المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
روايه دائره سمر بقلم عمرو يوسف روايه قصيره كامله
دائره سمر بقلم عمرو يوسف
1
يهنئوننى بعيد ميلادى , صفحتى فى الفيس بوك تمتلىء بعدد
من التهانى لا بأس بها من الأصدقاء, والذى بينهم أقارب لم أراهم
منذ سنوات وأناسآ لا أعرفهم على الإطلاق .
ولكن بم يهنئونى ؟ .. ما الفارق فى هذا اليوم إنه بائس كئيب مثل
جميع أيامى السابقه .
أسأل نفسى دائمآ هل يمكن الرجوع بالزمن إلى الوراء .. أصحح
أخطائى الكبيره .. أنصح الفتى الذى تمر الفرص من أمامه ..
أعنفه على اللامبالاه التى يخوض بها سنوات شبابه ولكنى أعرف
أن ما حدث قد حدث فلا داع للأوهام .
يتمنون لى العيش لمائه سنه .. يا إلهى إنها أمنيه لا أريد لها التحقق
على الإطلاق .
قد سئمت من حياتى النمطيه اللعينه التى أدور باستمرار فى فلكها .. إستيقاظ .. تتبع سمر ..عمل .. نوم ..
لا جديد يطرأ ولا أمرآ يتغير .
وحيد .. أعزب .. بائس .
من أنا ؟ .. أنا لا شىء .. أنا مجرد ورقه مهمله تتقاذفها الرياح..
أنا من خيبت آمال والدى وأهلى والمدرسين من ظنوا بى خيرآ
ولم يتخيلوا أن أكون فى المستقبل مجرد عامل بسيط فى صاله
سينما بالدقى .. أهميته فى الحياه رؤيه تذكرتك وعلى ضوء
مصباحه يرشدك إلى مقعدك وينتظر البقشيش .
هل هذا ما كنت أتمناه لنفسى .. بالطبع لا ولكنى حصدت ما
زرعته .. حاولت تغيير مسار حياتى ولكن كعادتى فشلت ..
وأمتنعت عن تكرار المحاوله لخشيتى من تكرار الفشل .
متعتى فى الحياه بعد الراحه والأنتخه هى مشاهده الأفلام الاجنبيه
وخصوصآ الأكشن حيث أتعايش مع البطل وهو يدمر ويسحق
أعدائه وينقذ حبيبته من براثنهم .. وأتمنى حياتى كمثله .. وأحلم
بسنه مختلفه عن التاسعه وعشرون سنه السابقه .. مثيره كفيلم
هوليودى صاخب .. أكون فيها البطل والمنقذ الوحيد وأتخلص
للأبد من دور الكومبارس الذى لازمنى طويلآ .
أضع همى على الوساده متمنيآ لنفسى نوم عميق وأحلام سعيده
وصباح جديد مختلف .
ككل صباح أستحممت بماء بارد منعش .. وأرتديت ملابسى متأنقآ
وفى الشرفه أشعلت سيجاره الإصطباحه وعلى السور فنجان القهوه
الذى أحتسيه على مهل وشوق .. بصرى معلق بمدخل العقار
المواجه لى على الجانب الآخر متحملآ آشعه الشمس التى تصطدم
بعينى ووجهى بشراسه وذبابه لعينه تحاصر أنفى بقسوه و ...
رأيتها تخرج من مدخله وبخطوات واسعه تعبر الشارع الواسع
الصاخب بالسيارات والماره متجهه لمحطه الأتوبيس فوثبت
للخارج مسرعآ .. نزلت الدرج بوثبات متتاليه.. رأيتها تصعد
حافله تتجه للمعادى .. إنها إذن غير ذاهبه لعملها ..
ربما تنطلق لإختبار تمثيل آخر .
إنى أعشق رؤيتها وتتبعها .. من هى ؟
إنها حبيبتى منذ الطفوله .. سمر .
زميلتى فى نفس الفصل فى مرحلتى الإبتدائيه والإعداديه ..
أرتبطت بصداقه وتيده معها وقصه حب مكتومه.
حالمه ورشيقه وفاتنه ورقيقه .
ألاحقها منذ فتره من بعيد ولم تواتينى الشجاعه بأن أصارحها
بمكنون نفسى ومشاعرى تجاها .. وإن كنت أعلم إنها تدركها ..
خوفآ من رفضها ومن ثم تطاير الحلم الذى أتنفس وأعيش من
خلاله .. إضافه لشعورى بأنى لست كفؤآ لها .. لست مميزآ.
هى تعمل فى قسم خدمه العملاء ببنك مصر وقد أرتبطت
بخطبه مع زميل لها هناك ولكنها أنفصلت عنه منذ فتره
قصيره .. تعددت آراء الجيران فى السبب ولكنى أعلمه جيدآ
وهو حلمها وشغفها الاول .. التمثيل .
حلمها الأزلى منذ الطفوله ولن تتخلى عنه بأى مقابل كان ,
لكنى أتمنى ألا يتحقق حتى لا تبتعد عن ناظرى أكثر وأكثر .
وعندما كانت تسألنى عن حلمى .. أضحك لأنى لم أكن أملك أى
فكره عنه ولكنى الآن ادرك إنها هى .. سمر .. حلمى الوحيد
إنها كنجمات السينما .. تملك طله مذهله وخفه دم مدهشه .
غادرت مقعدها ومضت نحو الباب وهى تشير للسائق بالتوقف
أمام أكاديميه خاصه لفنون السينما حسبما أرى ..
فجأه ألتفتت بقوامها المتناسق الفاتن ونظرت نحوى وقد أبتسمت
إبتسامتها الواسعه وقالت .. أمازلت تتبعنى . ثم نزلت.
بوجه مندهش أستقبلت جملتها .. تحركت الحافله فالتفت
بنظرى نحوها .. كانت تمضى بخطواتها المتهاديه نحو بوابه
الأكاديميه .
