المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
فتاة من تحت الارض
السلام عليكم جميعاً
.. صديق جديد معكم هنا و هذه اول مره ترونني بها و اول قصة اكتبها في منتدى ليلاس الثقافي الذي افتخر انني سجلت به اليوم ولعلها تعجبكم و اتمنى ان لا تكون الاولى و الاخيرة .. القصة كاملة ولكنني سأضعها في سياق حلقات من اجل التشويق .. وانتظر التفاعل والاراء سلباً او ايجاباً فهذا سيسعدني, وانتظروا الكثير من المفاجآت والتشويق في هذه القصة و قصص اخرى ان شاء الله .. بسم الله نبدأ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الاولى :-
____________
أراها واقفة أمامي الآن .. وورائها الخلفية سوداء تماماً .. لكنني أراها بوضوح , وكأنها تشعُ نوراً ..
جميلة إلى حدٍ لا يُصدًّق ..و تبتسم لي ..
أنا أشعر بإنقباض شديد منها .. أشعر أنني أتألم و أشعر أنني أختنق ..
أنا بعيد كل البعد عن الواقعية .. يبدو كحلم , لكنني متأكداً أنه ليس حلم , والسبب بكل بساطة هو أنني لم أرى هذه الفتاة في حياتي .. أنا متأكد و أقسم على هذا, و هناك حقيقة علمية تقول أنه من المستحيل أن يحلم أحد بشخصٍ ما لم يره من قبل ..
بإختصار أنا متأكد أنني مستيقظ .. وفي نفس الوقت متأكد أنني أحلم, لهذا أشعر أنني مختنق .. جرب أن تكون مكاني وستشعر بما أشعر به حتى إذا رأيت ملكة جمال العالم في هذا الموقف ..
أشعر بصوت مألوف يبدو كصوت اختي العزيزة يأتي من لا مكان ينادي بإسمي
- " بــدر " .. لا استطيع الرد ولا استطيع ان اراها .. ارى فقط هذه الفتاه التي جاءت من الفراغ وهي الآن تقترب مني - ببطء - لكن لا على شكل خطوات, بل أشعر أنها متسربلة في الظلام ..
قد أصبحت أمامي مباشرةً .. عيناها أمام عيناي .. لا يفصل بيننا سوى ( 1 سـم ) .. أشعر بالنـَـفـَـس الذي يخرج من فهما .. رائحته ساحرة .. رائحة نـَـفـَسـِها أجمل من كل عطور العالم .. لم أكن أعرف أن الشخص يشم أشياء حينما يحلم ..
الظلام كالح .. لكنها مازالت تشع نورها .. لا أعني أن نوراً يخرج منها .. بل أعني أنني أراها هي فقط وكأنها في النور .. لكن لا أرى شيئاً آخر بخصوص المكان الذي أنا فيه ..
-" ( بدر ) .. ماذا بك ؟ " الصوت مرة اخرى .. والفتاة لازالت لا تتكلم.,
هل أنا قد توفيت ؟ .. أشعر أنني في قبر تحت الأرض ..
بعد 10 ثواني - مرّوا كـ10 سنوات - وهي - أي الفتاة - قريبة مني ثم قالت :
- << سأجعلك ترى مالم تره في حياتك .. و سأجعلك تسمع مالم تسمعه >>
كان صوتها غير آدمي .. أشعر أنه مـُـظلـِـم . ولا أعرف كيف يكون الصوت مظلماً لكنه كذلك ..
أريد أن أتكلم و أسألها من أنتِ .. لكنني لا أستطيع إخراج الكلمات .. أشعر أنني أصبحت أخرس
بدأ نـَـفـَـسي يضيق .. أحاول أن أتكلم لكن لا فائدة .. أتألم بشدة .. سأموت بسبب إحساسي أنني أصبحت أخرس .. بالأخص و أنني أشك أن يكون مايحدث هو حلمٌٌُ بالفعل ..
ثم وقعت على الأرض فاقد الوعي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
فتحتُ عيناي لأجد أنني مـُستلقى على سريري وتجلس أختي بجانبي .. تبكي وتضع لي " قــُطنة " قد بللتها بالماء المثلج .. على أسفل عيني ..
اللعنة ! .. أشعر أن وجهي يحترق
- " ماذا حدث لي ؟ .. " قلتها لاختي بصوتٍ عال قليلاً من شدة الالم اسفل عيني
.. فمسحت عيناها بسبب الدموع - أنا أحبها أكثر من نفسي - .. فهي من يتبقى لي في الحياة من أهلي
هي الوحيدة .. ولا أستطيع العيش بدونها ليوم واحد حتى ..
بعد أن إنتهت من النواح قليلاً واتطمأنت علي قالت :
- " كنت قادمة لغرفتك لأسالك إذا ماكنت تريد أن أجلب لك الطعام .. فدققت على الباب لم ترد .. ففتحت الباب ودخلت .. لأجدك واقف وتنظر إلى شئ ما ..فنظرت ناحية ما تنظر لم أجد شيئاً .. ظللت أناديك .. وأنت يبدو عليك أنك لا تسمعنى .. فجأة رأيت في وجهك كل ملامح الألم في الكون كله .. تفتح فمك كأنك تريد الكلام ولكن لا تستطيع إخراجه .. كنت واقفة بجانبك ولا أدرى ما أفعل .. وفجأة وقعت مغشي عليك .. وكانت الحادثة مؤلمة .. فأنتَ قد وقعتُ مباشرةً على ذلك المكتب الذي تستعمله في كتاباتك واشعارك .. بالتحديد جاءت الصدمة تحت أسفل عيناك .. "
أنهت كلامها وإقتربت مني وعانقتني بحنان شديد .. وكأنها أمي ثم أردفت :
- " الحمدلله أنك بخير .. كدت أموت قلقاً عليك .. لقد أدركت بالفعل أنني سأموت إذا فقدتك "
قبـًّـلتـُـها على رأسها و قلت :
- " لن تستطيعي العيش بدوني ولن أستطيع العيش بدونك .. فقد رحلا والدانا إلى السماء منذ فترة طويلة
كنت أنا في الـ ( 19) من عمري و أنتي كنتي في الـ (20) من عمرك .. لكنني كنت أشعر وكأنك أمي ولستِ أختي فقط. .. الحقيقة أنتي أختي و أمي وكل شئ في حياتي .. "
كانت تزداد بكاءاً مع كل كلمة تقال .. إنها شديدة الإحساس .. تتعامل معي بطريقة تـُـشعرني أنها المادة الخام للحنان ..
- " يجب أن تذهبي لتستريحي قليلاً الآن .. فأنا أشعر أنني بخير "
لست بخير لكني قلتها لها لأجلس وحدي قليلاً حتى أدرس الموقف بهدوء .. لكن للأسف وجهي يؤلمني .. وكان به شئ كخدش لكنه عريض في اسفل عيني اليسرى ..بالتأكيد لن تكون عاهة مستديمة .. لكنها ستأخذ بعض الوقت .. وكنت أفكر كيف سأمشي في الشارع بهذا " المنظر "
تـُرى هل ما رأيته مجرد كابوس بسبب أنني أًغمى على ؟ ستكون هذه النظرية صحيحة إذا عرفتُ السبب في الإغماء .. بمعنى أنني أحتاج طريقة تجعلني أعرف هل أغمى علي بسبب الكابوس .. أم رأيت الكابوس بسبب الإغماء !!
إنها المرة الأولى التي يحدث فيها هذا لي .. لكي أكون صريح معك .. أنا أدخن الحشيش , لكن من سيخمًّن أن ماحدث حدث بسبب الحشيش فليتأكد أنه لا يعرف شيئاً عن الحياة ..لأن الحشيش لا يفعل مثل هذه الأشياء و أغلب الناس يعرفون ذلك حتى الأطباء .. أنا لست فخور بهذه العادة .. لكنني لست خجول منها أيضاً .. وهذا ليس موضوعنا على كل حال.
...
نسيت أن أعرٍف نفسي .. أنا إسمي " بدر " عمري الآن 26 عاماً .. أعمل مهندسا في " ميناء الأسكندرية "
وخطيبتي " مريم "بالمناسبة تعمل معي هناك في نفس الإدارة .. ولهذا أنا أعشق عملي هناك .. و لا آخذ أجازات على الإطلاق إلا إذا كان الأمر يستحق الأجازات .. وهي كذلك .. لأننا لا نستطيع أن لا نرى بعضنا يومياً ..
إتصلت بها صباحاً في اليوم الذي تلا الحادثة .. ولم أذهب للعمل بالطبع .. أنا أملك 50 يوماً - تقريباً - كأجازات .. لذا طلبت منها أن تكتب لي طلب الأجازة وتقدمها لـ " رئيس القطاع "
- " لماذا تريد أجازة أسبوع ؟؟؟ "
قالتها بنبرة حادة, لكنني رددت عليها بهدوء :
- " سأخبرك فيما بعد يا " مريم ", حينما نتقابل. "
- " لا يا " بدر " ستقول لي الآن !! "
رَفــَـعتُ صوتي قليلاً :
- " قلت لك سأخبرك فيما بعد .. فلتكفي عن لـَعـِـب الأطفال هذا "
- " حسناً, كما تريد "
قالتها بنبرة جادة .. و أنا كنت متوقع أنها ستكون خائفة علي حينما أطلب أجازة أسبوع .. أنا أعشقها .. و أعلم أنها مثلي تماماً .. بل أنا متأكد من ذلك .. وهي متأكدة من ذلك أيضاً ..
هي تظن أن الأمر لا يستحق كأني سأذهب الى مصيف او شئ من هذا القبيل, هي لا تعلم شئ.. لكن أنا متأكد أنها ستتصل بي بعد ثواني لتقول أنها أدركت خطئها .. وأنها كان يجب أن تظهر قلقاً أكثر من ذلك ..
و بالفعل بعد خمس دقائق رن الهاتف .. فرددت :
- " راهنت نفسي على أنكِ ستتصلي الآن .. "
- " كيف لا أتصل و أنا أحبك أكثر من أي شئ في الدنيا كلها "
- " و أنا أحبك بنفس الدرجة التي أحب بها أختي .. وهو حب إلى درجة الجنون .. ولم أتوقع أبداً أن أحب أحد في الدنيا كلها بنفس قدر حبي لأختي " ياسمين " .. و أنتِ .. أعشقك .. لكن أحياناً تفكرين بطريقة خاطئة .. "
- " أعدك أنني سأحاول أن لا أغضبك من الآن .. و الآن قل لي, حبيبي .. ماذا حدث ؟ " قالتها بطريقة حنون
فحكيت لها .. وبعد أن إنتهيت .. سألتني هي بحزن شديد :
- " وماذا تنوي أن تفعل الآن ؟؟ "
- " أنا حجزت في عيادة طبيب في " محطة الرمل " و سأذهب الساعة الـ 6:00 مساءاً. "
- " سآتي معك .. "
- " لا يا " مريم " أحتاج أن أكون وحدي .. لا تغضبي مني ..لكنني بالفعل أحتاج هذا "
- " لن أغضب منك بالطبع .. فأنا أقدر ما تشعر به "
- " سأذهب الآن لأشتري سجائر .. و سأكلمك فيما بعد .. أحبك "
- " أحبك " .
أنهيت المكالمة .. للذهاب للإستحمام فالنزول .. سأشتري سجائر بالطبع لم يتبقى في العلبة سوى 10 سجائر يعني 10 دقائق .. فأنا مدخن ثقيل "heavy smoker" وهكذا
في السادسة كنت في العيادة ودخلت إلى غرفة رسم المخ ..
إقتربت مني ممرضة حسناء وهي تبتسم .. و أشارت ناحية كرسي في الغرفة ..
- " إجلس هنا من فضلك "
فجلست .. وبدأت هي تضع لي جهاز رسم المخ فوق رأسي .. هو يشبه الخوذه لكنه عبارة عن سلوك سميكة .. من الممكن أن يعرفه البعض .. أنا اعتقدت ان جهاز رسم المخ جهاز كبير سوف سيدخلونني بداخله كما ارى في الافلام .. اتفهم ما اعني ؟
بعد أن أنهت الممرضة تركيب " الخوذة " ( الجهاز ) - على راسي -كانت على وشك تشغيله لكنني تصنعت إبتسامة - على غير العادة -
وقلت :
- " لحظة, هل يمكنني أن أشعل سيجارة ؟ "
فابتــَـسـَمَـت -هي- إبتسامة جميلة لكن بدون داعي على الإطلاق ..
فردت علي وهي تبتسم-: " أرجوك لا تتحرك حتى يعمل الجهاز بشكل طبيعي وبدون أخطاء " ..
كانت تظنني امزح او اغازلها بسؤالي عن التدخين لكني كنت جاد . لا يهم ..
هززت رأسي بمعني :- " طــب إنـجـزي "
جلست كالصنم لمدة 15 دقيقة تقريباً حتى إنتهى و جاءت الممرضة بصورة رسم المخ
وقالت :
- " عقلك سليم تماماً .. ولا يوجد أي إشتباه لوجود خلل ما و لا يوجد أي سبب مرضي للإغماء .. وعقلك يعمل كأحسن مايكون " ....
<يتبع>
[/B][/RIGHT][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][/FONT]
|