المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
النسخة الكامله/يوميات امرأه لامبالية
يوميــــــــــــات امــــــــــــرأه لا مباليــــــــه
هو كتاب كل امراه حكم عليها هذا الشرق المعقد بالاعدام ونفذ حكمه فيها قبل ان تفتح فمها .
ولان هذا الشرق يضطر رجل مثلي ان يلبس ثياب امراه ويستعير كحلها واساورها ليكتب عنها ......
اليس من المفارقات المضحكه ان ات واشرح لكن ايتها اللامباليات مشاكل هده اللامباليه النفسيه ................
لماذا تصمتن ايتها النساء...
لماذا تنتظرن من ياخذ بثاركن .
نحن الرجال لا نغطي شيئا
ناكل البيضة وقشرتها ...ندعي التحضر ونحن اكثر بدائيه من ضباع سيبيريا .... ندرس في اوروبا ونعود اكثر توحشا من الماو ماو.....نقدم الورد لصديقاتنا وننشر رقاب شقيقاتنا بالمنشار.
نحن الرجال نضع في فمنا السيجار ونتصرف بغريزة الجمل ... نتمشى مع صديقانتا في حديقة عامه وفي اعماقنا تصرخ الغابه......
نتحدث عن الحريه وفي داخلنا تصطك ابواب الحريم وتخشخش مفاتيح اقفاله...
نحن الرجال خلاصة الانانيه وشهوة التملك والاقطاع نحن النفاق الذي يمشي على قدمين ... والوصوليه التي تمشي على اربع.
فلماذا تسكتن علينا ايتها النساء .. لماذا ؟
اليس منكن واحده.... واحده لوجه الله تستطيع ان ترد لنا الصفعة صفعتين والكرباج كرباجين !!!!!
منذ كان الرجل وهو يتحكم بكن . باقداركن..بعواطفكن...بدموعكن.....
منذ ان كان الرجل وهو يحتكر لنفسه كل شيء...يحتكر المعرفه والحكمه والذكاء والدوله والسياسه والتشريع والحب والشهوه
ومن هنا كان لابد من العثورعلى امراه من هذا الشرق تملك القدره على الصراخ . تملك الجراه على التحدث عن نفسها .. كان لابد من العثور على واحده .
امراه واحده تنتزع القفل الصدء الموضوع على فمها وترميه في وجه سجانها ... بحثت عنها طويلا هذه المرأه الشجاعه الجريئه ... في المدن ... في القرى ... بحثت عنها في الحقول بحثت عنها في المدارس في الجمعيات النسائيه في الجامعات بحثت عنها في حفلات عرض الازياء حيث الحريه على مدى عشرة سنتيمترات فوق الركبه ولا تتعداها الى قلب لابسة الثوب وانسانيتها .
ما اضيق الحريه التي طولها عشرة سنتيمترات فقط !!!!!!
اكتشاف امرأه من هذا الطراز كان معجزه ووجه الاعجاز فيها انها تكتب وتتكلم ايضا ...ليس قليلا ابدا ان تمارس امراه في شرقنا النطق والكتابه فالمسؤولون عن سجن النساء منعوا لسانها عن الحركه قطعوه واكلوه .... انسوها غريزة النطق وصادرو منها ادوات الكتابه ...والكتابه التي اقصدها ليست كتابة الفروض المدرسيه واعداد الابحاث والاطروحات الجامعيه .
الجامعيات عندنا ........ برغم انهن يكتبن فانهن لا يكتبن برغم انهن ينطقن فانهن لا ينطقن برغم كون الخنجر مزروعا في ظهورهن فانهن لا يصرخن انا لا اؤمن بحرية تنفصل عن النطق والسلوك حرية المراه هي ان تسقط في الماء بكامل ملابسها لا ان تتنزه في حديقة الجامعه وهي تتابط الكراريس المدرسيه . الحريه ........ جواد ابيض لا يستطيع ركوبه الا الشجعان ... قلعة لاتفتح ابوابها الا للمقاتلين.
العبوديه ... سهله ... انها جسد مشلول يتعاطى الحبوب المنومه اما الحريه فوجع ابدي لا يريح ولا يستريح ....... وفي يوم عثرت على هذه المراة الكنز .
ارتني جروحها ولم تقل لي شيئا عنها وعن شخصها ولكنها تحدثت بلين وشراسه بطفوله ووحشيه بحقد وغفران... بكفر وايمان باحتقار وسخريه .... بشجاعة وتحد.