............................................................ ............
2
فى اليوم التالى صعدت سمر للحافله المتجهه للمعادى وأنا فى
إثرها أخطو .. يبدو أنها أخذت أجازه من البنك أو إستقالت ..
متأنقه كعادتها وشعرها الأسود المسدل على كتفيها يتطاير مع
هبات هواء منعش يهب من النافذه التى بجوارها وكانت
نظراتها منصبه علي الطريق بشرود ويبدو أنها لم تلاحظ
إنى صعدت وجلست على مقعد وراءها مباشره .
يبدو أن هناك أمرآ ما يؤرقها وتفكر فيه بشده .
نزلت عند الاكاديميه الخاصه ونزلت هذه المره وراءها ..
كانت تقف على مقربه من بواباتها العاليه وهى تنظر لساعتها
بترقب .. وأنا خلف شجره عملاقه فى الناحيه المقبله أتابعها وفى
فمى قضمات من لفافه سجق قد أعددته صباحآ .
أقترب منها رجل وقور طويل القامه أنيق فى العقد الرابع من
العمر قامته مشدوده كمصارع عينيه كعينين صقر جارح
مصفف شعره بعنايه فائقه .. لوح لها بيده فمشت بخطوات
سريعه نحوه وعلى وجهها أبتسامتها الواسعه .. صافحته بترحاب
لثم خدها بقبله سريعه .. إرتبكت سمر قليلآ .. تبادلا الحديث
ووجهه ملاصق لوجها بدرجه غريبه وكأنه سيقبل فمها .
بعد دقائق من الحديث الهامس مشيا ببطء نحو سياره سوداء فاخره
أخرج من شنطتها الخلفيه ملف من الأوراق فى مجلد أحمر كبير
وأعطاه لسمر ثم وضع يده على كتفها مربتآ .. ورفع يده الأخرى
نحو وجهها مشيرآ عده إشارات غريبه وهو يكلمها بإنفعال يبدو .
أقتربت منهما بحذر وسمعت صوتها يردد - سأكون عند حسن
ظنك . وصافحته بحراره وضعط هو على يدها بقوه أرى ذلك
جيدآ .. ولثم وجنتها مره أخرى ثم ركب سيارته و أنطلق ..
ومضت هى نحو بوابه الأكاديميه بخطواتها المتهاديه وأختفت
داخلها .
من هذا اللعين ؟ .. أشعر بداخلى يصرخ بأنى رأيته من قبل
خلايا مخى ترمى لى بعده صور متناثره ..ألتقطت إحداهم فى
لهفه ونشوه .. عرفته .. أنه زوج مروه أبنه بنت عمك سحر
لقد دعتنى لحفل زفافهما من ثلاثه سنوات تقريبآ ولكنى لم
أحضر أخبرتنى حينها أنه دكتور كبير فى علم الإخراج انا لم
ألتق بمروه منذ فتره طويله وبالطبع لم ألتق به .. عندما
هنئتى بعيد ميلادى على صفتحى فى الفيس بوك..تطلعت على
الصوره الرئيسيه فى صفحتها بشغف .. صوره تجمع بينهما
فى يخت وسط البحر .. عرفت هويه الوغد .
............................................................ .........
عدت إلى الشقه فى الواحده صباحآ اذ كانت فتره العمل تبدأ
من الساعه الرابعه عصرآ حتى منتصف الليل .. إلتهمت لفائف
كبده على الضوء المنبعث من شاشه الكمبيوتر والظلام يسود
أرجاء الغرفه وبعدها أمسكت بكوب الشاى بالنعناع الساخن والذى
داعب رائحته أنفى .. وشربته بمهل وتلذذ وأنا أتصفح صفحتى
على موقع الفيس بوك ثم أجتاحنى المللل فجأه فأمسكت الجريده
قرأت عنوانها الرئيسى فألقيتها جانبآ بقرف .. ضحيه جديده لسفاح
الجيزه الفتاه لبنى السيد حيث وجد جثتها فى شارع ....
مذبوحه بطريقته النمطيه المألوفه وقد عاينت نيابه ال.........
اللعنه على تلك الأخبار .. تملكنى النعاس فتمددت على السرير
أغمضت جفونى وأنطلق ذهنى دائرآ فى أرجاء الماضى ..
بارزآ لى رغمآ عنى هذا المشهد .. حينها كنت فى بدايه العقد
الثانى من العمر عندما قابلت سمر بوجهها الأسمر النقى وملامحها
الدقيقه الفاتنه كانت تحمل على كتفها إبنه أختها هايا تضمها
بحنان غامر شملنى وأنا سائر بجوارها .. سلمت على بترحاب
شديد وسلمت عليها بموده صافيه وداعبت الطفله بعده حركات
سخيفه بوجهى .. كانت سمر تحمل فى عينيها نظره ما .. نظره
تقول لى .. صرح بما فى داخلك من مشاعر وسأستجيب ..
.. ولكنى حينها لم أكن أعبأ بشىء .. كنت فى مرحله تشذى
عنيفه ولامبالاه .
وعندما ودعتها أمام منزلها رأيت نظره حزينه تملكتها تشير
بخيبه الأمل والرجاء فى شخصى .. لازالت أتذكر تلك النظره
وكأنها منذ دقيقه مضت .. وعندما أفقت من التوهان كان
الوقت قد مضى وصرت عامل حقير وهى تعمل فى منصب
مرموق ببنك مصر ..حينها أضرب نفسى وأصرخ نادمآ بلا
جدوى .. كان يجب أن أستجيب لنظرتها المرحبه .. ولكنها
صرخات بلاجدوى.
............................................................ ..............
