المنتدى :
الطفولة
ثمن توتر الأم ورد فعلها الغاضب على الاطفال
ثمن توتر الأم ورد فعلها الغاضب على الاطفال
تفقد بعض الأمهات صبرهن بعد نهار طويل يشوبه التوتر إما بسبب العمل أو بسبب مشاغل المنزل، فتصب الأمهات هذا التوتر على أبنائهن، فأحياناً يصرخن فى وجوههم أو يعاقبونهم
فى الوقت غير المناسب ومن دون سبب وجيه.
ويري أن رد فعل الأم القاسى أحياناً على تصرف طفلها الذى تحبه كثيراً يشعره بالإهانة
لأنه ليس لديه القدرة على فك رموز سلوك والدته الغامض،
وفى المقابل تشعر الكثير من الأمهات بالأسف بعد أن يدركن أن غضبهن لم يكن فى محله
ويسألن الاختصاصيين عن الطريقة المثلى لكبته.
هل أنتي أم سريعة الغضب؟
عندما تعودي إلى المنزل بعد نهار طويل من العمل وأكتشفتي أن ابنك لم ينه فروضه المدرسية،
تحرميه من مشاهدة التلفزيون، وإذا لم يرتب ثيابه ويضعها فى الخزانة تمنعي عنه الكمبيوتر،
ألست تبالغي فى عقابه على هذه الأخطاء الصغيرة؟
عموماً يكشف عقاب الأم المستمر لطفلها عن شعورها بالعجز أمام متطلبات الحياة اليومية
والتى تبدو أنها لا تسير كما ترغب. ويؤدى شعورها بالغضب من نفسها بسبب عدم قدرتها
على تسيير الأمور كما تريد إلى صبه على أبنائها أو المقربين منها،
فهى تظن فى اللاوعي أنها تسيطر على زمام الأمور التى لا تستطيع الإمساك بها،
والطفل يكون الهدف الأول والأسهل الذى تصب عليه غضبها،
وفى مقابل هذا الظلم الذى يلحق بالطفل، يمكن أن يراوده شعور بأن الراشدين غير موثوق بهم، وبالتالى لا يعودون محل ثقته، مما يوتر العلاقة بين الطفل وأمه.
الحل السليم:
عندما تصبحين هادئة وتعرفين أن طفلك لم يكن يستحق العقاب عليك أن تتحدثى إليه وتعترفى له بذلك،
ولكن دون أن تبالغى فى اعتذارك وتحولى الموقف إلى دراما،
فالاعتراف يعزز لديك ولدى طفلك أيضاً الشعور بالارتياح.
يمكنك أيضا أن تضعى لائحة بالتصرفات التى يجب المعاقبة عليها،
على أن تعودى إليها فى كل مرة تشعرين بالتوتر،
مما يخفف عنك وطأة الندم لمبالغتك فى عقاب طفلك.
تفقدي صبرك عندما تشرحي لطفلتك أمرا لا تعرفه:
تريد طفلتك أن تساعدنك ولكنك تفضلي إنجاز الأمور وحدك، لأنها ليست سريعة
أو لأنها لا تنجز العمل المطلوب منها بشكل جيد، وكما تتوقعي مما يشعرك بالغضب.
عليك أن تعرفى سيدتى أن إيقاع طفلتك ليس بمستوى إيقاعك نفسه، خصوصاً إذا كانت فوضوية،
وأنت لا تتحملين هذا الاختلاف فى شخصيتكما، وربما تشعرين بالذنب لأنك لا تحترمين حاجاتها،
أو لأنك لا تمنحينها الوقت الكافى لإنجاز ما تطلبينه منها.
فى المقابل، تشعر ابنتك بأنها سوف تخفق فى العمل الذى أوكلته إليه فلا تحاول إنجازه،
مما يجعل تقويمها لقدراتها ضعيفاً وبالتالى تفقد الثقة بنفسها، فتظن أنها دون طموحك وتوقعاتك.
الحل السليم:
لا تطلبى منها القيام بأمور تعرفين مسبقاً أنها عاجزة عن إنجازها أو تتطلب منها وقتاً طويلاً لتنفيذها،
ولكن عندما يكون لديك وقت استغليه لتعليمها تنفيذ الأمور بالطريقة الصحيحة،
فهى تتعلم بشكل أسرع إذا كنت فى مزاج هادئ مما يجعلكما تمضيان وقتاً ممتعاً
ولحظات رائعة عند القيام معاً ببعض الأمور.
تضعي الحدود وترغبين في توبيخه:
رغم أنك توبخين ابنك فهو لا يقوم بما تطلبيه منه مما يجعلك تصلي إلى مرحلة صفعه،
لأنه لا يطيعك ولا يستمعيك إليكي.
يستعمل الكثير من الأهل الصفع لردع الطفل عن تصرفاته السيئة،
فبعضهم يرى أن صفعة صغيرة لها أثر إيجابى، ولكن لا يجوز إطلاقاً استخدام الصفع كأساس للتربية،
وإذا كان لابد منه يمكن للأم أن تصفع طفلها على يده بلطف إذا كان على وشك الاقتراب من شئ يؤذيه،
ويجب استعمال هذه الطريقة إذا كانت الحل الوحيد والأخير.
