ضحكت بصوت عالي وانا في غفلة افكاري , لم اعي أن كل الانظار توجهت اليّ
نظرت بـ استغراب , لماذا كل هذا الغضب وهذه النظرات .. هل ضحكت في مكان خطأ او .. او يعتقدون اني ضحكت على ما قيل
نظرت الى دنجون بسرعة , وهو غاضب ايضاَ
قال بلغتهم شيء لا افهمه , وعاودا الحوار وانا لا اعلم ماذا يقولون ..
انتهى الاجتماع , وبدأ الجميع بالتحرك يمين وشمال وكأنهم في مراسم حفل والمشاريب تتقدم
نظرت يساري بعدما سمعت صوت هسهسه , يبدو انها انيسة مثلي لكنّها في غاية الجمال .. غريب ام هؤلاء الجن تلك الجنية انا اشعر انها اجمل مني بمراحل .. هل يرون اني اجملهم
قلت بـ عدم اكتراث : لا افهم لغة الهسهسه تلك .. تحدثي مثلي
قالت بـ اسلوب متعالي : كيف لأنسية أن تفهم لغتنا ..
رفعت عيناي للاعلى وانا اقول : افضل لي والله لو تعلمين ..
: انا غجر ..وانتي الانسية التي ذاع صيتها أنك انيسة سيدي دنجون الجديدة ؟
غضبت وانا ارد عليها : انا لست أنيسة لـ أحد انا سارة فقط
اتاءنا صوت انثوي لكنه ضخم قليلاً : انتي انيسة دنجون لا أكثر ولا أقل , لا تنظري لنفسك لمكانة اعلى ..
نظرت اليها , زوجة دنجون وقفت وانا ارتب ذلك الثوب الغريب الذي ارتديه : لست انسية ولستُ انظر لنفسي في مكانة اعلى لذلك .. لا تقلقي يبدو .. أنك تشعرين بالقلق منّي ..
قالت بغضب : انا اقلق من أنسية مثلك .. انتن جميعكن انيسات .. لذلك لا اريد منكن الكلام اكثر .. اصمتن
طأطأت غجر رأسها وهي تقول بذل صريح : أمرك سيدتي .. اعتذر على كلامي ..
نظرت الى غجر , ثم نظرت اليها .. هل يجب أن افعل الآن كما فعلت غجر
كانت تنظر الي وكأنها نتظر شي , لكنّي والله لن أعطيها ما تريد
نزلت من على المنصة ,وانا اتجول بين الجن ولا اشعر بذرة الخوف منهم ..
وزوجة دنجون اشتعلت نارها غضباً ..
..
كنت اراقبها كل قليل .. رغم اني اتيت بها من عالمها الى عالمي الا ان حركاتها لا تزال كما هي دوماً , لا تتنازل بسهولة ولا تريد أن تشعر بالذل ابداً لذلك نزلت من المنصة , لأنها تشعر بأنها ذليلة لها ..
قلبي يدق لها , نظرت الى خنعون الذي نظر لي بنصف ابتسامة وكأنه بقول لي أرأيت انك تعشقها ..
لم ابالي اليه , فكنت اتابعها , وارى كيف ينتابها الفضول وهي تنظر في هذا الاناء وتلمس هذا الاناء عالمنا سيجعل الفضول هو مفتاح اكتشافها لكل شيء ..
..
كنت امشي وبجانبي جنان , تكتشف لي كل ما اريد اكتشافه
نظرت الى جنان وقد بنات على ملامحها الخجل الصريح جداً قلت بـ استهزاء : وهل بنات الجن يخجلن !
جنان بخجل وهي تنظر الي : .. قد .. نخجل قليلاً
نظرت الى حيث ما كانت تنظر جنان سابقاً .. زممت شفتاي , يبدو أنه عشيق .. يقف وفي يده كيس غريب الشكل كعادة مقتنيات الجن
قلت بـ استفهام : هل هذا عشيقك ؟
قالت بخوف: لا .. ليس عشيقي
لـ أول مره افكر في تجريب استخدام سلطتي : جنان .. اجيبي وإلّا سأغضب .. هل هذا عشيقك ؟
جنان بخوف : نعم .. لكن ارجوك سيدتي لا .. لا يجب أن يعـ...
قلت بسخرية وانا اضحك : نعم نعم اعلم .. انتنّ كحريم السلطان لو علم انك تعشقين قطع رأسك , لا تكترثي ..
توجهت الى عشيق جنان وهي تقول : تعال هنا ..
