المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
حآدثة إغتيآل
لآ أحب عادة المقدمآت الطويلة لهذآ سأكتفي بالقول أننـــي عضوة جديدة في هذآ المنتدى أحببت أن أشآرككم بعضا من كتآباتي وهذه أول قصة كبيرة قصيرة لي
{ ويأتينآ البلآء من حيث لآ ندري....وتختبر الحيآة صبرنآ بجعلنآ نتجرع الخذلآن حيث وضعنآ ثقتنا }
لآ أحلل نقلهـــآ دون نسبهآ لي
.....خرج الوزير إيآد من مبنى شركته وهو يختآل في مشيته مثل عارضي الأزياء ، كان يتميز بشعر أسود مسرح الى الأعلى يبرق بشكل جذآب تحت أشعة شمس ذلك اليوم الربيعي المنعش، وبشرة سمرآء نحاسية وملامح حادة اعطته وسامة لا نظير لها وتناسبت مع بذلته الرسمية السوداء التي كان يرتديها....تقدم طاقم الصحافة يركضون باتجاه سيارة الفيراري السودآء التي يمتلكها رغبة منهم في معرفة تفاصيل الاجتماع الذي اجرآه مع السفرآء البريطانيين ، ولكن حرآسه الشخصيين اعترضو طريقهم وازاحوهم جانبا كي يعبر سيادة معالي الوزير الشاب وكذلك أحاط رجآل الشرطة بالمكان كي يوفرو له الحماية اللازمة حتى يصل الى منزله سالمآ.....كانت أسئلة الصحفيين تتلاوح عليه من هنا وهناك فمنهم من سأله حول الاجتماع ومنهم من كان سؤاله متعلقا بحياته الشخصية....وبينما هو ينتظر سائقه الذي نزل مسرعا كي يفتح له باب السيارة اذ باحد الصحفيين
يسأله قائلا: " أيها الوزير إياد هل صحيح انك على علاقة بالممثلة دآليا؟ "
انتزع اياد نظارته بطريقة تدل على نفاذ صبره واستدار نحو الصحفيين وقال لهم مختصرآ كلامه: " علاقتي بالممثلة مجرد كذب وهراء ولا اساس له من الصحة وبالنسبة للاجتماع فتفاصيله حكومية سرية لا يمكن البوح بها وشكرا لكم "
وما ان امسك باب سيارته مستعدا للصعود اليهآ حتى شعر بشيئ يخترق جسده....فمد يده نحو مكان الاصابة واذا بها تتلطخ بدمائه التي راحت تسيل بغزارة ، فصرخ رئيس كتيبة الشرطة (الوزير تعرض لطلق ناري )....مرت لحظة صمت قاتلة ظل البعض يراقبون الوزير بدهشة وهو يفقد توازنه تدريجيا ويقع ارضا مغميا عليه في حين اتجهت انظار البعض الاخر نحو المكان الذي قدمت منه تلك الطلقة التي استهدفت هدفها بدقة بآلغة....فلمحوآ شخصا ينزل مسرعا من أعلى احد المباني القريبة بسرعة....وفي الوقت نفسه اختفت سيارة حمراء كانت بالقرب من المبنى الحكومي فركب رجال الشرطة سياراتهم وانطلقوا خلف السيارة المشتبه في أمر صاحبها ، في حين نقل الوزير الشاب على عجل الى المستشفى
وتحول ذلك الإجتماع الى خبر عاجل حول اغتيال الوزير....
لمحت والدته السيدة سميحة الخبر على التلفاز فغزى الخدر ساقيها وشعرت برجفة كبيرة جعلتها تجلس على الكرسي الذي كان موضوعا بقربها هناك في الغرفة...فسارعت زوجة ولدها الآخر الى الامساك بها وسألتها برعب برزت معالمه في صوتها: " ما الأمر حماتي....مادا هناك؟ "
أشارت السيدة سميحة بطرف اصبعها المرتجف الى التلفاز الذي كان معدلا على الوضع الصامت ، فاستدارت زوجة ابنها الاكبر واذا بها تتفاجأ بالعاجل الذي انبأهم بخبر اغتيال شقيق زوجها الصغير فسارعت لترفع معدل الصوت (( مباشرة بعد اجتماعي حكومي ظهيرة هذا اليوم وفي الوقت الذي كان سيادة معالي الوزير اياد طاهر على وشك صعود سيارته قامت احدى الرصاصات باختراق جسده الشاب....ونقل على عجل الى المستشفى مما ولد ذلك العديد من الاسئلة ابرزها من هو الفاعل؟ ....ولم اختار الوزير اياد رغم انه دخل الميدان الحكومي حديثا ؟!....وهل سينجوا الوزير من هذا الطلق النآري؟!....)) كلام المديعة القلقة كان بمثابة خناجر غرزت كلها في صدر والدته التي اصابتها نوبة قلبية جراء الخبر فسقطت مغشيا عليها.....مما دفع بزوجة ولدها الى رمي جهاز التحكم على الارض والإسراع نحوها: " حماتي....حماتي...ردي علي أرجوك "
......عندما لم تلقى اجابة منها سارعت الى هاتف المنزل الثابت واتصلت بزوجها......
