كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1105 - أب بالصدفة - ان بيترز- دار النحاس
سألته " هل انت الشخص الذي اتصل يطلب غرفة ؟"
"نعم, يا سيدتي, اسمي مارسدن جيرالد مارسدن"
لكنها لم تتحرك, ولم توسع فتحة الباب كما انها لم تقدم نفسها مثله, وإنما بقيت تحدق إليه وقد زمت شفتها .
اخذ يشعر بالضيق وهو يراها تتأمله بهذا الشكل واخذ ينقل وقفته من قدم إلى أخرى بينما الثواني تتوالى.
واخيراً تنحنح, ربما هي تنتظر منه ان يقول شيئاً آخر "هل انت صاحبة النزل يا سيدتي "
"كلا" وتراجعت خطوة لكي تتأمله وقد ضاقت عينيها, ثم سالته "كم عمرك ؟ خمس وثلاثون؟ ست وثلاثون, انك لم تذكر ذلك في الهاتف "
"حسناً, الرجال دوماً تحت الاربعين, انني لم اخبرك لأنك لم تسأليني "
"هانذا أسألك الآن"
فهز كتفيه "لا بأس, انا في الثلاثين "
"هم...م....م" وعادت تشمله بنظراتها ,ماجعله يتساءل ما إذا كان ثمة شيء فيه يحمل طابع الـ...
آه ,كلا... عليه ان لا يحصر تفكيره في ذاته فقد كان مايك الكبير قد حذره من ذلك. لقد لوحت الشمس بشرته وتأثرت ملابسه الجديدة بحالة الجو وذلك اثناء الشهر الذي امضاه في لودرديل وذلك قبل قدومه الى اوريغون, لم يكن يبدو مختلفاً عن اي شخص آخر , فلماذا لا تنفك هذه المرأة تنظر اليه وكأنها لا تعلم ما اذا كان عليها ان تسمح له بالدخول ام تقفل الباب في وجهه؟
واخيراً اخذ يفكر في ما اذا كان يريد حقاً النزول في هذا المكان مع امرأة غريبة الاطوار مثل هذه. فابتدأ بالقول " اسمعي ايتها السيدة ..." يبدو انها كانت صممت على رأي فقاطعته قائلة ببشاشة مفاجئة " لا بأس, ادخل, ان ابنة اخي روني ليست هنا حالياً, ولكن حيث انه يبدو ان لا ضرر من دخولك ..." واخذت تضحك وكأن ثمة شيئاً ادخل السرور إلى نفسها, ما جعل الحيرة تتملك جيرالد.
قال وهو يدخل " شكراً " كان المنزل في الداخل كما كان يتصور بالضبط, منظر منزل الجدة... بذلك المكتب ذي الادراج القديم الطراز والممتد على طول الجدار المغطى بورق مقلم, كما كان يملأ الجو رائحة قوية مزيجة من القهوة وشيء يخبز في الفرن.
اخذ ينظر حوله متشمماً تلك الرائحة الشهية فاصطدمت نظراته بالمرأة, منحها ابتسامة ملتوية ردتها إليه بابتسامة عذبة نوعاً ما ,ثم قالت " انا لويزا ابشوت"
"تشرفت بمعرفتك "
"ارجو ان لا تهتم بتلك الضجة" قالت ذلك مشيرة برأسها إلى باب مفتوح قليلاً يؤدي الى حيث كانت ضحكات عالية وثرثرة لا تنقطع تتسرب إلى الردهة ثم تقدمت المرأة تسير امامه الى الطابق العلوي وهي تلهث قليلاً لصعود السلم.
"ان السيدة هينكز وهي الساكنة الوحيدة قبالة الغرفة التي ستراها الآن قد بلغت الخامسة والسبعين هذا النهار ,هي معنا منذ افتتحنا هذا النزل منذ ثماني سنوات, هل تصدق ذلك؟ على كل حال, كانت هي راعية المكتبة العامة في المدينة, لم تنجب المسكينة اولاداً وهي الآن دون اسرة على الاطلاق, هل لديك اسرة ايها الشاب؟"
|