بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته :
لطالما كان سحر القراءة و الأدب من المجالات التي تأسرني و تجعلني أنسى كل ما حولي عند التعمق بها .
فقبل فترة ليست بطويلة كنت قارئة فقط , و لكن الآن قررت أن اتخذ خطوة وهي ممارسة الكتابة و نشر ما يعجبي من جمال الأدبيات
لذلك قررت أن أتشارك معكم أول خطواتي في عالم الكتابة
,, و سأقدم مجموعتي القصصية القصيرة كبداية لي ,,
و أدعو الله أن تكون بداية موفقة ..
*** و في حال أراد أحدا منكم نشرها , فأرجو ذكر اسمي , فإني لا أحلل من ينسبها إليه ***
أترككم مع القصة ,, و قراءة ممتعة
(( لم يكن في الحسبان ))
(( القصة الأولى ))
من خلف القضبان حدق إلى الشمس , و من خلف القضبان تأوه على الأمس .
ولكن السجن كان له مسكن و مأوى من سنين عرفت بالظلام عندما كان طفل , و لايزال خوفه منها بأن يعيش فيها عندما يصبح كهل ,
ولكن روحه كانت معلقة بين شرين ,
بين قضبان زنزانة و بين عدو في الخارج بصحبة أعوانه ..
حتى جاء ذاك اليوم الذي سمع فيه مناديا ينادي بأن البلد قد تحررت من مستعمريها ,, كان مستلقيا على ظهره و يحدق بالمنادي بقلب مملوء بخوف , بأمل , باعتزاز و خذلان ,
نادى السجان بأعلى صوته قائلا :
" لم يبق على إعدامي سوى سنتان , فهل لي ببعض الورق من فضلك ؟".
أخذها و خط آهاته فيها , و كتب لوعة الحسرة التي في قلبه بين طياتها .
انتهى من كتابه و رمى به من بين قضبان النافذة , عسى أن يحمله الريح إلى منزله أو مجلس أصحابه ,
فالتقطه بالصدفة جرو صغير ,
ونسيه سهوا عند قدمي فيلسوف شهير ,
قرأه و فغر فاه و فتح عيناه صدمة مما قرأ ,
و تمنى لو أنه بالكاتب ببصير ,
فسرعان ما نشره و قرأه الجميع ,
و أصبح السجين من خلف القضبان يوقع كتابه ,
حتى أتى اليوم العسير ,
ليس يوم الإعدام ,
بل يوم العفو من أبناء القتيل.
خرج و كأنه طفل صغير ,
تكاد الشمس تحرقه مقلتاه و تكاد الرياح أن تجعل من ظهره كسير ,
نظر حوله , و لم يكن هنالك شيء جميل .
استدل بسرعة البرق إلى مطبعة كتابه ,
و أضرم فيها النار , فتهاوت أرضا حتى اخفت ,
مثلما يبلع البحر الحصير ,
و قال بسعادة يتخللها وله :" أحرقت نجاحي بيدي , رغبة في العودة إلى الجحيم , فليس في الحرية شيء جميل , إذ أني كنت قد كتبتها كلها و كتبت كل معالمها في كتابي , و انتقل الكتاب الآن والنسخ إلى السماء , أحرقتهم و لم يبق في حرية شيء جميل , في سجني كتبت عن حريتي , فعن ماذا أكتب الآن عندما أصبحت الحرية متناول يدي ؟! , هيا أعيدوني إلى جحيمي و زنزانتي , فلقد أكلت الحرية لساني , و كسر الهواء العليل قلمي ,
ولست على فعلتي بحسير ...
أتمنى أنها نالت على إعجابكم ,, وسيكون لنا لقاء آخر في القصة الثانية بإذن الله