في هذه الأثنآء كان رجــــآل الشرطة لآ يزالون يلاحقون صآحب السيارة الحمراء وبمساعدة من شرطة المرور تمكنوا من اقافها ومحاصرتها من كل الجهات.....طالبوا من يقودها بالنزول منها فنفد أوآمرهم اذ سرعان ما فتحت باب السيارة، ونزلت منها فتاة شابة بدى انها في بداية العقد الثاني من عمرها....كانت ترتدي سروال جينز أسود وقميصا أبيض وشعرها أشقر اللون قصير الحواف يتربع على كتفيها......كآنت تبدوا أجنبية من ملامحها مما أوحى لهم انها قد تكون بريطانية......فأمر رئيس الشرطة بالقبض عليها وقادوها نحو مغفر الشرطة ، رغم رفضها لذلك ومطالبتها لهم بفك وثاقها....
وفي مغفر الشرطة جلس أمامها قاضي التحقيق وسألها قائلا:" لم أطلقت النار على الوزير....من أرسلك؟ "
رمقته بغضب دفين ثم ردت عليه قائلة
sorry...but...what are tolking about?... I can't understand you (عذار...ما الذي تتحدث عنه انا لم أفهمك)
ابتسم مساعده وقال له: " انها بريطانية استجوبها بالانجليزية سيدي "
ضرب قاضي التحقيق الطاولة بيده فبلغت قلوب الجميع في ذلك المكان حناجرهم بسبب الصدمة وقال لمساعده
بصوت غاضب: " تفضل انت....استجوبها بالانجليزية يا فهيم.....لقد طعننا البريطانيين....ونحن في ورطة ان لم تعاقب هذه الحقيرة هنا فسيفهمون اننا ضعفاء لا يمكننا الدفاع عن رجال حكومتنا ويتجبرون علينا.....وان قاضيناها فمعناها علاقتنا بهم ستتهاوى الى الحضيض....نحن في ورطة هل تفهم؟ "
تمكن الوزير إياد من استعادة وعيه...اذ فتح عينيه تدريجيا ورآح يراقب المكان من حوله ولكنه عجز عن تحريك نفسه بسبب تلك الاسلاك والاجهزة الموصولة به، فراح ينزعها الواحدة تلوى الاخرى بانزعاج بالغ ولكن الممرضة التي دخلت غرفته في هذه اللحظة سارعت الى ايقافه وطالبته بالتوقف
قائلة بارتباك: " سيدي...ما الذي تفعله عليك ان تبقى طريح الفراش ولا تتحرك فجرحك حديث الخياطة...سيدي ارجوك "
رمقها اياد بعجز وقال لها: " تعالي ساعديني ينبغي ان اخرج من هنا.....القضية خطيرة "
إن إيآد لم تكن لديه أدنى فكرة عن مطلق الرصاصة ولكن النتيجة التي ختم بها اجتماعه مع البريطانيين وهزيمته لهم في المجلس واستفزازه لهم بعبارة عميقة واقعية جعلته يحزر انهم فعلوا ذلك لينتقموا لخسارتهم أمامهم وان كان هذا الاحتمال صحيحا فمعناه ان أمن الدولة بأسرها مهدد بالخطر........
وآصل قآضي التحقيق في هذه الأثناء استجوابه للانسة المشتبه فيها وفي الوقت ذاته فتشوا سيارتها ولكنهم لم يعثرو على اذات الجريمة فاحتجزوها في زنزانة مؤقتا حتى يواصلو تحقيقهم معها
مر الوقت بسرعة على جوليا وهي محتجزة في الزنزانة بدون أي نتيجة تذكر......في قرارة نفسها كانت تفكر في طريقة للهرب من هناك ولكنها تراجعت عن الفكرة لأن الأمر سيزيد الطين بلا وهي لا تريد مزيدا من المشاكل
عندما لم يعثرو على ادلة اجبروا على الافراج عن جوليا التي خرجت من هناك بهدوء تام....
علم اياد بالنوبة التي أصابت والدته فقصدها في المستشفى ولكن الضرر كان كبيرا مما جعل المنية توافيها في ذلك المستشفى واتقلت الى رحمة الله ، وبموجب وصية والد اياد كان ينبغي ان تنتقل كل الممتلكات التي يملكها أفراد الاسرة لتسجل باسمه....ولكن المحامي قال في نهاية الجلسة بعد جنازة والدته التي سببت له أسى وحزنا شديدا كاد يفتك به: " سامر طاهر بموجب هذه الوصية انت الوريث الشرعي لكل شيئ "
اعترضت اياد قائلا: " مادا؟ لا يمكن لهذا ان يحصل.....انا الوريث الشرعي لكل أملاكنا وابي كتب كل شيئ باسمي "
رمقه سامر بنظرة حادة وقال له بخبث: " امي توفت البارحة وها انت اليوم همك الوحيد هو المال الذي ترثه تبا لك اخي لم اعدك هكذا ....."
