لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


لسنا ملاكا بل بشر

لسنا ملاكا بل بشر .. موجودة ولكنها غير موجودة ، جسدها حاضر لكن روحها وعقلها في مكان آخر .. لم تنتبه لأصناف الطعام أمامها ، ولا لتلك

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-18, 06:27 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330789
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضوء سرمدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضوء سرمدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي لسنا ملاكا بل بشر

 

لسنا ملاكا بل بشر ..

موجودة ولكنها غير موجودة ، جسدها حاضر لكن روحها وعقلها في مكان آخر ..
لم تنتبه لأصناف الطعام أمامها ، ولا لتلك التي تحدق بها من الجهة المقابلة ..
ظلا على حالهما ما يقارب النصف ساعة ، ليكسر صوت حازم صمت المكان : يعني تبغيني أعيد المووال كل وجبة ؟؟
أعادها صوت والدتها إلى الحاضر بعد أن كانت تغوص في لجة ذكرياتها ..

احتضنت يمناها الملعقة رغم أن شهيتها في الحضيض ، وبثقل وضعت اللقمة الأولى في فمها دون أن تستلذ بها ، بل وإنها لم تعلم ماذا وُضع في فاها ، أرادت فقط أن تسكت والدتها التي تلح بشكل متواصل ..
ابتلعت اللقمة بصعوبة وكأنها تبتلع علقما ..

هي لم تكن هكذا في السابق ، نعم .. وجسدها الممتلئ خير برهان على أنها من أصحاب الشهية المفتوحة دائما ..
لكن مالذي حولها إلى ماهي عليه الآن ؟؟
اين اختفت نرجس القديمة ؟؟ ماذا حل بها ؟؟ ولم هالة الحزن المنبعثة منها ؟؟


أوه صحيح .. هذا المنزل فقد دعامته الرئيسية ، فقد العائل والسند ومصدر الأمان ..
نعم .. الحال الذي بها الآن سببه وفاة والدها ..

اسبوعان ليست كفيلة أبدا بأن تنسيها والدها ، وكيف تنساه وكل زاوية من زوايا المنزل يذكرها به ، ولذا لا زال الحزن يغلف ساكنيها ، تخطي صدمة موت قريب صعب ، صعب جدا ولذا لا تُلام أبدا على الحال التي هي بها ..


والسيدة جمانة والدة نرجس تتفهم حال ابنتها جيدا فهي تشعر تماما بمشاعر نرجس وربما كان وضعها أصعب من ابنتها ، لكن في الوقت ذاته هي تدرك أن الإضراب عن الطعام والبكاء المتواصل لن يعيد الراحل أبدا ، ولو كان كذلك لبكت عليه ليل نهار .

أصدر الكرسي التي تجلس عليه نرجس صوتا لتعرف السيدة جمانة ما تهدف إليه ابنتها فتقول بصوت حازم : نرجس مارح تقومي إلا بعد ما تخلصي الطبق إلي قدامك ..

بصعوبة نطقت الشابة : يمه شبعت ..
ـ هو إنت أكلت شيء عشان تشبعي ، أجلسي وكملي ، ما أبغاك تطيحي علينا زي ما حصل قبل يومين ..

لماذا لا تشعر والدتها بها ؟؟
أليس من الطبيعي أن تفقد شهيتها إثر وفاة والدها ؟؟
لماذا تريدها أن تتصرف بشكل طبيعي وكأن شيئا لم يكن ؟؟
بل السؤال المناسب هو لماذا لم تتغير والدتها ؟؟ ألم تفقد زوجها ؟؟

هذه الأسئلة كانت تتردد إلى ذهن نرجس ، لكنها أمالت شفتيها قليلا بسخرية وهي تجيب على نفسها ..
لم تحب أمها أباها يوما ، لذا لا فرق بين وجوده وغيابه ..


