لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

المنتدى العام للقصص والروايات القصص والروايات


رواية تزوجت مدمنا ، للكاتبة نوران شعبان

رواية تزوجت مدمنا للكاتبة نوران شعبان ماذا لو كنتي وحيدة بين أربعة جدران و مدمن مخدرات مريض.؟! تصنيف الرواية: اجتماعي ، رومانسي

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-20, 02:14 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رواية تزوجت مدمنا ، للكاتبة نوران شعبان

 


رواية تزوجت مدمنا

للكاتبة نوران شعبان

ماذا لو كنتي وحيدة بين أربعة جدران و مدمن مخدرات مريض.؟!

تصنيف الرواية: اجتماعي ، رومانسي



 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس

قديم 07-07-20, 02:21 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية تزوجت مدمنا ، للكاتبة نوران شعبان

 



الفصل الأول

انحنى لمستوى المنضدة الصغيرة،، مغلقا جفنيه الساترة عن ثنائي العينين الآخذين لون العسل المنطفئ،، بشهوة غارمة..

دنى برأسه وهو يستنشق جرعة من "الهيرويين" المرقومة على سطح المنضدة..

أستنشق الحبيبات جميعها بلهفة و رغبة،، ليجلس على الأرض متنهدا براحة و هدوء..

خرت قواه و ارتخت عضلاته الصلبة على سطح الأرض المغلف بالسيراميك الفخم.. و غفى على الأرض نائما بسلام..

" كريم الراجي،، ضابط في مكافحة المخدرات.!

و لم لا.؟ في المجتمع الآن أصبح الضباط يلقوا القبض على شحنات تهريب "المخدرات"،، و ينتفعوا بها الضباط.!!

-- والده " أحمد الراجي " صاحب شركات استيراد و تصدير عالمية..

-- والدته متوفية بعد صراع طويل عنيف مع المرض الخبيث.. و كان الظفر من نصيب المرض.!

~~

في إحدى القاعات الضخمة، احتشد الناس بتنظيم.. و يبدو الثراء و الفخامة عليهم جميعا..

وقفت فتاة تميزت وسط الحاضرين ببدنها البض الممتلئ بالجاذبية، و النحيف الممشوق من الخصر.!

وقفت بثقة تنظر للأعلى بإبتسامة ودودة بريئة،، و تلألأت الفرحة بأعينها و اتسعت الابتسامة أكثر؛ عقب سماع اسمها يدوى بين الحاضرين..

" حياة صديق قاسم "

ارتقت السلمتين بثقة و رشاقة بكعبها المرتفع عن الأرض..

ووصلت للطاولة الطويلة الكنزة المزينة بقماش الحرير الخاص بالمناسبات..

استلمت جائزتها التقديرية، وأخيرا حصلت رسميا على رسالة الدكتوراه في علوم النفس و الاجتماع..!! و ذلك في وقت إعجازي.. أصبحت دكتورة علم نفس و هى تبلغ فقط ستة و عشرون عاما.!

" صديق قاسم،، يكون شريك جديد ل"أحمد الراجي" والد كريم، في شركاته..

-- والدتها متوفية أيضا..! "

.. حياة صاحبة العيون الداكنة السوداء، ليست فقط متخصصة بعلم النفس فقط،، هى تحتوى على كم هائل من المعلومات في شتى المجالات،، و خاصة في الطب.!

~~

تحدث أحمد بصوته الطاغى..

" كريم يابني،، انا داخل على صفقة كبيرة، حاطت فيها نص فلوسي تقريبا..1

الصفقة مع شريكي في الشركة "صديق"..

لو خسرت هخسر مكانتي و مهنتي للأب، و مش بعيد بعد كام شهر أعلن إفلاسي و نترمي في الشارع.! "

اجاب كريم ببرود

" وانا مالي.؟ انا ظابط مليش دعوة بجو الصفقات بتاعكو ده.! "

" ومين قالك اني عايزك في شغل.؟ انا عايزك في حاجة تانية هتفيدنا احنا الاتنين.! "

لم يعقب كريم،، فأكمل أحمد موضحا..

" من كام يوم كنت في حفلة تكريم بنته، البنت زي القمر و مركزها عالى.. اتجوزها عقبال ما اضمن الصفقة،، و اهو تعيشلك يومين حلوين بدل الكآبة بتاعتك دي.! "

زفر كريم بضيق مبين.. واسترد ناكرا :-

-أنت عارف كويس ان النسوان مابتجيش معايا سكة.! فشوفلك حد تاني يضمنك مش انا الي تستخدمه كوبري.!

تنهد أحمد، وابتسم ببرود :-

-كنت متوقع ردك ده.! بس انا كلمت الراجل خلاص، و هتيجي معايا و رجلك فوق رقبتك تطلب إيدها.!1

أغمض جفونه بتعب، وهو يتحسس رأسه بحركة دائرية محاولا تخفيف آلام رأسه.. لا يوجد خلق له بالدخول لحوار ممل سخيف نهايته الإجبار..

" طيب، طيب حاضر هنروح و رجلي فوق رقبتي و هطلب إيدها.! حاجة تانية.؟"

تفحصه أحمد من شعر رأسه الكثيف الضوضي،، لأخر بدنه الطويل العريض المايل للنحافة.. ماررا بذقنه البنية المشاغبة كشعره تماما..!

" دقنك دي تتحلق، الي يشوفك بقى يقول عليك داعشي.! و شعرك خففه شوية مش عايش مع عفريت انا.! "3

بدأ شعوره بالهلاك يزداد رويدا،، مسح وجهه بباطن كفه برعشة..

" حاضر، حاضر يا بابا.! "

.

تركه كريم وتوجه لغرفته وهو يوصدها جيدا،، أخرج ورقة مطوية من الكومود جانب فراشه..

افرغ محتوياتها على المنضدة، وهو يستنشق و يلتهم جرعة المخدرات كاملة..!+

لتخمد قواه ثانية، مستسلما لسحر " الهيرويين..!!"


الفصل الثاني

Follow

( صدق " إيليا ابو ماضي" عندما قال..

" كن جميلا ترى الوجود جميلا.! "3

و الآن بفضل الشكر و التضرع الي الله بالدعاء، و رؤية الحياة بأيجابياتها لا السلبيات..

-اتطورت لمرحلة نجاح جديدة، مرحلة تركت أثرا تحفيزيا لمواصلة سلسلة نجاحي.!

و تطور لقبي معها ل" دكتورة "، صحيح انني " دكتورة علم نفس.." ولكن أفضل من الفشل الزريع على الأرجح.! )1

هذا ما دونته " حياة " في مذكراتها الشاهدة على جميع مراحل نجاحها و ملاحظاتها..

قطع تأملاتها والدها.. " صديق قاسم ".. وهو يسألها بصوته الحنون الدافئ كالعادة..

-: لسا صاحية يا حياه.!

ابتسمت بثغرها المحدد الكرزي..

:- لسا يا بابا.! عايز حاجة اعملهالك.؟

:- تسلميلي يا حبيبتي.! بما إنك صاحية ورايقة انا عايز اكلمك في موضوع..

تنهدت حياه وقد أيقنت الموضوع الذي يريد والدها التحدث به،، اشاحت بوجهها للجهة الاخرى وهى تبتسم مرددة..

-: يبقى اكيد عريس زي كل مرة.!

-: آه يا ستي عريس، بس مش زي كل مرة.. المرة دي يبقى ابن شريكي في الشغل و داخلين صفقة مهمة جدا مع بعض.. الراجل ظابط في مكافحة المخدرات وليه سمعته في الداخلية.! و مافيهوش حاجة تتعايب يا بنتي.!4

زفرت حياه بهدوء وهى تسترسل مبررة

-: يا بابا كام مرة هقولكك اني عايزة اسخر نفسي للدراسة وبس، مش فاضية لجواز و تفاهة و عيال.! ثم انا لسا ملقتش الشخص المناسب الي يكملني..!2

صاح فيها والدها بإنفعال

-: يعني ايه تسخري حياتك للعلم.! انا سيبتك براحتك ستة وعشرين سنة بوفرلك كل السبل لتعليمك.. و إنت خلاص خدتي الماجيستير و الدكتوراه عايزة ايه تاني.!

قاطعته حياه موضحة

-: يا بابا لسا بدري.! لسا الطريق قدامي طويل افتح بيبان نجاح اكتر من كدة.! ولسا بدري على موضوع الجواز ده.!

أكمل والدها صياحه بإنفعال اكبر

-: ستة وعشرين سنة و لسا بدري.؟ اومال ناوية تتستتي في بيتك امتى لما تكملي الأربعين و الناس ميسيبوكيش في حالك.؟!

¤ توقف صديق عن الحديث ثوان، متنهدا محاولا كبت انفعاله و غضبه.. تحول ملامحه لبسمة حنونة..

-: نفسي أشوفك عروسة و تبقى ناجحة في بيتك زي ما انت ناجحة في دراستك، و اشيل احفادي و اربيهم.. انا حققتلك كل مطالبك مش قادرة تحققيلي امنية واحدة..؟؟!1

¤ لاحظ صموت حياه التام،، و تغير ملامحها للشفقة.. أكمل بإلحاح أكثر بعد ان لاحظ تأثير كلماته عليها..

-: و يا حبيبتي شوفيه الأول بعدين احكمي، مش يمكن يطلع الشخص المناسب الي بتدوري عليه..!!!

زفرت حياه مستسلمة، و رفعت سبابتها مؤكدة..

-: ماشي هشوفه، بس لو معجبنيش هرفض و قدامه انت عارفني.!!

~~

هناك فرق عميق بين " أحمد " والد كريم.. و " صديق " والد حياه..

كلاهما ابوان ولكن صديق ينبع بالحنية و التضحية.. و مصلحة فتاته أولا قبل اي شئ.!

أحمد كذلك أيضا و لكن قاس كثيرا.!

~~

تأهبت " حياه " لمقابلة الآتي..

ارتدت فستان وردي قصير، أبرز بدنها الممتلئ من مفاتنها.. و نحيف من خصرها مستو..

أطلقت شعرها الأسود المموج يتدلدل على ظهرها حتى قبل ركبتها..

نزلت بخطوات معتدلة و رسمت ابتسامة بسيطة على وجهها..

لم يظهر توتر، ولا خجل، و لا انكماش و انقباض كأي فتاة في موقفها..

بل بدت طبيعية للغاية.!

" فواثق الخطى يمشي ملكا.! "

وقفت في المنتصف وهى تلقى التحية.. على الرجل الوقور الجالس جانب والدها، و الشاب الوسيم ذو الأعين العسلية الجالس جانبهما..

" مساء الخير.! "

وقف أحمد بابتسامة واسعة..

-: أهلا وسهلا،، يا مساء الجمال.!

صافحت إياه، ووجدت الشاب الآخر يقف متكاسلا وهو ينظر ببرود..

-: أهلا.!

حياه بابتسامة مندهشة..-: أهلا بيك.!

جلست حياه مقابل كريم..

صار العكس تماما مع الموقف..

بدلا من ان ينظر لها كريم بتفحص و إعجاب.. و تطقطق رأسها هى خجلا من نظراته..

- بلى.! فكان كريم ينظر للاشئ بدون اهتمام، و حياه هى من تراقبه خفية.. تحلل شخصيته من وجهه ونظراته المتنقلة..

جسده الطويل الصلب.. حسنا لا بأس به.!

نهضا "أحمد" و "صديق" بعيدا تاركين كريم و حياه ليحظوا بفرصة للتعارف..

زفر كريم بضيق وهو يحرك قدمه بغضب، بدء مفعول جرعة المخدرات يطلب المزيد.. و ظهر جانبه السلبي الآن..

لاحظت حياه توتره، رعشة يديه، يديه التي تحاوط رأسه بألم..

تنحنت حياه وهى تتحدث لأول مرة معه..

-: انت كويس.؟

اجابها دون ان ينظر إليها..

-: أيوة كويس.!

ظل هكذا لبضع دقائق،، راقبته حياه بأعينها الثاقبة وهى تدرس حالته، أثقلت جفونها وهى تتوجس خيفة من صحة شكوكها..!

نهضت حياه، و جلست بجانبه بمنتهى الهدوء..

مدت كفها الرقيق وهى تربت على فخذته و تحاول تثبيته..

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 02:31 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية تزوجت مدمنا ، للكاتبة نوران شعبان

 



الفصل الثالث

وعلى حين غرة قبضت على عنقه بكفها من الخلف وهى تقترب بجنون منه، نزلت بوجهها على وجهه، حتى اقتربت من شفاه..

استنشقته جيدا، جيدا كأنها تدرس الهواء الخارج من فمه..

كل هذا و كريم مصدوم من سرعتها و جرائتها تلك.! من أين اتت بتلك الجرأة لتقترب منه هكذا بهذه الطريقة.؟!

لم تبتعد، ولكن اقتربت هذه المرة من أذنه وهى تهمس..

-" المخدرات مفعولها بدأ يروح، مش كدة.؟!"

ابتعدت عنه وهى تحدقه باستحقار، تصوب له سهام خارقة لو رآها أحد في وعيه لخجل من دنائته.!

و لكن في حالة ك حالة كريم، نظرات الاستفهام و الصدمة فقط الواضحة تماما على وجهه.. ظلت عيناه تطلق الاسئلة بدون ان يتحدث..

حياه ويدها تتوسط خصرها النحيف، و قدمها تتحرك بحركة تلقائية هزازة..

