08-10-15, 11:14 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
| المعلومات |
| الكاتب: |
|
| اللقب: |
عضو مبدع  |
|
| مدونتي |
|
 |
| الإتصالات |
| الحالة: |
|
| وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
الحوادث , جرائم , قتل , فضائح , أخبار , مشاكل وقضايا
روسيا في سوريا..الأهداف المخاطر والتداعيات
منذ اندلاع الحرب في سوريا والطرف الأمريكي يسعى إلى تفسير وقراءة الموقف الروسي من هذه الأزمة
التي أحدثت تطوراتها أثرا بالغا على موقف الطرفين ،من خلال ما عرفت من تغيرات داخلية وعلى مستويات
دولية وإقليمية ،إلى أن اتخذ الروس قرار التدخل العسكري المباشر كجزء من المساهمة في التسوية ،وتحت
مبررات قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنها “الطريق الوحيد في الحرب على الإرهاب الدولي”.
في هذا التقرير نحاول أن نرصد محددات الموقف الأميركي من القرار الروسي من خلال تقريرين لمؤسستين
أميركيتين : “معهد دراسات الحرب” و”معهد واشنطن”.
لقد لفت التدخل الروسي في الصراع الدائر في سوريا، بشكل مباشر، بحجة “محاربة داعش”، أنظار العالم
إلى عدد القوات الروسية الموجودة فيها.حيث تشكل القاعدة الجوية الروسية في ميناء “طرطوس” على
الساحل السوري (غرب)، العمود الفقري لوجودها العسكري هناك، فضلا عن أنها تعد القاعدة الوحيدة لروسيا
في مياه البحر الأبيض المتوسط، فيما يعد النظام السوري أهم حليف لموسكو في الإقليم.
ووفقا لصحيفة “كوميرسانت” الروسية، فأن 700 جنديا يخدمون في قاعدة طرطوس ،التي قال عنها نائب وزير
الخارجية الروسية، “ميخائيل بوغدانوف”، منتصف 2013، أنها لم تعد تمتلك أهمية استراتيجية بالنسبة
لموسكو، غير أن وزارة الدفاع نفت في بيان لها آنذاك التصريحات، موكدة أن القاعدة تحافظ على أهميتها.
وأشار “معهد دراسات الحرب” الأمريكي (ISW)، في تقريره لعام 2012، أن قاعدة طرطوس تعد نقطة إمداد
النظام السوري بالأسلحة والذخيرة. وذكر المعهد في دراسة نشرت بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر الماضي، أن
الحشود العسكرية الروسية، في اللاذقية (شمال غربب سوريا)، بدأت تزداد منذ تموز/يوليو الماضي.
وأشارت الدراسة إلى رصد دبابات روسية من طراز (BTR-82A)، تحارب ضد المعارضة المسلحة، وتعمل على
تحويل مطار “باسل الأسد” (اللاذقية) إلى قاعدة جوية، من خلال القيام بأعمال توسعية، وإنشاء أبراج
مراقبة. بدورها، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أمس، مستندة إلى مصادر أمريكية، أن
القوات الروسية في قاعدة اللاذقية، تضم ألفي جندي، و32 مقاتلة، و16 مروحية، و9 دبابات، ومنظومتي دفاع
صاروخي.
الكرملين لن يتحمل كلفة الإنفاق العسكري
وفي تقريره الصادر في8 سبتمبر 2015 حول تراجع القدرات العسكرية الروسية أكد “معهد واشنطن” أن هذا
التراجع لن يردع موسكو عن المضي في تنفيذ مخططاتها. وأشار أنه وفقاً لأدلة موثقة بالصور،أُعيد نشرها
في صحيفة الـ «ديلي ميل» البريطانية في سبتمبر الماضي ،بدأت روسيا بنشر جنودها على الأراضي
السورية – على الأقل منذ شهر أبريل المنصرم. وهذا يعني أن قرار التدخل العسكري الروسي في سوريا لم
يكن مفاجئا ،وإنما تم الإعداد له منذ أشهر ،وربما قبل ذلك ،وهو في نهاية الأمر ليس قرارا روسيا منفردا ،بل
هو قرار روسي وسوري وإيراني وعراقي بالدرجة الأولى ،وقد يكون للطرف الأميركي والتركي أيضا دور كبير
في صناعة هذا القرار.