منذ ثلاثه أيام ولم تظهر سمر إطلاقآ .. هل أصيبت بوعكه شديده
أرقدتها .. ركزت ببصرى ككل صباح من شرفتى على مدخل
عقارها وأنا أنفث دخان سجارتى بتوتر .. أرى والد سمر يشرف
على عاملين يفرشان صوان عزاء وسيدات يرتدن السواد يأتن
تباعآ ويسلمن عليه بحراره .. يبدو على وجهه ملامح حزن عميق
أراه يسند سيده عجوز يقطر الحزن من وجهها الجاف ويعاونها
على صعود الدرج .. من مات ياترى من عائلتها ؟ .. أجدتها
أم عمتها المسنه ؟.. سينتشر النبأ بعد قليل و يا خبر بفلوس .
أمسكت بالجريده .. أفر فى ورقها بملل وفجأه وقع بصرى
على خبر نزل على كيانى كصاعقه مدويه ..ضحيه جديده
لسفاح الجيزه فتاه تدى سمر سامى موظفه ببنك مصر
تقطن بحى الدقى شارع .... وقد شوهد جثمانها ملقى فى .....
مذبوحه بطريقته النمطيه المألوفه وقد عاينت نيابه ال....
تسمرت من الدهشه وعلت على وجهى إبتسامه من شده
الإستغراب والصدمه .. سمر ماتت .. ذلك الملاك يذبح
لا هذا خبر كذب .. نزلت دموعى كالأمطار حاولت قرأته
مره أخرى فلم أعى أى كلمه وكأنه مكتوب بلغه أجنبيه لا أعرفها .
ألقيت بالجريده بعيدآ ..وشعرت بالإرهاق فجأه فغصت فى
السرير منهكآ .. بدأ ذهنى المكدود يفكر فظهر لى وجه
زوج مروه وعلت كلمه الإنتقام أمام صفحه وجهى البائس.
هو أول الخيط الذى من خلاله سأعرف القاتل المجرم ..
أنه من آخر من ألتقت بهم .. وشعرت حينها بتوجس عند رؤيته ..
حدسى يرشدنى إليه وسأحطمه حتى ولويكن هو الفاعل ..
فهو بالتأكيد من الأسباب التى جعلتها تلتقى به .
خيبت ظنها فى حياتها .. ولم أكن الرجل الذى يعتمد عليه أو
فارس أحلامها المرجو .. ولكنى يجب أن أنفض الغبار من على
رأسى وكيانى وأنتفض منتقمآ من أجلها .. ظهر وجهها المضىء
أمام عينى .. فنزلت دموعى بغزاره وصحت بكل قوه .. سأكن
عند حسن ظنك هذه المره وسأريح روحك بقتل وحرق قاتلك أعدك
بهذا .
............................................................ ..............
3
أخذت أجازه من العمل لمده أسبوع وبدأت المهمه .. ومن صفحه
مروه على الفيس بوك عرفت بعض التفاصيل الهامه عن حياتها
من منشوراتها .. تعشق التمثيل والتصوير وتنتظر فرصه
لإظهار موهبتها .. حزينه لسبب ما .. تكره سيطره الرجال..
.. زوجها لا يملك صفحه على الفيس بوك .. , ثم تتبعته
من مقر عمله فى الاكاديميه حتى عرفت عنوان منزله .
ومن هناك سأبدأ التقصى عنه والبحث .
فى اليوم التالى ومن الصباح الباكر كنت أجلس على مقهى أمام
العقار بمنطقه طلعت حرب أنتظر نزوله .. وها قد نزل أخيرآ
يرتدى حله زرقاء أنيقه وفى يده شنطه جلديه سوداء .. يمشى
بخطوات ثابته قويه كملك متوج .. ركب سيارته السوداء و
أنطلق .. أنتظرت ساعه بعدها ثم نهضت .. حاسبت صاحب
المقهى الذى لايكف عن السعال ثم البصق .. أيوه 3 شاى
ونرجيله .. أتفضل حسابك .. سلاموا عليكوا .
شاى مثل نشاره الخشب ما علينا .. مضيت فى خطوات هادئه نحو
مدخل العقار وفى يدى شنطه بلاستيكيه .. لم يكن هناك حارس
عقار أو بواب .. صعدت الدرج إلى الدور الثالث وأنا أتنفس بعمق
لإخماد ما بداخلى من براكين قلق وتوتر .. دار نظرى بين ثلاثه
شقق .. حائرآ .. ثم إستقريت على الشقه التى على يمينى فملصق
على بابها كارت ذهبى كتب فيه بخط أسود بارز .. شقه د سليم
على مخرج وأكاديمى ..
رنيت الجرس مرتين .. سمعت صوت أنثوى عذب يقول
من وراء الباب – من ؟
- أنا فلان .. أبن عم والدتك سحر .
سكوت مطبق يبدو أنها تنظر فى عين الباب .. فأردفت .. لقد
هنئتينى على صفحتى فى الفيس بيوم ميلادى منذ أسبوع تقريبآ,
معذره لمجيئى فى هذا الوقت هكذا ولكنى لدى موعد مع الدكتور
سليم .. إنه مشروع فيلم . .. هل ستلتقط الطعم ؟
سكوت مطبق طويل .. أرتفعت دقات قلبى إضطرابآ و..
