كاتب الموضوع :
~FANANAH~
المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
رد: بوح قاتل!
بوحي ~
.
.
أشعر بالاختناق ، وبأن الجسد الذي يحتويني يقتُلني ، يَشُد من إزاره !
أخشى من الأيام القادمه ، بتَ أخشى من نفسي ..
أجل ، يال خيبتي ، تغيرت حتي ما عُدت أُميز من أنا ؟ وما أكون !
تاهت معالم شخصيتي ، تاهت نفسي المسكينة ..
ما عُدت أسمع همساتها ، ما عُدت أجدها بداخلي !
يسُكنني الخواء ، فراغ مُوحش كئيب كليل بلا ضوء يُشيحه
بلا نجوم تُزينه ..
..
أتساءل في وحدتي ، بعمق تفكيري ما رأي والدتي بي ؟
كثيرا ما يتناهي لسمعي بأن الحمل الأول هو الأصعب
فإما أن يكون سعادة أو معُاناة ..
فهل كنت كذلك يا أمي ؟
هل عانيتي ؟ هل تمنيتي ؟ أم هل حققت لك أمانيكِ ؟
فلستُ بذلك التميز ، ولستُ بذلك الجمال !
..
طموحي لا يتعدى البضعة أسطر وأحلامي تتعدد
ولكني لا أزال تلك البكَر التي تتمني إرضائك ..
هل أخطأت حينما عَلقتُ أحلامي بشماعه جانبية ، لأُحقق رغباتك ؟
تميز مستمر ، مديح مؤقت ، تصرف مُهذب ..
كوني الأولى ، الصمت المُفضل ، الأخلاق الفُضلى ..
..
ماذا على أن أكون ؟
بل من أكون ؟
ابنتك ضائعه ، لم أعد أرغب بالكثير ، أصبح الفراغ لذيذاً
أصبح البعد عن المجتمع الخانق ، حُرية لم أكد أمتلكها !
أمي ، أتساءل كثيرا إذا ما جعلت فخورة ؟
إذا ما كانت إنجازاتي تُسعدك ، إذا ما كانت تصرفاتي الخرقاء تُحزنك ؟
أحتاج القليل أماه ، حضن دافئ وبضعة كلمات نادرة ..
ولكن في غمرة إنشاغلك ، لا تَلحظين حاجتي !
..
لا أزال صغيرة يا أماه !
أتعلمين لما أترقب يوم تخَرجي من البكالوريوس ؟
حتي أعلم يقينا ، إن حققت أقصى غاياتك ؟ إن كانت سعادتك تعتمد على سعادتي ..
لطالما لَجمت الصمت ، خوفاً من الإجابة ..
لطالما أيقنت إنه برضاك عني ، لا أحتاج أن أطمح في شيء آخر ..
ولكني الآن خاويه ، لا أجد هوية تُحددني !
لا أجد في أي شخص كان ما يُشبع تعطشي ..
لأنهم لا يُماثلونك !
لما حين كبرت ، انتهت المداعبات والاحتضان المُباغت ؟
لما ابتعدتي ، لا أزال غَره ، مراهقة بجسد إمرأة !
..
أحتاجك ، وألزم الصمت عن الطلب ..
فأنا لا أستطيع التحدث ، البكاء يكفى ، رغم قسوته فإنه يُزيل
بقطراته حزننا ، ألامنا ، همومنا !
يتركنا وسط هدوء مفاجئ ، بعد هيجان الأعاصير فينا ..
مُطمئنين ..
لذا ما عُدت أنتظر أحداً ما لينتزعني من حالة بؤسي ..
إن ما أردت التَغير فلي تلك النفَس الضائعه !
..
فقد مللتَ من الاهتمام ، من البحث عن شخص يُحاديثني نصف النهار
من شخص يَهبنُي ابتسامه صادقة ..
مللتَ من هذه المشاعر المؤلمة ، أنتم ؟
آهه لقد انتهى بوحي ..
|