المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الارجوحة ....قلمي
أصوات خالاتها وعماتها ..وضجيج أطفالهم ..يتلاشى وهي تنسل هادئة نحو ذلك المكان ...
تنظر وتبتسم لأرجوحتها ..
صحيح أنها ليست تلك الأرجوحة القديمه ولكنها تحمل سماتها ..
بدأت تحلق عليها عاليا ..تعاندها خصلات شعرها الطويل ..وهي تنساب على عينيها مرات ..
ياااه كم لها من إحساس جميل ..
وهي تغمض عيناها ..
طفلة تبلغ الخامسة وهو العاشرة والنيف ...يدفع الأرجوحة بقوة ..فتنطلق عاليا وتتعالى ضحكاتهما ..شعرها الطويل المربوط للوراء ..يشاكس وجهة فيزداد ضحكه وصخبه ...وتمر السنوات ..
هاهي مع الأرجوحه وعمرها يحبو نحو الخامسة عشر ..تغمز لها الشيماء وش حكايتك أنت وتركي كل مانجي هنا ..مع هالأرجوحه ...تعلو وجهها حمرة ..وتزداد حين تشاهده امامها ..
لقد كبر طويلا مثل الأساطير ..وشنبه الخفيف ..
يتلعثم مادريت ان بيه حد ويعود ..
تزداد ضحكات بنات خالتها وشقيقاتها ..مادرى هااااه!!!
حتى حين رحل بقيت تنتظره تلك الأرجوحه ..
رحل ولم يعد ..
ربما عاد جسدا فقط ..اسما ..
صوتا خفيفا ايقظها من سرحانها ..
تسمحين لي اقعد جنبك رغد؟
أومات: نعم..
صوت الأرجوحة يعلو ..وكانها لا تشعر بتلك التي تطفلت عليها لتقطع خلوتها وذكرياتها ..
شعرت بتنهيدة مكبوته من تلك المرأة الجالسة على الأرجوحة المجاورة لها وهي تحتضن طفلتها ...
أرادت أن تكسر ذلك الصمت وهمست :بنتك جميلة ..
أبتسمت المرأة بغصة وهي تقول تشبه والدها كثيرا ..
همست بداخلها نعم تلك العينان الواسعتان الذابلتان بهدوء ..
عاد الصمت مرة أخرى...
كلمات هامسة تسللت لأذنها :مازال يحبك للان ..حتى اسمها رغيد على اسمك ..فقط الياء ..
كنت أعرف ذلك ..
زدات رغد اندفاعا لأرجوحتها وهي تحاول أن تتجاهل كلمات تلك المرأة الى جانبها ..
أرادات ان تقول اصمتي لكنها ...ولشي ما أقوى منها جعلها تصمت ..ليس فضولا ..بل لأنها شعرت ان تلك المراة مثقلة تريد الحديث ..
همست المرأ: ضايقتك صح ؟
عم صمت لبرهة
قطعه همس رغد: لا كملي لو ودك تكملي ..
تنهدت المرأة ثم ...
كنت أدرس هناك ..وكنت معه بنفس المكان ...
طلب مني الزواج .. وأهلي وافقوا ..بحجة أنو من ديرتي.
وبعد مدة بسيطة حدثني عنك ..عرفت انه يحبك ..كان يردد اسمك وهو نايم ..
عاد الصمت مرة أخرى
كانت تسمع صوت انفاس اضطراب محدثتها وهي تحاول ان تكمل حديثها
.يوم عرف اني حامل ..عصب ..حسيت انه مايبغى اي شيء يربطنا ببعض ..
ويوم تزوجتي
تنهيدة عميقة من صدرها
يوم تزوجتي صار مثل المجنوون..
كان يقول انا استاهل انا الا ضيعتها من يدي..
ومارضي يجلس سافر بنا من الديره كلها ..
ادري ماقدر يشوفك لرجال غيره..
تصدقين احسه مو طايقني مع ان بيننا ثلاث بنات وكاني انا المسؤوله ..
اجهشت بالبكاء ..
لأول مرة شعرت رغد بعاطفة الشفقه نحوها لطالما لامتها باعماقها ..
وانها السبب فيما حدث ..
شعرت برغبة في احتضانها لكن شي ماجعلها جامده ..
هدات حدة الارجوحة وهي تسمع ..
ويوم تطلقتي دخل فرحااان وهو يقول: احسن قرار اتخذته انها تطلقت ...
قلت له حرااام عليك هذي بنت خالتك ..
قال مايستاهلها ..
رغد تستحق الرجال الا يعرف قيمتها ويقدرها ..
تذكرت رغد كيف جا على طول يخطبها حتى وعدتها ماخلصت ورفضته ..
عاد الصمت مرة اخرى ..
ثم فاجاتها رغد تزوجيه ..ليه رفضتيه وهو يحبك؟
نظرت اليها بدهشة ..
لم تعد تستطيع المقاومة كانت تبكي تبكي وتبكي
تزوجيه ادري انك رفضتيه ..
بس ....!!!!
شيء ما لم تفهمه رغد ..!!!
صوت طفلها وهو يركض نحوها :ماما ماما ..
الآيباد حقي خلص شحنه ..واخته خلفه ..وهي تبكي: ماما ..وينك ؟؟
احتضنت طفلتها ..وامسكت بيد طفلها ..
ونظرت لتلك المراة وقالت :
بحياتي فقط هذا الرجل واشارت لابنها وابنتها ..
لا ولن يكون هناك مكان لغيرهما ..
ثم
تركت ارجوحتها
وصدى الماضي..
وحفيف الذكريات ..
وصوت الهواء ..
يعبث بالأرجوحة
.
.
.
قلمي
رند حمود القحطاني
|