كاتب الموضوع :
فتـاة مرحـة
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: قصـر بافان (Bavan Palace)
عذراً على التأخير .. لم استطع الدخول من عضويتي الأولى أطلاقاً
فهذه عضويتي الراح استمر فيها من الآن فصاعدا
أتمنى أن ينال الفصلان أعجباكم
............................................................ ............................................
الفصل الأول :
>>> روايــة جدتـي ~ ~ ~
اليوم هو التاسع من شهر إبريـل .. ها قد أتى يومي مجدداً.. ولكنني لم أطلب منه التعجل فلما أقدم بهذه السرعه !
أردت أن أطيل البقاء بفراشي حيث الهدوء والدفء إلا أن ذلك الضوء الذهبي لم يدعني أهنأ بسلام .. توجهت حيث النافذة أنظر إليها بسخط وإلى ذلك الستار المنسدل عديم الفائدة ! .. رفعت الستار بحركة عصبية سامحة لذلك الضوء
المزعج بالدخول ولم يلفت انتباهي سوى أمر تلك الإسورة الذهبية التي أرتديها في معصمي الأيسر .. مع تلك الياقوتة الصفراء التي على شكل نجمة كبيره .. كاد توهجها أن يعميني فهو مضاعف مع ذلك الضوء الذي أكرهه .. هبطت الدرج إلى أسفل لألقي التحية الصباحية على الجميع لأنني بالطبع آخر من يستيقظ بهذا اليوم ..
~: صبــاح الخير ..
رد والدي بحمــاس :
~: أهلا عزيزتي تبدين مفعمة بالنشاط
بينما كانت تحية والدتي فاتره ! :
~: أهلا ..
~: أمــي ! ما هذه التحية الفاترة التي لا تبشر بخير ؟!
~: أقلت شيئاً ؟ .. لقد رديت التحية فحسب ..
~: يبدو ذلك واضحاً
~: آه .. أنـا ذاهبة لغرفة الطعام ..
~: ولكن أمي ..
قاطعتها جولي التي أتت تركض بأقصى سرعتها نحوها :
~: أختي .. عيد ميلادٍ 18 سعيد .. أصبحت كبيرة الآن
~: أهلا جولي .. ألم أطلب منكِ ألا تسرعي بالركض هكذا ماذا لو أصابكِ مكروه ؟
~: أنـا حذرة لن يصيبني إي أذى ..
~: همم ! شقية وعنيده .. أمم بالمناسبة أتعلمين ماذا أصاب والدتي اليوم تبدوا غاضبة مني ؟
~: كـلا ..أهي غاضبةٍ حقا ؟!
~: أجل ولا أعلم ماذا فعلت لأنال ذلك ؟
رد الأب بصوتٍ حازم :
~: لقد أصبحتِ مؤخراً غير مبالية .. وكثيرة الانطواء منذ وقت قصير مقارنة بالسابق ..
فلما لا يكون سبباً لغضب والدتك ؟
~: ليس الأمر بيدي يــا أبي وأنت تعلم السبب .. أنـا ذاهبة إليها لعلها تسامحني
سرت إلى غرفة الطعام لكنني لم أجدها هناك .. فقصدت غرفة نومها .. كان بابها شبه منغلق ..
كدت أطرق الباب عندما تناهى إلى مسمعي صوت بكاءها فتعجبت .. لماذا تبكي ؟! هل هناك ما يضايقها ؟
زادت حيرتي .. أأدخل عليها الآن أم أدعها في سبيلها .. استدرت لأعود أدراجي إلا أن أبي صادفني وفضح أمري
~: هـان لماذا أنتِ هنـا ؟ أمكِ بالمطبخ وليست بهذه الغرفة .. على كل أذهبي لجولي فهي تحتاج لمساعدتك في فروضها المدرسية لأنني ذاهب للعمل و ..
قاطعته هـان بانفعال وبصوتٍ عال
~: أبـي تعال معي قليلاً .. هنالك شئ لا بد لك من رؤيته الآن
~: هـان ولكنني سأتأخر عن العمل هلّا أجلته
~: كلا لا أستطيع إنه أمر مهم .. لن يستغرق الأمر سوى بضع ثوانٍ .. أعدك
بعد مرور ساعتان :
كنت قد انتهيت من مساعدة جولي في حل فروضها المدرسيه .. جولي تصغرني بثماني سنوات إلا أنها تفقه أكثر من عمرها
تارة تبدو طفلة صغيره وأخرى تجعلني أكـاد أجزم أنها أكبر مني ! مع ذلك لا أستطيع أخبارها بكل شئ عني ..