-: متستغربش، انا دكتورة.. يعني حركاتك دي كلها أقدر افسرها في ثانية.! الي مش قادرة اوصله أنهى بجاحة تخليك تيجي و انت قذر كدة.! يعني أضعف حاجة اضربلك اي نيلة قبل ما تيجي عشان متدفضحش قدامنا.!

لم يتحدث كعادته دائما صامت، فقط تذكر والده الذي لازمه من الصباح مجبرا إياه بالتخلص من ذقنه و شعره الشاغب.. و ذهب معه أيضا لإنتقاء حلة فخمة تليق به.. حاول كريم كثيرا ان يهرب منه لثوان ليأخذ حصته من البودره و البراشيم وغيرها.. و لكن والده كان ملازما له كل الثوان..

شد على قبضته بعنف وهو يسب القدر الذي وضعه في مأزق هكذا، الآن هذه الفتاة الصغيرة بأمكانها التلاعب به و أعصابه كما تريد..

كمكعب يحتوي على مكعبات صغيرة تقوم بتشكيلها.!

أكملت بإستفزاز و هى تحدجه بنظراتها النارية..

-: و كمان ظابط شرطة و قسم مكافحة مخدرات.! يا بجاحتك يا أخي.! بس صحيح

" إذا كان رب البيت بالدف ضاربا، فلا تلومن الصغار إذا رقصوا..!! "

أغمض عينيه بإستنكار، يحاول ترجمة بيت الشعر الملقى عليه..

أكملت هى

-: و على كدة أبوك عارف انك محشش و بتضرب مخدرات.!

بعد ثانية واحدة فقط، وجدت حياه كريم يقبض على عنقها بقوة، يكاد يعتصر رقبتها بين قبضته المتوحشة..

جذبها إليه من رقبتها وهو يهزها بشراسة محذرا..

-: جربي بس تفتحي بؤك بكلمة واحدة، ولا تحركي شفايفك الحمر دول و انا ادفنك إنت و ابوكي في الجنينة الي برا.! ( صمت ثوان قبل ان يسترسل وهو يجز على اسنانه ) و اكيد بما انك دكتورة عارفة ان الي بيشرب مخدرات مش بيبقى في وعيه و يقدر اوي يعمل الي هو عايزه.!

وضعت حياه كفها على كفه المحيط بعنقها؛ محاولة ان تفلت منه، او تلتقط حتى أنفاسها..!

تلون وجهها للزرقة وهو تختنق..

تركها كريم اخيرا.. سقطت على الأرض وهى تشهق ساعلة..

أنتظر ثوان لتسترد تلك البائسة أنفاسها، دنى لمستواها وهو يجذبها من شعرها بعنف..

-: و هتقبليني.! ماهو لو موفقتيش قدامي حلين، يا اقتلك.! يا اقتل ابوكي الحنين ده قدامك.!

اومأت برأسها إيجابيا، وهى تحاول ان تمتص غضبه وتتكيف معه لتحوله لشخص هادئ.. هى لا تخشى ولكن هى تعلم جيدا ان الشخص الدمن بإستطاعته القتل دون وعي.!

-: حاضر.! حاضر هوافق. !

خفف قبضته عليها شيئا فشئ، ربت على رأسها وهو يرتب خصلاتها المبعثرة.. قائلا

-: شاطرة.!

~~

رحل ذلك العنيف من المنزل اخيرا..

رحل بعد ان طلب يد حياه من صديق..

الذي لم يعارض، رحب به وبوالده مستشهدا على ذوقهم الرفيع و سمعتهم الفخمة.!

* سابقا *

عقدت حياه يديها تحت صدرها، و تجولت هذه المرة عيون كريم عليها..

تأملها بدون اهتمام و بنظرات حادة..

تنهد وهو يمسح أنفه من الجانبين بلهفة ورعشة، يحاول ان يكبت شهوته و رغبته في لحظاته المتبقية..

" طبعا حضرتك عارف احنا هنا ليه، انا جاي طالب إيد الآنسة اآ..

سعل كريم بحرج وهو يحاول ان يتذكر اسمها.. أخذ يسعل متحججا وهو يشيح بوجهه في حرج..

لمح من على بعد إطار ذهبي يغلف ورقة شهادة تقدير.. أغمض اعينه بشدة وهو يدقق النظر فيها..

صاح مرة واحدة بإندفاع ناطقا اسمها..

"حياه.!"

" طالب إيد الآنسة حياه من حضرتك.! "

أكمل والده

-: و طبعا كل طلباتكو مجابة.! احنا لينا الشرف اننا نناسب عيلتكم.!

صديق -: الشرف لينا احنا.! كريم ظابط اد الدنيا و راجل ملو هدومه، وأنا هبقى مطمن على حياه وهى معاه.!

إبتسمت حياه بسخرية داخلها.. والدها الذي يفرض ان يكون صاحب خبرات و نظرات ثاقبة مغمى العينين.! بسبب أسباب سخيفة تتمثل في

" عايز أشوفك عروسة قبل ما اموت، عايز اشيل احفادك قبل ما اموت.! "

تنهدت بثقل على صوت ابيها المتساءل..

-: ولا انت ايه رأيك يا حياه.؟!

نظرت حياه لكريم و اعينه الحمراء اثر ما يدمنه،، تنهدت وهى تحاول رسم ابتسامة لكسب ثقة كريم..

-: الي تشوفه يا بابا..!!

هتف أحمد صائحا..

-: عال اوي.! يبقى نقرأ الفاتحة.!

حياه بداخلها " و هو واحد زي ده هيبقى حافظ الفاتحة.! ده مش هيفتكر اسمه اساسا.! "+

~~

"
كل العلوم نافعة.! الآن اثبت ان العلم بأنواعه نافعا.. لا يفقد صاحب المجهود و التعب مجهوده هبائا،، لا شئ يسمى "" و هيعمله ايه التعليم لما في الآخر مش هيلاقي شغلانة عدلة،، هيعملو ايه التعليم لما هينزل يشتغل على ميكروباص ولا تاكسي يلم أجرته بالعافية..!"

هذه فقط حجج و علل يحتج بها الفشلة الجاهلون.!
العلم هو السبب الرئيسي لرقي الفرد، و من دونه يدنى الفرد لسابع أرض.!

يكفي ان دراساتي في علم النفس ستجعلني مهيئة لمواجهة ذلك المدمن،، و عن طريقها سوف أستطيع معالجته و تغييره لإنسان أفضل..!""3

كعادة حياه، كل يوم مساءا تكتب ملاحظاتها في الكشكول الخاص بها..
الكشكول الشاهد على خبراتها على مدى ستة وعشرون عاما من الدراسة و التحاليل النفسية،.،!

~~

" أقول فيك ايه يا أخي.! عدا أسبوعين على قراية الفاتحة، لا اتشمللت و روحت تزور البنت، ولا خدت رقم تليفونها، و لا اتنيلت سألت عليها، يقولوا عليك ايه دلوقتي.؟ ها رد عليا يقولوا ايه.؟!

تفوه أحمد بهذه الكلمات بإندفاع وغضب.. وهو يصوبها لكريم و ملامح البرود المرسومة على قسمات وجهه..

" يقوله الي يقولوه، انا وافقت ععشانك مش اكتر..! "
هكذا أجاب كريم بلامبالاه.. ليسطترد مكملا..-: و ياريت الي يحصل من حلين..
- يا نعجل الموضوع و اتجوزها و اخلص.. يا نفركش بدري بدري، انت عارفني كويس جدا اني مليش في الستات و نكدهم و دباديب و جو قرف.!

كان يتحدث و تعابير الاشمئزاز واضحة تماما على قسمات وجهه..

زفر أحمد بضيق.. ليقف ثوان مفكرا في تلك المسألة، قبل ان يتنهد طويلا مجيب
-: هنعجل الموضوع حاضر، بس يكون في علمك انا مش هسمح إنك تزعل البنت منك و لا تخليها تشتكي شكوى واحدة سواء قبل او بعد الجواز.!

كريم وهو يتثاءب بملل -: متخافش مبعوضش.!

احمد :-
فضي نفسك بكرة عشان تخرج معاها.. هحضرلك بروجرام صغير تعوض بيه الأيام الي فاتت.!

~~

صاحت حياه بصوت جهوري غاضب
-: لا طبعا مش هخرج معاه.! ثم انت ازاي تسمح يا بابا ان انا وهو نخرج لوحدنا كدة و انت متعرفش عنه حاجة.!

صديق -: يا حبيبتي إنت وهو محتاجين تتعرفوا على بعض اكتر و تفهموا دماغ بعض، مش معقول اثنين داخلين على خطوبة و محدش يعرف حاجة عن التاني كدة.!

صاحت حياه بلهجة مصدومة
-: نعم نعم.! خطوبة.؟ ايه الي خطوبة انا موافقتش عليه و مش موافقة على المهزلة دي.!

صديق-: بقولك ايه يا بت انت وافقتي بنفسك يوميها و قريتي الفاتحة معانا.!

حياه -: وافقت عشان كانوا قاعدين مش هرفض قدامهم يعني هتبقى إحراج ليهم و انت سألتني قدامهم.!

صديق-: مليش دعوة قدامهم وراهم المهم ان الفاتحة اتقرت، و الولد مافيهوش حاجة تتعيب مش هسيبه يضيع من ادينا، و قرار مش عايز نقاش فيه بكرة تجهزي نفسك عشان تخرجي معاه.!

زفرت حياه بضيق وهو تجلس واضعة رأسها بين كفيها.. تنهدت طويلا وهى تخرج شحنة هواء دفعة واحدة، و تتوعد لذلك المدمن.!

~~

تثاءب في الفراش، رغم ان الساعة تفاوت عن الثالثة ظهرا.. إلا انه لازال يشعر بالنعاس..
أغمض عينيه محاولا النوم مرة ثانية، قبل ان ترن في خلده جملة والده أمس

" الساعة 4 تكون قدام بيتها تستناها، هتطلع على المركب بتاعتنا هبقى مجهزلك غدا و قاعدة شاعرية، ياريت الجبلة يخلي عنده دم و يتكلم كلمتين عدلين معاها.! "

نظر كريم في ساعة هاتفه، وجدها تشير للثالثة و النصف، ابتسم بلامبالاه وهو يجذب غطاءه و يخلد للنوم مرة ثانية.!

~~

في ذلك الوقت كانت حياه تقرأ إحدى الكتب في علم النفس..
نظرت للساعة الفخمة المعلقة على الحائط..
زفرت بضيق، اقترب الوقت و اقترب معه حضور المدمن.!
-هى دائما تضع بغضها ونفورها من الأشخاص في كفة.. و احترامها للقواعد و القوانين في كفة.!
والوقت لديها من الرموز المقدسة، تؤمن به و تقدسه لأعلى درجة.. لذلك نهضت و هى تتأهب " الشرطي المدمن.."

~~

الساعة الرابعة..
الرابعة و النصف..
الخامسة..
الخامسة و النصف.!
¤ كل هذا و "كريم" لم يذهب لحياه..
و حياه تجلس و الغضب يعتريها..

مع دقات الساعة السادسة سمعت صوت طرقات على الباب،، لمعت اعينها بالشرر و انطلقت مندفعة نحو الباب..
وقفت لثوان و يدها مثبتة على مقبض الباب..

قالت في نفسها
-: واحد زي ده مش هيعرف يعني ايه احترام مواعيد.. ولا هيتأثر بحاجة.!
يبقى ملهاش لازمة عصبيتي.!

رسمت ابتسامة صغيرة على ثغرها وهى تفتح الباب..
في نفس الوقت كان " كريم " يقف متأففا، يتوقع إنها ستغضب كغضب ابيها تماما عندما عندما تأخر عن الوقت..
أيقن أنها ستمثل دور المرأة المصرية الكئيبة.. زفر بضيق وهو يلعن صفقة والده التي وضعته في حصار كهذا.!1

دهش عندما رآها تفتح الباب مشرقة المحيا، وتقترب للخارج وهى تغلق الباب خلفها.!

نظرت له و تحدثت بمنتهى الرقة
-: بتمنى مكنش اتأخرت في فتح الباب.؟

نظر لها برفع إحدى حاجبيه وهو يجيب مترددا
-: اآ.. لأ.!

نظرت له مصطنعة الإستغراب وهى تسأل
-: مالك.؟ مندهش كدة ليه.؟!

الفصل الرابع

وضع يده خلف رأسه وهو يفرك شعره

-: متهيئلي ده هدوء ما قبل الزلزال.؟

تنهدت حياه بهدوء و هى تجيبه

-: اولا اسمه هدوء ما قبل العاصفة.!

ثانيا مفيش عاصفة ولا حاجة.! ليه متوقع إني هنفجر فيك.؟!

نظر كريم بحذر وهو يتفحص ملامحها، لا يبدو انها غاضبة.! رغم تأخره لساعتين لم تغضب.!

هبطت حياه اول سلمتين، وقفت وهى تنظر له بإستفهام

-: هتفضل واقف عندك كدة كتير.؟! كنت ناوي تدخل ولا ايه ؟!

مط كتفيه بدون اهتمام وهو يتبعها للأسفل..

ركبا السيارة و طول الطريق صامتان..

تتابعه حياه بتفصيل دقيق، تراقب كل حركة يقوم بها و تترجمها من قاموس معرفتها النفسية..

و كريم أيضا يراقبها أحيانا، تملكه الاستغراب.. فهى لم تسأل إلى أين سيذهبون.؟!

كريم بهدوء

-: مش عايزة تعرفي رايحين فين.؟

" لا.! "

هكذا أجابت حياه بمنتهى الهدوء..