سمعت صوت ترباس ينزاح وأنفتح باب الشقه .. وظهرت مروه
شعرها ذهبى لامع ووجها أبيض ممتلىء .. فاتنه بحق وأجمل
من الصور التى تمتلىء بها صفحتها .. إنها أكبر منى بعده
سنوات قليله .. كانت ترتدى فستانآ أزرق طويل بأكمام وقد
أحتوى جسدها المذهل وأبرز منحنيانه المدهشه .. يبدو أنها
أرتدته على عجل لمقابلتى .. صافحتنى بحذر وهى تتطلع فى
وجهى بترقب .. أجلستنى على أول مقعد كائن فى الصاله الواسعه
التى تتزين حوائطها بلوحات مختلفه .. و فى مواجهتى
صوره كبيره للدكتور سليم على يقف فيها شامخآ رافعآ إصبعه
بتحد .. على يمينى صوره زفافهما ..وعلى يسارى تتربع شاشه
تلفاز عملاقه وتحتها منضده رخاميه موضوع عليها جهاز ريسيفر
وعده إسطوانات ملقاه على جانبيه .. وفى أحد الأركان تمثال
لإمرأه مغمضه العينين والأثاث بسيط وأنيق يتميز بذوق عال .
وضعت أمامى منضده خشبيه صغيره ألقت عليها كوب ليمون
مثلج .. ثم جلست على مقعد وثير فى مواجهتى وبيننا مسافه
مناسبه .
أخرجت من الكيس البلاستيكى علبه ملفوفه بورق ملون ذاهى
وضعتها على المنضده وقلت لها .. هديه بسيطه .
قالت وهى تصوب عينيها الناعستين الواسعتين على وجهى بتركيز
- أننا لم نتقابل منذ مده طويله ولولا صوتك على الفيس ما
كنت عرفتك .
- هذا صحيح .. هذه هى الدنيا .
- ما أخبارك ؟
- بخير والحمد لله .
ثم سألتنى عن أخبار الأهل .. والأحبه .. وسلم لى على فلان
وفلانه .. وأنا أردد .. يوصل إن شاء الله .. وأنا أصلآ لم
أقابلهم مثلها من فتره .
- أعلم الدكتور أنك من أقاربى ؟
- لم أخبره بعد.. إذ أنى لم أكن أعلم حين قابلته إنه زوجك.
فسألتنى بغته – كيف تعرفت عليه إذن ؟
- أنا أحضر دوره كتابه سيناريو فى الأكاديميه الخاصه ومن
هناك تعرفت عليه .. وعرضت عليه ورق من سيناريو فيلم
أعده وأكتبه .. عجبته الفكره والنص .. وأعطانى هذ ا العنوان
لمقابلته .. وبالصدفه عرفت من أحد أقاربنا إنه عنوان منزلك .. منزل الزوجيه .. فتحمست للزياره أكثر .. ولكن
يبدو أنه نسى الموعد .. كان المفترض اليوم صباحآ.
- أمر غريب نسيانه, فنادرآ ما ينسى مواعيد قررها , وخصوصآ إن كانت فى المنزل وشخص غريب بالنسبه له
قادم .. سأتصل به فورآ لإستعلم السبب .
أزدرت ريقى بصعوبه وقلت لها بلهجه سريعه – لقد أتصلت به وأنا أمام باب الشقه وكان هاتفه مغلقآ .
- إذن هو فى إجتماع أو يلقى محاضره . ثم سألتنى بأهتمام
جلى ظهر فى عينيها – وما هى قصه فيلمك ؟.
- عباره عن حبيبين تفرقهما الظروف والأقدار .. ومن خلال قصتهما نرى أثر تطبيق السياسه الرأسماليه على المجتمع المصرى بشكل بسيط ودقيق .
- وهل يا ترى فى مخيلتك فنانه معينه لبطوله الفيلم ؟
سكت قليلآ وشربت ماتبقى من عصير الليمون فى جرعه واحده وبأبتسامه خفيفه قلت – لا.. وأعتقد أن وجه جديد
فى هذا الدور أصلح وأنسب .
مالت نحوى بوجهها الفاتن وبأبتسامه عذبه سألتنى
- بصدق .. هل أملك المواصفات الشكليه لهذا الدور؟
- بالطبع .
حل على وجهها ملامح فرح وسعاده فأستدركت قائلآ
- ولكنى لا أعرف شيئآ عن قدراتك التمثيليه بالإضافه
إنى لست المخرج .
- أنا ممثله ماهره .. أنا من خرجى المعهد العالى للسينما
قسم تمثيل .. وبما إنك المؤلف فلك دور فى الترشيحات .
- بالتأكيد لى دور ومن حظك الجيد إن المخرج ربما سيكون زوجك.
إحتل الحزن ملامح وجهها وقالت بحذر – لقد وجد ضالته إذن ..
أتعلم أنه لم يقم بإخراج أى فيلمآ روائيآ طويلآ حتى الآن ؟ ..
مكتفيآ بالأفلام الوثائقيه والقصيره ويعلل هذا بندره السيناريوهات
الأصليه الجيده .. اللعنه .. يالحظى البائس .
- لما ؟
صاحت بحنق وغل – الدكتور العظيم يرفض إنخراطى فى
مجال الفن .. الرجل المنفتح الذى يصرخ بحريه المرأه أمام
الكاميرات .. ويرطن بأهميه دورها فى المجتمع وضروره إقحامها فى جميع المجالات .. يقيد حريتى ويحبطنى دائمآ..