ابتسمت زوجته بمكر هي الاخرى وقالت مدعية الحزن:" لا تلمه يا عزيزي....انها الصدمة التي جعلته يقول ذلك فلا تنسى ان والدتك رحمها الله توفت وهو في غيبوبة "
صرخ اياد في وجهها قائلا: " لو انكم اسرعتم لأخدها للمشفى لتمكنوا من انقادها "
ردت عليه قائلة: " من كان السبب في اصابتها بالنوبة هااا "
كلماتها جعلته ينهار على الكرسي الذي خلفه اذ لم يتمكن من تمالك نفسه......والدته ماتت بسببه
أخذ رجال الشرطة جوليا الى المطار وركبت طائرتها متوجهة الى بلدها لندن......وما ان غادر رجال الشرطة من هناك حتى خرجت فتاة شابة ترتدي ثياب موظفة طيران من بين الحقائب واتجهت الى الحمام حيث غيرت ثيابها لتعود الى شكلها بعيدا عن التزييف "جوليا ماكسكويل " الشقراء التي كانت في غرفة التحقيق لمدى ثلاثة ايام الماضية.....توجهت الى المقبرة التي دفنت فيها والدة اياد طاهر والتقت هناك بامرأة متنكرة منحتها أموالها كاملة وقالت لها: " أحسنت العمل......لقد نفدت المهمة ببراعة اذ لم يكتشف احد انك لست بريطانية عزيزتي "
ابتسمت جوليا....وقالت لها: " احب ان اتقن كل دور أتقمصه فانا ممثلة كما تعلمين على اية حال....."
جوليا هي الممثلة داليا ابنة العشرين ربيعا....شابة احترفت التمثيل وهي في سن الطفولة وبلغت شهرتها حدود المجرة في سن المراهقة.....
سألتها داليا قائلة: " كيف خطرت لك هذه الخطة يا سيدتي "
ابتسمت قائلة: " مكتب المرحوم والد زوجي واخوه الصغير اياد طاهر كان دائما مغلقا ومنطقة محضورة بالنسبة لجميع افراد الاسرة ولا يدخله احد الا العجوز الشمطاء حماتي....ذات مرة تسللت اليه بدافع فضولي وهناك في احد ادراج المكتب عثرت على وصيته التي كتب كل شيئ يملكه فيها باسم ولده الاصغر فجن جنوني واطلعت زوجي واتفقنا على ان نغير الوصية ونقتل اياد ولكن لم يحالفنا الحظ مع الاسف "
استغربت داليا وتمتمت :" لم كتب كل شيئ باسم ابنه الاصغر؟ "
ردت بعصبية عليها: " ااه....لأن زوجي ليس ولدهما القانوني...ابنهمآ بالتبني فقط...."
- لكن اكيد تركا له شيئا...
- اجل منحاه منزلا في العاصمة ومتجرا كبيرا وسيارة....يسخران منا بالتاكيد
رمقتها داليا باشمئزاز فقالت لها المرأة الاخري: " لا تنظري الي بهذه النظرة وكانك احسن حالا مني....لا تنسي انك شاركتني خطتي "
- لا لم اشاركك اي خطة.....خطتك كانت.....
حاصر اياد المكان مع رجال الشرطة وتقدم نحوهما واكمل عبارة داليا: " خطتك كانت جزءا من خطتي.....لقد اكتشفت ما انت وزوجك تخططان له ولهذا السبب تماشيت مع خطتكما حتى الاخير ولكن لم اتوقع ان تقتلا امي من اجل اطماعكما.....انكما تجسدان قصة الذئب الذي تربى مع الخرفان وشرب حليب امهم وعندما كبر اكلهم جميعا "
تراجعت زوجة شقيقه بخطوات الى الخلف ورددت قائلة: " لا يمكن لهذا ان يحصل...."
ابتسمت داليا واجابتها بسخرية: " ولكنه حصل.....مع السلامة اتمنى لك اقامة ممتعة في سجن النساء "
شكر اياد داليا على مساعدتها له في هذه القضية اذ انها اتصلت به واعلمته بخطة زوجة ابيه عندما اتفقت معها على الخطة.....وبهذا تمكن من قلب المسرحية عليها ولكن ما لم يفهمه هو " لم ساعدتهم داليا...وهي دآئما ما تردد له انا تكرهه رغم كل محاولاته ليكسب حبها "
اقتربت منه وقالت له: " حضرة الوزير لا تشغل بالك بمحاولة معرفة السبب الذي جعلني اساعدك......انا فقط احب التمثيل بالواقع لأثبت لنفسي ان الواقع كذلك يحتمل ان يكون خيالا...مع السلامة "
ابتسم لها وقال:" مع السلامة يا آنستي العزيزة....ذات يوم ستقعين في حبي كما افعل "
التفتت نحوه قبل ان تركب سيارتها وقالت له
what?!......I don't hear you
ثم صعدت سيارتها وسرعان ما اختفت خلف الأفق البعيد.....تمت.....
|