المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
همسات الالم ( الخاتمة )
روابط الفصول
الفصل الأول في الصفحة الأولى
الفصل الثاني
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل الثالث
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل الرابع
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل الخامس
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل السادس
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل السابع
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل الثامن
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل التاسع
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل العاشر
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل الحادي عشر
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل الثاني عشر
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل الثالث عشر
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل الرابع عشر
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل الخامس عشر
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل السادس عشر
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل السابع عشر
همسات الالم ( الخاتمة )
الفصل الثامن عشر واﻷخير
همسات الالم ( الخاتمة )
الخاتمة
همسات الالم ( الخاتمة )
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ترددت كثيرا قبل ان ابدا في كتابة هذه الكلمات , فهي نزف علي الاوراق ... لست كاتبة و لا ادعي هذا الشرف و لكنني قارئة .....
بدات كتابة هذه الرواية الان و ليست لدي فكرة واضحة عن متي ستكون النهايه ، اتمني ان تعجبكم
(( لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل ))
همسات الالم
البارت رقم (1):
ليس كل مايتمناه المرء يدركه *** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
تجري الرياح كما تجري سفينتنا *** نحن الرياح و نحن البحر و السفن
ان الذي يرتجي شيئا بهمته *** يلقاه و لو حاربته الانس و الجن
فاقصد الي قمم الاشياء تدركها *** تجري الرياح كما ارادت لها سفن
قبل الفجر بحوالي اربعين دقيقه ..... احدي المزارع الموجودة خارج مدينة الرياض ، هدوء و سكون لا يشف ابدا عما يحدث ، ظلال داكنه تتحرك بخفة ، اربع سيارات دفع رباعي و سيارة فان مغلقه .
يمسح علي عارضيه و هو يشاهد المناظر التي تنقلها الشاشات امامه ، و السماعة تنقل له كلمات مقتضبه من رئيس فريق التدخل : " 6 يحرسون المزرعه اربعه من الجهه الشماليه الشرقيه و الباقي جنب الاسطبلات ، و بالداخل 11 ، ننتظر الاوامر"
تنهد و هو يهمس :" علي بركة الله "
سلطان بن سالم السبيعي ، 38 سنه ، رتبة كبيرة في جهاز امني رفيع المستوي
يتابع تحركاتهم عبر الشاشات و اجهزة المسح الحراري توضح له ان رجال فرقته يسيطرون بنجاح علي المكان ، يقطف الان ثمرة مجهودات 5 شهور كان احيانا يواصل فيها الليل مع النهار حتي هذه اللحظه ، خلية ارهابية تعبث بافكار شباب في عمر الزهور ليصنعوا منهم قنابل موقوته تنفجر لتهز هذا الوطن الامن .
عقد حاجبيه و هو يراقب و يستمع ، تمت السيطرة علي الحراس و الان الخطوة الثانيه بداوا بتطويق المنزل بدقة تدربوا عليها كثيرا ، يهمس لهم كل حين و اخر لاغلاق ثغرة قد يهرب منها احد الجالسين بغفلة عما يحدث الان .. دقق في الشاشات جيدا و هو يلاحظ ظلا احمر في الشاشة لم يتحرك طوال الربع ساعة الماضية ، ثم يهمس : " الدور الثاني واحد نايم " و مع نهاية همسته بدا الاقتحام عنيف و ساكن ، قنبلة دخان اعمت ابصار الجالسين ليهبوا لاسلحتهم و لكن بدون ان يستطيعوا تصويبها ، 4 دقائق و تمت السيطرة عليهم بالكامل ، ليهمس سلطان :" الحمد لله رب العالمين " و هو يعتدل ليخرج من السياره ، دلف الي المنزل و هو ينظر اليهم ، تم القبض علي المجموعة بالكامل و بدأوا في تحريز الملفات و اجهزة الكمبيوتر الموجوده ، اوما لاحدهم ليساله :" و اللي فوق ؟" ليرد عليه : " طلع متعب "
لينزل متعب في نفس اللحظه ليقف امام سلطان وقفة عسكرية مشدودة و يقول بتجهم هامس :" سيدي تطلع معاي لحظه ؟ الله يدبل كبد العدو بس " و بدون كلمة اضافيه التفت نحو الدرج ليصعد و معه سلطان الذي سال بحزم :"وش صاير؟" ، التفت عليه متعب و هو يقول من بين اسنانه :" الكلاب جايبين بنت " .