لمعت عيناها بإنتصار.! فهى كانت متيقنة استفساره هذا.! نظرت للجهة الاخري وهى تبتسم بخبث داخلها، وتحدث نفسها متحدية

" لازم يسألني انا مش خايفة ليه.! هيسألني.! "

مرت دقائق أخريات،، و حياه صامتة تنتظر سؤاله بلهفة..

أما كريم ف كان يراقبها بشرود لثوان.. فآخر مقابلة لهما كان يهددها بالقتل.! كان شرس و بري.. كيف تأمن له هكذا ولا تخشاه..؟!

اوقف السيارة جانبا فجأة ليدوى صوت صرير نتيجة احتكاك الإطارات مع الأرض الصلبة..

و سألها السؤال الذي تنتظره حياه على احر من جمر..

" هو إنت مش خايفة..؟؟! "

حاولت منع ابتسامتها المظفرة بصعوبة،، و لكن قلبها كان يرقص مهللا للإنتصار.. تنهدت بهدوء و خفة4

-: و أخاف ليه.؟

أجابها بتأتأة

-: اآ.. يعني مم من آخر مرة لما هددتك اني اقتلكك.! و ككمان بعد ما عرفتي إن،، إني مدمن.!

صوبت نظرها لأعينه بجراءة.. و أكملت بوقاحة

-: حاول تفهم اني دكتورة علم نفس،، يعني نوعيتك دي عدت عليا كتير اوي..1

و بعرف اتعامل كويس مع المرضى الي شبهك.!

أهانته.. أهانته و لكن صبرا جميل.!!2

اكتفى بإيماءة خفيفة من رأسه وهو يعود لقيادة السيارة.. و أشاحت هى وجهها للجهة الاخرى.!
~~

ترجلا من السيارة.. تأملت هى المكان حولها بحذر..

وجدت العديد من المراكب و السفن..

و منظر الغروب وقتها مع البحر أعطى مفهوم لنقاء النفس الحقيقي.!

و القمر الشفاف المكتمل، في ليل ارجواني و زرقة خافتة.. مع ضوء الشمس الباهت البرتقالي الزاهد أحبته حياه كثيرا.!

استنشقت جرعة كبيرة من ذلك الهواء النقي، و زفرته بهدوء.. نظرت لكريم الذي يتأملها عن قرب، قالت وهو تنظر للأعلى مغمضة العينان

-: الهوا.. منظر البحر مع ألوان السما.. الحاجات دي الي تستحق تدمنها بجد.!

غبي،، غبي الي يبقى قدامه حاجات زي دي و يروح يشم بودره و تخلف.!!2

احتدت نظراته وهو يزفر بغضب..

ضغط على أسنانه السفلية بغيظ،، و قال في نفسه

-: حسابك عمال يتقل معايا.! بس كلو بآوانه حلو.!

حياه -: مقولتليش،، جايبني هنا نعمل ايه.؟!

أشار لها بيده المتجهة الي نحو ما

-: دلوقتي تعرفي.!

إتبعته حياه و هى تمشى بثقة، لم يتحرك لها جفن رغم دقات قلبها المتصاعدة الي حد ما..

وقف كريم أمام إحدى المراكب الكبيرة الفخمة.. تعتبر من أفضل أنواع المراكب المرصوصة..

قفز كريم بخفة للداخل..

-: اساعدك ولا هتعرفي تنطي لوحدك.؟

وقفت حياه ثوان تنظر له،، هى تستطيع ان تقفز المسافة بسهولة و لكن أرادت ان تعطي ذلك المريض أمامها دفعة معنوية ولو بنسبة بسيطة.!

مدت كفها الصغير

-: ساعدني.!

إستجاب كريم و التقط يداها وهو يسحبها بمنتهى اليسر له..

تعمد أن يخفف من قبضته، ويوهمها بالسقوط بين السطح الخشبي و السفينة..

شهقت حياه وهو تشدد من قبضتها حول عنقه..2

كريم-: متخافيش.! مش مسطول لدرجة اني اوقعك.!

الصقها به و أنزلها ببطئ على أرضية المركب..

تركها و دخل..

حياه بهمس

-: شكلك مريض شرس.! بس و مالو انا محتاجة فرصة اثبت لنفسي إني دكتورة شاطرة.!

.

دلفت حياه خلفه، وجدت طاولة دائرية مغلقة بالحرير الأحمر، عليها شتى الأكلات الشهية و زجاجة عصير..

حياه:- هو انت الي محضر الحاجات دي.؟!

كريم ببرود -: لا، مش انا.!


حياه بمرح :- شابوه لصراحتك،، يا... كريم !

توجه كريم لآريكة ما بجانب المركب، جلس بإهمال وهو يشعل سيكاره ليدخن بهدوء..

أمسكت حياه بطبق و سكبت لنفسها الطعام.. وتوجهت للجلوس امام كريم

أخذ كريم يتأمل بدنها هذه المرة.. لاحظ انحنائتها الأنثوية الفاتنة..

بدنها البض، قدميها اللؤلؤتان الظاهرتان تحت فستانها الأسود القصير..

لاحظ أيضا طريقة اكلها العشوائية، ليست مهتمة بهيئتها أمامه، تأكل كما تشاء بدون حساب.! ولم تنتبه أيضا لأعينه المنصبة عليها..

قطع تأملاته صوتها الأنثوي المتساءل

-: ليك علاقات قبل كدة.؟!

كريم :- المفروض حاجة زي دي الدكتورة العظيمة تستكشفها لوحدها.. ولا ايه.؟

حياه -: مش لازم كل حاجة استكشفها بنفسي يعني. ولا ايه.؟

كريم :- مقربتش من ولا بنت في حياتي..

¤ اعتدل في جلسته وهو يرمقها بنظراته الخبيثة و أكمل
.. بس ممكن أقرب دلوقتي.!

لم تعبأ به حياه، كأنها لم تستمع له من الأساس..

-: ليه مقربتش من حد، خايف تخش النار.؟

قالتها بسخرية و سخافة..

تنهد كريم وهو يبتلع سخريتها و إهانتها للمرة الثالثة.. هو فقط يكن كل هذا حتى يحين موعد الإنفجار.!

كريم:- مش هيبقى مخدرات و قتل.. و نسوان كمان.!

حياه مصطنعة الإندهاش، و قالت بسخرية..

-: وااااو.! هى دي أخلاق المدمنين ولا بلاش !!

زفر كريم بضيق وهو يشيح بوجهه للجهة الاخرى.. اغضبته بكلماتها اللاذعة، هى لم تخطأ هو بالفعل مندمنا.. و لكن هو دائما ممجد في أنظار الآخرين و زملائه الشاهدين على توازنه و كفاءته.. أصبح حقير في نظرها الآن.. أدرك وقتها أن نظرات البشر المبجلة شيئا عظيم.! و أن حديثهم شهادة كان يعتز بها، قبل ان تتلوث في نظرها.!

نهض فجأة و غاب دقائق،، لتجد حياه بعدها المركب تحل عن عقالها و تسير حرة في البحر..! تشق الأمواج متحدية الهواء.. و سرعتها ليست بالطبيعية..

بالطبع بدأ الخوف يتملكها، فالآن سوف تصبح مع المدمن في أعراض البحار دون شخص واحد فقط.!

نهضت مندفعة في المركب وهى تتجول بحثا عنه، صعدت الدرج لتجده يقف على حافة المركب عاريا جزءه العلوي، اتضح لها عضلات صدره البارزة.. و لكن بالتأكيد لن تدوم طويلا سوف يهلكها " الهيروين و الكوكايين و غيرهما "

حياه بلهجة قوية

-: انا عايزة امشي، ورايا مشاغيل أهم من جولة البحر العظيم الي بتورهالي.!


ابتسم كريم وهو يتنهد.. و توجه للمنضدة الصغيرة، أمسك بفرح الزجاجة ذات اللون القرمذي.. فتحها بنهم شديد وهو يسكب نبيذها في كأس يحتوي على ثلاثة ثلوج.!1

توجه للآريكة وهو يجلس براحة.. و يرمق حياه بنظراته المسلية.!

كريم -: قولتيلي اسمك ايه.؟

عضت حياه على شفتيها السفلى بمأساه..

-: انت مش ملاحظ انك في الطبيعي مسطول، بتسكر عشان تتسطل اكتر.؟!1

إبتسم بشراسة و الشرر يتطاير من عينيه

-: اغلطتي، هينيني كمان.!

تنهدت حياه باستستلام..

-: حياه.! اسمي حياه صديق.!

نظرت حولها تفكر ماذا تفعل، لترفع حاحبيها و ترفع يدها متذكرة.!

نزلت للأسفل متوجهة لحقيبة يدها، أمسكت بهاتفها لتتصل بوالدها.. وجدت من يلتقط هاتفها بخفة وهو يتأمله بيد، و يده الاخرى تسمك كأس النبيذ..

كريم وهو يطأطأ رأسه موبخا

-: تؤ تؤ تؤ، يعني هما عاملين الجو الشاعري ده عشان نتعرف على بعض اكتر، و إنت تروحي تتصلي بابوكى، والله عيب عليكي.!1

انهى جملته وهو يلقى بالهاتف في البحر

أغمضت حياه جفونها بخوف،، وهى تتوقع الأسوأ.. و تتمنى لو لم تنزل من منزلها مع هذا..!!

كريم وهو يتقرب منها

-: لازم نقرب من بعض اكتر.! ده إنت إسبوعين و هتبقى مراتي..!!

حياه لنفسها و قلبها يتصاعد خوفا..

" ركزي.! كل السنوات الي درستيها كانت عشان اللحظة دي.! عشان تعرفي تتصرفي مع كل شخص.. دلوقتي ده مريض، و انت دكتورة.! و لازم تتصرفي بحكمة.! متضيعيش سنواتك هباء.! "

تنهدت حياه و رسمت بثغرها ابتسامة لطيفة

-: حاضر، انت صح.! لازم نتعرف على بعض اكتر.. بس ممكن تبعد عشان مبحبش رائحة الخمرا.؟!

كريم وهو يقترب أكثر و يحاوط خصرها

-: ودي اول حاجة لازم تعرفيها عني.. بما إنك هتبقى مراتي، لازم تتعودي على رائحة الخمرا، و ريحة البودرة و المخدرات و الحشيش.! و لو بتعرفي تدي حقن فهخليكي تنولي شرف المهمة دي معايا.!2

كل ذلك وهو يحاوط خصرها، و أنفاسه تلفح بشرتها الثلجية..

وهى في حالة رهبة و إشمئزاز.!

و لكن مهلا ! هذه مهنتك ووظيفتك الرئيسية !

حياه بإبتسامة وهى تقاوم إشمئزازها

:- حاضر.!

أظلمت عيني كريم العسلية فجأة..

نبأت عن كل شر وهو يضغط على خصرها أكثر..

ولكن حل قبضته عنها فجأة.. و إتجه للإعلى مصدرا أمره

كريم: شاطرة،، حصليني فوق.!

وضعت حياه كفها على قلبها محاولة للهدوء.. و التنفس بطبيعتها ...

صعدت بالفعل لتلحق بكريم..

حياه:- مش هنمشي.؟ انا اتأخرت.!

أخذ يتحدث بسخرية وهو يلوح بيده بإهمال..

كريم :- تمشي.؟ احنا لسا متعرفناش.!

تعالى.!

وقفت حياه مكانها تخشي الإقتراب

حياه بسخرية :- لا معلش نتعرف في ظروف احسن من كدة ان شاء الله.!

كريم بتأفف :- تؤ، مش عايزة تقربي، خايفة.؟ خلاص هقرب انا.!

وضعت حياه سبابتها أعلى أنفها وهى تغلق أعينها ببؤس.. و تهمس بانخفاض

" مجنون رسمي..!! يارب صبرك.! "
حياه وهى تفرد كفها امامها

-: لا وعلى ايه.؟ مش عايزة أتعبك و اضيع عليك أوقات استرخائك، انا جية.!

اقتربت منه وهى تجلس على مسافة معقولة بينها و بينه..

كريم:- اسمعي الكلام من أول مرة، عشان محطكيش في دماغى.!

حياه بشجاعة ومواجهة :- أقدر أعرف لو حطتني في دماغك هيحصل ايه.؟

ارخى كريم عضلاته وهو ينظر لها كليا..

-: مممم يعني، ممكن اغتصبك و ارميكي لأبوكي.! ممكن أقتله قدامك اسهل.! ممكن بقى اغتصبك و مرمكيش هحبسك و اعذبك.!

ممكن احدفك من البحر اسهل.!

حياه و تنهيدة طويلة

-: كل ده كلام.!! ولا حاجة منهم هتحصل.!

كريم :- خير.؟ هى الدكتورة بتشوف المستقبل و لا الطب إتقدم و انا نايم.؟!

حياه -: اولا انا مش بشوف المستقبل، انا بقدر أدرس الكلام الي بتقوله و اعرف من لهجتك، من طريقتك، من عيونك.. اعرف انت بتتكلم بجد و قادر على كدة ولا لأ..

- ثانيا ده مش طب، ده علم نفس.! انت مش نايم، عقلك هو الي مهمته وقفت و الجهل سيطر عليه من زمن.!

انهت كلامها بثقة و هدوء،، تستحق ترفع لها القبعة على توازنها الإنفعالي و الضغطي..

حزم كريم قبضته، و برزت عروق رقبته و يده بوضوح..