ذهبت لغرفتي فتفاجأت بوجود أمي هناك مسبقاً جالسة على حافة سريري وإمارات القلق بادية
على وجهها ..
~: أمي ما الخطب ؟ أعني هل أردتِ التحدث معي ؟
~: بالطبع .. لوحدنا .. تعالي اجلسي بقربي
~: حسنـا ..
~: لابد أنكِ رأيتني أبكي هذا الصباح صحيح ؟
~: أجل .. آسفة لم أقصد التطفل .. كنت أريد التحدث معك
~: أعلم .. فيمْ أردتني ؟
~: كنت راغبة بالاعتذار منك لأنني جعلتكِ غاضبه هذا الصباح
~: آه .. عزيزيتي هـآن لابد أن أكون أمٌ سيئه ! .. الذنب ذنبك .. كنت قد استيقظتُ مبكراً هذا اليوم وكأن اليوم يومي لأجلك ،
لأصاب بالخيبة وأنـا بحوزتي ما يفرحك ولابد من انتظاري ليفيق أحدهم على مهْلهِ ..
~: ولكن لماذا لم تصعدي لغرفتي و تُيقظيني ؟
~: لأن أباكِ يقف كالحارس على عرشكِ رفض أن يزعج أحدهم سبات الأميره
~: آسفة جداً .. أرجوك سامحيني .. آه وما هو الشئ الذي أرتدي منحه لي ؟
~: رواية جدتك سولا المفضله ؟
~: روايـــه ؟!
~: أجل ..تركتها لكي في مكتبتك وقد أرسلت خصيصاً لك
~: ولكن جدتي توفيت منذ سنتين فكيف تصلني روايتها الآن ؟ ثم لماذا هي لي أنـا بالذات ماذا عن جولي ؟
~: لقد أُرسلت منذ سنتين في نفس هذا اليوم .. إلا أنها طلبت ألا أسلمها لكي إلا عندما تصبحين في الثامنة عشر فهل تذكرين عيد مولدك السادس عشر ؟!
~: بالطبع مازلت أذكر ذلك اليوم ..
~: حسنا بتِ تعلمين إذن سبب إرسالها لكي خصيصاً فهي هدية مولدك هذا .. أنـا ذاهبة لدي عمل
كثير ينتظرني بالأسفل ..
~: أمي مهلا .. هل سبب بكائك في الصباح لأن يومي هذا ذكركِ بجدتي ؟
~: ليس تماما .. لا تنسي إلقاء نظرة على رواية جدتك ..
خرجت أمي وأغلقت الباب خلفها تاركة إيــاي في حيرة من أمري .. استلقيت في فراشي أقلب فكري وبحوزتي الكثير
من التساؤلات .. لماذا فضلت جدتي أن تمنحني أميّ روايتها عندمـا أصبح في الثامنة عشر ..
نظرت هان إلى معصمها حيث الإسورة الذهبية واستطردت :
~: جدتي إن أمركِ محير .. لقد منحتني هذه الإسورة الجميله في عيد مولدي السادس عشر وفي ذات اليوم رحلتي
وكأنها كانت هدية وداع لا مولد والآن تصلني رواية لكِ بعد مضي سنتين منذ رحيلك ولا تُسلم لي سوى الآن ..
السؤال لماذا الآن بالتحديد ؟
------------------------------------------------------------
الفصل الثاني :
>>> قصر بــآفـان ~ ~ ~
بعد صِراع مع العقل دام ساعة كاملة حثثت قدماي لتخطو نحو مكتبتي لرؤية هدية جدتي لعلها تجيب على تساؤلاتي ..
وجدت صندوقاً متوسط الحجم عليه أشرطةٍ حمراء وفي مقدمته رسالة كُتِب عليها بخطٍ عريض
( إلـى هارمين ... رسالةٍ من جدتك سولا )شعرت بالحنين إليها وإلى ذلك الخط وإلى سماع اسمي كاملا
لأن الجميع ينادونني باسمي المختصر سواها.. فتحت الرسالة بيدين مترددتين .. وتطلعت إليها بتركيز قوي ..
( عزيزتي هارمين :
عندما تصلك رسالتي هذه ستكونين في سنك الثامنة عشر .. أعلم بأنكِ أصبحتِ أكثر
جمالا وحكِمه .. آسفة لأنني في الآونة الأخيرة ابتعدت عنك كثيرا ، لذا أرسلت لكي
روايتي المفضلة والفريدة من نوعها فهي كنزي الوحيد الذي بات لدي ،
أعلم أنني نقلت هوايتي .. المطالعة .. بدوري إليك ..
أنــا واثقة بأنها ستنال إعجابك ..
تمنياتي لكي بعيد مولد 18 سعيد .
التوقيع :
جدتك سولا ) ..
لم أستطع كبح الدموع التي انهمرت كالشلال على خدايّ .. لو تعلمين يا جدتي كم أفتقدكِ كثيراً .. نظرت للرواية
التي بداخل الصندوق بحزن .. تناولتها وجلست على حافة سريري .. أنظر لمحتوياتها العامة ..
(روايــة قصر بــآفان .. للكاتب جورجس ميلان )
فتحت الرواية فوجدت ملخص قصير لها
( تدور أحداث الرواية في القرن التاسع عشر .. عن إمبراطورية سلفانيـا التي يحكمها
رافييل .. في قصره العريق مع زوجته وأبناءه الثلاث .. الأحداث قابله للتغير )
استطردت هان العبارة الأخيرة في تعجب ، ما معنى الأحداث قابلة للتغير ؟! ولما ملخص القصة قصير جداً
مقارنة ببقية الروايات ؟ ثم تذكرت قول جدتها بأنها فريدة من نوعها فتحمست لقراءتها ..
في الصفحة التالية وجدت نبذة عامة للشخصيات الرئيسية :
( بافــان رافييل : الحاكم العام على إمبراطورية سلفانيـا .. توفيت زوجته فتركت له ابنا يدعى جوناثان ..
تزوج بأخرى فأنجبت له ابنا و ابنه .
بافـان جوناثان : ولي العهد و الابن الأكبر للإمبراطور ..
بافـان ماثيو : الابن الثاني للإمبراطور
بافان روزاليندا : الابنة الصغرى للإمبراطور
بافان سلفانيا: الزوجة الأولى للإمبراطور المتوفيه .. ووالدة جونـاثان
بافان أمـاندا : الزوجة الثانية للإمبراطور .. والدة ماثيو و روزالينـدا
جوزفين سيمون : يعمل رسام وناحت للعائلة المالكة ..
جوزفين آندرايا : زوجة سيمون .. تدير المطبخ الملكي وتعمل خياطة أحياناً..
جوزفين مارك : ابن آندريا .. فتى صغير .. يساعد والده في أمور النحت
آندرس ساليـن : تعمل رئيسة للخدم في القصر ..
ماكسيم ليزا : خادمة تعمل بالقصر
مـاك تشارلز: طبيب العائلة الملكيه ..)
{ الفصل الأول }
كانت عادة الإمبراطور رافييل لدى إشراق شمس كل صباح .. أن يبدأ باستجواب مُساعديه
بشأن طلبات شعبه اليوميه .. وكثيراً ما يصل حد الطلبات فوق الألف في يومٍ واحد وتستوجب الرد في
أسرع وقت .. فيدع مهمة ترتيب الطلبات من حيث الأهمية إلى الأقل لمُساعديه .. أمـا الرد عليها
و إعادة الإرسال يكون تحت إشرافه عن طريق أبناءه .. وكثيراً ما يدعي جوناثان الضجر والسأم من مهمته ..
فيوكل شأنها لآخاه الأصغر ماثيو بينما يشغل نفسه بتنفيذ مهام أخرى أسرع تنفيذاً .. أما ماثيو فقد كان معتاداً على مِزاج أخيه المتقلب .. إذ دائماً ما تُرمى إليه الأعمال بطيئة التنفيذ
.. فيضطر لقبولها بما أنها من الواجبات ..
و أختهم الصغرى روزاليندا كانت تعمل مساعدة لوالدتها أمـاندا ، خاصة في حين ترحالها لإنجاز بعض
الواجبات كإمبراطورة نيابة عن زوجها .. و ذات مساء بينما كان سيمون يشرع برسم لوحة ما
دخل عليه جوناثان مندفعاً دون الطرق على الباب وتركه مفتوحـاً خلفه فاستفسر سيمون :
~: هل من خطب سمو الأمير ؟ أأستطيع مساعدتك ؟
~: بالطبع .. إياك رسمي و إلا طردتك خارج القصر !
~: ولكن سيدي .. لقد أمرني جلالته بأن يتم رسم صورة عائلية ..