ولكن هذا الانتقال من التوبيخ الكلامى إلى الضرب مؤشر
لأن الأزمة بينك وبين طفلك وصلت إلى حائط مسدود،
فكل شئ صار يُحل من خلال العنف الجسدى لأنه لم يعد فى مقدورك جعل رد فعلك عقلى
ولا تجدين الكلمات التى تتواصلين بها مع طفلك.
لذا فإن الفعل الجسدى أصبح محل الكلمات،
وفى المقابل يشعر طفلك بالخوف مما يدفعه للتصرف بالطريقة نفسها،
فكلما زاد العقاب الجسدى للطفل فإنه سوف يحل مشكلاته بالعنف الجسدى أيضاً،
ويصبح أقل قدرة على حلها بالكلام، وبالتالى يصبح عنيفاً مع أترابه والمحيطين به.
حذار من إهانته معنوياً بالكلمات أو جسدياً بالضرب:
عندما نوبخي ابنك يرد عليكي: "أنا وحش"، ثم يلطم وجهه، هل يشعر طفلك بالألم؟
هل عليكي أن تردب عليه بأنه ليس سيئا أو تتوقفي عن عقابه؟
أنت تتساءلين عن عبارة أبنك "أنا وحش" ولكن يبدو لى أنك لم تلاحظى أمراً أساسياً
وهو الوضع الذى يجعله ينطق بهذه العبارة التى يقولها فى كل مرة توبخينه فيها،
والتى تسمح له بلطم نفسه أو خلع سرواله.
لذا عليك التحدث إليه بهدوء لإيجاد تفسير لتصرفه هذا، وتعليمه احترام جسده وكيف يدافع عن نفسه،
أما إذا كنت تعاقبينه بالضرب، فأنصحك بالتوقف فوراً عن هذا الأسلوب الخاطئ فى التربية، لأنه مهين،
ومن الممكن أن يكون اعتاد على ضربك إياه فى كل مرة يتصرف بشكل سئ
فلم يعد يهاب الضرب بل يزداد تعنتاً، وهو بطلبه منك أن تضربيه كأنما يقول لك:
"لا يهمنى الأمر ألم مؤقت ومن بعده أفعل ما أريد"
فحذار من إهانته معنوياً بالكلمات أو جسديا بالضرب.
عموما الضرب ممنوع ويجدر بالأهل تفاديه للأسباب التالية:
1- لأن عواقبه سيئة:
فغالباً ما تضرب الأم طفلها عندما تكون فى حالة غضب، وقد تؤذيه عن غير قصد إذا صفعته بشدة،
أو إذا وجدت أن صفعة صغيرة لم تنفع فتحاول فى المرة الثانية أن تصفعه بقوة
ظناً منها أنه سينصاع لأمرها.
2- الضرب لا ينفع:
فقد أثبتت الدراسات التربوية أن الأطفال لا يعرفون ولا يفهمون لماذا يضربهم أهلهم.
3- الضرب يعزز سلوك العنف عند الطفل:
فالعنف يولد العنف، وقد يظن الطفل أنه إذا كان من حق أمه أن تضرب فلم لا يقوم بذلك هو أيضاً؟
الحل السليم:
أنت تدركين سيدتى أنه لا يمكنك الاستخفاف بهذا التصرف أى الاعتماد على العنف الجسدى
لإخضاع طفلك، إذاً عندما تشعرين بأنك ستنزلقين في هذا المأزق
فعليك أن تضعى لنفسك ممنوعاً مطلقاً كأن تقولى لنفسك من الآن فصاعداً
أمنع نفسى من ضرب ابنى.
فتحويل الفكرة إلى كلام يساعدك فى التوقف عن ممارسة العنف الجسدى،
وعندما تفقدين السيطرة على غضبك أرسلى ابنك إلى غرفته
فالابتعاد عن بعضكما يجعلكما تشعران بالهدوء أكثر، وبالتالى تتمكنى من استعادة رشدك
والتفكير فى الحل المناسب.
توبخب طفلك بعبارات قاسية جداً:
أثناء ثورة غضبك توجهبن إلى طفلك عبارات قاسية جداً، فنبدي شريرة.
عليك أن تفكرى فى تقويم لغتك، فخلف هذه العبارات القاسية يوجد لديك شعور بالعجز،
ولكي تستعيدى سلطتك تلجئين إلى العنف اللغوى، وتظنين أنه ليس خطراً لأن طفلك يعرف أنك تحبينه،
بينما عليك سيدتى أن تعرفى أن العنف اللغوى لديه نفس الأثر السلبى للعنف الجسدى،
وبالتالى فإن استعمال العبارات القاسية أو البذيئة فى العائلة قد يؤدى إلى جعلها وسيلة التواصل الوحيدة عند الطفل لأنه تعود عليها.
- الحل السليم:
عليك سيدتى أن تعتذرى لطفلك بعد توجهك بعبارة قاسية إليه، كأن تقولى له:
"ما قلته ليس جيداً اعذرنى، لم أكن أفكر" وتحدثى إليه عن كل الأمور الحسنة التى يتمتع بها،
فالاعتراف بالذنب فوراً يبعث رسالة إلى طفلك بأنك لا تحتقرينه،
وأنك تأخذين فى الاعتبار كل ما يقوم به.
فيض ودى
|