مد قبضته العملاقة وهو يقبض على رقبتها يعتصرها، ويحملها نحو حافة المركب.!

أصبحت حياه لا يصل لها هواء، يحملها ذلك المريض من رقبتها؛ معلقا إياها في الهواء..

لم تتأثر حياه ولم يهتز لها جفن.. استمرت محدقة به فقط..

حل كريم قبضته عنها فجأة.!

كادت ان تسقط قبل ان يمسك بكفها بقوة..

كريم :- شوفتي.؟ هقدر ارميكي ولا مش هقدر!

حياه بثقة -: لا.! مش هتقدر، انت لسا مرمتنيش.!

كريم :- لو رميتك هتموتي !!

حياه -: بس انت مش هترميني.!

كريم :- ايه الي مخليكي واثقة كدة.! انا مجرد ما اسيب إيدك هتبقى متخرشمة 100 حتة، و تنزلي بواقي بني آدمة السمك يكمل على باقيتك.!

حياه -: خلاص،، سيب إيدي !

أغاظته بشجاعتها و جراءتها،، نظر للبحر الداكن، يبدو أسود حالك بالظلام.. تمنى لو ألقاها و تركها تسقط.. و استعد لأن يلقيها بالفعل.!

شعرت حياه بيدها تؤلمها.. فهى معلقة منها بعنف، مدت يدها الاخرى لتتعلق بكف كريم الممسك بها.. لمسته برقة و إحكام وهى تنظر له بأعينها المتسعة السوداء

:- إيدي وجعتني، إرميني بسرعة بقى.!

ابتلع ريقه بصعوبة، لا يحب الإستسلام حتى لو على رقبته.!

نظر لأعينها الكاحلتين الواسعتين، يتلالآن بحب كالقمر.!

تأمل فيهما تارة، وللقمر أمامه تارة.!

وما أشبه اعينها بالقمر.!

إبتسم وهو يجذبها له، رفعها بلطف لتقف حياه على سطح المركب بسلام.!

حاوط هو خصرها بضمة حنونة من يده، و أمسك بكفها الضئيل بكفه العملاق..

إستنشق نسيم فحيحها بإدمان، كأنه مخدر من مخدراته ولكن، ولكن أكثرهم مغيب للوعى..

طبع قبلة على عنقها الطويل الناعم..

لأول مرة يقترب من أنثى بهذا الشكل، يقترب و يطلب المزيد، يقترب ويشعر بالشهوة تزداد..

تفقد عنقها، لم يترك أنش واحد إلا و طبع عليه قبلة..

أبعدته حياه وهى تبتعد عنه..

جذبها بعنف مرة أخرى له، وهو يضع يده تحت ركبتيها، و الاخرى تحت ظهرها.. حملها وهمس بجانب اذنها

-: قررت اغير الفعل.. هغتصبك !!

إتسعت مقلتي حياه بخوف، أخذت تركل الهواء بقدمها وهى تحاول الفكاك من عقاله..

-: لا بقولك ايه ارميني في البحر احسن! وبعدين إنت قولت هترميني ارميني و خليك اد كلمتك انت عارف الي بيرجع في كلامه يبقى ايه.؟!

لم يهتم بها كريم واصل سيره للاسفل وتوجه نحو غرفة صغيرة بها فراش.. لم يهتم بتوسلات حياه، و ركلاتها للهواء و لكماتها في صدره العاري.. ألقاها على الفراش و جثى فوقها لينفذ قراره..1

صرخت حياه غير مصدقة لما سوف يجري لها.! و أخذت تزحف للخلف هروبا..!

امسكها كريم من شعرها، وهو يهزها بعنف

-: طالما إنت جبانة كدة بتتلكمي ليه.؟ بتعملي نفسك فيلسوفة و تتنطتي عليا ليه.؟ عجبك شكلك و إنت شبه الفران كدة.؟

حياه بصوت متقطع

:- لا، لا مش عجبني غلطت و مش هتكلم تاني صدقني.! بس سيبني.! عشان خاطر اي حد سيبني.!

إبتعد كريم عنها قليلا

-: هتسمعي الكلام الي هقوله بالحرف.!

حياه :- هسمعه.!

كريم-: هتروحي و تحكي اي هجص عن الخروجة وانك موافقة عليا و عايزة تعجلي الجوازة دي.! ووحيات ابوكي لو لعبتي بديلك كدة ولا كدة هكون جايلك في بيتك و هغتصبك.!7

حياه:- حاضر هعمل كل ده.!

كريم-: و تطلبي ان الفرح يتم بسرعة، و أننا مش محتاجين وقت نتعرف.!

حياه وقد بدأت تتنفس طبيعيا

:- ماشي، حاضر.!

تركها كريم.. و كان على وشك الخروج قبل ان يسمع صوتها سائلا

-: ليه عايز تتجوزني.؟!

وقف مكانه ثوان، ثم أقترب منها و دنى لمستواها.. اقترب من وجهها فأغمضت جفونها تلقائيا..

قبل جفونها برقة، وهو يهمس لها

" علشان عنيكي حلوة..!!! "

خرج و صدمت حياه من رده.. همست لنفسها

" و كمان عنده شيزوفرينيا.! "


 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 02:37 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية تزوجت مدمنا ، للكاتبة نوران شعبان

 


الفصل الخامس
" عنيف.. شرس.. غبي.! اول مرة أخاف كدة من حد.. بس مش هقدر انكر نظراته الي خلتني أشفق عليه.!

مش هقول " عيون حادة كالصقر " ولا "يتأهب للإنقضاض على فريسته، ك أسد يتربص غزالته.! " شبه الروايات..

على العكس تماما، عيونه اللامعة فيها مطفية.! متأكدة انه حزين، متأكدة إنه حنين و طيب جدا.!

و اكيد وراه حاجة تخليه يوصل لإنه يبقى مدمن.! "

و هذه كانت كلمات حياه قبل ان تخلد للنوم..

تذكرت عندما تركها كريم، و عاد بالمركب مرة أخرى للشاطئ..

اوصلها أيضا لمنزلها دون ان يفه بحرف..

~~

اتفقت العائلتان الضئيلتان على تحديد موعد زيارة للإتفاق على موعد الزفاف النهائي.! بعد موافقة كلا الطرفان " كريم " و ترحيب "حياه" به.!

أصبح كريم أكثر لطفا مما سبق، إبتسامة مع حديث ودود ل"صديق" استطاع ان يدخل قلبه فورا.!

و لكن فقط تمثيل.!

وضح أنه " مخادع " أيضا.! يالا لتعدد صفاته.!

أحمد -: تحب تعمل الخطوبة امتى يا صديق.؟

صديق:- الراي رأي الولاد.. خليهم هما يحددو.!

تنحنح كريم قبل ان يستأنف

-: انا مش عايز خطوبة، انا عايز كتب كتاب و دخلة على طول.!

صدمت حياه من سرعته، و تضاربت دقات فؤادها..

صديق -: بسرعة كدة.؟ لسا بدري أنتو ملحقتوش يابني.!

كريم :- انا في المدة دي قدرت اتعرف عليها، و شايف ان في توافق بينا.! و متأكد من كدة و مالوش لازمة التأخير..

تنهد صديق وهو يسأل حياه

-: و إنت يا حياه.؟!

وزعت حياه نظراتها بين " أحمد " و " كريم "..

تذكرت حديث " أحمد " قبل أيام عندما طلب مقابلتها للتشاور في أمر ضروري..

~ سابقا ~

أحمد -: كريم عامل ايه معاكي.؟!

حياه :- عامل معايا ازاي يعني مش فاهمة.!

أحمد -: يعني إنت موافقة تكملي معاه.؟

وقفت حياه صامتة، تتنهد فقط و لم تجب..

أحمد و تنهيدة طويلة

" بصي يا حياه، قبل ما تقولي اي حاجة.. انا مش هجبرك على إبني طبعا خصوصا اني عارف إنك مش هتحبي تستمري معاه.!

والدة كريم الله يرحمها، ماتت بالكانسر.!3

... وقتها كريم كان صغير، تسع عشر سنين تقريبا.!

كان متعلق بوالدته جدا، لما تعبت كانت رافضة تضيع ثانية واحدة بعيد عنه.!

- شعرها كان بيقع و هو في حضنها.!

- بتبكي من الإلم وهو في حضنها..

مكنش فاهم هى مالها، بس كان بيقعد يعيط على عياطها..

* تنهد قبل ان يسترسل *

لو تشوفيه وهو بيطبطب عليها، و يواسيها و يفضل جنبها هتعرفي إنه حنين، حنين جدا.!

و الله يرحمها،، ماتت في حضنه.!

لحظة صعبة على إي مخلوق.! ما بالك طفل أمه ماتت في حضنه.!

من ساعتها وهو عنده عقدة نفسية، مبيحبش يتكلم مع حد.. مبيحبش يتعلق بحد.. كان حابس نفسه لمدة طويلة جدا.! بالعافية بعد جلسات و علاج بدء يتكلم، بدء يتعايش مع الناس شوية..

دخلته شرطة بواسطة، كنت عايز قلبه ينشف، و يتعايش وسط الخطر و الموت.. كنت عايز قلبه يجمد.!

شفتك وقت التكريم..

بنت جميلة، مثقفة.. و كمان دارسة علم نفس و واخدة دكتوراه.! بالإضافة انك بنت شريكي و زميلي يعني ثقة و رباط قوي.!

حبيت إني اخليكي لإبني.! يمكن تخرجيه من حالته و تعملي معروف عظيم فيا .! و يمكن تخليه يحبك،، و تحبيه.. ووقتها انا هبقى أسعد إنسان على الوجود لما ألاقي ابني اتخطى المرحلة الكئيبة بتاعته.!

توقف عن الحديث، نظر لحياه المنصتة لكل حرف ينبعث من ثغره..

وجدت في حديثه الصدق، و في عينيه الإلم على حالة إبنه..

إبتسم أحمد وهو يكمل

" و دلوقت،، انا مش هغصبك على حاجة، القرار يرجعلك..

إلي إنت شايفاه اعمليه.! "

صمتت حياه.. تنهدت.. إبتسمت.. تكلمت

" كريم غريب شويتين.! بس انا بحب أكتشف الغريب دائما.! و بحب كمان احوله لمألوف.! " *صمتت و أكملت *

و متخافش يا اونكل،، ابنك إبتلى بيا، و مش هسيبه غير لما يمشي منشكح في الشارع.! "

~~

* الآن.! *

حياه بإبتسامة -: و انا موافقة !!!

كل شئ تم بسرعة فائقة، تكفلا أحمد و صديق بجميع ترتيبات الزفاف..

لم يهتم كريم بتاتا، فقط مشغول بالمغيبات المحرمة التي يتناولها..

على عكس تماما حياه.. التي تمعنت أكثر في دراستها و خاصة " المدمنون كحالة 'كريم' "

أصبحت تقرأ العديد من المقالات و الآراء في ذلك الموضوع..

إهتمت.. إهتمت كثيرا بحالته و أيضا مراقبته خفية.! و فسرت ذلك الإهتمام يإنه فقط " مريض او حالة ".!

وهى من يجب معالجته، علاوة على ذلك ان " كريم " في خلال تلك الأيام سيصبح زوجها.! "حياه" من تشرطت و تكبرت على جميع الرجال بأشكالهم، أصرت على ان ترتبط بشخص مثقف متعلم مشهور، يعلو بها لا يدني..!

ستتزوج من مدمن قذر يمكن ان يلقى به في السجن.!

مرت الأيام، و حان موعد الزفاف.!

تألقت حياه بفستانها الأبيض اللامع..

شعرها و عيناها الكاحلتان اضافا بريق للجاذبيتها.!

تألق كريم غصبا أيضا، ارتدى حلته السوداء.. و تخلص من ذقنه الفوضوية نهائيا.. أصبح أصغر سنا بكثير من ما سبق.! وضحت وسامته الصبيانية المثيرة مع شعره البني، و عينيه العسل..!1

كان الزفاف في إحدى القاعات بفندق شهير فخم..

لم ينقصه شئ! الإناس فخام، الموسيقى الهادئة.. عروس جميل.! و عريس وسيم..! كل شئ يبدو بخير..

تصاعدت الموسيقى الرومانسية الهادئة.. لتعلن عن موعد رقص العريس و العروس " سلو.! "

زفر كريم بضيق خلق.. وهو يمد كفه لعروسه " حياه "

توجها للمنتصف، أحاط خصرها بيده.. و أحاطت عنقه بيديها..

ظهر فرق الطول بينهما الآن.! فأعلى رأسها يصل لكتف كريم.. !

طوال الرقصة حياه تتأمل كريم

" مش شايفة إنك عايشة في الدور اوي.! "1

.. قالها كريم بسخرية وهو ينظر لها..

حياه بخبث داخلها.. و ملامح براءة من الخارج..

" طلعت وسيم جدا..!!
محظوظة عشان معايا واحد كل البنات الي في الفرح هتموت عليه.! "

اكتفى كريم بإبتسامة سخرية، و اشاح بوجهه بعيدا عن لؤلؤتين عينيها..

~~

وقفت تتربص مريضها.. تحاول استيعاب أنها أصبحت زوجته.. و أصبحت معه وحيدة.! لا أحد سينقذها من هذا " ال كريم ".. !

تقف تواسي نفسها على وضعها ذاك..

تنهدت على صوت كريم

" مش مهم تتأملي الفيلا دلوقتي،، أوضة النوم أولى إنك تتأمليها.! "

انهى جملته.. لتجد حياه نفسها بين ذراعيه، حاملا إياها للأعلى..