~: إذن فلتفعل .. لديك هو وأخي وأختي .. إن رسمتني فستصبح ماضيـاً !
~: كما تشاء سيدي
~: جيد ..
زفرت هان بضيق مستطرده :
~: يـاله من أمير فظ ! من يعتقد نفسه لأنه أمير.. ماذا في الأمر لو تم رسمه ؟! .. لابد أن يكون قبيحاً ..
ثم عادت لمتابعة الرواية باهتمام :
كان جوناثان في طريقه للباب الذي تركه مفتوحاً فصادف أخته الصغرى روزاليندا التي وقفت تسد طريقه
~: آه .. روز إنني في مزاجٍ سئ .. هلا ابتعدتِ عن طريقي
~: أجل أعلم بمزاجك الحـاد .. ولكن لماذا تؤنب السيد المسكين سيمون على رسمك وأبي من طلب ذلك ؟
~: كنت تتنصتين إذن ..
~: بل أجبرت على سماع زمجرتـك .. ألا ترى أنك تركت الباب مفتوحـاً ؟
نظر إليها مطولاً .. قبل أن يجيب بنفاذ صبر :
~: لا أريد أن يتم رسمي .. الأمر منتهي !
ثم دفعها بحركة عصبية عن طريقة وخرج
~: جون ! جون لم أنتهي من كلامي بعــد .. آه يا لك من أخ فريد من نوعه !
~: سمو الأميرة لا تنفعلي أرجوك .. سأخبر جلالته برغبته وسأرسمكم جميعكم عداه
~: كلا بل سيَرسم رغماً عن أنفه ! ..
~: ولكن ..
قاطعته روزاليندا بحزم :
~: سيد جوزفين أنت تعلم بمدى مكانتك لدى أبي .. فأنت تعمل رسام لدينا منذ أكثر من ثلاثين سنة ..
وإن كان أخي يتوعدك بالنذير فلديك ثلاث أصوات تتوعده بالأسوأ في حال نفذ تهديده لذا كن مطمئناً لديك صوت أعـلى سلطه وهو أبي
تثاءبت هان وجعلت تُفَكرك عيناها وحثت نفسها على المتابعة :
في صباح اليوم التالي شعرت آندريا بالتعب والفتور في جميع أنحاء جسدها .. حاولت أن تدير المطبخ إلا أن
التعب نال منها وعلمت لاحقا أنها مصابة بحمى مرتفعة فأصبحت أسيرة الفراش إلى أن تتحسن ولأن مديرة الخدم
كانت مشغولة بالجميع وكلت إحدى الطُهاة على عجالةٍ لتعمل في تحضير مائدة الطعام الصباحية ..
وجلس كلٍ من أفراد الأسرة الملكية حول المـائدة .. كانت المأكولات شهية وذواقـة .. وأبدا الجميع سروره بحسن الطعام
بالرغم من اختلافه في طريقة طهيه عن المعتاد .. عدا جوناثان أبدا امتعاضه التام للمأكولات و لم يتناول سوى
القليل جداً .. وتوجه لغرفته فور انتهاءه ، المعروف عن جوناثان أنه يتناول صنفاً معيناً من المأكولات .. وبطريقةٍ
طهيٍ معينة .. ولا يستطيع إرضاء ذوقه سوى آندريـا نظراً لخبرتها الطويلة بالقصر ..
أغلقت هان الرواية في عنف وأردفت :
~: يبدو الأمير جوناثان شخصية كريهه لا تطــاق ! لا ينفك عن التذمر والشكوى في كل شئ .. أمـا أخته تبدو لطيفة و متزنة ..
أتساءل كيف هم الباقون ؟ أشعر بالنعاس لذا لا أستطيع المتابعة .. أحداث القصة تدور في زمني المفضل
القرن التاسع عشر .. ليتني كنت هناك .. أعيش في عالمهم ..
نظرت إلـى سِوارهـا في حيرة الذي بات يتوهج ويلمع فجأة فاستطردت
~: لم يحل ذلك الضوء المزعج بعد .. مازلنا في منتصف الليل ! فلما تزعجيني الآن ؟ ..
آه .. لولا أنكِ هديةٍ من جدتي لتخلصت منكِ منذ زمن .. بالرغم من أنكِ فريدة من نوعك ومن ذهبٍ أيضاً
ثم نظرت لأنوار غرفتها وأطفأتها ..
استقلت هان على الفراش تاركة الكتاب بجانبها وسرعان ما استسلمت لنومٍ عميق
----------------------------------------------
|