المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
إعتداء
أمسكه من شعره ، ونظر في الرجلين الذان يحكمان إمساكه ثم أعاد نظره للرجل المخطوف ، قال له ببطء مستفز :
- قبل قدمي سيكون جميلاً لو فعلت ،
رفض الرجل المكتوف اليدين قائلا :
- لا .. ماذا تقول ؟ من أنت ؟ هل أعرفك بشكل ما ؟ -ونظر للرجال باستغراب وخوف - قل لهم أن يفلتوني !!
كرر الرجل القبيح أمره
- قبل قدمي ..
هازاً كتفيه في نفي قاطع :
- لا .. اتركوني !! ما هذا الهزل ؟ ما هذا الجنون ؟
نظر له الخاطف بكراهية ثم ضريه على أنفه بقدمه بشكلٍ مهين ، فأنزله الرجال أرضاً رغماً عنه ،
- قلت لك قبل قدمي .
- لا .. لا أريد ، ولماذا أفعل ؟
- أنت مغرور ، أنت لست كالآخرين ، ثم أنك تملك عنفوان مستفز .
- لا يهمني ما تقول ، قل لهم أن يفلتوني – قال ذلك وعيناه تزوغ خوفاً -
- لا .. لن يفلتوك قبل أن تقبل قدمي ، هم فيطاعتي ويلبون رغباتي هنا وأنا أريدك أن تقبل قدمي لأني أنتشي بهكذا أفعال .
- وما دخلي أنا ؟ وما شأني ؟ تنتشي أم لم تفعل !! قلت لك دعني أرحل من هنا وإلا!!.
فنهض الرجل القبيح المحيا ، وسحب الكرسيه إلى أقرب مسافة من الرجل المنحني على ركبتيه أمامه ، ووضع رجله مباشرة أمام وجه المخطوف آمراً إياه بإشارة " قبل قدمي " فلم يستجب المخطوف ، أخذ الرجلن يدفعا رأسه نحو قدم الرجل الغليظ ، حتى لمست شفاهه تلك القدم الكريهة.
لكنه سرعان ما أشاح بوجهه باصقاً من شدة التقزز .
فدفع الخاطف رجله الكريهة في فم المخطوف دفعة واحدة حتى لامست أصابعه حلق المسكين ، الذي لم يستطع الخلاص منها ولكنه حاول عضها وإيلامه ، فأخرج ذو النظرات الغريبة رجله على عجل ثم لوح بها عائدا في سرعة كادت تسحق أنف الرجل الجاثم على ركبتيه قسراً، وسحبها ثانية ، ثم وفي سرعة أكبر وقوة أشد ضرب بها فم المخطوف حتى كسر له عدداً من أسنانه ، ولكنه لم يقف عند هذا الحد فحتى الإغماءة التي ناوبت المسكين لم تشفع له ، أعاد المريض رجله في ذاك الفم الدامي وهو يبتسم ، والشرر يتطاير من عينيه ، ثم طفق يحرك تك الكتلة المليئة بالهراء في فم الرجل الذي فقد عنفوانه أمام نفسه أولا وأمام ثلاثتهم ، نظر إلى المكان من حوله على عجل ووجل فوجد أنهم في مكان لا يعرفه والصمت يغلف الأجواء ، شعر بخوف شديد لم يختبره من قبل ، شعر بضعف وقلة حيلة قاتلين ، شعر بألم في حلقه ولثته وبالحاجة للهواء والتنفس ، لكنه لم يعرف لماذا؟ ما الذي اقترفه؟ لماذا يتنمر عليه رجل بالكاد رأه مرتين أو أكثر بقليل في السوق أو أي مكان عام ؟
رغم ذلك .. بكى مشدة الألم والإنسحاق الذاتي .. وجد وقتاً للبكاء .. ابتلع ريقه الممزوج بالدماء وقذارة تلك القدم التي تكتم أنفاسه ، لم يعد لديه أسنان ليحدث فيها أدنى ألم .
بكى حتى شخر ذا القدم من السعادة والإنتشاء كأقذر خنزير في اكره حظيرة، بكى تزامناً مع ضحكات الأغبياء الذين يحكمون إمساكه ، بكى وهو يعلم أن بكاءه يغذيهم ، ويمتعهم ، لكن ما بداخله ، وما انكسر بداخله كان ألماً لا يمكن كتمانه ، بكى ولم يستطع حتى التوعد كاذباً ففمه محشواً بقدمٍ كريهة ،بكى في صمت دون تهديد ، فقد روح الوعيد ، فقد أمل البقاء مع كل هذا ، بكى وابتلع الدماءه الملوثة وغص بأسنانه بحثاً عن الهواء ، لم يستمع حتى لتفاهات صاحب القدم لم ينتبه لما يقول ، وكأنه اسنحب وجدانياً من المكان وكأن الجسد لم يعد لروحه ، اخرج الخنزير قدمه يبصق كلماتٍ ساخرة ، لم يهتم بالإصغاء لها ، لكنه تنهد بأسى شديد وقرأ بصمت ما كتبته أظافر الوحش في حلقه ، تلك كلمات محفورة ، كتب فيه ما لن ينساه إن بقي حياً ، بكى وفقد وعيه أكثر من مرة قبل أن يرميه الثلاثة على الطريق مكتوف اليدين جوفه دامي وعيناه تعكسان إنكساره
تراوده أفكار : من يراه الآن ، من علم بكل ما حدث ؟ هل يستطيع الإخبار عما مر به اليوم من مهانة ؟ هل يقدر الحديث عن الحادثة دون أن يظهر في صورة شريك ولو بصورة ما ؟ دون ما أن يستغرب الآخرين أسباب كل هذا ؟ هل يستطيع إقناعهم بأن ليس لديه أي طرف ولا استفزاز لأجل ما حصل له !! وهل سيصدقون ؟..
.
لا يختلف شعور iهذا الرجل المخطوف عن شعور إي إمرأة تغتصب .
|