مر عليه الكثير سلطان فهو في هذا المجال منذ 15 سنه ، اما متعب فما زال حديث عهد نسبيا ، فتح متعب الباب و تنحي جانبا معلنا انه لا يرغب في الدخول ، رفع سلطان حاجبه الايسر و دفع الباب و دخل لتتسمر اقدامه في مكانها و هو ينظر الي ذلك الجسد الملقي علي الارض ، الغرفة خالية من اي نوع من الاثاث و الفتاة الملقاة علي الارض و جوارها حبل غليظ مقطوع ، نادي من بين اسنانه :" متعب" ليدخل متعب و يجيب علي السؤال المعلق في الغرفه :" لقيتها مربوطه قطعت الحبل " ليردف :" حاولت فيها تصحي لك... " ليقاطعه سلطان : " كلم الاسعاف يجون" ليخرج متعب و يتجه هو نحوها ، ازاح شعرها الذي يكاد يغطيها ليلمس وريدها العنقي ليعقد حاجبيه بتوتر ، النبض ضعيف ، لا يريد تحريكها قبل وصول الاسعاف فمن الكدمات و الدماء الجافة علي وجهها قد تكون هنالك اصابات خطرة ، عبائتها ممزقة في بعض الاماكن ، زفر بضيق و هو يخرج هاتفه من جيبه و يرسل رساله :" شوفلي بلاغات اختفاء او اختطاف بنت بالعشرينات" ، تلفت حوله بضيق يبحث عن شي يغطيها به ، خرج ليفتح الغرفة الثانيه حمل الفراش ثم عاد ليغطيها به بالكامل ، فكر للحظه ثم عاد ليكشف وجهها و هو يتمتم :" البنت نبضها ضعيف يمكن تنكتم " ، خرج مرة اخري و نزل الدرج بخطوات سريعه ، فرقته انهوا العمل تقريبا ، سحب احد المقيدين من ياقة بلوزته و هو ينظر الي عينيه ليساله بهدوء :" مين البنت اللي فوق؟" لم يرد عليه ليشدد الخناق علي ياقته اكثر و هو يزمجر :" ما احب اكرر السؤال ، اشتري سلامتك و جاوبني " رد عليه بصوت مختنق :" ما ادري " بحركه عنيفه ضرب جانب راسه بالجدار و هو يسال :" من يدري؟" تاوه الاخر و هو يشتت نظراته لتسقط علي اخر ثم يشتتها و لكن ليس بدون ان يراها سلطان ليلقيه من يده و يجذب الاخر و هو يتكلم من بين اسنانه :" اظن سمعت السؤال" ليضحك ذاك و يقول له باندفاع :" من بتكون يعني ؟ كلبه بنت كلب " ليلكمه سلطان علي جانب انفه لينزف دما اغرق فمه في ثوان ليسعل و يبصق الدم في وجه سلطان ليحنيه سلطان ليضربه بركبته في بطنه و هو يجذب سلاحه من خصره و يلصقه في عنقه قائلا :" تشهد علي روحك" ليغمض ذاك عينيه ثم يهمس :" بنت عبدالله الاحمد "
القاه سلطان من يده و هو يعيد سلاحه الي خصره قبل ان يطلق عليه الرصاص و هو يلتفت الي الدرج و عشرات الافكار تزدحم في راسه .... عبدالله الاحمد يعرف هذا الاسم جيدا ، دربه قبل 9 او 10 سنوات كما انهما التقيا اكثر من مرة عندما كانت خطوط قضاياهما تتقاطع ، بل لقد انقذ حياته من موت محقق في لندن قبل 3 سنوات ....