عند هذه النقطة تحرك شفتيها و بصوت خرج مبحوحا لكثرة البكاء : يمه إذا أبويه ما يعني لك شيء فهو بالنسبة لي كل شيء ..
وبنبرة مرتعشة تنذر ببكائها : فعشان كذا خليني في حالي يمه الله يخليك ..
أنهت جملتها ودموعها اللؤلؤية بدأت بالهطول من جديد وهي تحدق في والدتها ، تنتظر منها ردة فعل لكن لم تجد شيئا سوى الجمود ..

عندها حسبت نرجس أنها أصابت الحقيقة مع أن الأمر غير صحيح .. غير صحيح مطلقا ..
فتلك الكلمات التي خرجت من فاها كانت أشبه بخناجر غرست في صدر والدتها ولازالت تتوغل وتتوغل ..
ولم تشعر هي بالأثر الذي أحدثته ، وأنى لها أن تشعر والسيدة جمانة بارعة بل محترفة فيما يتعلق الأمر بإخفاء المشاعر ..
فلم تظهر إلا الجمود رغم أن روحها الممزقة سابقا لفراق الحبيب والزوج تزداد تمزقا .. لكن بــصــمـــت ..

***

ولأن الموت حق على الجميع فهاهي عائلة أخرى تفقد غاليا ، لكن ههذه المرة اختار الموت نبع الحنان ، والقلب العطوف ..

المكان مكتظ بالمعزين ، أو ربما كان ضيق المنزل هو من يوحي بذلك فالواقع أن المعزيين ليسوا بتلك الكثرة بل كانوا فقط من الجيران ..
يسلم على المعزيين ويرد عليهم كآلة مبرمجة على ذلك ، هو حتى لم يلحظ ذلك الستيني الذي كان لا يبدو مألوفا لأحد ..
الكل ينظر إليه بحيرة محاولين استذكار هويته ، لكن لا أحد قد أفلح ..


لكن شخصا ما شك في هويته ، وليؤكد صحة ما توصل إليه سأل الشاب إلى جواره بهمس : نديم تعرف مين هذاك الرجال ؟؟
لم يجبه ، أو ربما لم يسمع السؤال ، ولذا وضع السيد فاضل يده على كتفه ينبهه ، فالتفت الأخير ليعيد فاضل السؤال وهو يشير بعينيه إلى الستيني ..


أخذ نديم يتفحص معالم الضيف الغريب ، رجل ببنية جسم قوية ورياضية رغم أن الشيب قد غزا معظم شعره ، لديه هالة ملفتة وحضور مميز ،هندامه يبدو ثمينا وغاليا عكس البقية الذين يبدو عليهم البساطة أو الفقر ..

لم يعرفه هو أيضا ولكن ماهو متأكد منه أنه ليس من أهل الحي بل هو رجل من مستوى آخر لكن مالذي أتى به في عزاء والدته ؟؟
هذا ما تساءل في نفسه ، لكن لم يسعفه الوقت للتفكير في الجواب فقد عاد وانشغل بمصافحة المعزيين ..


نهض السيد فاضل من مقعده وهو يريد أن يؤكد فرضيته بشأن هوية الرجل ، وقف أمامه وبشكل مباشر : لو سمحت مين تكون ؟؟
رفع الرجل بصره إليه ، لتسري رعشة على جسد فاضل كان سببها نظرات الغريب الغامضة ..
نهض من مقعده وقال بهدوء : عن إذنك أنا مغادر ..
تنرفز فاضل من تجاهله لسؤاله ، فوقف في وجهه وصك على أسنانه قائلا : أنا أكلمك ، مين إنت ؟؟


رشقه بغضب مريب قبل أن يتجاوزه ويغادر المنزل ، وشكوك فاضل بدأت تتأكد ، لكن لم يكن أمامه خيار سوى تركه فليس من اللائق ترك المكان ..

***

{ ضرب بقبضته الحائط الذي إلى جواره وهو يتمتم بغضب مكتوم : إنها الضحية الرابعة لهذا الشهر ولم نتوصل بعد لخيط يقودنا لهذا القاتل المتسلسل ..
نظر إليه مساعده دون أن ينطق بكلمة ، إذا ما أصبح المحقق وسام بهذا الحال فالحديث معه ضرب من الجنون ..