تكلمت بطلاقة من قضى الاف السنوات ممنوعا من الكلام تكلمت بحماسه طير سجين وجد امامه فرصة للهروب كان حضور هذه المراه اقوى من كل اسئلتي وكانت قضيتها اكبر من كل التفاصيل والعناوين والاسماء .
وذهبت هذه المراه وانا لا اعرف عنها سوى انها كانت جميله ورائعه وشجاعه .
وذهبت ولم تترك سوى بصمات صوتها على جدران حجرتي و حزمة من اوراق ممدوده على طاولتي على شكل جرح .
ان ما قالته هذه المراه لا يخصها وحدها فهي عندما تتحدث عن حزنها فاتها تتحدث عن كل الحزن وعندما تتحدث عن نفسها فانها تتحدث عن كل الانفس وعندما تتحدث عن حبها وكرهها فانها تتحدث عن حب وكره النساء جميعا .
من هذه الناحيه استطيع ان ابرز خيانتي لهذه المراه بكتابة كلامها لانني اعتبر هذه اليوميات مصدرا من مصادر النفع العام ويجب ان يراها كل الناس .
نعم لقد خنت هذه المراه ولاول مره احب خيانتي واتلذذ بمذاقها .
( اليوميات ) عمل من اعمال السخط والتحدي شرط على التاريخ وتحد له في منتصف الشارع ثم هي رفض لوضع تاريخي واجتماعي ووراثي مهين ومستمر في زوايا عالمنا العربي .
قد لا ينطبق وضع اللامباليه مئه بالمئه على وضع المرأه الاردنيه التي تسكن مدينتنا الخالده عمان او المرأه القاهريه التي تسكن الزمالك او المرأه الدمشقيه التي تسكن حي ابي رمانه . فقضية المرأه الشرقيه لا تنحصرفي ثلاث مدن او ثلاث شوارع . لقد اخترت نموذجي من قرانا واحيائنا الشعبيه وبوادينا حيث لا تزال المرأه تقايض بالنوق والماعز وتوزن كأياس الطحين . وتقوم خلال حياتها بزيارتين لا ثالث لهما واحده لبيت زوجها والثانيه الى القبر.
من اجل ماذا كتبت اليوميات ............ من اجل من !!!!!
من اجل الحريه... كتابي هو كتاب الحريه والحرية التي اطلبها للمرأه هي حرية الحب حرية ان تقول لرجا يروق لها ( انني احبك ) دون ان تقوم القيامة عليها . ودون ان يرمى رأسها في صفيحة المهملات ........... حرية ان تقول كل ما تقوله العصافير والارانب والحمائم في حالات وجدها وعشقها .
اطالب بنزع الاقفال عن شفتيها وانهاء حالة النفاق الكبير الذي تعيش فيه .
نعم .... النفاق الكبير .. فالمرأة الشرقيه مستودع نفاق كبير ..
فوجهها وجهان ... ونفسها نفسان... وخارجها وداخلها متناقضان ... تقول شيئا وتضمر غيره وتحب رجلا وتتزوج سواه بسرعة النسانيس ... انها تحتال على الحب وتكذب وتغش لان مجتمعنا علمها ان تكون محتالة وكاذبة وغشاشة ... ومادام مجتمعنا ينظر الى الحب كحشيشة الكيف ومادامت كتابة رسالة حب واحدة تكلف صاحبتها الوصول الى حبل المشنقه فسوف تستمر الازدواجيه واللصوصيه والتهريب العاطفي ويضل الحب في بلادنا غلاما بلا نسب يطرق الابواب ولا يجد من يفتح له..
نحن مجتمع بلا عافية .... لاننا لا نعرف كيف نحب ...
لاننا نطارد الحب بكل ما لدينا من فؤوس ومطارق وبواريد عثمانيه قديمة .
ما لم نفتح للحب نوافذنا فسوف نضل نباتات شوكيه لا تورق ولا تزهر وتضل قلوبنا قارات من الملح لا يخرج منها أي غصن اخضر .
ما لم يصبح الحب عاطفه سويه فسنضل كلنا رجال ونساء غير طبيعيين وغير سويين وعاجزين عن القيام باي انجاز حضاري عظيم.
العالم القديم يترنح بجامعاته واساتذته وكتبه وفلسفاته واقلامه ومواعظه ....
لم يعد احد يخاف ان سقطت كل اللافتات تحت الارجل ولم يبقى سوى لافته واحده يحملها الانسان المعاصر هي لافتة الحرية ولانني مع الحريه حتى النفس الاخير تكلمت عن هذه اليوميات .
نحن بحاجه الى كسر خرافة الخوف وعدم الجرءه والتردد والنظر اليه نظره حضاريه علميه فليس من المعقول ان نكون في وسط القرن الحادي والعشرين ولا نزال ننظر الى المرأه نظرة البدوي الى المنسف .... بكل ما فيها من ضيق وجوع وعشائريه .... وننظر الى جسد الانثى كساحة حرب وميدان ثأر.
نريد ان نخلص المرأة من المزايدات الاخلاقيه والعنتريات.
فالرجل الشرقي ( وهذا اخطر ما في القضيه ) يربط كل اخلاقياته بجسد المرأه لا باخلاقه هو .... فهو يكذب ويسرق ويزور ويقتل ويزني ويعمل كل انواع الاعمال الرذيله ويبقى اطهر من ماء السماء حتى يعثر في درج ابنته على مكتوب غرام ... فيشدها من شعرها ويذبحها كالدجاجه و يلقي قصيدة شعر امام قاضي التحقيق .
سيقول المتزمتون انني احرض النساء على الحب ... الواقع انني لا اخاف التهمة ولا ارفضها بل انني اباهي بها .........................
فالتحريض على الحب هو تحريض على السمو والنقاء والبرائه والطفوله والعافيه .
انني احرضكن على اجمل واطهر وانبل ما فيكن .
احرضكن على الارتفاع الى مستوى اللانسان فنحن نبقى تحت مستوى الانسان حتى نحب .
وهذه الليلة ستكون ليلة التحريض على الحب واعني ليلة الانسانيه .
هذه الاوراق كتبتها امرأه لا اسم لها من مدينة لا اسم لها .
ولا يهم ان يكون لصاحبة هذه اليوميات اسم او ان يكون لها مدينه ... فهي الاسماء جميعا ... والمدن جميعا.
هذه الاوراق وجدتها مخبأه ومدفونه تحت حجر في منزل شرقي قديم .
كانت مكتوبه على اوراق دفتر مدرسي .. وبخط عصبي ... حتى لكأن الكلمات في تشنجها اظافر حاده تمزق لحم الورق الابيض وتنهشه ... ضممت على الاوراق يدي ... كانت بارده ومبتله ولاهثه كعصفور لاوطن له طار الف قرن تحت الثلج والمطر ... وفي غرفتي فتحت الغطاء ... غطاء الكنز المسحور ... واوقدت نارا ... وبدأت اقرأ.
ركضت على الحروف المشتعله كانني اركض على جسر من اعواد الثقاب ... كلما لمست عودا تفجر وفجر غيره ... وحين انتهى الليل شممت في حجرتي .... في ثيابي رائحة غريبه... رائحة امرأة تحترق .
ليس جديدا في منطق السكين والفأس ان تذبح امرأة على سرير ولادتها او سرير زفافها ... فنحن ندحرج رؤوس النساء كما ندحرج احجار النرد في مقاهينا ... وكما نصطاد العصافير على روابينا....
قبل شهريار .. وبعد شهريار ونحن نقتل العصافير الؤنثه .... نسلخها ونأكلها ونمسح بدمائها شواربنا المهتزة كاذيال النسانيس .
لا جديد في تاريخ ارهابنا نحن معشر الرجال ...........
ولكن الجديد ان يثور المذبوح على ذابحه والقبر على حافره ... الجديد ان يرفض الميت موته وان يعض الجرح على نصل الخنجر ...
وهذا ما فعلتة صاحبة اليوميات ...
انها احدى المصلوبات على جدار التاريخ ولكنها تبدو وهي على خشبة الصلب اكبر من قيدها ومن مساميرها واقوى من جميع صالبيها .... الموت الصامت هو وحده الموت ... اما الين يثقبون باظافرهم رخامات قبورهم ويكتبون شعرا على خشب توابيتهم فلا احد يستطيع ان يهزمهم .
.... وبعد فهذه اوراق كتبتها امرأة لا اسم لها من مدينة لا اسم لها .... امرأه هي الاسماء جميعا والمدن جميعا .... وانا لم افعل لهذه اليوميات شيئا سوى انني اخرجتها من مخبئها الحجري ... ومسحت الغبار عن اجنحتها ... ومنحتها الحريه .
تمـــــــــــــــــــت
من كتاب يوميات الكهل الصغير / الكاتب محمد نايف الحوامده
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق المستحيل ; 27-03-08 الساعة 05:58 PM
|