اشرت بيدي لـ ذلك الرجل , يبدو كشاب في عمره , اتاني بسرعه وهو خائف يبدو أن لي بالفعل سلطة ..
اعجبني الموضوع , انا لي سلطة على الجن ..
ومن وهبني تلك السلطة .. دنجون
نظرت اليه , وكان ينظر الي بنظرات مخيفة , شعرت بالخوف منها وكأنه مزعوج من شيء ما
نظرت الى عشيق جنان وانا اقول بصوت رسمي جداً : منذٌ متى وانت تعشقها ؟
قال بخوف : سيدتي .. نحن لـ..
قلت وانا اصطنع الغضب : تنكر عشقك لها ؟!! تكذب عليّ
ضربت جنان يد عشيقها وهي تقول بخوف : لا تكذب تكلم
نظر الي وهو يقول : انا .. جعفر خادم من نفس درجة جنان .. احبها منذُ وقت طويل واخشى الاعتراف بذلك خشية عليها من أي أذى قد يمسّها
قلت بـ هدوء : وهل يحصل اذى هنا ؟
جعفر : اكثر ممّا تتصورين سيدتي
أبتسم وهو يقول : لكنّي والله اتحمل لأجلها ..
ابتسمت جنان وهي تنظر اليه : وانا والله اتحمّل لـ أجلك
رفعت كتفي : وبالنسبة لي انا الآن ..
ابتسمت ابتسامتي الاولى الطبيعية في وجهه جنان وجعفر , شعرت بصدق مشاعرهم اتجاه بعضهم.. يبدو أن الجن بهم الطيب
قلت بـ ابتسامة : بالفعل .. للتو فقط شعرت بـ راحة , شعرت بأني ابتسم بالفعل , يبدو أنكم أًناس طيبين
ضحك جعفر وحنان بقوّة
وانا انظر بغضب : ما المضحك ؟
جعفر وهو يضحك : لا سيدتي عذراً .. لكنّك للتو قلتي أناس .. ونحن بني جان
ضربت رأسي وانا اضحك لأول مره , ماذا افعل هذه عادتي في الكلام ..
نظرت اليهم وانا ابتسم وبغرور قليل لا أعلم من أين أتيت به وبثقة كأنها ثقة زوجة الملك وليس انيسة ولي العهد : سأحاول بسلطتي أن اجمعكم ..
فرح جعفر وهو يقول : تقولين .. وتفعلين سيدتي ؟
وضعت شعري خلف اذني بغرور غير معتاد , هل تبدّلت شخصيتي أم اني تأثرت بسلطة دنجون وتوهمي بأنه يعشقني , وانا سأستغل هذا العشق ! : ان شاءلله .. هنا لأرى مافي عالم الجن هنا من طعام ..
تجولت برفقة جعفر وجنان الذين قد يكونون اصدقاء جيدين من عالم الجن لي , لكن ما هذا الطعام .. عظام ! يأكلون العظام .. لكن جنان قالت أنها ستصنع لي اللحم المشوي لأني احبه , لأعلم كيف لكنها ستطهوه لي ..
...
يقف بهيبته وسط عشيرته , وعينه عليها ..
يشعر بغضب يلف رياحه ويعكسها , غضب يقلّب صفحات الغيرة لديه عليها , وماهذه الغيرة الجديدة .. تضحك وتبتسم في وجهة ذلك الشاب .. وتضحك وتداعبه .. نار في صدره , نار تجعله يحترق
اقترب خنعون وهو يقول : أتشم رائحة حريق ؟
لم يفهم معناه : لا أشعر بشي
وضع خنعون يده على صدر دنجون وهو يقول : هنا حريق غيرة .. وهناك ايضاً استغراب لما كل تلك الغيرة .. انت عشقتها من زمان طويل , فكيف لا تغار عليها اليوم وهي تداعب شاب اخر
نظرت اليه بسرعه وكلمته اثارت غيرتي وغضبي فعلاً , تداعب شاب ! : مالذي تقوله يا مسن يا اهوج ..
رفع خنعون حاجبيه وهو يقول بـ اشعار لـ غيرة دنجون اكثر : حسنا لا تغار انت عليها .. لكن تلك الجميلة التقت بجنّي ألطف منك , يضحكها لما لا تعشـ...
قلت بصوت حاد ولا استطيع التحمّل اكثر من هذا الذي اشعر به : خنعـــون .. ألتزم الصمت وإلّا استخدمت سلطتي عليك أنت أيضاً
طرت في ثواني اليها , وانا اشتعل اشتعل اشتعل ولا استطيح الانطفاء من غيرتي ..
مسكت يديها وانا اقول بغضب : انتهى اليوم , العودة الى القصر
نظرت اليّ يبدو أنها مستمتعة بالحوار مع هذين : الناس .. أقصد الجن جميعهم هنا .. لم ينـتهي اليوم بعد
قلت بقسوة وغضب : وانا قلت انتهى يومك الى هنا ... وانت أغرب عن وجهي في الحال ..
جعفر برعب : آمرك .. آمرك سيدي
ركض للجهة الاخرى بخوف
وجنان ترتعد خوفاً من دنجون
نظرت الى يدي وهي تقول بغضب : افلت يداي ..
مسكت يديها الاثنتين بيد واحده وانا اسحبها معي , والكل لاحظ ما افعله بها
شعرت بأن ما يسمك يداي حجر قاسي , كأنه رد على جوابي هل اذا تشكّل الجن على هيئة الانس يصبحون ب لحم ودم . .
وصلت الى القصر وخلفي حرسي , وزوجتي على عرشها
وانا على قدماي امشي وانا امسك بيدها بقوة , لم استوعب تحجر الدم في كفّها ابداً بسبب غضب مما حصل وغيرتي الشديدة
قالت لي بغضب : يداي لا اشعر بهما .. افلتني
..
كنت غاضبة مما حصل , هل يعقل ما حصل .. لا اصدق اندماجي قليلاً في عالم مليء بالخوف , ويأتي ويهدم كل شي , مسكته ليديّ كلاهما بيد واحده جعلت الدم يتحجر في عروقي , ويدي اصبح لونها بالاحمر المزّرق وهو لا يبالي , مشينا ما يقارب الثمانين كيلو الى قصرة في غضون ربع ساعه فقط على اقدامه , سريع بشكل لا يصدق .. رعب .. بالفعل رعب ..هذه من خوارق الطبيعة , ثمانون كيلو في ربع ساعة ..
..
دخل الى الغرفة وهو يقول بصوت عالي غاضب : هل تمثلين الخوف منّي انا الجنّي وترافقين جن اخرين .. هل الخوف من الجن موحد أم مني انا فقط ؟
سحبت يداي بقوة , وتوزّع الدم بها شعرت بتنميل فيها بسبب الدم
قلت وانا انظر اليه بغضب : وما علاقتك .... تريد مني الاندماج في عالم الرعب هذا .. لابد من اندماجي فيه الى صداقات .. كيف اعيش هنا وانا لا اعلم احد ..
أقترب مني وهو يقول بغضب شديد وكأنه انفجر في وجهي : كوّني .. واندمجي واستمتعي .. وعيشي .. لكن معي انا قبل كل من يتواجد هنا ... انا جلبتك الى هنا , انا لي الحق الاكبر وكل الحق فيك
صرخ بصوت عالي وهو يقول : أن تكرر ما حصل يا سارة .. سأجعلك بالفعل تعلمين من هو دنجون ... مفهـــــــــــوم ؟
جلست على الكرسي وانا اشعر بالضعف , ما حيلتي الآن .. امام هذا الشيطان الجني .. هل يعقل يارب .. كل ثانية لا اصدق ما يحصل اليّ هنا لا اصدق بالفعل ما انا به
أقترب مني وهو يقول بسموم حديثه : أقسم بالله العلي العظيم وهذا قسم اخر من ذكر من بني جان.. لو تكرر ما حدث سأريكِ فعل الجن الحقيقي ..
نظرت اليه وانا لا اعلم ماذا اقول سوى : ما علاقتك بي .. انت تنتقم وهذا انتقامك اجعلني اعيش كما يجب أن اعيش
وضع يديه على كتفي وهو يهزني بقوّة : كما قلت وسأقول لك دوماً .. انا من له علاقة فقط بك .. انا فقط ... هل تفهمين ما اقول
جلست على ذلك الكرسي الغريب وانا انظر اليه : هل تفعل هذا انتقاماً مني اكثر .. انا سُرقت من عالمي الى عالم الرعب , حُرمت من العيش وسط عائلتي بسبب ذنب غبي , وانتقام لسبب سخيف .. هذا لا يكفيك ؟ كل يوم اعيشه برعب وهلع وخوف لا يكفيك ؟ انتمــاءي لك لا يكفيك .. ايها الجني الشيطان
نظر اليّ وملامحه تحوّلت الى الغضب القوي : شيطان .. هل قُلتي شيطان
أقترب الي وانا روحي تنازع من الرعب , لا تستطيع اخذ نفس
أخفض رأسه بالقرب من رأسي وهو يقول : انا لست شيطان .. الشيطان شيء اخر .. انا جني مسلم فقط .. لو تعلمين ماذا يفعل الشيطان لما شبهتني به .. شياطين بني الانس اكثر بكثير واخطر بكثير من شياطين الجان .. لا تكرري قولها مره اخرى ..
نظر الي عيناي , واطال النظر فيها ..
لمحت في عيناه شي غريب , شي مميز .. شي .. لا .. شي لا استطيع تفسره ابداً , لامست شي .. لمسني لا اعرف ما هو
صُعقت و تجمّد جسدي , حينما شعرة بقبلة منه على شفتاي .. قبلة طويلة لم استطع من شدة هلعي ايقافها ابداً .. هل الجن يقبّل .. هل ما انا به حقيقة الان .. يالله الجواب .. يالله الجواب قبل أن يتوقّف عقلي
...
كنت في شدة غضبي منها وفي عز اشتعالي , لم تعلم ان كل ما يحصل بسبب غيرة ملعونة مني .. كيف امنع قلبي أن لا يغار عليها ... صرخاتي وصوتي ونظراتي , اشعر بقسوتها عليها فعلاً , لكن لا استطيع منها اكثر يجب أن تعلم ماهي واين هي ومع من هي
جرحتي بالفعل , هل انا شيطان .. ربما لا تفرق بين أي شيطان واي جني لا تعلم ان الفرق بينهم اشد .. لا تعلم أن انا أيضاً يوسوس لي الشيطان مثلها تماما , وها هو وسوس لي .. بعد النظر في عينيها أن أقبلها , صراع داخلي .. بين تقبيلها وعدم تقبيلها , لكنّ الشيطان الذي هتفتِ لي به وسوس لي يا سارة , وجعلني اقبّل شفتيك وانا مغرم بتلك القبلة وأريد المزيد المزيد منها ..
عدت الى عقلي , و رفعت رأسي منها وانا لم أرتوي بعد
استغليت الفرصة : عقابك كان قبلة .. اخشي من العقاب الاخر
قلت بـ أسلوب امر : لا تخرجي خارج الغرفة قبل التفكير في ما فعلته اليوم من خطأ ..
تنظر امامها , وانا اعلم انها في حالة عدم استيعاب لقبلتي ..
توجهت للخارج وانا اعض شفتي , بعد قبلتها لعلي اشعر بقبلتها مره اخرى ..
..
لحظة يا عقلي , انتظر قليلاً .. لا تتعطّل ارجوك , انا أحلم و سأصحى الآن ..و سأصحى ..
ركضت بسرعه الى ذلك المكان , المُسمّى بسرير , رميت بجسدي عليه وانا اغمض عيناي بقسوة , ارد حُلم .. حُلم .. الآن سأصحى من نومي بجانب والدتي , الآن سأصحى ..
فتحت عيني بيأس وانا مدركة أنه واقع بالفعل , واقع لا هرب منه ..
وضعت يدي على شفاهي , لا اعلم بُقعتي التي انا عليها ماهي , ولا أعلم هل يستطيعون بني الانس مشاهدتي أم اني بالفعل اصبحت جنيّة ..
ولا أعلم هل محاولة الهرب ستهوي بي الى أرضي أم لا ..
بكيت , والحمدلله سقطت دموعي التي ظننت أنها انتهت ..
مر الوقت وانا لا أعلم كم بالضبط وانا أبكي على حالي الذي لا يصدق , لا أنكر أني أقتنعت أني لا استطيع العودة بعد , تذكّرت في السابق القصص التي اسمعها لـ فتيات نزل الى العالم الجن ولم يعودوا مطلقاً ..
نعم أقتنعت , اقتنعت كثيراً ..
..
مر يوم , ويومان ..
ودنجون لم يأتي , غريب .. افتقدتُ دخوله , ليس شوقاً وإنّما استغراب لماذا اختفى ..
كنت برفقة جنان فقط , اسرد لها عن عالم الانس وتسرد لي قصصهم ولم اعلم ان عندهم مجازر حُب ك قيس وليلى .. وروميو و جوليت
كانت تقول لي أن اخرج و أرفّهه عن نفسي , لا بأس في خروجي فدنجون على حسب قولها أعطاني الصلاحية في الخروج والعودة ..
جنان بملل شديد : سيدتي فلنخرج الى أي مكان , السوق .. أو مجمع الاناث او للبحر أو لـ الس..
قاطعتها وانا أقول : البحر ؟
جنان بـ استغراب : نعم البحر وما في ذلك ؟
وقفت وانا انظر اليها : هل هنا بحر ؟
جنان نظرت اليّ بـ استغراب : نعم هنا بحر , وبالقرب من غرفتك في الجهة الاخرى
توجهت للجانب الاخر من الغرفة , اتذكر اني شممتُ رائحة البحر , نظرت الى المكان ذاته , سبحان الله .. هذا بحر فعلاً , بحر جميل جداً شاطئ خالي من الموجود ..
نظرت بعدم تصديق , سحرت فيه وانا مقتنعة أني لم استغرب مره اخرى في حال رؤيتي لـ أي شي اخر ..
جنان بملل : سيدتي ارجوك .. فلنخرج
نظرت اليها بغضب : وكم من مره قلت لك يا جنان .. اسمي سارة وليس سيدتك
جنان : اسفه .. فل نخرج يا سارة أرجوك
نظرت الى البحر , ثم نظرت اليها : حسناً لنخرج
خرجت من الغرفة وخلفي حراس الجن , هه .. شي فضيع .. أسكت ما في داخلي من سخرية وعدم تصديق , لأني اقنع نفسي بأني في عالم الجن وانتهى كل شي ..
خرجنا نتجول , وانا افكر في سؤال جنان عن دنجون .. لكن !
نظرت اليها وانا اقول : جنان .. أي هو دنجون ؟
جنان وهي تنظر اليّ : يبدو أن الاميرة قنار متعبة قليلاً وهو برفقتها
نظرت امامي , وانا ابتسم ابتسامة صغيرة : متعبة وهو برفقتها ليومين ..
مالذي حصل يا سارة , لما هذا الاحساس الغريب ! ..
هل انت غاضبة ام حزينة لاختفائه عنك يومان .. لم أبالي كثيراً بشعوري لكنّي متأكدة اني حزنت قليلاً ..
نظرت الى جنان وكأنها تريد قول شي لي , لا أعلم ما هو : ماذا تردين القول .. اصبحت أعلمك حينما تريدين قول شي ما ...
ابتسمت بخجل : هل .. هل استطيع مقابلة جعفر قليلاً واعود
تنهّدت وانا انظر الى الحرس : تستطيعين .. اذهبي وانا سأحاول التخلص منهم ..
ذهبت جنان
وانا امشي في المكان الجاهلي ! تماماً تماماً كـ ايام الجاهلية .. بلبسي الغريب , لا اغيّر عن جلد الافعى بألوانه المختلفة .. لكنّ هل عدم وضعي حجاب على رأسي حلال أم حرام , هل يدي العاريتين حلال ام حرام هُنا ..
...: يا حسنـــاء
هناك من يبدو أنه يناديني ..
أدرت ظهري لـ أجيب , لكّن هناك شي وضع يده على رقبتي و جعلني لا أديرها
صرخ دنجون بـ صوت عالي : ألم أحذّرك يا شَنجار من هذه الأفعال
صرخ سنجار بصوت مريع : وهل سنتركك يا دنجون تحيا بلا عذاب منّا
لم أكن اعلم ما يحصل فقط صوت دنجون الغاضب جداً , وهذا الصوت المريع
نظر الى حرسه وهو يقول بغضب ملأ المكان كلّه : فـ ليقتل الآن حالاً ..
اختفى الحراس , من حولي .. ولا يوجد سواي ودنجون في الطريق الطويل
قلت بـ استغراب ممزوج بخوف : مالذي حصل
نظر اليّ وهو يقول : لا شيء
لم اصدق ما فعله دنجون : هل القتل في عالم الجن كـ بهذه السهولة , لمى قتلتوه
دنجون نظر اليّ وهو يقول : قلت لك لا شيء
صرخت في وجهه بغضب : هل القتل سهل ايضاً هنا .. آه عذراً نسيت انكم جان ..
توجهت بخطوات غاضبة ما بي .. هؤلاء جن يا سارة .. جن
وقف امامي دنجون في ثاني , كيف يطير فجأة ويقع امامي
قال لي بغضب : لو أنك نظرت في عين شنجار لـ تلبّسك ولن أستطيع اخراجه منك
سكت , نظرت اليه وبهدوء تام عكس ما كنت به : كيف ؟
كنت غاضب ممّا سيحصل لها , الحمدلله أني جعلت هناك من يترقّبها ويخبرني في حال حدوث أي شي , والحمدلله ايضاً أني لم اكن بعيداً عن المكان .. أشتقت اليها , يومين بالفعل كانت كـ سنتين بعداً عنها , كنت امنع نفسي من الذهاب اليها بعد تقبيلها , لا أعلم لماذا لكن .. شوقي يزيد وشوقي ترجمته قد تكون قاسية قليلاً لها .. أبتسمت في وجهها وانا اقول : لا تقلقي .. ذهب ولن يعود
قالت لي بقلق : كيف سيتلبّسني وانت لن تستطيع اخراجه
دنجون : هنا في عالم الجن يوجد انواع مختلفة من الجن , هناك الطيب , الساذج الضعيف , القوي , الفاجر , وهناك من يعبد السحره ويقدّسهم وهناك من هو إله للساحر ويقدسه .. شنجار كان يعمل ولا يزال يعلم مع سحره كثيرة , احاول بشتّى الطرق ان امنع تعاون السحرة مع الجان لكنّي لا استطيع السيطرة عليهم جميعاً كثيرون من يتعاونون معهم , هناك اعداء كثيرون لي هنا يا سارة , ومنهم شنجار .. له مكان وسط افراد اسرته المسخرة تماماً للسحره , يريد الانتقام منيّ فيك لذلك ..كان سيتلبسك
ردّت علي بنفس هدوء صوتها : ولماذا منك يريد الانتقام فيني ؟
نظرت امامي , وانا ابتسم بهدوء : إن لم تعلمي الى الآن .. ف ستعلمين قريباً ...
نظرت حول سارة وانا اشم رائحتهم , تلك الجماعة الفاسدة التي تسخر نفسها للسحرة , تريد الانتقام مني في سارة .. اقوياء لا انكر ذلك
وضعت يدي على كتفها , فيدي تستطيع منعهم من الاقتراب
قلت بهدوء : حياة الجن يا سارة .. ليست كحياة البشر .. لو انك تعلمين حقيقة الحياة هنا لذهلتي ..
نظرت اليه , ويده على كتفي ..
شعرت بأمان اكثر , لكن أماني يُعقل أن يأتي من جن !
نظر اليّ وهو يقول : أعلم ما تقولين في نفسك .. وهل أني جنّي يعني أني اجلس على عرش الشر , الجن مسملون يوحدون الله تماماً كما توحدوهم , يأمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ويحفظون القرأن ويصلون ..
نظرت اليها , وانا أتلوا عليها مقدمة صورة البقرة ..
ثم قلت : لو أني لست بمسلم لـ أحترقت امامك الان كما يحرق القران الكفرة من الجن , لكني أتلوه عليك وانا سعيد بحفظي له
نظرت اليها وفي داخلي الكثير من المشاعر لها أكنّها بشكل عجيب : انا من بني جان , لكنّي مسلم اخاف الله
ردّت علي برد , لم أتوقع اني أسمعه منها يوماً : أنت تخاف الله .. لماذا لم تخاف فيني انا ؟
سكت , ولا أعلم ردّي
فكرت قليلاً ثم قلت : انا موكّل ومأمور من الملك , أمرني أن أخذ بثأر أبنته و زوجتي زنعوره , رفضت في البداية لكنّه هددني بأني لن اكون ولي للعهد ابداً , و ستكون نهاية سلالة عائلتي كملوك بي انا .. وافقت وذهبت الى عالم البشر , التقيتك وانتِ طفلة في الخامسة من عمرك , كنت في كل ثانية معك فيها , اعود قليلاً الى عالم ثم أعود كثيراً اليك , خمسة عشر عاماً برفقتك في كل حالاتك .. اذا بكيتي كنت احاول اضحاكك وانجح في ذلك , لو كنتِ تلاحظين ذلك سوف تعلمين انك بعد كل بكاء تضحكين بشدة .. كبرت برفقتي انا , اكثر من والديك حتىّ .. كنت ارى ما يحدث لك في منزلك , لكنّ مشاعري كانت غير واضحة في حال حزنك اريد اسعادك وفي حال سعادتك اريد احزانك .. كنت ارى فيك القاتلة الانسية .. رغم اني اعلم أن زنعورة هي من خالفت و عصت الاوامر و ذهبت الى عالم الانس وماتت وهي لم تكمل اسبوعها الاول في عالمكم .. احببتك , احبتتك كثيراً .. لكن لدي في حياتي رفيق سواك .. لا اب ولا أم ولا أخ ولا أخت ونحن هنا نقدس هذه العلاقات .. كنت أنت فقط برفقتي , والآن في عالم الجن انت فقط رغم زوجتي وانيساتي اللاتي لا اريدهن ..
نظرت في عيناها وانا ارى اشياء لا أعلم ماهي ..
سمعت صوتها خرج اخيراً وهي تقول : يقولون أنك لاتخرج .. بوجهك الحقيقي لماذا ..
صُدمت من سؤالها , لم اتوقعه .. اجابته صعبة جداً علي
مشيت الى الامام وانا افكر , اقول لها أم اسكت ..
نظرت اليها , تقف وهي تنظر اليّ ..
قررت أن ابوح لها بسري الذي لا يعلم به سواي و الملك
توجهت لها وانا اقول : والدي جنّي مسلم اخذ المُلك قبل الملك زنعار لكنه قُتل , وأمي ...جنّية والدها ... مارد .. وانا اخذت اصبحت مزيج بين شكل المارد و الجني .. لذلك لا اريد اظهار وجهي الحقيقي , لأنه سيكشف ان جزء مني كان ينتمي لعائلة المارد
: و ما المشكلة في المارد يا دنجون
قلت وانا اشعر بالضيق من حقيقتي التي تخرج امامها : المارد .. كبير الشياطين
تغيّرت نظرات عيناها الى نظرات استغراب : هل هناك جزء منك قد يكون مارد ؟
صرخت في وجهها : لن ولم أكون مارد يوماً .. بأذن الله اني مسلم ولا لي علاقة بهم .. شنجار من رأيته قبل قليل من عائلة والدتي وعائلته من قتلت والدي .. كيف لي أن اكون مثلهم ؟!
تأثرت بما قاله قليلا , قلت بـ هدوء : اسفة .. لم اقصد ذلك مطلقاً ..
نظر اليّ دنجون بنظرات حنونة جداً , وكأن تلك النظرات كنت احتاجها فعلاً : لا بأس .. لنعود ..
عدت الى القصر الذي يشبه المغارة وانا برفقة دنجون , كان يحكي لي عن كل ما نراه , قصته , اصله .. وما الى ذلك .. كنت اشعر أنه لطيف بالفعل , قلبه إن كان يسمى قلب في عالم الجن , فهو قلب لطيف جداً ..
قلت وانا انظر امامي : كنت افتقدت قليلاً فقط .. يومين افتقدت فيها قليلاً
نظر اليّ بنظرات , يبدو أنها نظرات سعيدة : هل .. انت صادقة ؟
ابتسمت وانا انظر اليه : قليلاً فقط ..
نظر امامه وهو يبتسم : المهم أن هناك فقد ..
أكملنا طريقنا وانا اسأله عن من يسكنون اجساد الانس , وشرح لي بالتفصيل كيف يدخلون وكيف يخرجون وهل للجن قوى خارقة
نظر اليّ وهو يقول بصدق : اعلم أن بني الانس يتألم بشدة حينا يجتاح جسده جنّي .. بعضهم يكون مسلم يخاف الله فيخرج منه بسبب خوف من الله , والبعض الاخر فاسق لا يخاف الله فيعذّبه الى ان يموت ويموت معه ..
أبتسم بملامح وجهه الانسيّة التي تبدو كرجل طبيعي وهو يقول : لكنّي اعدك أني اذا اصبحت ملك , احاول بشتّى المحاولات أن امنعهم ..
ابتسمت في وجهه , هذه أول ابتسامة هادئة تخرج من قلبي له , لامست طهر قلبه رغم نسبة المخيف , شعرت بـ طيبة قلبه التي قد تكون لا مثيل لها , ارتحت لدنجون , وأعتدت كثيراً على كوني أنسيّة جنيّة , رغم شوقي الى دياري , لكن هناك ما يسلّيني فعلاً..
توجهت الى غُرفتي التي قد تكون من أفخم غرف سيدات الجن , هه ..
استلقيت على سريري وانا أفكر , هل لو خُيّرت بالرجوع الى دياري او خيّرت بالبقاء هُنا مالذي سأختاره ..
ابتسمت باستغراب , وانا اعقد حاجبيّ ...
لم أعد أفهمني أنا سارة ..
كيف لي أنا اخاف الرجوع من جديد الى عالمي , وهل لو عدت .. سيكون دنجون برفقتي ؟
..
أعشقها كثيراً , اخاف عليها كثيراً من الجن , اليوم امام عيناي كانت ستموت ان تلبّست ولن استطيع السيطرة واخراجهم من جسدها .. أحبها كثيراً وسأضل احبها , لكنّ عالم الجن لا يليق ب أنسيه ..كـ سارة
انكسرت , ولما لا ينكسر الجن !
كسرني حُب أنسيّة , وآلمني كثيراً
لكنّي , سأكون الى الابد .. برفقتها لو أن كُل الظروف لم تسمح ذلك ..
دخل دنجون وهو يقول بهدوء : سارة
نظرت اليه , وانا ابتسم : ماذا هناك يا دنجون
دنجون بـ ابتسامة جميلة جداً , وعينان تحكيان كثيراً من المشاعر : عالم الجن .. لا يليق بك ..الى اللقاء ..
...
: سارة .. سارة عزيزتي ... سارة يا أبنتي هل تسمعين صوتي
كنت أسمع صوت جهاز يرن فوق رأسي .. فتحت عيناني , واقفلتها شدّة النور آلمتني كثيراً ..
أين أنا , أين دنجون .. هل هذا صوت والدتي .. هناك صوت أخر لـ رجل
......: الحمدلله , يبدو أنها تحاول أن تستعيد وعيها .. مبارك لك يا أم سارة
أستعيد وعيي من ماذا , ماذا يقول هذا الرجل .. وأمي في عالم الجن !
فتحت عيناي , السقف أبيض .. ورائحة المعقمات في أنفي
شعرت بيد والدتي على شعري وهي تقول : الحمدلله على السلامة يا سارة .. لم اصدق يا ابنتي انك استعدتي وعيك
نظرت في أعين والدتي وانا مستغربة , لا بل لم اعيي بعد : مالذي حصل يا أمي .. أنا اين , أين دنجون ؟
قالت أمي بقلق : دنجون من يا عزيزتي .. سارة هل انتِ في وعيك
أغمضت عيناي بحزن شديد , حينما أدرت أن ما كنت به كان حُلم .. دنجون كان حلم .. هل يعقل
كُل تلك الاحداث , هي حُلم ..
دنجون حُلم .. حزنت بشدّة على واقعي ..
حاولت أن اتذكر اخر مره , كنت في السيارة عائدة من حفلة لصديقتي , ومعي كتاب أسمه أنسيّة الجن , كان يتحدث عن علاقة حب بين انسية وجني .. كنت اقراه بشغف , صوت صراخ السائق .. وبعدها لا اذكر ..
نظرت الى والدتي وانا اقاوم حزني : هل .. حصل لي حادث ؟
قالت والدتي: نعم يا عزيزتي .. لكن الحمدلله .. أن الله اعادك لي بصحة وعافية ..
سقطت دموعي على وجنتاي , لا أعلم لماذا .. كنت ابكي , بشكل غريب .. هيا يا دنجون انا ابكي .. اضحكني الآن ..
نظرت الى والدتي وانا امسح دموعي بصعوبة وبكذب : لا تقلقي يا أمي .. ابكي لأن الله .. رأف بي و أعادني الى حياتي ..
اجتمعوا افراد أسرتي بجانبي , كل ما حدث لي من بداية الامر الى نهايته كان بسبب تولّعي بعالم الجن والقراءة الدائمة فيه , وعشقي لقصص حب الجن للأنس .. وغيبوبتي التي كنت بها لمدة شهر , كنت أعيش فيها التجربة في عالم الجان , كنت ابتسم مع والدتي و والدي واخوتي لكنّي اشعر بشي غريب , هل أنا أتهيأ ام ماذا ..
شممت الرائحة ذاتها , رائحة دنجون .. لكنّي اوهمت نفسي بأني اتخيل .. وبالفعل اقنعت ..
مر يومان وانا في المشفى , وخرجت الى غرفتي .. وقررت إلقاء جميع كتب الجن التي اقتنيها , ومسح كل قصص النت المشهورة , وبالفعل مسحت كل ما يتعلق بالجن امامي , وانا انظف غرفتي , كان يخطر على بالي , هل هو هنا .. نظرت الى انحاء غرفتي وهُناك حنين في عيناي لشيء أفتقده .. كان اهتمامه كثير في حُلمي , أفتقر الى اهتمامه كثيراً ..
وقفت امام المرأة , انظر الى نفسي .. وانا اتذكّر ثوب الأفعى المخيف ..
نظرت الى سريري وانا ابتسم , لكنّي اعدت النظر الى المرآه بهدوء , هناك شيء لفت انتباهي كثيراً
صُدمت بكتفي , لم ادقق فيه منذُ دخولي الى منزلي , تلك البقعة التي كانت بسبب دنجون موجودة لكنها خفيفة على كتفي .. والرائحة , الآن , الآن اشمها ..
رائحة دنجون
و أشعر بصوت في أذناي , يهتف لي بـ : سارة ..
...
أنتهى