يحق لوسام الغضب فبعد هذه الجرائم المتتالية والعشوائية أصبحت مدينتهم في حالة من الذعر والهلع ، أولياء الأمور منعوا أطفالهم من مغادرة المنزل بشكل نهائي حتى للمدرسة ..

والنساء لازمن البيوت حتى العاملات منهن ، وحدهم الرجال ممن يتحلون بالشجاحة أو الشبان محبوا المغامرة هم من يجوبون الشوارع لكن بحذر .. }

أفلتت القلم وهي تحرك شعرها بعشوائية : بنجن بنجن بنجن ..
ضحكت تلك المستلقية على الأرض : وش فيك يا بنت ..
زفرت بضيق : تعبت والله ، مو قادرة أكمل الرواية ..
ـ وليش ؟؟
ـ مو قادرة أتوصل للقاتل ( وبنبرة أعلى : جنني حسبي الله عليه ..


هزت راسها بيأس من ولاء التي تأخذ أحداث الرواية التي تكتبها وكأنها واقع ..
بينما عادت ولاء لتقول بحماسة وهي تجلس إلى جوار وفاء : اسمعي مين تتوقعي يكون المجرم ؟؟ أو إيش هي أهدافه ؟؟ وليش يقتل الناس ؟؟
ابتسمت وفاء : وأنا إيش يدريني ، مين الكاتبة، أنا ولا إنت ؟؟
ـ يوووه هذا ردك دائما كل ما أطلب منك المساعدة ، مافي مرة أعطيتيني فكرة ممكن أستفيد منها في كتاباتي ..

استقامت قاعدة بعد أن كانت مستلقية على الأرض : يا حبيبتي أنا ما عندي نفس خيالك الخصب ما شاء الله ، مهمتي بس أقرأ وأعبر عن إعجابي ..
زمت شفتيها بغيظ : يا سلام أنا أكتب وانت بس أقرئي مررة يتعب صراحة ..
لتقول وفاء ببرود : خلاص طيب مارح أقرأ شيء من اللي تكتبيه ..


فأسرعت ولاء تقول : لا لا أمزح معااك ، ما أستغني عن رأيك ..
ابتسمت وفاء ، تدرك أن ولاء تفرح كثيرا عندما تقرأ ما تكتبه وتبدي رأيها حوله وحول أفكارها وشخصياتها ..
كما أنها هي القارئة الوحيدة لروايات أختها الصغرى ، وذلك لكون ولاء تفتقد للثقة الكافية لنشر مؤلفاتها رغم امتلاكها الموهبة ..



أطلقت ولاء شهقة قوية أفزعت أختها وهي تقول بفرح : في فكرة خطرت في بالي ..
ثم أسرعت تمسك بالقلم مجددا لكنها هذه المرة كانت تدون في المسودة حتى لا تنسى ..

أما وفاء فقد قررت مغادرة الغرفة والبحث عن عمل تشغل به نفسها ..
رغم أن المنزل وقديم و جدرانه متشقق وطلائه باهت والأثاث عتيق والحاجيات مكتظة لضيق المنزل وعدم وجود أماكن لها لكن لا توجد غبرة فيه ،وكل شيء منظم ومرتب ، وهذا يعود لنشاط وفاء ..


التقت بوالدتها في المطبخ لتقول بسرعة وهي تلتقط القدر الذي بيدها : ارتاحي انت يا يمه ، وأنا رح أجهز العشاء ..
ابتسمت والدتها بحب : لا يمه انت إلي ارتاحي رجعت من التدريس وقعدت تكنسي وترتبي وما أمداك تستريحي خلي العشا علي ..
لكن وفاء قالت بإصرار : لي ساعة وأنا متسدحة وانت تقولي ما أمداني أستريح ، يلاا روحي اقعدي انت عالتلفزيون وساعة بالكثير ويكون العشا جاهز ..


لم تطل والدتها النقاش فهي تعلم كم أن وفاء عنيدة ..
رفعت يديها إلى السماء وهي تدعوا بإخلاص : الله يسعدك يا بنتي زي ما تسعديني ..
وأكملت بحسرة : والله يهدي أختك ولاء إلي بس تحبس نفسها في الغرفة وما عندها لا شغل ولا مشغلة ، ياليت تتعلم منك شويه ..