دخلا الحجرة، و أنزلها كريم ببطئ

لم تنتبه له، تأملت الغرفة فقط..

من ابتاع و انتقى هذه الأشياء لابد من امتلاكه ذوق رفيع عال..

الأثاث، المنضدات الكنزة و الدائرية، الستائر التي تحجب آشعة الشمس.. كل شئ فخم.!

نظرة طويلة دائرية تشمل الغرفة كاملة.. قبل ان يقع بصرها على كريم الممدد على المقعد الوثير الضخم..

يجلس بمنتهى الأريحية، يفرد قدماه أمامه.. فك رباط عنقه بإهمال وفوضى..

و الأهم من ذلك إبتسامته الشيطانية المرتسمة على وجهه.!1

إبتلعت حياه ريقها بتوجس.. هذا الشخص لم تراه يضحك قط، و لا يبتسم.. تجهل حتى شكل أسنانه.! الآن ترى ابتسامته لأول وهلة تقريبا.! وترى أسنانه و أنيابه الواضحة، التي تنم عن شراسته المبالغ فيها.!1

أعين متربصة ثاقبة تنم عن كل شر وسوء، أنياب طويلة ك "مصاص الدماء "

هذا المشهد أضاف في خلد حياه الخيالي " قرون حمراء " تعلو رأسه كإبليس.!3

رغم حالة الخوف و الرهبة التي تجتاحها.. و رغم دقات فؤادها الغير منتظمة.. ورغم هروب الدماء من وجهها و تلونه للأصفر الشاحب

..ألا إنها إبتسمت عندما تخيلته بقرون حمراء.! تلقبه بالمريض، و تسخر من نفسها على تفكيرها "المريض" أيضا.!

حاولت كبح إبتسامتها، و سرت في جسدها رعشة هزت كيانها عندما رأته يقف متنهدا..

حاولت ان تتصرف بحكمة، و لكن صار العكس.! أدرات نفسها للباب وهى تفر هاربة.!

تلوي المقبض مرة و إثنين و ثلاثة..

و الباب موصد لا يفتح..!

إنكمشت جفونها بخوف، و قبضت على شفتيها السفلى ببأس..

وقعت في الحصار المميت.!

لمحت طيف ظله على الأرض أمامها، هذا يعني أنه خلفها.!

تنهدت وهى تتحدث داخلها و تحث نفسها على الكفاح لأجل سلامتها، و ان لا تخرج مشوهة.!

حاولت ان تتذكر خططها التحضيرية.. و تعصر عقلها لتذكر اي يشئ مفيد.. و كانت النتيجة " محمد حماقي.! "

" حبيبي في حاجات تيجي كدة مش فرض، تيجي بكلام حلو تيجي بورد.! "

اغان فقط كان ما يدور بخلدها.!

حياه بنفسها و غضب " وقت حماقي ده وقت حماقي...!!!"

" قصرت السكة انا كدة أنجزت، داخلها بتقل و اظن لاحظت.! "

قبضت على اذنها محاولة ان تطرد تلك التفاهات و تتذكر شئ مفيد.. و لكن لا فائدة.! اقتربت من الباب وهى تعتكز برأسها عليه.. و تومأ لليمين ولليسار بيأس.!
زفرت بضيق و يأس، قبل ان يقبض كريم الواقف خلفها على خصرها النحيف.. و يديرها له..

إستسلمت، ووقفت أمامه عابسة الوجه..

أغمضت عينيها.. و اردفت بحزن..

" اغتصبني.! ده واقعي المرير و انا استاهل عشان وافقت على الجوازة دي.! إغتصبني يلا.! "

إبتسم كريم ابتسامة جانبية، ورفع حاجبيه مندهشا من تلك الصغيرة العفوية.!

إقترب منها أكثر، و حاوطها بين الباب.. وهمس بجانب اذنها

" بس انا مش هغتصبك.! "

إتسعت مقلتي حياه غير مصدقة، و هتفت بفرح

".بجد.؟! مش هتغتصبني و تنهك عذريتي و برائتي شبه الروايات.؟! "4

اومأ برأسه إيجابيا عدة مرات.. و إبتسم بخبث وهو يهمس

" انا مش هغتصبك،، انا هعذبك بس.!! "

هربت ملامح الفرحة من حياه، نظرت له بتوجس خائفة..

أكمل هو بصوته المبحوح

" أصل انا مريض، و إنت اتعاملتي مع عينة شبهى كتير، و بتاخديني على اد عقلي.. فاكرة لما هنتيني بكلامك ده.؟!

انا جاي عشان اثبت صحة كلامك، و هثبت اني مريض.. هعذبك عقابا لإهانتك دي ووريني هتتعاملي ازاي.!

و أقدر على فكرة اغتصبك، بس مش مستنضف.! "

تحدث حياه بسرعة

" انا مكنش قصدي.! انا مكنش قصدي كدة ابدا على فكرة بس انا..

قاطعها كريم وهو يسحبها من معصمها للفراش، و تعابير اللامبالاه بما تقوله واضحة عليه..

" تؤ! مانا عارف انه مكنش قصدك.! بس لازم تتعلمي بردو تفكري في الكلام قبل ما ينط من بؤك.! "

جذبت حياه يدها منه، و ارتجفت وهى تسير للخلف بفرار.. أمسكها كريم بقوة أكثر، الصقها به محكما عليها بقبضته الفولاذية ..

حياه بصوت مرتجف -: اخر مرة، آخر مرة هطول في لساني صدقني.! وحيات ابوك مش عايزة اطلع بتشوهات و عاهات.!

كريم -: ياستي تشوهات ايه بس.! متخافيش مش هوصلك للدرجة دي هى قرصة ودن يا حبيبتى.! ابقى حطي هيموكلار و هتبقى زي الفل.!

حياه وهى على وشك البكاء -: انت مش مريض،، انا الي مريضة.! انا الي مريضة سيبني بقى.!

كريم :- قولتي ايه.؟ سمعيني تاني.!

صمتت حياه،، هى لا تذل ابدا.! سيأتي ذلك المريض ليحقر منها و يذلها.؟ ستتنازل عن غرورها الآن.!

حياه -: مقولتش حاجة.! و عذبني زي ما انت عايز! و اهو

" إن كان من الموت بد، فمن العار ان اموت جبانا.! " إضرب يا كريم.!

تأملها كريم ثوان، قبل ان يدفعها على الفراش و يخلع حزامه بنطاله، ويلف نصفه على يده..

حياه وهى ترمقه بنظراتها الزائغة

" حزام.! لالا كدة كتير بلاش غباء.! "

كريم بصوت غاضب متوعد

" إنت لسا شفتي غباء.؟ ده إنت متعرفيش يعني ايه غباء! بس انا هعرفك حالا.! "

حياه بلهفة -: طب اغير الفستان طيب.! حرام يتبهدل بغبواتك.!

رفع شفتيه مستنكرا لثوان، من أي طين خلقت تلك الساذجة التافهة.؟!

لم يأخذ وقتا طويلا للتفكير.. فرد يده وهو ينزل بإبزيم الحزام المعدني على الفراش..

من حسن حظ حياه فرارها للجانب الآخر، و إلا كانت ستصبح مكان الوسادة المقطوعة اثر ضربة كريم العنيفة.!

فغرت حياه فمها بصدمة، الأمر ليس بالهين كما تظن.! إنها على وشك معركة دامية ستهزم فيها بنتائج فارقة.!

قطع صدمتها صفعة من حزام كريم تهبط على جسدها بكل عنف..

و لم تسمع شئ بعدها سوى صوت الحزام بالهواء، وصوت الحزام على جسدها، وصوت صريخها و صياحها.!1

ولم تشعر بشئ سوى الألم و الدماء المنبعثة من جسدها.!
الفصل السادس

استيقظت على آلام يسري في جميع أنحاء جسدها..

تذكرت كابوس ليلة أمس.. والضرب الذي ربحها زوجها المريض به..

أغمضت جفونها وهى تتنهد بتعب..

الحياه مع ذلك المدمن شبه مستحيلة.!

هى ليست مستغنية عن سلامتها جسديا و نفسيا.!

هى نعم ليست قادرة على تحريك بدنها، و لا تشعر بشئ حولها.. و لكن هناك رائحة دخان كريهة.!

تنفست عدة مرات تحاول استكشاف و التأكد من صحة تنفسها..

اخذت تشمشم كالكلب البوليسي..

حاولت الإلتفاف و لكن لم تستطع..

زفرت بضيق وهو تدفن وجهها بوسادتها القطنية التي تمزقت كفستانها تماما..

شعرت بدخان قريب منها، يلامس وجنتاها برفق..!

فتحت أعينها لتجد كريم أمامها يدخن سيكاره بشهوة ! و ينفث دخانه بوجهها.!

كريم و يبدو مفعول ما يشربه يؤثر عليه، نظر لها متفحصا، و مد يده بالسيكار لحياه

" تاخدي نفس.؟! "

حياه وهى تجاريه

" ده ايه ده يا وحش.؟! "

كريم بلامبالاه " حشيش.! بس من أجود الأنواع، خديلك نفس.! "

حياه " لا تشكر مبشربوش على الريق، بيجبلي حموضة.! "2

كريم -: ياستي جربي ده صحي.!

حياه :- لا والله.؟ صحي.! معلش بقى مرة تانية تتعوض.!

أخذ كريم نفس وهو يبرطم

" إنت الخسرانة.! "

ضحكت حياه في نفسها على ذلك المريض المسلي.. رغم ما سببه لها من آلام جسدي، ألا إنها غير عابئة و ليست غاضبة او حزينة..

حياه -: طب ايه، مش هتعمل شبه الابطال في الروايات و تحس بوخز في قلبك.؟4

كريم:- لا

حياه -: ولا هتملي البانيو مياه سخنة و تشيلني تحطني فيه.؟!8

كريم ببرود وهو يستمتع بدخان حشيشه :- لا.!

حياه -: طيب مش هتدهنلي هيموكلار.؟ إنت قولت هتحطلي هيموكلار.!4

تركها كريم بلامبالاه و خرج..

حياه وهى ترفع صوتها -: طيب هيموكلار بس حتى.!!1

لا حياة لمن تنادي،، لملمت شتات نفسها و تعالت على آلامها و قامت متوجهة للمرحاض..

خلعت ثيابها و نظرت في المرآة، جسمها مليئ بالكدمات و الورم..

حياه بسخرية -: الحمدلله، مجاش جنب وشي.! ربنا يباركلو بن حلال والله.!12

~~

خرجت حياه وهى تشعر بتحسن، الماء الساخن مفعوله قوي على عظامها.!

نزلت لتبحث عن طعام..

وقفت على عتبة المطبخ وهى تراقبه خفية..

وجدته يفرغ ورقة ما على المنضدة، و يدنو برأسه يستنشق ما فرغه..

منظر بشع يقبض القلب.!

إنتبه كريم لها..

" واقفة عندك ليه.؟ تعالى.! "

دلفت حياه بعد تردد.. و إقتربت من كريم.. أمسك يدها بدون وعى، و تحدث أيضا بدون وعى..

" مش عايزة تجربي.؟! "

سحبت يدها كأن حشرة وقفت عليها..

و نظرت بإشمئزاز له

" اكيد مش عايزة اجرب الوساخة دي.! "

كريم -: تؤ تؤ،، وساخة.؟؟ غلطانة اوي إنت.! لازم تجربي عشان تعرفي الوساخة.!

جذبها كريم بعنف من يدها، و قبض على رأسها من الخلف وهو يقربها من المنضدة..

ركلت حياه بيدها الكمية الموضوعة، فتناثرت و تبعثرت كل الكمية على الأرض بإهمال..

إتسعت مقلتي كريم بغضب، و هبط بكفه على وجنتها بصفعة عنيفة.!

لم تتأثر هى.. نظرت له بحقد و احتقار !

و لم يكتفي كريم بتلك الصفعة، قبض على رقبتها معصرا إياها بين قبضته..

" شكلك عايزة تتربي من تاني لغاية ما تعرفي إنت بتتعاملي مع مين.! "

استفزها، و تصاعدت الدماء لوجهها غضبا

" بتعامل مع مدمن حقير.! و مريض و**.! "

صفعها ثانية بقوة اكبر، و سقطت على الأرض متآوهة..

" مريض تاني.؟ انا هوريكي التطورات بتاعت المريض هتعمل فيكي ايه.! "

نزل كريم لمستواها.. افترش فوقها وهو يثبت بيده كلتي يديها..

و حياه تصرخ و تحاول الحل عن حصاره..

طبع عدة قبلات على وجهها بعشوائية، و ثبت رأسها بجبينه ليطبع قبلته العميقة على شفتيها.!

قبض بأسنانه على شفتيها حتى جرحهما و نزفا قطرات دم..

و يده الاخرى تعبث بمنحيات جسدها المثير!

أخذت حياه تلتوي ببكاء صامت، وتحاول بأقصى مجهود الفك عن عقاله..

إبتعد عن وجهها لاهثا.. و هبط للأسفل لإستكشاف بقايا مفاتنها.!

و حياه لا تكف عن صريخها، ووسط صياحها تطلق شتائم و سبائب مهينة لا تليق بكونها فتاة.!

إرتفع كريم عنها، و بكلتي يديه و قوة مزق ثيابها.. مزقها حتى باتت بملابسها الداخلية العلوية فقط.!

خلع سترته المنزلية، أصبح عاري الصدر.. و نزل مرة أخرى ليقبل عظمتين الترقوة البارزتين،، و ما تحتهما.!!

