كاتب الموضوع :
كلارينت
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
تابع للبارت الثاني
#تابع
*
الغربة تجعل قلوبنا رقيقة كنسيج عتيق تتسرب المياه منه بسهولة. لا حصانة لمشاعرنا في الغربة. يهزمنا الوهم و تمتزج الأوطان بالناس الذين نلتقيهم من أوطاننا، فقد نحب فيهم الوطن و نظن أننا أحببناهم.”
#عدنان فرزات
*
في الرياض وصلوا وعلى طول للمستشفى !!
وعند غرفة ماجد ! ، طبعاً ماجد راح بغيّبوبة بسبب الحادث وإلى الأن ماصحى ! ولكن جاهم إتصال من الدكتور إنه حرك يدينه وفيه علامات التحسّن ، ودخلت أم عبد الله تشوف ولدها وتبكي : يابعد قلبي يا ماجد بسم الله عليك ، متى تقوم واشوفك واحاكيك ياحشاشة جوفي ....،
وتمسك يده وتبكي وراحت دانه وقوّمت أمها وطلعت تحاول تهديها : خلاص يمه ان شاء الله بيتعافى ويصحى وبتشوفينه بعد وتقرين عينك فيه ....
وهي تسندها عالكرسي ، وتشوف سحر جايه وهي توقف : انتي وش جابك هنا اطلعي لا اشوفك رووحي ....
دانه تحاول تمسك امه : يمه اهدي بسم الله عليك ..،
وأشرت على سحر إنها تطلع ، وتفهمت سحر وطلعت :خلاص يمه اهدي لايرتفع الضغط عندك وهذي هي راحت ...،
أم عبد الله بنفس حالها: حسبي الله كلّ السبّبب سحر الله لايوفقها ان شاء الله هي سبب اللي صار حسبي الله ...، دانه بيأس من حالة امها : استغفر الله خلاص يمه استهدي بالله !! ....،
قامت دانه وراحت لأخوها عبد الله : عبد الله أمي شانت نفسيتها بالله حاول فيها تخرجها من هنا لايرتفع ضغطها ،حاولت فيها عجزت بس زادت بعد ماجات سحر..،
عبد الله : طيب خلاص روحي إنقلعي من هنا ولا اتنظريني تحت الين نجي لاتروحين يمين ويسار فاهمه؟؟
دانه بلعت ريقها : ايه فاهمه ...، ومشت وهي بخوف وغمّضت عيونها :يارب سترك انا وش جبت على راسي مصيبه !!...،
وراح عبد الله لأمه وحاول يقومها ويهديها وقامت بتثاقل وطلبت منه يجيب كرسي لها مو قادره تمشي ..،
جلست دانه على كراسي الانتظار وجايه سحر لجهتها : سلام عليكم ، شلونك دانه ؟
دانه بتأفف تطالع فيها وترد بدون نفس: وعليكم السلام بخير ...
سحر وهي تجلس بجنبها :ششلون امي ؟
دانه تحط رجل على رجل : بخير أمي من دون ماتشوف وجهك ...
وصدت عنها دانه ، سحر نزلت راسها بأسى: الحمد الله ... دانه انتي كيفك وكيف الجامعة معك؟
دانه وهي تقوم ، يوم شافت اخوها وبتأفف: احنا من دونك بخير ولا نبي نشوفك يا وجهه النحس !!
تركت إختها وراحت! سحر مسكت نفسها وشدّت على إيدها وغمّضت عيونها "ياربي انا وش سويت مالي ذنب هذا قدر الله مكتوب وش دخلني إن كنت السبب ،الله يسامحك يايمه تحملين كل هالمصايب علي لاحول ولاقوة الا بالله " وقامت وقلبها مكسور، ودقت على زوجها خالد يجيها ، وراحت تتطمن على ماجد اللي لاهو حي ولا هو ميّت !!
*
في بلد آخر وعلى مائدة العشاء ملتمين يتعشون بصمت! إبتسمت ليليان وتقول في بالها" يالله صرنا نتعشى عشاء زي الناس الله يسامحك يا مرت ابوي ،قبل ماكنا نتعشى على رز ابيض ولا خُبز ولا ايدام ولا صرت اتعشى على الطاولة الله يالدينا تغير حالنا بين ليله وضحاها ،الحمد الله على كل حال !" وهي تكمل أكلها بهدوء ، وسمعت صوت خالها كأنه بيقول شيء وإلتفتت عليه ، الخال متردد مو عارف كيف يفاتحها بالموضوع وخصوصا انها جايه من مُجتمع مُحافظ جداً ،لكن الظروف قد تجبرها على هالشيء ، تشجع خالها وتكلم : انا اليوم رحت لعند واحد من معارفي ولقيت عندو شغل بلكن يناسبك يا ليليان ! وأعطاك مدة مهلتين اسبوعين لحتى تباشري بالشغل ...
ليليان فتحت فمها بصدمه وبإنفعال: شغل اي شغل ياخال وبعدين تروح تقرر من راسك على اساس رح ابدأ أباشر بالشغل سلامات !!
الخال بلع ريقة وحاول يهدي الوضع ويطالع بأخته وكأنه يطلب المساعدة ، منال فهمت عليه وبهدوء:خلاص ليليان اهدي وبنفهم الموضوع مو تنفعلين كذا ايش هو الشغل أحمد؟
أحمد يحاول يرتب الموضوع: أنا وأمي قررنا ندور على بنتك شغل هنا يعني انتي عارفه الحياة هنا صعبة شوي ولازم تشغلي على نفسك وتبني حالك وتصرفي على نفسك فقررت اني ادور على بنتك شغل وصاحبي عندو مقهى بسيط وحلو على مضيق البسفور وراتبو بسيط ولكن مع الاستمرار .....
وهي تقاطعه ليليان بعصبيه : لاو الله هذا اللي باقي اشتغل نادله هناك ماشاء الله انا شغل ماراح اشتغل يا خال احمد و....
وهي تقاطعها الجدة بصراخها وهي تنفجر عليهم : وطي صوتك يابنت !!! وازا على الشغل بتشتغلي غصبن عنك ولا مالك وجود لهون وبس انا ماراح اتحملك عندي هون بس رضيت فيكون كرمال خالك اللي كسرته حالتكم هناك وشفقته عليكن ،عند مرت ابوك لهون بس ماراح أتحملكن اكتر من هيك ولا هاد اول يوم عندي بدايتو هيك ، ازا باقي الايام كييف حيكون لهون وبس !!
تركتهم وطلعت لغرفتها !،الكل منصدم من ردت فعل الجدة !لهالدرجة شفقه منها جابتهم لهنا ! ، منال مصدومه من أمها معقوله لهالحين شايله على قلبها لاني تزوجت من دون رضاها ، أما ليليان ابدا مو اقل من امها صدمه !! أما عن الخال احمد منزل راسه للارض مو قادر يتكلم وخرج ورى أمه وتركوا منال وبنتها مصدومين ، ليليان جلست على الكرسي تبكي : مو معقوله يا يمه ابدا ترضين بهالشي على بنتك ؟؟ اشتغل وبمكان متخلط!! لا بالله امصخت رجعيني عند مرت ابوي اصير لها خدامه ولا اظلّ هنا واشتغل نادله قال ومتفق من دون ماياخذ موافقه بعد !
منال وهي تعطي كف لبنتها على رفعت الصوت لهاوببكاء وهي تقوم : خلاص اسكتي مابي اسمع حسّك ، بترضين بالامر الواقع وراح تشتغلين غصب عنك ، ورجعة مافيه رجعة هناك بتعيشين هنا غصبن عنك ...،
وطلعت وتركت ليليان بحالها حاطه يدها على خدّها مصدومه من ردت فعل أمها وتبكي بحرقة :حسبي الله والنعم الوكيل بس .... ليتك يُبه حي ليتك مامت ،حسبي الله عليك ياعبد الله ليه توافق وحسبي الله عليك يا مرت ابوي على ظلمك لنا حسبي الله والنعم الوكيل عليكم كلكم ....
وجلست عالارض تشاهق وتبكي ، كانت الليلة الأولى بغربتها وبدايتها قاسية جداً ...!!
*
بَعد مُرور إسبوع ..
في الرياض الصباح الساعة ستة
في غُرفتها اللي شبهه فاضية ،عشان بينقلون لڤيلاتهم الجديدة،أو بالاصح ڤيلا منال ! ، قدام تسريحتها تحط اللمسات الاخيرة من الميك أب وتاخذ شنطتها وتلبس عبايتها وتتعطر وتخرج من الغُرفة جلست بالجلسة اللي برا بالحوش اللي صار حديقة ! ،واخذت لها شاي وبسكوت تصبح على أمها : صباح الخير يمه شلونك؟
أم عبد الله حاطه رجل على رجل : إهلين صباح النور تعالي افطري بعدين روحي ...
دانه وهي تطالع بأمها على عجلة : بفطر بالطريق يمه بس بفك ريقي شوي يلا عن اذنك بروح ..
أم عبد الله وهي تسند ظهرها على الكرسي : اذنك معك انتبهي على نفسك ...، وهي تطالع في البيت بعد مارممته كلّه وحاطه ببالها إنه تأجره كإستراحه ! شبابية بما إنها بحي بعيد عن وسط الرياض ! : يالله قضيت كل عمري هنا وهي تتذكر موقف اليم مستحيل تنساه !
نرجع للوراء قبل 30سَنة!
كانت أم عبد الله توها والده ببنتها البكر سَحر ! وكان محمد وقتها في الجبيل يشغتل كانت أعمال حُره ،طبعاً ذاك الوقت صعبه فيه الاتصالات وقتها كباين يتصلون منها ، المهم محمد سمع إن زوجته ولدت بس ماكان يعرف إنها جابت بنت ، ومن الفرحه راح إتصل فيها وبارك لها وسألها إيش جبتي وقالت بنت ، إنصدم محمد : أنا قايل لك ابي ولد يشيل اسمي وش ابي بالبنت وش ابي ...
وسكر السمّاعة بوجهها ، طبعا كانت فترة نفاس هي وهذي الفترة صعبة جداً وحسّاسة ، ساءت نفسية العنود وكرهت بنتها كرهه شديد وأخذتها أمها منها لاتسوي شيء ببنتها ولا تذبحها ، ومحمد بذيك الفترة لاحس ولاخبر تركها ،بعد ثلاث شهور سمعت إنه يبي يتزوج! بوحده صغيرة ! لكن كذبتهم وقالت : مستحيل محمد يسويها أنا اعرفه يحبني ويغليني وتزوجت غصب عن أهلي مستحيل مسحيل يسوي كذا ،اكيد كذب بس عشان بيقهروني ...
المهم بعدها جاء محمد للرياض وراح يشوف بنته وزوجته العنود وكانت العنود بحالة أخف من فترتها يوم كانت نفاس وسلم عليها وعلى بنتها وجلس ليلتين عندها وفاتحها بالموضوع وانصدمت العنود يعني الكلام اللي سمعته صدق !! وظلّت العنود تبكي وتترجاه :تكفى يا محمد لاتاخذ علي تفكى والله ما اسامحك تفكى .....
وتترجاه بالحوش وتبكي قلبها محروق يعتي الحكي طلع صدق اخ يامحمد ! ،طبعاً محمد حدد العرس وكل شيء وتركها بحالها تبكي بهالحوش اللي صار ذكرى أليمه مرّت عليها ، ومن بعدها خلاص صارت سحر شؤم عليها تكرهها ،وتزوج محمد منال ومثل ماقلنا أعطاها الارض كمهر لها قبل لا يبنيها وقتها منال كانت لِسه صغيرة بنت الطعش ، وحطها عند أبوها سنتين، إلين زانت أموره ويحط لها غرفة في بيت العنود وإنقهرت العنود منه بس حاول يعدل بين الاثنين وشرى طقم ذهب رضاوة لها عشان تسكت ، بعده حملت العنود وكان محمد وقتها فرحان وترك منال تشتغل عنها في شغل البيت منال ضعيفه ماتعرف تتدافع عن نفسها واخذت لها سنتين هم بعد ماحملت ، وبعدها ولدت العنود وجابت عبد الله وكانت فرحة محمد فوق الوصف الدنيا مو سايعته ، والعنود كانت مبسوطة إنه رجع لها وترك منال ،ولكن لازال يحب منال ، ومن بعده جابت ماجد وبعد سنة عاد حملت منال والعنود بنفس السنة لكن بينهم شهور وولدت العنود بدانه وبعدها جابت منال بنتها الوحيدة ليليان ..
"نرجع لوقتنا الحاضر"
غمّضت عيونها العنود ومسحت دموعها ،وتنهدت وقامت وراحت لغُرفتها تاخذ لها غطة شوي قبل العُمال يشيلون الاغراض وينقلونها للبيت الجديد وتحرق أغراض منال كلها ماتبي أي شي يذكرها فيها ....!
*
في بلد آخر!
مقفله على نفسها بالغُرفة من بعد ذيك الليله وليليان عايشه بحالة صمت حاول فيها خالها راحت أول مهله إسبوع ولا إقتنعت بالشغل اللي قال لها وماطلعت من البيت لأي مكان أو حتى تتعرف على الحي اللي هي فيه أو تتعلم شوي من اللغة حقتهم ، أمها تطرق الباب بيأس : ليليان افتحي الباب شفيك حابسه نفسك هنا خلاص تعودي يكفي تسوين بنفسك كذا !
ليليان كالعادة مافيه اي رد :
ليليان تطالع بالشباك وتناظر عيال الحاره يلعبون وفيه ناس يجهزون بيوتهم من برا للكريسماس ! ضحكت على حالها : يالله كنتِ حلم اجيك يا اسطنبول لكن جيّتي لك مُرّة !....
بتنهيده وقامت تشوف نفسها بالمرايه :يالله تغيرت حييل ونحفت مررة قبل ماكنت مليانه شوي ،صرت عصاقيل من الهم والغم والتعب ،يارب بدل حالي للافضل وللاحسن يارب ...
وراحت أخذت لها منشفة تروح تتحمم وطلعت من الغرفة نفس حالتها ساكته وراحت للحمام، تصادف عند جدتها وطالعت فيها الجدة لفترة بعدين مسكت يد ليليان كانت منزلة راسها ماتبي تتمشكل معها ، وسحبتها الجدة ليليان ماقاومت وضمتها ، إنحرجت ليليان مو متعودة أحد يحضنها ، ومسحت على راسها الجدة : إعذريني يابنتي إني صرخت عليك ذاك اليوم ، ماكان أصدي والله ،بس لأني كنت شايله على إمك شوي وطلعت طاقتي فيكن وبعرف إنو صعب عليكن العيشة هون ،بس ارحم بكتير من انكن في بيت مرت ابيك ، جمعت مصاري لأجل تسكنوا هون لعندي وكان خالك بيئول عن حالتكن وكييف عايشين حز بخاطري كتيير اسيبكن هونيك ...
وهي تبعد ليليان عن حضنها وتقول: سامحيني يا بنتي وإرضي بقدرك حبيبتي هون ..
ومسحت دموع ليليان اللي كانت ماليه وجهها .. وخانتها العبرة مو قادرة تتكلم فضلت الصمت وضمتها جدتها .... وهدّتها الجدة وقالت : خلاص حبيبتي روحي اتسبحي واتحممي ومايصير خاطرك الا طيب وازا على الشغل خلاص انا بدور وبشتغل عنك وبوفر مصاري منشان دارستك شو بدك اكتر من هيك ...
ليليان وهي تبعد عن الجدة :مسامحتك ياجدتي إنتي ماسويتي شيء يزعلني مسامحتك ...
وابتعدت وراحت للحمام تتهرب خلاص مو قادرة تمسك نفسها وابتسمت جدتها براحه :الله يهديك يابنتي ...
*
في الرياض تحديداً جامعة الأميرة نورة ..!
ركبت السيارة مع سواق صاحبتها رايحه تفطر بكوفي دامها خلّصت أول محاضرة لها، لو يدري أخوها عنها كان إنتهى أمرها من زمان ! وهي تنزّل نظارتها الشمسيه وبفرحه مو سايعتها: يالله أخيراً بشوفه بعد هالسنين كلّها ياريم تصدقين مو سايعتني الفرحه آآه يا قلبي بس ..
ريم تضحك وتغمز لها: ايه بتشوفينه فيس تو فيس بس خليك عاقله شوي مو تنهبلين !
دانه وهي تسند ظهرها وتحط يدها على قلبها: مو انهبل اصير مجنونه بعد ، الحمد الله ان عبد الله لاهي فكني الله منه ...
ريم وهي تطالع فيها بتساؤل: ليش وش عنده اخوك بعد؟
دانه : ابد بس بننقل لڤيلتنا الجديدة وقاعدين نأثثها وقريب من وسط الرياض احسن من البيت الخرابه استغفرالله
ريم بتعجب: ومن وين جتكم هالفلوس؟
دانه : مو قبل فترة مات جدي الله يرحمه وأمي وحيدة أهلها ورثت منه مزرعه وتبي تبيعها ومادري كم تجيب ...
ريم متفاجأة :احلفي ؟ ماشاء الله اشوف ملابسك تغيرت وصرتي تجين مع سواق خاص ،واقول هالبنت من وين لها هالفلوس واثاريها أمك ماشاء الله ،وطيب والفيلا؟
دانه بلعت ريقها وحاولت ترقع بخصوص الڤيلا: اا حقت ابوي بس ماكانت مكتمله عشان كذا كملّنها وبنسكنها
ريم بتساؤل: وليش ماسكتنوا فيها كل هالسنين ؟
دانه حاسه بتوتر : صارت لنا ظروف وماقدرنا نكملها اصلا وكذا بس...
ريم :والبيت اللي انتم فيه بعد مارممتوه وش بتسون فيه؟ ؟
دانه تحط رجل على رجل: همم امي بتخليه إستراحه بما إنها ارض كبيره فإستغلتها تأجرها وكذا
ريم :حلو ماشاء الله زين الله يهنيكم وعاد اعزميني لاتنسين..
دانه تاشر على عيونها:ابشري من عيوني انتي اول الحاضرين ..
ريم بضحكه:تسلم عيونك ان شاء الله ...
طبعا دانه مو من عادتها تتكلم عن حياتها الشخصيه ولكن ريم أقرب لها تقول لها عادي بس بحدود.. ويعد فتره وصلوا كوفي بإحدى مولات الرياض وريم ودانه ينزلون ، دانه قلبها يدق ومتوترة وتمسك يد ريم: ريم انا مرره متوتره خل نرجع تكفين خلاص هونت مابي...
ريم تهدي فيها وتسحبها: أقول وش اللي هونت روحي طول هالسنين تأجلين ومارضيت بالقوة وافقتي عشان يشوفك وبعدين رجال مايتفوّت ولد نعمه!
دانه غمّضت عيونها وتاخذ شهيق وزفير وتحاول تهدي من نفسها : اوكيه يلا مشينا ...
ريم إبتسمت طبعا ريم حاطه لثمة بعكس ريم حاطه نقاب ودخلت بإحدى الكوفيهات بقسم العوايل ، وماسكة جوالها تراسله ومتوترة تهز رجولها :ريم قرب يجي يقول دخل المول ياربي مرره خايفه هف وبنفس الوقت قلبي يدق!
ريم تهديها كعادتها: ماعليك عادي مشاعر طبيعيه لاتخافين ولا تطيرين الرجال من يدك يالخبله !
وبعدها سمعت صوته يتنحنح : احم احم السلام عليكم ...
قامت ريم وردت السلام وطلعت تركتهم على راحتهم ..!
دانه مانزلت نقابها وبصوت مبحوحه ومستحيه ومنزله عيونها :هلا وعليكم السلام .....
*
عند عبد الله بعد مانقلوا الاثاث في الڤيلا حقتهم ، جات سيارة وقفت عنده ونزل منها رجل: السلام عليك يا ولد العم
عبد الله بتأفف :هلا وعليك السلام توك تدري ان عندك ولد عم ولا جيت عشان منال وبنتها ذلفوا من هنا !
فتح فمه بصدمه !يعني صحيح الخبر اللي سمعه عنهم :انت شقاعد تقول؟تكلم ليه سمحت لهم يروحون؟؟
ومسك ياقته ،وعبد الله يبعد يده: وانت شعليك منهم ان شاء الله يروحون بستين داهيه انت شعليك منهم ومالك خص فيهم وانا ولي امرهم وبكيفي...
نفس حالته وبإنفعال:مريض انت تخليهم يسافرون لا بالله مانت صاحي ، قلّي وين راحوا؟؟
عبد الله يبعد يدينه عنه: مريض وماني صاحي ليه تسأل يلا تقلع من هنا وين هم فيه ماراح اقول يلا اذلف لابارك الله فيك ...
بتنفس بسرعه وبعصبيه: هذي امانه عندك تفرط فيهن لييش لييش ..
ويعطيه لكمه على وجهه ، وعبد الله مالحق يصدها : انت ترفع يدك علي اخس عليك ...
وضلوا يتضاربون إلين جوا العمال وفرقوا بينهم عبد الله يتنفس وبسرعه وعلى اعصابه: روح لابارك الله فيك انقلع من هنا ولا اشوف رقعة وجهك..
يطالع فيه بحقد ويتوعد فيه: يصير خير ياعبد الله ، اتركني انت وياه ...
ونفض يدينه وراح ركب سيارته ومشى ، اما عن عبد الله يمسح الدم من فمه : انقلع توك الحين تسأل عن بنت ابليس جعلك تلحقها بستين داهيه ان شاء الله "التفت للعمال ": يلا كل واحد يتقلع لشغله يلا ...