ضحكت وفاء بخفة وهي تردد : آمين .
ثم ابتدأت بتحضير العشاء ، أما والدتها فقد خرجت من الغرفة وهي تنادي باسم ابنتها الأخرى : ولاااااااااء ولاااااااء ..


خرجت ولاء من غرفتها مقطبة : من كبر البيت يمه عشان تصرخي ، ترى لو تهمسي وصلني صوتك ..
رشقتها امها بحدة : أبغى أفهم انت كيف عايشة حياتك كذا لا شغلة ولا مشغلة ، روحي ساعدي أختك في المطبخ ، لو تشغلي نفسك بشيء مفيد بدال المصخرة إلي قاعدة تكتبيه ..

انزعجت ولاء من السيمفونية المتكررة ، وهرولت إلى المطبخ حتى لا تسمع المزيد ..

***

أخذت نفسا عميقا وهي تحدق في المنزل المتواضع أمامها ، ترجلت من سيارة الأجرة بعد سلمته المال ، وبخطوات مترددة كانت تتجه نحو الباب الأبيض ..

شدت على الظرف البني متوسط الحجم وعادت لتأخذ نفسا طويلا تستجمع فيه قوتها ..
هي تعلم تماما ماذا ينتظرها ، لكنها يجب أن تقدم على الأمر الذي أتت من أجله ، فليس أمامها الوقت الكثير ..
كان يجب أن تأتي قبل مدة لكنها كانت تؤجل في كل مرة ، ثلاثة أسابيع مرت وهي تخطط للمجيء لكن شجاعتها تخونها فتلغي الفكرة ، إلى أن راودها ذلك الكابوس الذي جعلها تعقد العزم ..



رغم أنها وضعت أمامها أسوء الإحتمالات التي ستؤول إليها الأمور إلا أنها ليست جاهزة بعد ، عقلها في حالة اضطراب شديد ، وقلبها يخفق بسرعة جنونية ، حتى أطرافها ترتعش بشكل ملحوظ ورغم كل هذا إلا أنها ضغطت زر الجرس ..

نعم بتلك السبابة النحيلة والمرتعشة ضغطت زر الجرس وهاهي الدموع تتجمع في عينيها حين وصلها صوت سيدة من خلف الباب تقول : مين ؟؟
شعرت وكأن قلبها يتهاوى على الأرض لكنها أجابت بصوت خرج بالكاد : أنا ليان ..

هي واثقة من أن صاحبة المنزل لم تتعرف إليها لكن مع ذلك فقد فتحت لها الباب لترى وجهها لأول مرة ، إنها تبدو تماما كما سمعت ..

انطلق لسانها يقول دون وعي منها : ممكن أتفضل ..
لا تعلم كيف خرجت هذه العبارة منها لأن عقلها كان يحثها على الهرب ، فهي ليست ندا لهذه السيدة ، لكن أطرافها لم تستجب بل تقدمت لتدلف إلى المنزل بعد أن رحبت بها السيدة والحيرة ترتسم على وجهها ..


نهاية الفصل ..

 
 

 

عرض البوم صور ضوء سرمدي  

قديم 05-11-18, 06:30 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330789
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضوء سرمدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضوء سرمدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضوء سرمدي المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: لسنا ملاكا بل بشر

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كيف الحال جميعا ؟؟ إن شاء الله تكونوا بخير ..

قد يكون الفصل الأول قصير لكني تعمدت هذا لأن هذا مجرد بداية ، والفصول القادمة رح تكون أطول من هذا بكثير ..
هدفي الأول والأخير من نشر الرواية هي الفائدة الممزوجة بالمتعة ، فأتنمى إن الرسالة إلي أهدف لها توصلكم في نهاية الرواية بإذن الله ..

آرائكم ونصائحكم رح تسعدني جدا فلا تبخلوا بها ..
ألقاكم بإذن الله في الفصل القادم ..


 
 

 

عرض البوم صور ضوء سرمدي  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملاكا, لسنا
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:38 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية