كاتب الموضوع :
~FANANAH~
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: لم أنتهي بعد .. بقلم .. ~Fananah~
لم يكن قد غاب عن بالي وجود هذا الحل ولكن عثوري على دراسة تؤك القدرة على استعمالها في علاج العجز النصفي الذي أعاني منه هو ما أوقف عقلي عن العمل لدقائق، تلك الأسطر أعادت لي بهجة تفوق وصفي وأخيرا أستطيع إزاحة حمل بسيط عن أكتاف والداي!
لم أطَق صبرا لإعلان الخبر الهام على عائلتي بدءاً من يزن وانتهاءاً بوالدي ، ولم تكد تحل نهاية الأسبوع الثالث من الشهر حتى قدمت اعتذاراً للجامعة لظروف العلاج وفعل يزن الأمر ذاته كداعم لي في رحلتي لإثبات أن علاجي ليس ميئوس منه !
وتم بحمد الله ترتيب رحلتنا للصين ، بعد أن قمنا بالتواصل مع الأطباء المختصين وإرسال موافقتهم لقبول حالتي بعد النجاح الذي حققوه في حالات سابقة؛ وبغض النظر عن التكاليف الخيالية فقد وافق والدي ومجموعة من أقربائي على تحمل تكاليف علاجي وإقامتي لما يقارب نصف السنة في المستشفي .
ومما استطعت استيعابه أثناء تبسيط الطبيب لشرح حالتي فإني أعاني انقطاع في الحبل الشوكي عند فقرات معينة مما أدت لشلل أطرافي وأن الطريقة المتبعة هي عملية جراحية وزرع الخلايا موضعيا ليصبح العلاج سريع وفعال .
حسنا يفترض بأن يكون قلقي منصبا على هذه العملية التي سيقوم بها ولكن كل ما استطعت التفكير به هو الكم الهائل من العلاجات التي يتلقاها المريض بعد نجاح عمليته بدءاً من العلاج بالوخز بالإبر الصينية وجلسات التيار الكهربائي وصولا للعلاج الرياضي وجلسات الإحساس والترفيه لإبعاد الاكتئاب !
لا حقا في ذات النهار في غرفتي الواسعة التي تشابهه غرف الفنادق عوضا عن كونها غرفة مرضى شَعر شقيقي ببهجتي التي جعلت من صوتي منغما بعذب الكلمات ليتهادى بضحكته الفاتنة قائلا: لابد من أن السفر لأقاصي الأرض جعلك مفعمة بالسعادة .
اتسعت ابتسامتي لضحكته فهاهو أخيرا يتمتع بوقته لأجيب بحماس: حسنا دائما ما أسمع مقولة " أطلب العلم ولو بالصين" والآن أنا أتعالج بالصين ، وأعلم مؤكدا بأن رجائي بالله لم يخب فالعلم تقدم كثيرا في علاج حالات تماثل من نشابههم فلما لا أكون سعيدة ؟!.
انتهي حديثنا عند هذا الحد لقدوم والدينا وإعلامنا بمكان إقامتهم الجديد، وعن التخطيط المسبق الذي سنتبعه منذ هذه اللحظة إلى أن أغادر المشفى وأنا أسير بعون من الله .
بعد نصف سنة عدت لموطني بمظهري القديم ولكن بتفكير جديد وتصميم مثابر على أن أجعل شقيقي يرى ضوء النهار مرة أخرى فما شهدته خلال شهوري السابقة في علاجي المكثف كان له النصيب الأكبر في تنبيه مداركي للأمور بشكل أوسع .
ولا أخفيكم علما فقد تعلمت أيضا اللغة الصينية مما سهل لي التواصل والاستفسار في أفضل طرق البحث ، و إضافة لما مررت به أصبحت أعي لما عجز الآخرون عن تفهم حالتنا ولما لم يستطيعوا مساعدتنا؛ إنه الجهل وحسب لذا ورغبة مني في إنشاء مجتمع أفضل ، مجتمع لا يعيق ولا يكون معاقا فكريا لذا أصبحت أقوم بدورات تحفيزية تحت مسمي " لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة " .
وكيف نصبح قادة لا يضعون فارقا للأشخاص حكما على المظاهر، لم أدخر جهدا في التواصل مع ذوي الخبرات والمتطوعين للمساعدة في هذا المجال وكم أسعدني مقدار الردود الايجابية بالموافقة أو تحديد أفضل الأساليب في تقديم دوراتي .
وأدركت في حين عودتي أن تلك المخاوف التي رافقتني قد تلاشت لأني وجدت هدفا أطمح لتحقيقه ،فأنا لم أنتهي بعد وسوف أتم هذه الرحلة رغم المخاوف التي سأواجهها مستقبلا .
مثابرتي وصبري قد أوصلوني لمرحلة عجز الآخرون عن تصديقها من أخبروني بأن لا أمل لي أصبحوا ممن يصرون على تفوقي.
لم أخضع للنهاية التي رسموها لي فالعالم الذي أعيش فيه في تطور مستمر ، وأنا لم أنتهي بعد ولا زلت أمُل أن أكون قادرة على مساعدة يزن رغم صغر سني إلا أني قادرة على التعلم ومشاركته بكل جديد !
ما دمت قد استعدت قدرتي للحركة فيزن يستطيع استعاده بصره بمزيد من العمل ومزيد من العلم فهو سيعود كما كان سابقا ، بعون من الله و وسيع رحمته سيصبح أفضل .!
|