وعدنى فى بدايه تعارفنا على أنه سيجد لى دور مناسب يبرز
موهبتى حتى إن لم يكن من إخراجه .. و تمر الأيام والشهور دون أن يحدث شىء .. ويتحجج دائمآ بأنه لم يجد الدور
المناسب بعد.. ومن يومين علمت من صديق مشترك بيننا
مخرج أفلام .. بأنه كان يريد وجه جديد لفيلم له ورشح له
زوجى فتاه ما .. وهم يصورون الآن فى شرم الشيخ .. وعندما سألته لما لم ترشحنى ؟
.. أجابنى ببرود .. الفتاه موهوبه وأنه
كان يجب عليه مساعدتها فقد مات خطيبها من عده شهور فى حادث سياره فتهكمت عليه وقلت ووالدها أحرق وجهه وهو يقلى البطاطس .. فصاح ثائرآ .. كيف تكلمينى بتلك الطريقه
أسمعى جيدآ من الآخر .. أنت ملكى أنا فقط .. ولولا حركه الحياه لقيدتك فى المنزل .. ولن أسمح لك بالتمثيل أبدآ .. لن
أسمح أن تتشكلى أوتتحركى أو ترقصى أمام أعين الآخريين
أنظر لإزدواجيته الحقيره .. والأدهى إنه يحرض الفتيات
على الهرب من أهلهم إن عارضوا عملهم فى التمثيل و
آخرهم فتاه من القليوبيه وعدها بآمال كبيره ثم ألقاها لمخرج
وضعها فى دور بسيط بمسلسل هزلى .. بعدها إختفت تمامآ
وسمعت أن أهلها يبحثون عنها فى كل شبر ولم يجدوا لها
أثر حتى الآن .. وآخرون يرددون بأن أخاها قتلها منذ فتره
ويصطنع اهلها البحث عنها لإخفاء جريمته .. وإنه مصمم
على إيجاد المخرج الذى حرضها على الهرب وقتله .. وزوجى يعلم بكل ذلك وعندما واجهته لم ينكر الأمر .. إنه إنسان بغيض ومريض.
قلت لنفسى .. ها قد ظهرت بعض الملامح المظلمه وراء
قناع وجهه الهادىء ..ربما هو السفاح إذن وقتل تلك الفتاه
كما قتل غيرها من الأبرياء وسيعثرون عليها مذبوحه قريبآ.
بأسى قالت وهى تلمس جبهتها – أنا أتأسف لك إنى أسمعتك
كل هذا .. ولكنك قريبى .. ولقد فضفضت لك بكل ما أختنق
به كمدآ .. أتعلم إنه منع على زياره عائلتى وقطع أوصال
الموده بيننا وبينهم .. بعله إنهم يريدون إستغلال شهرته ومكانته الإجتماعيه .. هذا غير عصبيته وقسوته فى معاملتى
سألتها بإهتمام – وما الذى يجبرك على الإستمرار معه إذن ؟
- بكل صراحه .. لقد إنتشلنى من فقر كنت أغوص فيه وأنت
ترى بنفسك المستوى الراقى الذى أعيش فيه الآن .. ولقد
طرأت على رأسى فكره الطلاق منه أكثر من مره ولكنى
أواجها بحياه البؤس السابقه فأتراجع .. وأواصل بمضض
ولكن هذا غير آمن .. فهو متقلب المزاج .. وأنا لست زيجته
الأولى .. بل لديه قضايا مع طليقاته فى أمور النفقه وغيرها .. لذلك أتمنى أى فرصه .. أى دور يبرز موهبتى حتى أستطع الإستقلال من قبضته ومن ثم طلب الطلاق فإن رفض
بإمكانى هجره دون أن أخاف من شدته وقوته أو المستقبل .
أومأت برأسى متفهمآ ثم سألتها عن البندقيه المعلقه على الحائط
فأجابتنى – إنه يعشق الصيد .. إنها هوايته المفضله .. ويملك
كامب لا أدرى عنوانه بالضبط , يذهب إليه دائمآ يوم الخميس
من كل أسبوع ليمارس هوايته .
قلت لنفسى فى سعاده .. هذه معلومه مهمه للغايه ..
- ولما لا تنضمين له عند ذهابه الكامب ؟
- يقول إنها رحله خطره ومرهقه .. رغم إنه قام بتعليمى كيفيه
إستخدام البندقيه .. ولكنه بطبيعته يعشق الوحده .. لم أرى
له أى أقارب منذ زواجنا وعندما سألته .. أجاب .. الأحباب
ماتوا .. فهو كما يقال فى الأمثال .. مقطوع من شجره .
- يمكن أن أتبعه إلى هناك لأكشف غوره .
نظرت لى حينها بصمت مريب فتملكنى غضب عارم
من نفسى وسذاجتى ..
بعدها بلحظات قلت وأنا أنهض – أشكرك على تلك الضيافه
الرائعه .. وأسف جدآ إن كنت أهدرت وقتك .
- أرجو أن تكرر الزياره لأرى الورق الخاص بالفيلم .
- قريبآ.
- أوعدنى أن تبحث عن مخرج آخر يتبنى عملك وتشترط
عليه أن أؤدى دور البطله .. ولا تقلق فأنا موهوبه ..
- أوعدك .. ولكن زوجك سيرفض تأ.....
- أنت قريبى وستساعدنى .. وإن ضاقت الأمور سأهرب .
4
أنتظر يوم الخميس بشوق كبير .. أعددت نفسى لتتبعه نحو كامبه المجهول .. قمت بتأجير سياره .. و شراء مسدس غير مرخص .. و صاعق كهربائى .. الهدف هذه المره واضح أمام عينى .
بعد يومين من لقائنا بعثت لى رساله على صفحتى فى الفيس بوك .. تريد رؤيتى لأمر ضرورى غدآ .. وتدعونى لزيارتها مره أخرى فى نفس الموعد السابق .
فى الموعد كنت أمام باب الشقه .. رنيت الجرس مره .. لم
أسمع صوتآ .. مره ثانيه وثالثه .. ولا شىء أيضآ .. أنسيت
الموعد وغادرت .. رنيت لمره أخيره وفجأه .. فتح باب الشقه التى ورائى وسمعت صوت يسأل بخشونه – من أنت؟
ألتفت له بتوتر .. رجل طويل القامه أصلع .. فى عقده الخامس .. يرتدى بيجامه وفى يده عصا غليظه , ينظر نحوى بتوجس .. وبجانبه سيده منكوشه الشعر تنظر بإرتياب
أجبته بلهجه سريعه – أنا طالب فى أكاديميه السنيما ولقد أعطانى الدكتور موعدآ و......
قاطعنى بغلظه – أنت كاذب .. الدكتور لا يلتقى بطلاب فى منزله.
ثم أنقض على فجأه وهو يحاول الإمساك بتلاببى وتقييد حركتى والسيده منكوشه الشعر تذوم كقطه مفترسه ..
دفعته بأقصى ماأملك من قوه فى صدره فسقط أرضآ
متألمآ .. ثم قفزت نازلآ الدرج بسرعه ومن أعلى أسمع
صوت السيده تصرخ بصوت مرتفع .. سمعت صوت أبواب
تفتح وأقدام تتحرك.. وصلت للدور الأول وإذ بى أفاجأ برجل
بدين ينقض على وهو يكور قبضته .. إستقبلته بركله قويه فى
كرشه المتدلى فأنثنى صارخآ .. وواصلت نزولى .. رغم خوفى أشعر بحماسه رهيبه لم أشعر بها من قبل .. أنطلقت
فى الشارع الواسع وورائى أسمع أصوات تصيح وتنادى
بملاحقتى وبتهور عبرت نهر السيارات المتدفق دون أن
أخفض سرعتى للناحيه الأخرى وأوقفت أول سياره أجره
.. قفزت فيها وأنا أصرخ فى السائق .. أى مكان بعيدآ
عن تلك المنطقه .
............................................................ ........
أرتحت على السرير بملابسى بعد أن شربت زجاجه ماء
مثلجه .. ونمت كالميت اذ كانت عضلات جسدى تئن وتشتكى من الجهد الخارق الذى بذلته .. إستيقظت على
صوت رنين هاتفى النقال ..فى الساعه السادسه مسائآ
تقريبآ .. أمسكت بالهاتف .. إنه رقمها .. أتصلت بى عده مرات .. أجبتها بصوت متعب .. تأسفت لى بشده عما حدث
وأردفت.. لقد عرفت من الجيران .. لقد ظنوك متطفل يحاول إقتحام الشقه .. ومن ثم عينوا حارسآ لحراسه العقار وأبلغوا
الشرطه .. إننى حاولت الإتصال بك فى الصباح لألغى موعدنا فقد أخبرنى سليم فجأه بأن أستعد للذهاب معه لزياره
صديق له وصل مصر بصحبه زوجته الإمريكيه فى زياره
سريعه .. ولكن هاتفى هذا أصيب بعطل مفاجىء ومن سوء
الحظ لم أكن أملك الوقت لإبلاغك بوسيله أخرى .
سألتها عن سبب طلبها رؤيتى فأجابتنى .. موضوع ما يخصنا سويآ.. لن أستطيع إيضاحه الآن .. يجب أن نتفق
على موعد آخر.
إبتلعت كلامها بغير إقتناع مرغمآ ..
وسألتها عن أحوالها؟
أجابت بعد تنهيده حاره – أنا كما أنا .. أرغب فى إنتشال نفسى من غياهب التسلط .. مهما كان الثمن .
- على أحد دفع الثمن .
- حتى وإن كان باهظآ ؟
- أحيانآ أثناء سعينا وراء هدف .. نفعل أمورآ لم نكن نتخيل فعلها .
- ولكننا بهذا نفقد آدميتنا .
- علينا إذن الإختيار .
- إنه إختيار صعب وقاس .
- هذه هى الحياه .. لهذا البقاء للأقوى دائمآ .
ثم سألتنى عن آخر أخبار بحثى عن مخرج ؟
فقلت لها .. مازلت أبحث .. لا تقلقى أنا ملتزم بوعدى .
قالت بحده – لقد أنكر تمامآ حين سألته عن وجود أنباء تتردد بعثوره على سيناريو جيد من موهبه جديده قابلها
فى الأكاديميه .. ..إنه لا يريدنى أن أعرف .. حتى
لا أطالبه بالتمثيل مره أخرى.
صمتت للحظات ثم أردفت .. ما أرسلته لى من سيناريو على
الإيميل يبدو جيدآ.. ولكنى أعتقد أنك مقتبس معظمه من
فيلم أجنبى .. لاأتذكره الآن .
بتوتر قلت – مستحيل .. لقد كتبته فى أعوام طويله .
وفى نفسى همست ..الحقيقه أن ما أرسلته لك سيناريو فيلم رومانسى قديم يدى كازابلانا وهو فيلم عظيم .. وقد حاولت
إجراء بعض التعديلات ليكن وليد هذا الزمن .. حتى لا أكشف بسهوله .. ولكن العكس ما حدث ..
سمعتها تقول – فى المجمل هو عمل جيد وأتمنى أن تجد
المخرج المناسب .
............................................................ ........
يوم الخميس .. اليوم الموعود .. منذ الصباح الباكر وقفت بالسياره على مقربه من العقار منتظرآ نزوله.. حاولت إخفاء
ملامح وجهى مستعينآ بقبعه غريبه الشكل وعوينات كبيره
داكنه .
نزل فى موعده المعتاد .. يرتدى هذه المره رداء رياضى
فضفاض ويحمل على كتفه حقيبه قماش سوداء .. رماها
فى شنطه السياره الخلفيه .. وأنطلق وأنا فى إثره متتبعآ .
بعد فتره قصيره توقف عند قهوه وغاب لدقائق ثم عاد
وهو ينشف يديه من الماء بمنديل.. أمصاب بالسكر أم
البروستاتا ..
قبل صعود الطريق الدائرى توقف عند محطه وقود فتوقفت
فى ركن جانبى و بصرى مسدد بتركيز عليه .. وفجأه سمعت دقات على زجاج النافذه التى بجوارى .. إلتفت فإذا
بشخص ربعه القوام ذو شارب كث يبتسم لى كخرتيت حائر
وهو يشير بيده نحو إطار السياره الخلفى .. نزلت وأنا أسأله
ماذا بها ؟ .. وإذ بى يمسك بتلابيبى بقوه بقبضه واحده ويلقى بعويناتى بعيدآ ثم سألنى وهويحدق بوجهى بصرامه – لماذا تخبأ هاتين العينين العسلتين عنا ؟
فأجبته متهكمآ وأنا أحاول الإفلات من قبضته – حتى لا
يقع فى جاذبيتها من هم مثلك .
لكمنى لكمه قويه فى فكى طارت معها القبعه وشعرت بظلام
يكتنفنى وسمعته يصرخ بغلظه – لماذا تتبعه يا أبن ال... ؟
لم أرد ووجهت بصرى نحو محطه الوقود فوجدت سياره
سليم تتجه نحونا .. هزنى بعنف وهو يصيح – من أنت ؟
.. إن لم ترد سأدفنك هنا . رديت باستهزاء – أسمى بوند ..
جميس بوند .. لحظتها صفعنى صفعه قويه على وجهى وتحركت يده اليسرى فى تفتيشى وهو يردد .. سنعرف
هويتك حالآ يا أبن ال.... , إشتعلت غضبآ من صفعته
وإستغليت إنصراف بصره عنى وتركيزه على تفتيش حافظتى الجلديه التى إنتزعها من جيب بنطالى الخلفى
وبأقصى ما لدى من سرعه وقوه إنتزعت الصاعق الكهربائى المخبأ بجانبى الأيسر وضغطت ذر التشغيل موجهآ لصدره شحنه كهربائيه إنتفض على إثرها
بعنف وسقط أرضآ متوجعآ ..
إلتقطت حافظتى من الأرض ووثبت نحوسيارتى
وإذ بسليم يقف أمامى ممسكآ بمسدس ويصيح بصرامه – توقف مكانك .. وألق بهذا الصاعق فى الأرض.
ألقيته ووقفت بتحفز سألنى – من أنت ؟ ومن أين أتيت ولما؟
لم أرد فأضاف – أنت الأحمق الذى حاول إقتحام شقتى ؟ ..
هه .. أجب .
لم أرد ونظرت إليه بغل شديد فطوح مسدسه فى قوه
وبقبضته ضربنى بين قدميى فسقطت أرضآ وأنا أتألم بشده
بدأ يركلنى فى أنحاء جسدى وهو يصيح .. من أنت أيها
الحقير حتى تجرؤ على الإقتراب من منزلى ..منزل الدكتور
سليم بل وتحاول تتبعى .. أنا سأدفنك وستموت تحت قدميى
كحشره بائسه .
أشعر بدوار عنيف يتسلل لرأسى تدريجيآ وآلام رهيبه فى
أنحاءجسدى المتهالك ..
ألقى سليم بقيد معدنى على الأرض الترابيه وبلهجه آمره – قيد يديك أيها الوغد .
ظهرت فجأه أمام ذهنى صوره مروه البائسه تبعتها صوره
سمر الغاليه .. وبكل إصرارأمسكت بحفنه تراب فى قبضه
يدى وألقيتها فجأه وبقوه فى وجهه .. أصابته بدقه فتراجع
وهو ينفض التراب عن عينيه رافعآ فوهه مسدسه نحوى
صارخآ – سأقتلك .
أتجهت نحوه ولكنى رأيت الرجل الذى بصحبته ينهض واقفآ
فوثبت نحو سيارتى بسرعه ودماء غزيره من أنفى وفمى تتساقط على المقود .. رأيت عدد من الماره يقفون على
الطريق يشاهدون ما يحدث .. ولمحت الرجل ينطلق نحوى
وسليم يصوب مسدسه إلى السياره لكنى أنطلقت بها سريعآ
مبتعدآ عنهما .. آخذا شوارع جانبيه و لم يستطعا تتبعى .
............................................................ .......
أثناء عودتى إلى المنزل وقد حل المساء بظلامه الهادىء
وهواءه المنعش .. تلقيت مكالمه من مروه على هاتفى النقال
تصرخ بى مستنجده .. سألتها بقلق – ماذا بك ؟
أجابت .. تعالى لى حالآ فى هذا العنوان .. ولا وقت عندى للشرح .. وأرجو أن تكون مسلحآ . قلت لها .. لا تقلقى
بصحبتى مسدس .
ألقته على مسامعى فدونته فى عقلى .. وأتجهت نحوها .
فتحت لى الباب بوجه غريب مقلق .. كانت ترتدى بيجامه
حمراء وشعرها منكوش .. سألتها وأنا أجلس على أقرب
مقعد من التعب – ما الأمر؟
- أنه سيقتلنى .
- لما .
- لا أدرى .. ولكنه عاد إلى المنزل فى حاله غريبه و.....
فجأه دوى رنين جرس الشقه .. نظرت لى بتوتر سألتها بقلق
- أيعرف هذا البيت ؟
- بالتأكيد لا .. لقد أجرت هذه الشقه اليوم .
أشارت لى بالإختباء فى غرفه كائنه فى آخر ممر طويل
لاحظت فى عينيها إنها تخفى شيئآ ما .. إنطلقت نحو الغرفه فألتفتت هى نحو باب الشقه مسرعآ .. فغيرت
إتجاهى وبخطوات متواثبه إنزلقت وراء ركن خلف مكتبه
كبيره فى الصاله .. ومن بين الكتب والرفوف رأيت سليم
يدلف رأيتها تهمس له فتجهم وجهه وهى تشير نحو الممر
إنها شريكته إذن .. هى التى أخبرته بالتأكيد بأمر تتبعى
له نحو الكامب .. سمعت صوته يهمس بغضب وتعجب
.. كيف وصل إلى هنا ؟ .. أنت تتلاعبين بى .. ماذا تخفين؟
قلت فى نفسى .. إنها كاذبه لعينه .. وتستحق القتل مثله .
أخرجت مسدسى المحشو وتنفست بعمق ثم برزت فجأه
من مكمنى وأنا أهتف – ألق بمسدك أيها الحقير .
أشتعل غضبآ فوق غضبه ولم يلق بمسدسه ونظر لى بقوه
وقد رفع قامته المشدوده قائلآ - أنت من القليوبيه من أهل
الفتاه الهاربه .. أسمع أنا غير مسئو......
قاطعته قائلآ وأنا أراقب مروه بحذر .. إنها تقف بتحفز تراقب المشهد باستمتاع .. و تستعد لفعل شيئآ ما ..
– أنا لست من القليوبيه أيها الأحمق .
- من أنت إذن يا أبن ال..... ؟ .. ومااااااذا تريد ؟
- أنا قاتلك يا سفاح الجيزه لأخلص الدنيا من شرورك .
نظر لى بدهشه غريبه ونظرت هى بتعجب وصاح باستغراب – سفاح ماذا أيها المجنون .. إن ..
قطعت حديثه بعده طلقات مكتومه أصابت صدره وألقته
أرضآ والدماء تتطاير منه .. فى أثناء ذلك لمحت مروه
تخرج مسدس من طيات ثيابها وترفعه نحوى وهى تصرخ
- إلى الجحيم أيها المعتوه المخادع .
رفعت مسدسى نحوها بسرعه وقبل أن تطلق رصاصاتها كانت رصاصتى تصيب رأسها بمنتهى الدقه وتسقط بجانب
زوجها الذى حمل وجهه نظره ذهول كبيره .. جثه هامده .
............................................................ ...
فتحت باب شقتى لمحمود صديقى فى العمل .. وصحبته
لغرفتى التى كانت آشعه الشمس تملؤها من طاقه الشرفه
الواسعه .. كنت سعيدآ و فى نشوه بالغه لقد إنتقمت لسمر
وأرحت المجتمع من شر عظيم .
جلس على المقعد الوحيد فى الغرفه وأشعل سيجاره
ونفث دخانها وسألنى – لما هذه الغيبه ؟
- راحه من الرتابه .
- وأرتحت .
- راحه أبديه .
- أنت مزاجك عالى اليوم .
- بسبب الأخبار المبهجه التى فى جرائد اليوم .
- أى أخبار يا ترى ؟ .. كلى آذان مصغيه .
إلتقطت الجريده من المنضده الخشبيه وقرأت له .. الخبر ..
العثور على جثمان سفاح الجيزه وجثمان شريكته وزوجته فى
شقه ... وقد عثرت النيابه على أدله توضح إنه السفاح و .....
سمعت صوته ضحكته الصاخبه وسعل عد مرات وقال بسخريه
- لقد عرفت سر سعادتك .. أخبرنى هيا ما نوع المخدر الذى تتعطاه ؟.. ومن أين أشتريته ؟
سألته بغضب – لما السخريه ؟
أنتزع الجريده من يدى ونظر فيها ثم صاح بضحك
- أنت تمسك جريده من العام السابق وعنوانها الرئيسى يقول
ضحيه جديده لسفاح الجيزه لبنى سيد و.... إلخ إلخ , ألا
تدرى إنه قد قبض عليه منذ شهور وقد حكم عليه بالأمس
بالإعدام .. يبدو أن الصنف ثقيل على رأسك وجعلك تتخيل
أمورآ .
نظرت له بجمود للحظات وإختطفت الجريده منه .. إنها من
العام السابق فكيف لم ألاحظ ذلك من قبل .. ولا يوجد فيها
خبر العثور على جثمان سفاح الجيزه وزوجته .. فكيف ظهر
أمام عينى من قبل .. وكيف نسيت بأمر إلقاء القبض على
السفاح .. وكيف أظلمت عينى عن أخبارمحاكمته المنتشره فى كل المواقع .
شعرت برعشه داخلى ودوار رهيب .
ودعنى محمود وهو ينصحنى بالعوده إلى العمل حتى لا
أجن .. فالحياه الفارغه تصنع أكثر من ذلك .
أرتديت ملابسى على عجل .. ونزلت إلى بائع الجرائد
وأشتريت منه الجريده وتأكدت من أحد الماره إنها تحمل
تاريخ اليوم .. تصفحتها بعجل .. خبر حكم المحكمه بإعدام
سفاح الجيزه طاغى على جميع الأخبار .. وصلت إلى صفحه الحوادث فوقع بصرى على الخبر..العثور على جثه
الدكتور والمخرج سليم على وزوجته فى شقه .... والحادث
ينتابه الغموض وقد أفادت الشهود بمحاوله شخص إقتحام
منزل الدكتور و... النيابه تتابع ال......
ألقيت بالجريده ودارت الأرض بى ولم أدرى إلى أين أتجه؟
وقادتنى قدمى نحو محطه الاتوبيسات وصعدت أول حافله
أمامى وجلست على مقعد بوعى غائب .. وأندلع فجأه فى
ذهنى ذكرى كنت أكتمها بضراوه .. وقد ثارت بجنون..
وتدور فى ذهنى رغمآ عنى .. كنت فى المساء
أتبعه .. خطيب سمر.. إنتظرته حتى خرج من مقر عمله الثانى وأنطلقت بالسياره نحوه وأنا أصرخ من أجل سمر
يا سفاح الجيزه .. طار جسده من شده الصدمه وسقط
أرضآ و الدماء تنهمر بغزاره من جسده .
و..... سمعت صوتها ينادى بأسمى .. إلتفت نحو مصدر
الصوت .. كانت هى سمر بابتسامتها الواسعه الجذابه ..
تقف عند باب الحافله وقد زادت درجه سمار وجهها قليلآ..
نظرت نحوى بتعجب وقبل أن تنزل قالت لى -
.. أنت مازلت تتبعنى إذن ..
تمت . بقلم عمرو يوسف
|