لمحت حياه من وسط دموعها المقعد الخشبي القريب الخاص بطاولة المطبخ..

إلتوت للجانب محاولة ان تقترب للمقعد،، و كريم يتحرك معها مهووسا بجسدها.. و هذه اول مرة يمس فيها انثى تقريبا.!

إقتربت للمقعد و يتحرك معها.. حتى أصبحت قادرة على لمسه،،

بكل حطام قوتها جذبت المقعد على رأس كريم.. كان كريم في الاصل غير واع لشئ، بعد ضربتها تلك و سقوط المقعد عليه فقد وعيه تماما.! و سقط مغشيا عليها.!

تنهدت حياه و لم تجف دموعها بعد، أزاحت المقعد ثم أزاحت كريم..

و نهضت زاحفة للخارج بإرتجاف !

فزع وهب جالسا عندما وجد دلوا من الماء يسكب عليه..

وجد حياه تقف رافعة إحدى قدمها على المقعد الخشبي، واضعة يدها منتصرف خصرها.. و يدها الأخرى تمسك بدلو الماء بدون إهتمام..

وتعابير البرود تفننت على وجهها.!

مسح كريم وجهه بباطن كفه، و نظر بتساؤل

" في ايه.؟! ايه التخلف ده.! "

حياه بسخرية

" معلش، الحشيش ضرب في نفوخي اصلي.! "1

تأمل كريم المكان حوله..

" انا ايه الي جبني المطبخ، ايه الي حصل.؟! "

مطت كتفيها بلامبالاه، رافعة شفتاها السفلى

" تلاقي لامؤخذة الفأر كان بيلعب في عبقك و جيت تدور على مكنسة.. بس الفأر كان عنيف شوية و علم عليك.! "

نهضت حياه فجأة و اندفعت نحوه بحقد و غل ممسكة بسكين ضخم صوب كريم

" بص يا بني آدم إنت، انا كنت فاكرة إنك مسطول و همك على مخدراتك و بس.. لكن تيجي تطلع سطلانك عليا لغاية هنا و ستوب كات كدة خط احمر !

* دنت لمستواه و هى تمسك بالسكين و تقربه منه، و طقت سهام الشر من عينيها بتحذير *

من هنا لغاية ما تعدي مدة مناسبة و تطلقني، لا تكلمني و لا تيجي جنبي كأني مش معاك في المخروبة دي.! و إن كنت مجنون قيراط ف انا مجنونة فدان.! سامعني يا مريض إنت !!!

كل هذا و كريم ينظر مصطنعا الدهشة و الإستغراب.. انهت تحذيرها و تثاءب هو بملل، صفق بيده ثلاث مرات.. و على حين غرة قبض على السكين بيد، و اليد الأخرى أعاق حركة يدها..

لف السكين حول رقبتها وهو يهمس بتسلية

" انا بكلمك، و باجي جنبك، و بتعرضلك.. هتعملي ايه بقى.؟! "6

تأتأت حياه -: و وسع السكينة و انا هوريك هعمل إيه.!

شدد من قبضته حول رقبتها

" و مالها السكينة و مالك.! ما توريني هتعملي ايه.؟! "

صدح صوت الباب برطقاته،، أنقذ حياه من صفعة هلاك كانت على وشك إثبات وجودها.!

كريم-: الباب رحمك مني،، تلاقي ابوكي و ابويا.. و رحمة امي لو فتحتي بؤك بحرف واحد ما هتشوفي نور تاني.! هخليكي موت بدل حياه.. فاهمة.؟!

اومأت حياه برأسها إيجابيا عدة مرات.. ما إن إبتعد كريم و تركها حتى فرت راكضة بصياح وهى تدلف غرفتها وتوصدها جيدا..

حياه وهى تركض -: الحقوووونااااي !!

فزع كريم في البداية، و لكن رآها تدلف لغرفتها و توصدها جيدا، زم شفتيه بتعجب وهو يضرب كفا بكف عليها " والله هى الي مجنونة.! "

~~

نزلت حياه و جلست جانب كريم مع " أحمد " و "صديق"..

أحمد -: بسم الله ما شاء الله، الجواز نور وشك اكتر يا حياه يا بنتي والله.!3

اكتفت حياه بإبتسامة ثقيلة وهو تجز على أسنانها داخلها.. وما بين عروقها غليان.!

صديق-: خدو يا ولاد، دي تذاكر سفر لفرنسا.. روحوا عيشو حياتكو و اتبسطوا.!

حياه بعتاب و خوف -: يا بابا ليه التكاليف دي ما كدة كويس، و بعدين انا مش هسيبك لوحدك.!

صديق -: انا ياستي عندي شغل و مسافر انا كمان ملكيش دعوة بيا.!

حياه وهى تحاول إيجاد حجة واحدة تقف عائقا لتلك الزيجة

-: طيب و شغل كريم.؟

تدخل أحمد -: انا طلبت إجازة يعني كل حاجة مترتبة.!

نظرت حياه بيأس لكريم و نظرات الخبثة المتدللة من عينيه..

و سلمت أمرها للقدر يتحكم.!

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 10:43 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية تزوجت مدمنا ، للكاتبة نوران شعبان

 


الفصل السابع

صدح صوت المضيفة معلنة عن هبوط الطائرة بأرض الأحلام " باريس"

تنهدت حياه الجالسة جانب كريم في الطائرة.. نظرت من النافذة المستديرة جانبها بتنهيدة عميقة..

تحاول ضبط تحكماتها و ردود فعلها و الأهم،، دقات قلبها المتراقصة دائما..

منذ آخر لقاء وقت إخبارها " بالسفر لباريس" وهى تحاول تجنب كريم، تراه للحظات خاطئة فقط و تهرول لغرفتها ثانية.. و على الجانب الآخر لكريم لم يتعرض لها أيضا، مشغول بما يدمنه وحيدا.!

وجد رفيق ابيه " محسن "في العمل منتظرا إياه بالمطار.. قاده رفيقه للمنزل المؤقت الذي سيجلسان فيه هو و زوجته..

ومر الوقت،، و دلفا كريم و حياه لداخل المنزل..

أشعل كريم سيكاره.. و جلس على مقعد ما يتفحص حياه..

لم تهتم حياه دخلت تتفقد المنزل كاملا، و ترتب حقيبتها..

مر اليوم الأول، ولم يتعرض كريم لحياه.. لم يخاطب لسانه لسانها حتى..

ومر اليوم الثاني على نفس الوضع..

في اليوم الثالث..

" غلبان.. غلبان و طيب جدا.!

بقاله أسبوع متعرضليش ولا حاول يتكلم معايا.. و ده كفيل يثبتلي انه في حاله مش عايز يئذيني ولا بيفكر في كدة.. كلام أبوه صح مية في المية، و لازم اخرجوا من حالته، اعالجه.. لازم اثيب أثر إيجابي ولو بنسبة صغيرة فيه.! "

أغلقت حياه كشكول يومياتها،، و تنهدت بتفكير لخطة احتواء المريض.!

~~

خرجت من غرفتها قاصدة غرفته..

طرقت على الباب عدة طرقات، قبل ان يفتح هو بهيئته المزرية، شعره الفوضوي، وجهه الذابل الأصفر، عيناه الزائغتان..

وقف عاكزا على الباب بتأفف، وهو يرمقها بنظرات الملل..

حياه و إبتسامة صغيرة تشكلت على ثغرها القرمذي

" اإحم.. كنت عايز أخرج اتمشى شوية،، و قولت أشوفك لو تحب تيجي معايا.! "

كريم برد هادئ بارد خالي من التفكير

" لأ.! " و سرعان ما صفع الباب بوجهها..

حياه وهى تبتسم بحرج لنفسها

" عنيف اوي كريم ده.! "

بعد عشر دقائق،،

سمع كريم طرقات على باب غرفته، و بقمة التكاسل فتح باب غرفته.. ووجد حياه تقف بنفس إبتسامتها الأولى عارضة

" انا نازلة اتمشى شوية، تحب تيجي معايا.؟! "

أغلق كريم الباب هذه المرة بدون أدنى رد..

عشر دقائق أخريات،،

و نفس الطرقات سمعها كريم،، زفر بضيق.. ونهض بغضب متوعدا لتلك السذجة !

" إنت غبية !! قولتلك مش... "

توقف عن الحديث عندما لم يجد أحد.! هو على يقين بسماعه طرقات على الباب و لكن لآ يوجد أحد.!

أغلق الباب متعجبا، و لكن تناسى الأمر بسهولة، ربما تأثير 'الكوكايين' !

نفس الوقت مر، ووجد نفس عدد الطرقات على الباب.. لم يفتح و تغاضى عن الأمر، و لكن مع استمرارية الطرقات المزعجة اضطر لفتح الباب.. ليجد النتيجة واحدة لا أحد.!

تملكه الغضب، و فكر فورا أنها الأنثى المتعايشة معه..

توجه لغرفتها، بحث في المنزل كله و لكن لا يوجد أثر لها، ربما خرجت كما قالت.!

~~

تململ بضيق في فراشه، و نظر لهاتفه الذي لم يكف عن ازعاجه.. انكمشت جفونه بسبب ضوء الهاتف الساطع المعلن عن اربعة و عشرين اتصالا من حياه.!

و اتصلت به الآن وهو ممسك بالهاتف للمرة الخامسة و العشرين..

ضغط على زر الاستجابة وهو ينصت لما آتي..

سمع صوت نحيبها الخائف، ورعشة نبرتها المنمية على سوء حالتها..

" كك كريم.. كريم الحقني.!! "

هب كريم متسائلا عن حالها.. و انقبض حاجباه بقلق..

" في ايه.؟ حصل ايه انطقي.! "

-حياه بتأتأة -: اآ انا..

و هذا آخر ما سمعه كريم من حياه قبل ان ينفصل الخط..

نظر للشاشة بلهفة و بدأت دقات قلبه تتصاعد، زفر هواء منبعث كالنار من فمه.. عاود الاتصال بها مرة، و لم تجب.. عاود مرة أخرى ليأتيه صوتها المرتعش

" كريم، إنت سامعني.؟! "

كريم بلهفة -: سامعك أيوة إنت فين ايه الي بيحصل معاكي.؟!

حياه بتقطع -: اأنا كنت بتمشى.. و كنت راجعة و قربت خلاص سمعت صوت ضرب نار و ناس شكلهم مريب بدئو يظهرو،، و واحد منهم شفني و طلع يجري ورايا معرفش ليه،، روحت طلعت اجري.. و هو ورايا لغاية ما استخبيت بعيد عنه بس لسا سامعة صوتهم.. انا خايفة، خايفة جدا.!!

كريم مطمئنا -: اهدي، متخافيش انا هجيلك بس اوصفيلي إنت فين بالظبط و انا جايلك.!

حياه -: انا كنت قريبة من البيت، بس طلعت اجري و مش عارفة انا فين،، بس انا عند النهر، قريبة منه جدا.!

كريم -: انا نازل حالا خليكي مكانك و انا هحاول اوصلك، متخافيش ها انا جايلك.!

أغلقت الهاتف و إبتسمت بحماس

" اول خطوة.. لازم احسسوا إنه مهم.! "

~~

أخذ كريم يدور و يبحث عن حياه،،

بحث عن أقرب نهر.. و هرول إليه لعله يجد زوجته..

لم يسمع صوت طلقات نارية او ما شابه طيلة رحلة بحوثه..

وصل بالفعل لإقرب نهر لمنزله،، و بمنتهى الدقة أخذ ينظر لكل شبر باحثا عنها..

رأته حياه من جحرها الضئيل، و صاحت بإسمه مهرولة إليه..

" كريييم "

إلتفت كريم لمصدر الصوت، و فورا رآها تركض تجاهه لتلقي بنفسها في احضانه بسلام.!

أحاطت عنقه وهى تختبئ ببدنه الضخم، و أحاط بدوره خصرها النحيف مربتا على ظهرها.. و أخذت الدهشة تعلو ملامحه أيضا.!

لم تكن حياه في خطر كما قالت له، هو فقط تمثيل منها.!

و لكن شعور الدفئ الذي غمرها مصطحبا بالآمان في احضانه، لم تشعر به يوما.! كأنها بالفعل كانت في خطر، و عناقه الجحر الذي ستختبئ فيه..

كريم أيضا،، أحب ذلك العناق كثيرا.!

كأنها هرة صغيرة تحتمي به من بطش الكلاب الشرسة.!

كريم بصوت هادئ حنون -: إنت كويسة.؟!

إبتعدت حياه عنه قليلا، وهى تبتسم مجيبة بهدوء أكبر -: بقيت كويسة لما إنت جيت،، لولاك ولولا وجودك مكنتش عارفة اعمل ايه بجد.!

إلتف كريم كأنه يبحث عن شئ ما -: اومال فين ضرب النار الي قولتي عليه و الرجالة الي يخيفو.؟ انا مش شايف اي حاجة.!

حياه وهى تمط ذراعيها مستديرة للجهة الاخرى،، و إبتسامة خبيثة تعتلى ثغرها -: مشو.! صوتهم اختفى فجأة !!

.

سارت حياه متعلقة بذراع كريم، لا تكف عن التحدث و بمعنى أدق لا تكف عن المدح فيه كما تسير خططتها..

و كريم غير عابئ بها و بحديثها، فقط يومأ برأسه إيجابيا.!

إلتفتت حياه له قبل ان تدلف غرفتها، و بكل هدوء و حب تطلعت له قائلة

" بعد كدة رجلك على رجلي، متسبنيش.! "

و إبتسامة صغيرة أخيرة تودعه قبل ان ينصرف كلا منهما على غرفته..

ألقى كريم برأسه على الوسادة بتنهيدة عميقة.. لأول وهلة يشعر بحسن تصرفه، و بمدى أهميته..!

~~

في اليوم الموالي،،

نفس الطرقات سمعها كريم على باب غرفته..

" انا خارجة و مش هعتب خطوة برا البيت إلا و انت معايا انا مش مستغنية عن سلامتي اهاا..!! "

إرتد كريم خطوة للخلف و تصاعدت ملامح الدهشة وجهه، فهو ما إن فتح باب الغرفة حتى وجد تلك المتهورة أمامه تندفع صوبه بجملتها السريعة..

وقف ثوان ينظر لها بدهشة..

رجعت حياه خطوة للخلف وهى تتنحنح بحرج

" احم، صباح الخير.! اولا طبعا..

عامل ايه ثانيا اكيد.. ثالثا يلا البس عشان تنزل معايا.! "

تنهد كريم بملل وهو يمسح بسبابته أسفل انفه

" اخرجي ولو حصلك اديني رنة و هلحقك متخافيش.! "

كاد ان يغلق الباب فتقدمت حياه بإصرار أكبر

" لا ماهو المرة الي فاتت ربنا ستر و لحقتني المرة الجية ممكن متلحقنيش.. يلا بقى إنت في باريس يعني المفروض متقعدش في البيت اصلا ! "

تثاءب وهو يردف

" لا مانا جاي عشان اقعد في البيت انا ممل، و بعدين إنت هتقوليلي اعمل ايه و معملش ايه.؟ مش عشان تساهلت معاكي تسوقي فيها.. انا هنا الي بحكم و كلمتي تتسمع.. انت كمان اقعدي مفيش نزول مش عايز وجع دماغ ! "

نظرات ثاقبة تأملته بها حياه، قبل ان تمط ذراعيها بتنهيدة حزينة..

" على راحتك.! "

بعد فترات متساوية ظل كريم يسمع نفس الطرقات على بابه، و عندما يفتح لا يجد أحد.!

زفر بضيق عندما زاد الأمر عن حده، و ذهب يجول في أنحاء المنزل عنها، بالتأكيد هى تلك اللقيطة الحمقاء من تثير غضبه !!

بدون ان يطرق، بدون إذن..

هجم على غرفتها و الشرر يتطاير من عينيه..

ما إن دلف حتى صرخت حياه الجالسة على الفراش تقرأ كتاب،، صرخت وهى تقفز من على الفراش برعب..

فزع كريم أيضا بسبب صياحها و اندفعها ذاك..

وقفت حياه وهى تحدق به واضعة كفها على قلبها..

" في إيه.؟ شفتي عفريت.؟! "

هكذا صاح كريم رافعا إحدى حاجبيه..

حياه صائحة ملوحة بيدها -: مش تخبطت يا بني آدم إنت في حد يخش كدة.؟!

كريم بإستهزاء -: وهو ده الي خلاكي تتفجعي كدة.؟

وقفت حياه ثوان تحدق به.. أمسكت بعدها الكتاب الذي كانت تقرأ فيه و مدت يدها به لكريم قائلة..

" كنت خايفة أشوف عفريت فعلا.! "

تناول كريم الكتاب منها، ليقرأ العنوان هاتفا بسخرية تامة

" عالم الجن و الشياطين!!
كنت فاكرك مثقفة و عقلك كبير.! واخدة دكتوراه في علم النفس و إنت ضاربة كدة.؟! "

إتسعت مقلتي حياه بخوف وهو تضع سبابتها امام وجهها محذرة

" اشششش،، متقولش كدة.. اوعى تقول كدة تاني انت متعرفش لو حطوك في دماغهم ممكن يعملو فيك إيه.! "

تصنع كريم معالم التعجب و الدهشة،، وهو يسحب مقعد خشبي ليجلس عليه..

" اوووه.! يحطوني في دماغهم.؟ هيعملو ايه يا ترا على كدة.؟! "


الفصل الثامن

تنهيدة طويلة تنبعث من أعماق حياه، لتبدأ في سرد نوع جديد من الحكايات.!

" هحكيلك حكاية حقيقة، حصلت فعلا مع واحد معرفة ! "

~~ الحكاية ~~

" إبراهيم ".. شاب زي اي شاب، كان عنده وقت الحادثة خمسة وعشرين سنة.. تقدر تقول إن إبراهيم شخص بيحب الاستكشاف.. من صغره و ناس كتير بتشتكي منه مع إنه عمره ما أذى حد، كان بيبقى هدفه الوحيد يفهم.. يفهم كل حاجة في الحياه..

بدء مراحله في الدراسة و المواد العلمية الي مش فاهم قوانينها و أسسها اتبنت على أساس إيه، كان عايز يفهم الي بيذاكرو و الي مفروض عليه عشان كدة المدرسين كانو دائما يشتكوا منه، و اتطورت خصلة الاستكشاف في حياته العامة تحت ملقب " المقاوحة ".. تلاقي كل الناس تقول ده واحد قليل الأدب و لسانه طويل، بيرد الكلمة بعشرة، بيقاوح كتير و مبيسمعش الكلام.!

" علم لا ينفع، و جهل لا يضر.! "

لو كان إبراهيم فهم المثال ده كويس و عمل بيه مكنش حصل الي حصل..

المهم،، كانت واحدة قريبة إبراهيم عدت الأربعين من غير جواز و طبعا هاتك يا كلام جيران، فأمها أخدتها لدجال كان معروف بقى و شعوذة و جو ده.. و الغريبة اكتر ان بعد ما البنت عملت الي الدجال قال عليه جالها عريس فعلا و اتجوزت.!

وقتها ركب إبراهيم مية عفريت و لازم يعرف الي حصل ده حصل ازاي..

بدء يشتري كتب عن الجن و الشعوذة و يقرأ، و الموضوع اتطور لتحضير الجن..

و مخدش وقت ..

جمع صحابه بعد إلحاح منه و راحوا شقة قديمة لواحد منهم..

إتطفت الأنوار، و قعدو الأربع صحاب على شكل نجمة.. وسط الشموع، و الورق في النص مكتوب عليه التعاويذ.. ماسكين ايدين بعض و بيقرو التعويذات..

[ كل هذا قصة تقصها حياه على كريم المنصت بإهتمام على غير عادته، ويحاول جاهدا ان يتقنع بقناع اللامبالاه.. ]

كريم -: طلعلوا عفريت.؟

حياه -: لأ

كريم-: البيت اتحرق وولع فيهم.؟

حياه-: لأ، الي حصل عمره ما يجي على بالك.!.. عشان مفيش حاجة حصلت اصلا.!

كريم بملل-: لا والله.؟!

حياه-: أيوة،، وقتها مفيش حاجة حصلت فعلا.! بس بعدها كل حاجة حصلت.. !!

~~ تكملة الحكاية ~~

ولع إبراهيم الشموع، قرأ التعويذات و كل حاجة كانت ماشية تمام..

بس محصلش حاجة.! مجرد شوية هوا هبو في الأوضة طفوا الشموع..

وقتها كلهم انتفضوا على اثر الهوا،، كان اتنين مش مقتنعين بالحوار، وواحد مقتنع جدا، وواحد مش فارق معاه جاي غتاتة كدة، بس إبراهيم مكنش كدة ولا كدة، إبراهيم كان عايز يعمل التجربة الي على أساسها يحدد يتقنع ولا ميقتنعش.!!

كلهم فضلو ساكتين، ثابتين.. ممكن يكون الخوف مالكهم، و ممكن يكونو مستنيين نتيجة للي عملوه.!

دقيقة، دقيقتين، تلاتة.. عشرة و محدش اتحرك شبر واحد.!

مع دقات الدقيقة العاشرة نطق أخيرا واحد منهم..

صمتت حياه ثوان،، فاستطرد كريم متسائلا -: قال ايه.؟

حياه-: قال ايه.؟! تعالى نتصور قال ايه كدة.!

<<<<<<<<<<<< >>>>>>>>>>>>

تحدث إحدى الشباب الأربعة بعد فترة صموت تام..

" وبعدين هنفضل مهنجين كدة كتير.؟! "

رد الفعل : صفر،، صموت أيضا..

أكمل " ماهو يا نتلبس يا نقوم و نفضها سيرة، لكن نفضل حاطين ايدينا على خدنا زي الولية المطلقة مش تمام.! "

تحدث الشاب الغير مقتنع تماما بهذه الخرافات " محصلش اي حاجة.! فين الجن يا سي إبراهيم.؟ فين الشعوذة و السحر.؟! صدقتني دلوقتي.؟! "

نهض الشاب ليفتح الأنوار وهو يتحدث بغرور " قولتلك كل ده كلام فارغ.! مستفدتش حاجة غير إيمانك بربك الي قل.! "

تنهد بقلة حيلة وهو يمط ذراعيه " ربنا يهديكو !! "

خرج صافعا الباب خلفه..

ظل الآخرون ينظرون لبعضهما البعض بصمت، قطعه إحداهم..

" طيب يا جماعة سهرة حلوة جدا استمتعنا بيها ياريت نفضها سيرة بقى.! "

نهض الشاب ليلحق بالآخر راحلا..

نظر الأخير لإبراهيم " تصبح على خير يا صاحبي.! "

ليظل إبراهيم وحيدا في المنزل و ما هى إلا دقائق،، حتى تبدلت عيناه للأبيض الناصع تماما !!!

و صوت صرير، تصادم، صفير مزعج يدوي في أذنه كأنه يحطم آفاق عقله !

وصوت ثقيل غليظ يسيطر على احبال إبراهيم الصوتية.. لينم عن كل سوء و شر !!

صوت صريخ شاهق الارتفاع يهز جدران المنزل،، عندما قطعت الكهرباء على حياه وكريم.!!! في نفس اللحظة التي كانت تقص عليه ذلك الجزء المرعب..

حاوطها كريم وهو يحاول تهديئها

" بس، بس أهدي مفيش حاجة انا جنبك !! "

حياه بصياح هستيري -: عفرييييت !! شفت شفت كلامك هيودينا في داهية اهو حطونا في دماغهم، هيقتلوووونا !!

حاوطها كريم أكثر و حاول تهدئتها

" اششششش مفيش حاجة اسكتي.! مفيش عفاريت ده ان، انا كريم،، كريم.. أهدى !

تشبثت به أكثر، و أصبح جسمها كجسم هزاز مرتعش

" هينتقموا منك، مش هيسيبوك.. لازم تقدم قربان للطاعة.. لازم ! "1

كريم وهو يتأفف موبخا

" قربان ايه بس .! مفيش حاجة مفيش عفاريت ده مجرد عطل كهربا ! "

حياه و قد اتسعت مقلتيها برهبة

" مجرد عطل كهربا.؟!! وهو كان فين عطل الكهربا من أسبوع.؟ الكهربا جاية تعطل و انا بتكلم على الجن.؟ "

كريم -: صدفة !! و بعدين احنا في فرنسا ايه الي هيجيب العفاريت هنا بس !

ألجمت الصدمة لسان حياه-: -------

كريم -: بتبصيلي كدة ليه.؟

حياه -: ---------

كريم -: في ايه طيب.؟ شايفاني عفريت !

حياه -: --------

كريم وهو يبتلع ريقه بخوف -: ماهو متبصليش كدة عشان بدأت أخاف.!!

لم تتحدث حياه، فقط ضمت نفسها في احضان كريم.. و نامت في أعناقه بسلام.!

رهب كريم أكثر، و حاول بخفة ان يزحزحها بعيدا و لكنها كانت مصرة على عدم الفكاك من بين ذراعيه..

إستسلم وهو يحاوطها ايضا،، و يلحقها بمنامها المريح.!

~~

كان يتهنأ بنوم مريح،، ولكن ثمة شخص يوقظه.! يسمع طفيف أصوات ضئيلة و قبضة تحرك كتفيه..

تملل في الفراش بتأفف وهو يحاول جاهدا ان يستيقظ

" كريم، كريم اصحى الحقني.! "

هذا الصوت المنخفض ظل يتردد في أذنه يعمل على ازعاجه، انكمشت جفونه بثقل وهو يتسائل

" في إيه تاني ؟ "

حياه وهى تتشبث هامسة بخوف و تأتأة

" ف في حد برا، انا سامعة صوت وغوشة و.. و شايفة خيال من تحت الباب ! "

صمت كريم منصتا للأصوات الخارجية، بالفعل هناك أصوات غير مألوفة.! أصوات هامسة شعبية..

نهض كريم بحذر، و سار شاقا طريقه لخارج الغرفة؛ ليعلم مصدر الصوت.!

" انت هتسيبني هنا لوحدي، لا خدني معاكي.! "

لم تمهله وقتا للرد، سارت وهى تحتل ذراعه بقبضة كفها..

أنصت كريم لمصدر الصوت جيدا وهو يمشي على أنامل قدمه.. و حياه كذلك تتصاعد ضربات قلبها حتى وصلت مسامعه لكريم..

هدوء تام.. خلى من الصوت الهامس.. فقط دقات قلب حياه المتصاعدة هى الصوت الوحيد المتصاعد..

اقترب كريم من ركن في آخر الغرفة..

خلف الستار الأسود القاتم..

و على حين غرة،، وجدا هرة سوداء كبيرة تظهر من خلف الستار راكضة للخارج بفرار.. !!!

