كاتب الموضوع :
سيريناد
المنتدى :
سلاسل روايات مصرية للجيب
رد: النبوءة _ د.نبيل فاروق
هبط الرجال من السيارتين وراحوا يعملون على رفع الباب الحجرى الضخم فى تعاون تام بحيث صارت أكفهم كلها ترفعه فى آن واحد فى حين غمغم الدكتور سالم فى اعتراض متخاذل لم ينجح فى إخفاء رنة اللهفة والفضول فى صوته:
أظن أن هذا غير قانونى..
أجابه الدكتور رشاد وهو يراقب عملية رفع الباب الحجرى فى لهفة:
عظمة الكشف ستدارى كل الأخطاء
رفع الرجال الباب الحجرى فى تلك اللحظة فتصاعد من المقبرة الملكية التى ظلت مغلقة طيلة آلاف الأعوام رائحة رهيبة .. اختلطت بعبق عطرى عجيب جعل الدكتورة وفاء تطلق شهقة قوية وهى تهتف:
رباه .. إننى لم أشتم مثل هذه الرائحة أبدًا .. إنها تبدو أشبه بـ .. بـ ..
قاطعها الدكتور سالم فى رهبة:
برائحة الموت
التفتت إليه فى حدة ودهشة إلا أنها لم تلبث أن تمتمت فى خوف مبهم:
صدقت
هتف الدكتور رشاد وهو يناول كلا منهما مصباحًا يدويًا:
خذا .. هيا بنا .. لا وقت لتلك المناقشات البوهيمية .. هناك كشف تاريخى ينتظرنا
تقدم الثلاثة نحو المقبرة فى رهبة وخطا الدكتور رشاد داخلها وهو يقول فى انفعال:
لقد تلاشت الرائحة تقريبًا
غمغمت الدكتورة وفاء فى توتر:
لست أظنها ستفارق أنفى أبدًا
تجاهل الدكتور رشاد قولها وهو يدير مصباحه اليدوى فى المكان مغمغمًا فى ضيق:
عجبًا .. لا توجد أية أوان أو حلى ذهبية فى حين تؤكد كل الشواهد أن باب المقبرة لم يفتح من قبل
تمتم الدكتور سالم:
ربما لم يضعوا معهم حليًا ذهبية أو ..
قاطعه الدكتور رشاد فى حنق:
محال .. كل الملوك توضع كنوزهم معه فى مقابرهم
هتفت الدكتورة وفاء فى هذه اللحظة:
انظرا
أدار الاثنان ضوء مصباحيهما نحو ضوء مصباحها وهتف الدكتور رشاد فى حماس هائل:
ثلاثة توابيت .. يا للروعة .. كنت أعلم أننا سنجد هنا كشفًا فريدًا
رفع الدكتور سالم ضوء مصباحه إلى حائط المقبرة الملاصق لرءوس التوابيت الثلاثة وهو يقول:
هناك رسالة أيضًا
هتف به الدكتور رشاد:
دعنى أقرأها
وراحت عيناه تجريان على النقوش الهيروغليفية وهو يقول مترجمًا إياها إلى العربية فى يسر اكتسبه من طول خبرته:
"فى هذا اليوم الكئيب بعد تمام العام الأول من هبوط آلهة النار على أرضنا وبعد انتشار لعنتهم بين شعبنا قضى أبناء الفرعون الأعظم نحبهم ولهم غفران آلهة الشمس ولقد ولدوا معًا فى يوم واحد وماتوا معًا فى يوم واحد .. وبعد خمسة آلاف عام سيدنس قبرهم ثلاثة من البشر ولدوا فى يوم واحد وستحل عليهم اللعنة ويموتون فى يوم واحد .. ولكن أحدهم سينقذ العالم من لعنة آلهة النار قبيل موته"
انتهى الدكتور رشاد من ترجمة النبوءة وران على المقبرة صمت تام قطعه صوت الدكتور سالم وهو يقول فى عصبية:
هراء
أجابته الدكتورة وفاء فى شحوب:
ولكن تلك النبوءة تحمل جزءًا من الحقيقة كنا نتندر به دومًا وأنت تدركه جيدًا
لوح بكفه قائلًا فى حدة:
ولو .. لن تنجح قوة فى الأرض فى دفعى للإيمان بلعنة الفراعنة هذه .. فلا وجود لعالم آثار ناجح يؤمن بتلك الخرافة
هتفت به فى عصبية:
أتؤمن حقًا بكونها مجرد خرافة.
تمتم الدكتور رشاد فى توتر:
ربما هى مجرد مصادفة
هتفت مستنكرة:
مصادفة .. أنت تعلم أن عمر هذه المقبرة خمسة آلاف عام بالضبط وهذا واضح من اسلوب بنائها ونقوشها ثم هناك تلك المصادفة المخيفة
وارتجف صوتها وهى تستطرد:
نحن الثلاثة من مواليد الثانى والعشرين من فبراير عام ألف وتسعمائة وستة وأربعين أى أننا – بالمصادفة البحتة – قد ولدنا فى يوم واحد
وازدادت ارتجافة صوتها فى شدة وهى تردف فى صوت أقرب إلى البكاء:
ولقد أصابتنا اللعنة معًا .. لعنة الفراعنة ..
* * *
|