لندن ..... قبل 3 سنوات من تاريخ اليوم
التاسعة مساء بتوقيت لندن
يشد سلطان علي كف عبدالله الاحمد و هو يقول بابتسامة نادرة الارتسام علي شفتيه :" حي الله من جا .. تو ما نورت لندن" ليضحك عبدالله بخفه و يدلف الي السيارة المتوقفة امامه و يتبعه سلطان , سؤال عن الحال و الاحوال ليعقبه صمت لفهما حتي وصلا الي فندق فخم ليصعدا الي جناح فتحه سلطان ليكشف عن ثلاثة شباب يجلسون الي طاولة الطعام في ركن الجناح ليقفوا باحترام للداخلين , تحية مقتضبه جلسوا بعدها و هم يتناقشون علي الخطوة القادمه ، ارهابي خطير قام بتفجير سيارة نقل طلاب الجيش قبل بضعة اشهر ، كما ان له عدة اتصالات بخلايا اخري غير تجارة المخدرات , و الان هو هنا في لندن , تنسيق علي اعلي مستوي و عمل شاق اوصل لهذه اللحظه , ليردف عبدالله :" ماهو لحاله وراه علم" ليعقد سلطان حاجبيه و هو يقول :" نمسكه و بعدين نعرف منه اذا وراه احد" , صمت عبدالله قليلا ثم رفع كوب الماء ليشرب نصفه ثم يقف ليقول :" علي بركة الله" و يتجه للغرفة الثانية ليتوضا و يصلي تاركا سلطان و من معه يتناقشون و يكملون خطط يوم الغد .
في مكان اللقاء وقف عبدالله الاحمد و هو يشد معطفه عليه و سلطان قربه , يعلم ان هناك اكثر من 10 اشخاص حوله حاليا بل و يستطيع تحديد اماكنهم , اقربهم سلطان .... التفت الي يمينه و هو يشاهد السيارة الرياضية التي تقترب بسرعه لتتوقف علي بعد مترين ليخرج منها شاب في الثلاثينات من عمره يبتسم ابتسامة جانبيه ليقول :" يا هلا بعبد العزيز " ليبتسم عبدالله و هو يرد عليه :" هلا بحسين هلا" ليقول له حسين :" و لا احسن اقول هلا ببو انور " ، ليعقد عبدالله حاجبيه بتوتر و هو يشاهد حسين يقترب منه ملوحا بمسدس اخرجه من خصره و هو يواصل :" و لا عليك امر نادي سلطان , ادري به قريب خله يجي " ليقول عبدالله بهدوء يخفي توتره :" ما هو هنا سلطان , بالرياض" ليضحك حسين بصخب و يقول :" انت تضحك علي منو ؟ انا حسين الداؤود يا عبدالله " ليردف بعنف و هو يرفع المسدس لصدغ عبدالله :" اخلص علي " لياتي صوت سلطان :" هذا انا جيت يا حسين " , ليلتفت عليه حسين بعينين يملؤها الحقد و بدون اي كلمه يطلق عليه النار ......
الوقت الحالي ........ المزرعه
تنهد سلطان بصوت عال و هو يقف خارج الغرفة و ذكرياته لا تزال تنساب في عقله , سمع صوت الاسعاف ثم خطواتهم ليظهروا و معهم متعب , فتح لهم الباب ليدخلوا و التفت لمتعب و هو يقول :" انقلوا كل شي للاداره " ليردف و هو يري الاسعاف ينقلونها :" ياخذونها المستشفي و يبلغوني باي تطورات بنام ساعتين بعدين اروح الاداره" و يلتفت لينزل الدرج و يخرج و هو يدير جواله في يده ، يريد ان يتصل علي عبدالله و لكنه لا يريد ان يفجعه , يدير محرك سيارته بعقل شارد و هو يتجه نحو الرياض ليتوقف عند اول مسجد ليتوضا و يصلي الفجر ليخرج بعدها ليغير طريقه من البيت لينام الي المستشفي .
دخل المستشفي ليجد متعب في الاستقبال مغمض العينين متكئا علي الحائط ليتجه نحوه ليفتح متعب عينيه المرهقتين و يقف ليقول له سلطان :" روح ارتاح انا جالس هنا" ليهز متعب راسه و يتجه للبوابة ليلتفت مرة ثانية و يعود ليقول :" ممكن اجلس " ليقول له سلطان :" لا ...روح " و يكمل سلطان طريقه لموظف الاستقبال و يساله :" البنت اللي جات من شوي " ليجيبه :" بالطوارئ" ليشد سلطان ظهره و يتجه نحو الطوارئ و من خلف الزجاج يشاهد حركة الاطباء و الممرضات المحمومة بالداخل ثم انتفاضة الجسد الممدد علي الطاولة اثر عدة صدمات كهربائية , ليدفع الباب و يدخل بسكون و هو يسمع تعليمات الطبيب للممرضات بدفع ادوية في عروقها و صدمها مرة اخري بالكهرباء ليهداوا قليلا اثر معاودة قلبها النبض ليعودوا مرة اخري للعمل عليها و لكن بشكل اكثر هدوءا , ليدير لهم ظهره و يخرج الي الممر و يمسك جواله في يده و يضغط علي رقم بو انور .......
"وتيييييين ووجع " لتاتي ام هذا الصارخ من المطبخ لتقول له :" وسام ؟ بلاك يا يمه" ليصرخ وسام :" يمه بنتك هاذي باذبحها . كم مرة قايل لها لا تدخل غرفتي بس دواها عندي " لتاتي تك المشاكسة الصغيرة توامه التي لم تحمل من شكله الا التماعة العينين و تدفعه بخفة و تتجاوزه قبل ان يصل اليها لتقف خلف امها و هي تقول بدلال :" يمه ما سويت شي شوفييييه" لياتي وسام و يحاول امساكها من خلف امه لتنهره امه :" وساام " لينحني عليها مقبلا راسها و يقول و هو في طريقه للباب :" طيب يا وتين .. حسابك بعدين " لتخرج له المشاكسة لسانها من خلف ظهر امها لتعيده بسرعة مع التفاتة امها عليها و تستبدلها بابتسامة عذبة و تقبل امها بحنان لتقول :" يلا ماما ما تبين تفطريني ؟ نص ساعه و طالعه الكليه" لتبتسم امها بحنان خالص و هي تقول لها :"يلا يا ماما" ... لتتجها نحو الافطار المجهز لتجلس وتين بشقاوة علي طرف الطاولة و ترشف القليل من الحليب الساخن و تقضم قطعة خبز لتقول لها امها :" اجلسي و كلي زين يا يمه " لتقول لها وتين و هي تجلس علي الكرسي :" علي هالخشم" لتردف :" ما جا ابوي ؟ ما شفته من 4 ايام " لتتنهد والدتها و تقول :" لا يا عمري مشغول" و تنهض بسرعة للمغاسل لتمسح دموعها قبل ان تنتبه لها ابنتها و تعرف ان هناك مصيبة تكسر الظهر وراء اختفاء والدها هذه الايام , و تقول :" يا رب لا تفجعنا"
عند سلطان , مغلق .... اتصل علي ارقامه كلها و لا زال الجواب واحد : مغلق , ليتصل علي رقم سكرتيره الخاص :" الو" .."هلا يا عبد المجيد , بو انور وين ابيه ضروري" ليمتعق وجهه عند سماع الجواب :"مستشفي و جلطه ؟ وش صاير؟" ليغمض عينيه و هو يتمتم :" لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم" ثم يغمغم :" من عنده؟ خلاص الحين باكلمه" ليغلق منه و يرفع عينيه للسقف , اذا كان لديه ذرة شك انها ليست ابنة عبدالله فقد تبخرت الان , اغمض عينيه بتعب و هو يستعيد كلمات عبد المجيد :" و الله يا طويل العمر مدري وش اقولك .... بو انور بالمستشفي .... جلطه ... خاطفين بنته و مهددينه فيها ... بو وسام عنده"
الدمام
جالس عند مقاعد الانتظار بتعب و يلتفت علي الجالس الي جانبه و راسه ملفوف بشريطة بيضاء تخفي جرحا عميقا احتاج الي 8 غرز لتقطيبه , خده لا زال مزرقا من ضربة قوية و يده اليسري في جبيرة بيضاء , تنهد بحرقة فكسر اليد سيجبر و لكن كسر القلب ... ااه من القهر ... مد يده ليهز السارح جواره :" انور يبه.. قم ارتاح " ليلتفت عليه انور بعينين محمرتين و دمعة يتيمة معلقة في هدب عينه اليسري تابي ان تنزل ليشدد من قبضته علي كتفه ليقول :" توكل علي الله يا يبه....توكل علي الله" ليتنهد انور بحرقه و يشيح بوجهه . كان سيتحدث معه لكن اهتزاز جواله قاطعه ليخرج جواله من جيبه و يشاهد الرقم (سلطان بن سالم) ليعقد حاجبيه و يرد :"و عليكم السلام" ...." بخير الحمد لله" ....." جلطه و حاطينه بالعناية المشدده " .... "تدري مشاكل شغلكم تشيب و تجلط بعد" .... ليهب واقفا " ويش" ليلفت نظر ذاك الجالس ليكرر :" و الله ؟ متاكد ؟ " ليصمت قليلا ثم يجلس و لا زالت انفاسه متلاحقه كانه ركض لعدة ساعات " خلاص اليوم انا عندك " .. " لا باخلي انور عنده و عبدالمجيد بعد .. اليوم انا عندك" ... اغلق الاتصال و جلس محدقا في الشاشة للحظات طويله قبل ان يخرجه من دوامة افكاره هزة انور له :" عمي صاير شي؟" لينتفض بخفة و يقول له :" لا بس ابنزل الرياض الحين .. عبد المجيد بيجلس عندك" ليعقد انور حاجبيه و يقول :" ليش صاير شي ؟" ليقول له عمه و هو يضغط علي اسم (عبدالمجيد) ليتصل عليه :" لا يا يبه بس شغل ضروري ما يتاجل"..." عبدالمجيد انا نازل الرياض بوانور وانور امانتك .. اي انتظرك" .. ليغلق الاتصال و يلتفت علي ابن شقيقه و يقول له بهدوء :" ان شاء الله ما اتاخر ... ما اوصيك يا يبه , لا تروح مكان و لا ترجع البيت ... و احمد خله عند خواله لا تفجعه" ليهمس له انور :" الله لا يفجعنا ... تطمن يا عمي " ليتنهد عبد المحسن بحرقه و يقول :" امين ...امين" و عادا الي سكونهما حتي وصل عبد المجيد ليحدثه عبدالمحسن بهمس ثم يذهب ليدير سيارته متجها الي الرياض.
الدوحه
يغلق جواله و يعقد حاجبيه و يزفر و يعود للعبة المحتدمة بينه و بين ابن خاله فهد ( محمد ) الا انه يعجز عن التركيز ليلقي ذراع اللعبة بعد اقل من 10 دقائق ليهتف به محمد :" وش فيش انت؟" ليجيبه احمد :" مدري ايش صاير .. لي 5 ايام ما سمعت صوت ابوي و اختي .. و انور كل ما كلمته يقول لي ابوي مسافر شغل و نور نايمه .. احد ينام 5 ايام؟؟" ليعقد محمد حاجبيه ايضا و يقول له برجولة مبكره :" تبيني اروح معك الدمام تتطمن عليهم و عقب نرجع ؟ ابشر " ليقول له احمد ضاحكا :" لا لا توني عمري 15 سنه تبي ابوي و جدي و خالي مشعل يذبحوني؟؟" ليضحك الصبيان معا و يعودان للعبتهما
نفس المنزل , المجلس الخارجي . الجد بو مشعل و ابنائه فهد و مشعل و راكان ابن مشعل الكبير , يتنحنح مشعل :" خير يا يبه " ليغمض الجد عينيه بهم و يفتحها ليقول بصوت مغرق في الوجع :" مابي كلمة تطلع برة , زوج اختكم مزنة جعل قبرها برايد عليها طايح بالمستشفي .... و بنته مخطوفه" .... صمت ... سكون .... الم مووجع .. طعنة خنجر استقرت في قلوبهم ليكون اول من تمالك نفسه ذلك الشاب الذي هو نسخة من جده ، جبل من الرجولة لينطق بغضب مكتوم :" انا نازل السعوديه اليوم" ليتمالك اباه نفسه و يقول :" شلون مخطوفه ؟ وين حنا فيه؟ و بعدين ابوها يشتغل بجهاز امني شلون ؟؟؟" ليخرج راكان هاتفه و يتصل علي سكرتيره الخاص :" شوفلي حجز السعوديه اليوم .... " ... " اذا ما لقيت باطلع بالبر " ليغلق هاتفه و يذهب ليقبل راس جده و يجلس امامه و يهمس له بوجع :" بنت الغاليه ان شاء الله بخير ... لا تحاتي " لتذبحه دمعة معلقة باهداب جده الذي يهمس بصوت مخنوق :" مخطوفه لها 5 ايام " و تخنقه الغصة ليشيح بوجهه ليقف هذا الذي تشبع بروح جده حتي النخاع ليخرج الي المغاسل و يغسل وجهه عدة مرات ... ليصرخ بصمت :" الا نور ... الا نور .... " .. نور التي ملكت شغاف قلبه منذ ان كان عمره 14 سنه , 10 سنوات جعلت حبها يجري فيه مجري الدم ... ليغمض عينيه بحرقة و ذكرياته تاخذه لما قبل 10 سنوات
الدوحه ..... قبل 10 سنوات
يقترب من الملاك الصغير الذي امامه , شعرها يغطيها في جلستها هذه ... شعرها الذي يذكره بحكايات جده ابو مشعل عن جدته ام مشعل و كيف ان شعرها هو اطول شعر لامراة .. يبتسم بصخب و هو يقول لجدته :" ابي مرتي شعرها طويييل " و جدته تضحك و تقول له :" من وين نجيب لش هاذي؟؟" ... يبتسم و هو يتجه الي الباكية الصغيره , لا يجب ان تبكي من كان له عيناها النجلاوين .. فاتنه في العاشره , يقف قريبا منها ليتحدث معها بحنان :" نور ..... نووور ...... النووري" لترفع وجهها المحمر من الدموع لتقول بغضب رقيق :" لا تقول النوري" ليبتسم و هو يقول :" خلاص .. نووور ... ليش تبكين؟" لتنهمر دمعتين كبيرتين من عينيها .. تملؤه رغبة بمد اصبعه ليمحو هذه الدموع لكنه يقهر نفسه و يضع يديه في جيوبه و يقول :" لا تبكين و اسوي لش اللي تبي" و هي تمحو دموعها بظاهر كفيها و تقول :" اي شي؟؟" و هو يبتسم :" اي شي " لتضحك بفرح و تبدا بسرد قائمة من الطلبات و الاماكن التي ترغب بالذهاب اليها و استثناء بنات خالتيها موضي و لطيفه لانهما تغضبانها دائما .....
الدوحه ....... اليوم
يفيق من ذكرياته بقطرة ماء مالح تنحدر من عينه اليمني , بالتاكيد ماء ماذا يمكن ان تكون ؟ ... رنين جواله يرتفع ليرد عليه :" هلا" ... " متي؟" ... " لا خلاص " و يقفل الاتصال و هو يزفر بارتياح ساعات ثلاث تفصله عن موعد طائرته , للرياض و منها للدمام .. " جايش يا نور" .........
الكويت
" شنهو؟؟؟؟" ...." ... " انا قايل انكم جلاب و حمير " .... " هين يا سليطين دواك عندي ... و بنت الكلب الثانيه ؟؟؟" .... " ما انا قايل لكم اقل شك انه في شي صاير تذبحونها و تقطونها " ... " الله يلعنكم .. الله ياخذكم واحد واحد و يريحني منكم" ... زفر بضيق و هو يلقي الجوال ليصطدم بالحائط و يتحطم ... لينظر اليه قبل ان يصرخ :" انتم يا بهايم .. واحد منكم يجيب لي جوال " ليسرع احد رجاله الي المكتب و يستخرج جوال جديد و يضع فيه البطاريه ليوصله بالشاحن ....
الرياض
قلق هو .. اغلق من سلطان قبل لحظات و الان هو في مواقف المستشفي .. موجوع لاقصي حد ... يريدها ان تكون هي .. و يخشي مما قد يكون حدث لها .. استعاد نهاية مكالمته مع سلطان :"سلطان " ليرد عليه ذاك بصوت متعب "سم" ليجيب عليه " سم الله عدوك ... اا .... صاير معها شي ؟؟؟" ليقابله صمت لثوان طويله اوقف معها قيادته للسيارة ليصله صوته " ما قالوا شي .. يعني الطبيب للحين عندها ... اوصل بالسلامه ان شاء الله و يصير خير" .... تنهد و هو يستغفر الله و يردد :" اللهم اني اعوذ بك من قهر الرجال ... يا الله"
ليتجه بخطي متوتره نحو المستشفي ليري سلطان بقامته المديدة يتحدث في هاتفه ليشير له بان يتقدم اليه ليستوقفه رنين هاتفه هو ... (راكان بن مشعل) .. ليزفر بتعب و يرد :" هلا ... الحمد لله ..... لا لا تروح الدمام انا بالرياض ... لين جيت حكيتلك ...... خلاص يا راكان الحق طيارتك يبه ...فمان الله" و اغلق ليجد سلطان جواره :"من؟".. ليجيبه :" راكان ولد خالها " ... ليومئ سلطان براسه و يقول بهدوء :" تري ممكن تكون ما هي ... خلنا نتاكد اول " ليزفر عبد المحسن بحرقه و يهز راسه و يتجهان نحو الطوارئ ... ينادي سلطان الطبيب لتخرج له احدي الممرضات ليسالها بحزم :" البنت اللي جبناها الفجر نبي نشوفها " لتهز الممرضة راسها و تقول :" في امليه (عمليه ) " ليعقد سلطان حاجبيه بضيق و بتوتر :" وش عمليته من الفجر و انا جالس هنا ما قلتوا بتسوون لها عمليه " لترد الممرضة بهدوء عملي :" امليه مستاجل .. دكتور ودا هيا سراه ( عمليه مستعجله ... الدكتور وداها بسرعه ) " و تنصرف من امامهما ليجلس عبد المحسن بتعب علي الكرسي الذي خلفه و سلطان ينظر اليه متفحصا ثم يقول :" تعبان ؟؟ تبي الطبيب؟؟" ليهز عبد المحسن راسه و يضع كفيه علي وجهه و يقول :"يا الله" ...
نهاية البارت الاول
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
التعديل الأخير تم بواسطة bluemay ; 05-10-15 الساعة 08:26 AM
سبب آخر: تعديل العنوان
|