وجاء في التقرير أن خبراء روس عبروا عن قلقهم من أن الإنفاق العسكري الضخم في روسيا يجري على
حساب النمو الاقتصادي والاستثمارات الضرورية في مجال البنى التحتية ،مشيرا إلى مقال نُشر في مايو
2015، استنتج فيه الخبير الاقتصادي الروسي سيرغي غورييف أن الكرملين لن يستطيع تحمل كلفة الإنفاق
العسكري الحالي، وأن روسيا أنفقت حتى الآن أكثر من نصف جميع ميزانيتها العسكرية لعام 2015. وإذا
استمر الإنفاق بهذا المعدل، سوف يفرغ صندوق روسيا الاحتياطي قبل نهاية العام”.
وخلص التقرير في جزءه الأول إلى أنه في الوقت الذي تُوسع فيه روسيا من وجودها العسكري في سوريا، قد
تجد موسكو أن انتشارها العسكري الواسع سيحول دون تحقيق التزاماتها بشكل فعال في أماكن أخرى من
العالم ،في إشارة إلى أوكرانيا خاصة بعد السيطرة على القرم. وتكشف هذه التوجهات النقاب عن مفارقة
هامة: فبينما تتراجع قدرات روسيا العسكرية، من المرجح أن تزداد عدوانية الكرملين في “جواره القريب”، بما
في ذلك الشرق الأوسط.
وفي الجزء الثاني الذي تناول فيه تقرير “معهد واشنطن” التداعيات العسكرية للتدخل الروسي في سوريا
،أشار التقرير إلى أن قواعد اللعبة في ساحة الحرب ستتغير في سوريا ،إذا ما تجاوزت موسكو بكثير نطاق
الدور الذي لطالما اضطلعت به على مستوى إمدادات الأسلحة والاستشارة.كما أن هناك تداعيات كبيرة قد
تترتب عن ذلك القرار، والتي من شأنها أن تقوّض قدرات إسرائيل على شن عمليات جوية فوق غرب سوريا
ولبنان، وتعرقل عمليات التحالف الدولي الذي تترأسه الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”
ومنظمات أخرى في سوريا.
سيناريو القرم في دمشق
ويضيف التقرير أن روسيا إذا رسّخت وجودها في سوريا، فسيصبح من الصعب على نحو متزايد إقصاؤها من
البلاد. وعلى غرار السيناريوهات العسكرية في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا، يبدو أنه من غير المحتمل أن
تتصدى الولايات المتحدة، ناهيك عن أي دولة أخرى، للقوات الروسية عسكرياً.
وعلى الرغم من إمكانية وقوع خسائر في صفوف هذه القوات وتورطها في الحرب السورية، إلا أن موسكو قد
ترضى بتلك العواقب الوخيمة وتعتبرها ثمناً لقاء إبقاء نظام الأسد في السلطة وإحباط عزيمة واشنطن.
ويعتبر التقرير أن خطوات روسيا في سوريا تستند على استراتيجية جيوسياسية أكبر شأناً تعول على القليل
من التدخل من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا. كما يشبه الانتشار العسكري الروسي في سوريا
بالسيناريو الذي اعتمدته موسكو للسيطرة على شبه جزيرة القرم عام 2014.
ويلمح التقرير إلى أنه بالنظر إلى حجم ونوعيه الأسلحة التي تنقلها روسيا إلى المنطقة ،يدل الانتشار
العسكري على مساعٍ روسية قيد التخطيط لتنظيم قوة مشتركة للتدخل السريع. ويضيف بأن معالم المهمة
الروسية (سواء الهجومية منها، أو الدفاعية، أو التدريبية، أو الاستشارية) ستتضح عند تحديد حجم القوات
الروسية وأنواعها ومهماتها ،وسيكون لذلك تداعيات محلية (داخل سوريا) وأيضا تدعيات إقليمية ودولية.
التداعيات على سوريا
العمليات العسكرية الروسية ستؤثر حتما على الوضع العسكري في سوريا.
ستستفيد قوات نظام الأسد من فاعلية قتالية ومهارات عسكرية ومعنويات أرفع من خلال تعاون القوات
القتالية الروسية معها.
بإمكان القوات الروسية الكبيرة منح النظام السوري ميزة حاسمة في ميادين القتال للسيطرة على مراكز
حيوية أو بسط نفوذه عليها واستنزاف مواردها.
قد يتسبب الثوّار بوقوع بعض الخسائر في صفوف الوحدات الروسية، إلا أنهم عاجزين إلى حد كبير عن إلحاق
الهزيمة بالقوات الروسية في معارك حاسمة على الرغم من الآمال التي يضعها أولئك الذين يستذكرون تجربة
موسكو في أفغانستان.
التداعيات على إسرائيل
التدخل الروسي قد يقوّض إلى حد كبير من العمليات الجوية الإسرائيلية فوق سوريا ولبنان.
التدخل قد يمكِّن إيران من تزويد نظام الأسد و”حزب الله” بترسانة أكثر تطوّراً.
خطر الانخراط في اشتباكات مع الطيران الإسرائيلي إذا وسّعت القوات الجوية الروسية وقوات الدفاع الجوي
نطاق تحركها.
التداعيات على تركيا
قد يعزّز التدخل العسكري الروسي المتزايد لصالح النظام السوري التحالف الأمريكي-التركي في سوريا بصورة
أكثر.
قد تضطر تركيا إلى الاصطفاف إلى جانب سياسة الولايات المتحدة في سوريا بهدف تجنّب أي احتكاك
عسكري ضد روسيا على أرض المعركة.
التداعيات على الولايات المتحدة
تشكل خطوة روسيا تحدياً واضحاً لواشنطن، حيث تستغل ما قد تصفه موسكو بالتردد الأمريكي إزاء الانخراط
في سوريا.
قد يعرقل وجود القوات القتالية الروسية العمليات الجوية للتحالف الدولي – الأمريكي.
من شأن العمليات العسكرية الروسية عرقلة الخطط الأمريكية الرامية إلى دعم العمليات البرية في سوريا.قد
تسبب العمليات الروسية
الداعمة لقوات النظام بشن هجوم على القوات التي تدعمها الولايات المتحدة.
من أجل بشار لا ضد “داعش”
وخلص التقرير الأميركي إلا أنّ نيّة موسكو الأساسية من التدخل في سوريا تكمن في دعم النظام السوري
وليس في محاربة داعش. فعلى الرغم من أن النطاق الكامل للتدخل وهدفه لا يزالان غامضين، إلا أنّ
أبعادهما تبدو كبيرة وقد تكون الخطوة الروسية عامل تغيير محتمل لشروط اللعبة العسكرية، والذي من
المحتمل أن يوقف إنهيار قوات الأسد، بل أن يقلب المعادلة لصالح النظام السوري.
كما أن التدخل قد يمثل مشكلة بالنسبة إلى موسكو، إلا أن روسيا تبدو عازمة على المخاطرة لتحقيق هدفها
الكامن في تحقيق استمرارية النظام السوري وتسجيل هدف على حساب واشنطن. كما قد يدفع بالمعارضة
وحلفائها الذين لا يرغبون حتما في الانخراط في معركة عسكرية ضد روسيا، إلى التفاوض بشأن حل
سياسي بدلاً من حل عسكري. كما أن التدخل الروسي سيدفع الأطراف المعنية بالتسليم جدلاً إلى أنه لا
يمكن أن يكون هناك حل للصراع السوري دون انخراط موسكو.
|
|
|
جديد مواضيع قسم الحوادث , جرائم , قتل , فضائح , أخبار , مشاكل وقضايا
العرض العادي