*
في إحدى أحياء مدينة إسطنبول البسيطة
دخل الخال أحمد البيت وجايب لهم السميت التركي ،وقامت منال تخمّر الشاي في المطبخ ، أحمد وهو يجلس عند أمه ويهمس: شو إمي وافقت ولا لا؟
الجدة بتنهيده: لا يا ابني راسها يابس وبعدين كييف بتوافق بهالهسوله دامها جايه من مجتمع محافظ كتير ،وهي مابتطلع من بيتا اصلا ، ماراح توافق يا ابني..
احمد نزل راسه بيأس : الله يهديها بس ، والمصاريف كترت وصاحبي عم يسأل ليش لهلأ ما إجت ، لان الشغل صار ضغط على النادلات وقرب وقت الكريسماس ويحتاجون لوحده تساعدهون..
الجدة بيأس: دام راسها هيك يابس دور لها على شغل تاني ..
أحمد يسند ظهره على الكرسي: من فين بلائي يا إمي صعب وبالزات هيا مابتعرف تركي قوليلي كييف؟
الجدة سكتت ولا ردت ،مافيه أمل إنها ترضى، وكانت تسمعهم منال قبل ماتدخل للصالون "الله يسامحك يا بنتي صرتي شغله علي ياربي تعين وتسخرها لي"ودخلت عندهم والتزموا بالصمت يوم جات منال ، وحطت الصينينه على الطاولة ووزعت الشاي عليهم ، والخال احمد يشرب الشاي والتفت لمنال : وين بنتك مالها حس كالعاده حابسه روحها كمان ؟
منال وهي تنزل كاسة الشاي: عجزت عنها حاولت فيها مابترد وبتظل ساكته طول الوقت ...
الجدة تطالع فيها : والله بنتك شو راسها يابس ومابترضى بالامر الواقع الله الله صار دلع بنات هاد!
منال حز بخاطرها وسكتت وماردت "وش دلع بنات يا يمه انا لو بيدي الامر ما اخليها تشتغل هناك ، بس مالي حيله زين انك رضيتي جيّتي هنا آه يارب حسن حالنا يارب " وقامت تجدد لهم الشاي ، ولقت بنتها بالمطبخ تسوي لها شاي بالطريقة العادية لان الشاي التركي مررة ثقيل وماحبته ، منال وهي تحط الصينيه: ليليان وش تسوين هنا؟
طبعا ليليان تشرب وهي ساكته ! ماترد .!
راحت أمها ركبت الابريق على النار وجلست على الكرسي عند بنتها وتمسك يدها بحنيه ،وفاقده الامل انها ترد بنتها عليها : ليليان ادري العيشة صعبه هنا وبغربة تقطع القلب بس مو بيدي يابنتي ،انتي شفتي بعينك كيف عيشتك هنا وهناك فرق كبير، اجبرتنا الظروف نجي هنا نرتاح ونشوف حياتنا وتكملين انتي دراستك هنا ان شاء الله ، بس خلاص كافي عناد وتحبسين نفسك بالغرفة لا انا مرتاحه ولا جدتك ولا خالك كلهم شايلين همك الى متى بتظلين هنا بلا شغل،واذا زعلانه عن هالشغل خالك دوّر غيره مالقى بالذات وانتي ماتعرفين اللغة على الاقل بالمقهى عندك المدير يتكلم عربي واذا على حجابك ماعارض مو مشكلة عنده بس اهم شي لاتجلسين هنا وترى جدتك تصبر بعدين خلاص ماتتحمل ،وهنا الحياة غير عن هناك ،عادي محد عارفك مين انتي كل واحد ونفسه ، وانا بعد بشتغل عند بيوت انظف واطبخ واجي ومنه نوفر لنا معاش ونخفف عن جدتك هاه بنتي شقلتي؟
ليليان على نفس وضعيتها وكانت تفكر وتاخذها الف فكره وفكره وتطالع بأمها اللي تنتظر منها لو كلمة وحدة بس تبرد خاطرها وتشجعت انها تتكلم: خخلاص يمه بس عندي شرط !
منال مو مصدقه ان بنتها اللي راسها يابس ردت : هلا قولي وش هو واحنا موافقين ؟
ليليان : ......
*
الى هنا أتوقف ولكم حرية التخيّل بإيش راح يصير !
القاكم بإذن الله الخميس الجاي إن شاء الله
وطولته عشان الاجازة ي جميلين
"تمت نهاية البارت الثاني "
قراءة مُمتعة
|