رغم حالة الصموت التي خيمت منذ قليل، إلا انها تحولت لصريخ و صياح من جانب حياه التي قفذت مفزوعة على رقبة كريم..

و كريم بالطبع لم يسلم من تلك الهرة، فزع أيضا و لكن ليس بالدرجة التي تعيشها حياه..

أخذت تصيح وهى تشد شعر كريم بعنف.. صاح بها بغضب لتكف عن هرائها ذاك..

كريم صائحا -: شعرااااري..!! شعري هيطلع في إيدك كفاية غباوة.!6

حياه بصوت اشبه بالبكاء -: شعرك ايه وزفت ايه دلوقتي، دي قطة سودة.. يعني جن !! و انت تقولي شعرك!

انا مش قاعدة في البيت ده دقيقة واحدة، بلى شهر عسل بلا زفت..!

اصطحبها كريم للخارج.. بعد ان هدأت حياه قليلا..

كريم -: مكنتش فاكرك جبانة كدة.!

حياه -: انا مش جبانة،، بس الموضوع ده خطر جدا..!

صمت كريم ثوان.. وبعدها،،

" مكملتليش الحكاية الي كنت بتحكيها.! "

وقفت حياه وهى تنظر للا شئ بشرود..

" الحكاية يعتبر لسا مبدأتش عشان أكملها.. الحكاية لسا جية.! "
" قتلها.!! "

هتف بها كريم بصدمة و اتسعت مقلتيه بإستنكار.. عقب حديث حياه..3

" لأ،، مش هو الي قتلها.. هو بس سلمها للي يقتلوها.!! "

كريم وهو يرفع حاجباه مستنكرا

" ماهو متقوليش ان العفاريت قتلوها.؟! "

رفعت حياه كفها بلامبالاه..

" هتفهم كل حاجة لما اكمل.. بس انا بردت، عايزة اروح.! "

كريم -: زي ما تحبي.!

سمع صوت طرقات على باب غرفته،،..

حياه بحرج-: احم.. انا كنت عايزة اقولك بس إني آ.. خايفة انام لوحدي !

صوت صفير قصير اصدره كريم وهو ينظر للأعلى واضعا كفيه في جيوبه..

تحدث بغرور وهو يرمقها من أعلى انفه

" هتكرم و اخليكي تنامي معايا لسبب واحد بس.."

صمت ثوان يحدق بها بجمود.. قبل ان يتابع وهو يزم شفتيه آخذا وضع البكاء الكوميدي

" إن انا كمان خايف انام لوحدي.! "5

إبتسمت وهى تنظر له " حيث كدة بقى،، تشرب ليمون بالنعناع.؟"

كريم مردد " أشرب ليمون بالنعناع.! "

~~

كانا يتمددان على الفراش، كلا منهما ينظر للأعلى شارد بالآخر.. في الإبتسامة، نبرة الصوت الناعمة، نظرة العيون الثاقبة و نظرة العيون البريئة..

قطع لحظة التأمل طرقات على باب الغرفة !! لم يجهلها كريم فهى نفس الطرقات التي تلازم الغرفة دائما !!

نظرت له حياه بخوف و دهشة معا..

جلس هو على الفراش ينظر شزرا لذلك الباب.. نهض متوجها للباب قبل ان تمسك حياه كفه

" لأ لأ لأ،، متسبنيش.! "

كريم -: هروح اشوف مين بس.!

حياه بنبرة راجية -: متسبنيش انا خايفة!

كريم -: هفتح الباب بس و جاي، تيجي معايا.؟!

تركت حياه كف يده فورا وهى ترجع منسحبة للفراش-: لا خلاص روح انت.!1

حياه -: و بعدين هتفتح لمين.؟ العفاريت بيخشو من اي حتة على فكرة.؟!

كريم مفكرا -: فكرك كدة.؟! يعني الي بيخبط عفريت.؟

حياه-: اومال انت فاكر ايه.؟!! انت فاكر بعد ما استهزئت بيهم هيسيبوك في حالك.؟!

كريم -: و انت مش خايفة ليه انت معايا على فكرة في مركب واحدة.!

لطمت حياه على صدرها وهى تشهق مرددة بعد التعاويذ و الكلام المعقد

" تنجوس تنجوس اشتات طميث.! لا يا اخويا انا مش بستهزأ انا كافية خيري شري و ساكتة، احمينا يارب احمينا !! "

هوف باااارد اوي جتك القرف ابو شكلك ياشيخ !
- نعم بتقولي حاجه يا تيا سمعيني كده ؟
بكح يا ابيه بكح يا حبيب...
صعد صوت الطرقات ثانية لينتبه كريم الذي كان يقف ينظر بإستنكار لحياه و أفعالها الغريبة..

وجدته يتوجه للباب ثانيا فصاحت به

" أستنى هنا.! "

وقف يرمقها بنظرات التأفف و الملل..

بينما اندثرت تحت الغطاء جيدا و هى تدفن نفسها بالفراش..

كريم بسخرية " استخبيتي خلاص.؟ مش هيشفوكي كدة.؟! "

حياه -: عيب عليك يابني بزمتك انت شايفني؟!

كريم -: لا الحقيقة،، استخبي كويس بقى عشان هفتح.!

فتح كريم الباب، و النتيجة واحدة لا احد،، ترك الباب مفتوحا هذه المرة وتوجه للفراش ثانية..

عاد بخطى بطيئة للفراش،، و جلس بجانبها بصمت تام وهو ينظر بتوجس خائف..

" حياه،، في مكان فاضي استخبى جنبك.؟! "

ضحكت حياه من تحت الغطاء، و فردته ليحتوي كريمها الصغير.!

ضحك كريم هو الآخر وهو يندثر تحت الغطاء جانب حياه..

ظلا صامتين لدقائق.. اختفى صوت الطرقات، لا يوجد اي صوت به شبهة..

نظرت حياه لكريم النائم جوارها، و برقتها الأنثوية ملست على وجنته ذات الشعر الشوكي الفوضوي.!

رعشة خفيفة سرت بجسده عقب تلك اللمسة الحميمية،، فترتفع درجة حرارته تلقائيا موقظة ما كان خامد.!

إلتفت ببدنه ليواجهها، تخيل شفتيه وهى تحاصر شفتيها بقبلة حرارية..

تخيل كف يده الغليظ وهو يستكشف مشتقات بدنها البض الممتلئ..

تخيل...؟؟ تخيل النعيم في خلده الآن.! تخيل ان يرزق شهد جمالها.؟!

إلتفت ولم يجدها اصلاا. !!

نعم لم يجدها.! وجد الفراش خال هو فقط الذي يحتويه.!

نهض جالسا بفزع وهو يحدق بالفراش مصدوما،، فاغرا شفتاه مرعوبا..

للحظة واحدة حدق في الاشئ، ليجد كفها الرقيق يربت على ظهره من الخلف..

انتفض للمرة الثانية و يحدق ببلاهة اكبر.!

حياه -: مالك.؟!

كريم بعد فترة -: كنت فين.؟ قومتي روحتي فين.؟!

حياه بإستغراب -: انا مروحتش في حتة.؟!

كريم -: يعني إنت مقومتيش خالص.؟

حياه :- اقوم فين بس.! انا راشقة فيك بقالي ساعة.!

صمت يغلف المكان.. قطعه ذلك الصوت الملعون،، صوت الطرقات.!!1

ولكن هذه المرة كان قريب كثيرا منهم.. قريب لدرجة أن مصدره ينبع من أسفل الفراش.!

ثانية واحدة فقط،، لتركض حياه خارج المنزل صارخة..


لحقها كريم للخارج يحاول اللحاق بها

كريم صائحا -: رايحة فين استني هنا.!!

حياه بصريخ -: انا مش قاعدة في البيت ده ثانية كمان انت سامعني.!

كريم -: هنبات فين.؟ في الشارع.!

حياه -: اي حتة مافيهاش عفاريت.!

(اولته ظهرها وهى تقترح) و بعدين فيه اوتيلات كتير نقدر نبات فيها، و بالمرة نخرج نشوف بلد العفاريت الي احنا جيناها دي.!

~~

مرت ثلاث ايام،، ثلاث ايام كاملة على حياه و كريم.. طوال اليوم في الخارج يتعارفان على معالم الجمال بباريس..

لم تتخطى أقدامهم باب المنزل ثانية، بل ظلو يتنقلين بين الفنادق المختلفة المشهورة..

كانا يتناجيان في الطريق في شتى الأمور.. قبل ان يفتح كريم موضوع "ابراهيم"

كريم -: بقالك أسبوع بتحكي في حكاية إبراهيم ده ومعرفتش الي حصل في الآخر.!

حياه -: آخر حاجة حكتهالك كانت ايه.؟!

كريم وهو يتذكر-: آخر حاجة كانت لما لقو ال3 جثث على نفس الطريق الي لقو فيه جثة البنت، مش ال3 دول يبقو صحابه الي كانو معاه.؟!

حياه بتذكر -: اه اه هما، خليني اكملك.!

~~

مقال في جريدة ما،،،

اليوم العشرون من نوفمبر.. يشهد الجميع على حدث مرعب غامض يترك العديد من الاسئلة خلفه.. فظهور ثلاث جثث ملقون على الطريق الصحراوي ليس بالهين.! هذه ليست اول مرة، في الثالث عشر من نفس الشهر ظهرت جثة فتاة مذبوحة بنفس الطريقة المذبوح بها الثلاث شباب..

وضحت البحوثات و الاستدعائات ان جميع الضحايا آخر شخص قابلته يدعى "إبراهيم.."

بعد استدعاء المدعو ب"إبراهيم" و أخذ أقواله تعقدت المسألة أكثر و أكثر.. و ظهر ضعف علامات الاستفهام..

قال "إبراهيم" بعد ان تحول لمشفى الأمراض العقلية..

" ده جن !! هو جن الي قتلهم انا مليش دعوة،، انا شفته.. !! شفته كان هيقتلني و ياكلني بأنيابه شفته.! اضطريت اقدمله قرابين عشان يبعد عني لكن انا مقتلتهمش.! "

~~

" خرج منها زي الشعرة من العجينة إبراهيم.! "

تفوهت بها حياه وهى تنظر بشرود أمامها..

ظهرت علامات الاستفهام على ملامح كريم " إزاي يعني.؟ مش فاهمكك.! "

حياه -: هتفهم..

" اهم حاجة نسيت اقولكك عليها، إبراهيم رغم عقليته العبقرية الي قادرة تنجز حاجات كتير.. و تفكيره الجهنمي الي توصل للفكرة الي هتعرفها دلوقتي إلا ان فيه خصلة زبالة ! خصلة الأنانية..

بإختصار شديد..

إبراهيم في سبيل انه يوصل لحلمه و مبتغاه الي بيتمناه دايما،، فلوس، و يتعلم برا مصر..

في سبيل الهدف ده ضحى بأربع شخصيات سلمهم للموت بإيده..

- حكاية انتقام قديمة.. واحد اسمه عمر الألفى، و التاني فهمي الجندي..

عمر الألفى في تار قديم ما بينه و بين فهمي الجندي.. قرر ينتقم، و طبعا هينتقم من بنته الوحيدة " فاطمة.! " هى الي هتقدر تكسره..

قدر يوصل لإبراهيم و عرف أنه حبيبها.. عرض عليه فلوس بالهبل، و بيني و بينك إبراهيم مكنش بيحبها اصلا الفرصة جتله على طبق من دهب.!

بقى وظيفة إبراهيم يقتل فاطمة.. و يفكر في الطريقة الي يقتلها و يخرج بيها زي الشعرة من العجينة..

حكاية " الجن.! "

جمع صحابه، و مثل انه بيعمل التعويذات.. و بيبدأ بأول ضحية الي هى " فاطمة " و يظهر بعديها صحبه ورا صحبه ورا صحبه..

ماته كلهم خلاص.؟ اتحجج بالجن و تخاريف و كلام فاضي و كام حركة متخلفة و اتحول لمستشفى المجانين..

بقى مش مجني عليه تحت مسمى "مجنون".!

و بعد فترة هربه عمر و سفره برا،، و قدام الكل و الشرطة و القضايا مازال القاتل مجهول.!

قولتلك خرج منها زي الشعرة من العجينة.!

الجمت الصدمة لسان كريم، و بقى فترة يحدق بها ببلاهة..

بعد فترة من استيعابه..

" يعني ايه.؟ يعني مفيش عفاريت ولا حاجة و كل دي خطة من إبراهيم.؟! بعد الأسبوع الي قعدتي تحكي فيه طلع في الآخر وهم.؟ طب و صحابه.؟ ليه ضحى بصحابه.؟! "

حياه -: عشان هما الي المفروض عملو معاه التعويذة.!

حياه بخوف

" وفي حاجة كمان جديدة،، بس احلف انك مش هتعملي حاجة.! "

فرد كتفاه وهو يجز على أسنانه

" هعملك ايه يعني.؟! "

حياه -: هقولكك بس نروح، البيت الي كنا قاعدين فيه.!

تأملها بنظراته الحادة، قبل ان يتنهد بعمق متوعدا بنفسه

" لو طلع الي في دماغى صح مش هتشوفي نور تاني.!! "

إبتسم ببشاشة وهو يجاريها

" و مالو. ! نروح البيت ماشي.! "

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية تزوجت مدمنا ، للكاتبة نوران شعبان ، نوران شعبان ، تزوجت مدمنًا
facebook




جديد مواضيع قسم المنتدى العام للقصص والروايات
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:33 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية