بحدة وتعالِ وهي تُبعد خصلات شعرها بُنّي اللون:
- ماذا بك؟ أيعجز الأقزام عن الحديث في حضرة (إلهام)؟
أجابها بلا مبالاة ودون أن ينظر إليها:
- ليس لدي ما أقوله لأمثالك.
كررت ما قاله مقلدة صوته:
- "ليس لدي ما أقوله لأمثالك".
ثم أردفت بحدة:
- أبلغ تلك الأميرة أن تكفّ عن إرسال رسائل غرامية لـ(ربيع) فإنه مِلْكي أنا، أفهمت؟ ملكي أنا.
لم يعِ حرفًا مما تفوهت به؛ وذلك لأن بصره كان مثبتًا صوب النافذة التي تعلو لوحة المدير حيث شاهد (نعيم) بلطجي المدرسة يقف هنالك يراقب، ما الذي ينوي فعله على وجه التحديد؟
هتفت متجهمة:
- هيه، أنا أكلمك هنا، أيضًا أبلغها أن تتوقف عن لفت الانتباه فإنها...
لم تستطع إتمام عبارتها بعد أن شاهدته وهو يسير مبتعدًا لتهتف بتعالٍ:
- من تحسب نفسك لترحل هكذا وتتجاهلني؟
بخطوات سريعة دلف المبنى الرئيسي للمدرسة، وصعد إلى الطابق الثالث؛ حيث تتواجد الحجرة التي تعلو اللوحة مباشرة وهي الحجرة الوحيدة بذلك الطابق، ولا يذكر أن شاهدها مفتوحة أبدًا من قبل، وقف أمام بابها ثم حرك مقبضه لينفتح، بدت الحجرة وكأنها مخزن، كانت خالية تمامًا من أي شخص كرأس (نعيم)… مبعثرة الأغراض كشخصيته... مغبرة كأفكاره – هذا إن كان يفكر – لا عجب لو كانت هذه هي حجرته إذًا، يتخيله وهو يمرح داخلها كخنزير وجد بركة من الوحل، توجّه نحو النافذة وحاول فتحها، لكن بدا ذلك محالًا بعد أن تنبه إلى أن مقبضها مفقود، ترى مَن الذي خلعه؟ ولماذا؟ حاول دفعها بيده لكنها لم تستجب له، ثم سمع خلفه من يقول متسائلًا:
- من هناك؟
التفت بسرعة إلى مصدر الصوت ليجده (نعيم) واقفًا بجوار الباب ومعه ثلاثة من رفاقه ثم سمعه يقول بسخرية:
- ماذا؟ ليس سوى ذلك القزم صديق (ربيع).
قال أحد رفاقه:
- لعله تلقَّى اتصالًا من تلك الفتاة بدوره.
ودنا (نعيم) منه لينخفض (غروب) أرضًا ويجمع شيئًا ما، ثم قام واقفًا ليجد نفسه في مواجهة (نعيم) بجسده الضخم؛ ليمسكه الأخير من رقبته ويرفعه، وهو يقول له بوجه عابس غطاه النمش:
- أتصور أن صديقك ليس هنا ليحميك مني.
كان يمقته بحق، لم يمقت أحدًا مثله، هو من تسبب في قطع علاقته بـ(ربيع).
لسنوات وهو يُمنّي نفسه بتحطيمه إلا أنه عاجز تمامًا بسبب حماية (ربيع) له، لكنه هذه المرة...
قال بتعالٍ:
- من ذا الذي يمنعني الآن من سحقك كأيّ...
لم يستطع إتمام عبارته بعد أن ألقى (غروب) حفنة من الغبار على وجهه قد جمعها بيده ليدعه يسقط أرضًا وهو يسعل ويصرخ من الألم بعد أن تغلغل منها إلى داخل عينيه وفمه وأنفه، ثم بصوت مختنق صاح في رفاقه:
- ماذا دهاكم يا حمقى؟ اسحقوه.
تحرك ثلاثة ثيران نحوه حتى أحاطوا به، وأخذ يتراجع حتى التصق ظهره بالحائط، ثم قام بلكم أحدهم في بطنه بكل ما أوتي من قوة، لكنه شعر وكأنه يضرب جدارًا ليدفعه الفتى أرضًا فيسقط وطفقوا يركلونه بأقدامهم مرارًا حتى توقفوا بعد أن سمعوا صوتًا خلفهم يقول بسخرية:
- ما خطبك يا (جحيم)؟ ألم تُعلمك أمك بعدم خوض أيّ عراك غير متكافئ؟
التفتوا الي حيث مصدر الصوت فإذا به (ربيع) واقفًا متكئًا على الباب ليقول (نعيم) وهو عاكف على مسح الغبار من عينيه وشعره القصير أحمر اللون:
- (ربيع)؟ منذ متى وأنت هنا؟
ثم تذكر أمرًا ليقول:
- لا علاقة لك بأمي.
سمع صوت ضحكات مكتومة من رفاقه لينهرهم:
- اخرسوا.
ثم جذبه (ربيع) من رقبته وهو يقول محذرًا:
- أطلق خنازيرك عن صديقي، وإلا سأحطم أنفك كما حطمته العام المنصرم.
قال بحنق:
- ستندم على هذا، فإن صديقك القزم لن يجلب لك سوى المصائب.
ضغط على رقبته بشدة قبل أن يقول وهو يجز على أسنانه:
- لا أحبذ أن أكرر أقوالي لذلك نفذ ما أمرتك به.
صرخ من فرط الألم ليشير بيده إلى رفاقه فيتركوا (غروب) وشأنه ويخرجوا من الحجرة، ومن ثم قال (ربيع) محذرًا:
- إن مسسته مجددًا فسأحطّم يديك.
ثم أفلته ليركض مبتعدًا وتبعه رفاقه وهو يعلم أن (ربيع) لا يمزح خاصة وأنه حاصل على الحزام الأسود في رياضة الكاراتيه، وما أن رحلوا حتى قال ساخرًا:
- يا لحماسة الشباب.
نهض (غروب) وشرع ينفض الغبار عن ملابسه قبل أن يقول:
- لكنك أيضًا شابّ.
قال ضاحكًا:
- أضحيت أردد ما يقوله أبي هذه الأيام.
ابتسم له (غروب) وإن شعر بضيقٍ تغلغل داخل صدره، إذ لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها لإنقاذه من المتنمرين، إلى متى سيظل يعتمد على صديقه؟ وإلى متى سيسبب له المتاعب؟
قال (ربيع) معاتبًا:
- ألم أحذرك من عدم ترك مكانك؟
أجابه مدافعًا:
- ولكنني لاحظت...
قاطعه بذات نبرة العتاب:
- الكل هنا يمقتك عداي أنا و(برلنت)، ويتحيّنون أي فرصة لانتزاع رقبتك بأسنانهم، تخيّل معي لو لم أنتبه لوجودك هنا ماذا كان سيحل بك؟
أطرق برأسه أرضًا ولم يجد ما يقول ليسمع صديقه يقول له موضحًا:
- إن هذا المدعو (نعيم) مشروع بلطجي، لا يغرنك كون والده ثريًا، فالكل يعلم بجرائمه المالية من سرقات وغسيل أموال وغيرها نتجت إلى ثرائه الفاحش، وابنه هذا لا يختلف عنه في الإجرام.
توجه نحو النافذة وألقى نظرة إلى الأسفل، ثم سأل بفضول:
- ما الذي لفت انتباهك هنا؟
أجابه بتلقائية:
- رأيت (نعيم) يقف موضعك هذا ويحدق عبر النافذة باهتمام فانتابني الفضول.
رد بضيق:
- فكرة سيئة يا صديقي، وكادت أن تسبّب لك الضرر.
احتج قائلًا:
- لكن ماذا عن تلك الحوادث التي تعرضت لها (برلنت)؟ لديَّ شعور بأنها متعمدة.
أجابه موضحًا وكأنه يشرح لصبي:
- أنت قلتها بنفسك للتو، إنها مجرد "حوادث" وقد يتعرض لها أي شخص، وكلانا يعلم مكانة (برلنت) لدى الكل من حولها.
ثم تم الإشعار لبدء الدرس الأول، ولاحظ الطلاب والطالبات وهم يتوجهون نحو فصولهم المدرسية ليردف متهكمًا:
- لعل عدوى القلق قد انتقلت إليك منها.
كاد أن يحتج لولا أن سمع (ربيع) يهتف وعيناه مثبتتان إلى الأسفل:
- إن لوحة المدير تهتز بصورة غير منطقية.
ثم هتف بهلع:
- اللوحة تسقط.
التفت إلى الخلف ولم يجد أثرًا لصديقه، والذي كان يهوي عبر درجات المدرسة.
وما أن وصل إلى الطابق الأرضي حتى وجد (برلنت) في موضعها أسفل اللوحة والتي كانت تهتز بصورة غير اعتيادية كأن هنالك يد خفية تحركها ليهتف موجهًا كلامه لصديقته في ذات الوقت الذي كان يركض تجاهها:
- ابتعدي عن هذا الموضع فورًا.
حدقت النظر إليه في عدم فهم قبل أن تنتبه إلى أصوات المحيطين بها يصيحون في رعب لتنظر إلى الأعلى وتجد اللوحة تهوي عليها وشعرت بجسدها قد شُلَّ من هول المنظر، لكنها ودون أن تعي شعرت بجسد أمسك بها ليندفعا معًا ويرتطما بالجدار، ثم سمعته يتأوه بقوة تزامنًا مع سقوط اللوحة على الأرض لتطلق (برلنت) شهقة رعب وهي تجده ملقى على الأرض ثم بدأت اللوحة تميل ناحيتهما ليرتطم إطارها الأعلى بإحدى نوافذ الطابق الثاني فيحطمها ويتساقط عليهما زجاجها لتحميه بجسدها فيسقط عليها الزجاج المتناثر دون أن يسبب لها أضرار لحُسْن حظها، لتسمع صديقها يقول لها معاتبًا وهو يكبح ألمه:
- ما كان لك أن تعرّضي نفسك للخطر هكذا.
ردت بعصبية ساخرة:
- انظر من يتحدث!
لم تتمكن من تبيّن جرح كتفه جيدًا لتواجدهما خلف اللوحة والتي بدورها حجبت عنهما ضوء الشمس لتقول بنبرةٍ قلقة:
- لا بد من عرضك على طبيب العيادة؛ فإن وضع كتفك لا يبعث الطمأنينة في القلب.
رد منزعجًا:
- لا داعي لأن نملأ الأرض صراخًا وعويلًا من أجل خدش يسير.
سألته محتجة:
- "خدش يسير"؟
ثم قربت وجهها من كتفه الأيمن الذي احتكت به اللوحة لتطلق شهقة بعد أن انتبهت لوجود نزيف لتخرج مقصًا من حقيبتها وتقص جزءًا من قميصه، وتشرع في إيقاف النزيف ليتأوه (غروب) وهو يقول لها محذرًا:
- ما الذي تفعلينه؟ إنك تتعاملين مع الجرح باستهتار.
أجابته ساخرة:
- ماذا؟ ألم يكن "خدشًا يسيرًا" منذ لحظات؟
ارتبك قبل أن يجيبها موضحًا:
- بلى، لكنه نوع خاص من الخدوش التي تحتاج إلى عناية فائقة في التعامل معها.
قالت بخيبة أمل:
- بالله عليك أي عقل يمكن أن يستوعب ما قلته للتو؟
ثم أردفت مطمئنة:
- لا تنسَ أن عمتي طبيبة، وأشرفت على تعليمي كيفية القيام بالإسعافات الأولية منذ الصغر.
ما أن أنهت عبارتها حتى تذكرت أمرًا ليضيق صدرها حزنًا، ولاحظت الأسى بادِيًا على وجه (غروب) فقد بدا وكأنه تذكر تلك اللحظة الأليمة ثم سمعا صوت (ربيع) وهو يقول متهكمًا:
- كنا قلقين عليكما في الخارج، ولم نتصور أنكما اتخذتما لنفسيكما مسكنًا خلف اللوحة.
التفتت إليه وخلفه جمع من الطلاب ليحمر وجهها خجلًا، ومن ثم تسأله:
- منذ متى وأنتم هنا؟
تظاهر بالتفكير قبل أن يقول متهكمًا:
- منذ "الخدش اليسير" حسب ما أذكر.
تذكرت إصابة (غروب) لتقول بهلع:
- (ربيع) لا بد من أخذه إلى الطبيب؛ فإن جرحه لا يطمئن.
تلاشت ابتسامته، ثم توجه نحو (غروب) وعاونه على النهوض، ومن ثم خرجا من خلف اللوحة وخلفهما (برلنت)، وقد احتشد التلاميذ ينتابهم الفضول والبعض في عينيه بدت نظرة تشفٍّ وهم يرون (غروب) مصابًا متمنين أن تكون هذه الإصابة خطيرة.
ومن بينهم سمعوا صوت فتاة تهتف بانتصار:
- سبق لي إخباركم أن هذه الأميرة وفارسها القزم يتسولان لفت الأنظار فحسب.
* * *

 
 

 

عرض البوم صور سرمدي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية