المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
والدي- لا رحمه الله-
رجعت من الجنازة بعد أن غبرت قدمي ساعة في الطريق التي ترابها تراب وأشعة . وكان في النعش بقايا لغم بشري، كانت دموعي تتساقط من شدت الفرح وكانت تنتابني ضحكات فأبادر بإخفائها أمام الناس. الذكرى الوحيدة التي جعلتني أتذوق طعم الحياة بشكل مختلف هي عندما رأيت أمي باكية نائحة وراء نعش، وكان نعش والدي.
والذي لا أتذكره إلى ويملأني الخوف والكره، الخوف من قسوته، ومن صفعاته ،ومن ركلاته التي كنت أصحو عليها وأنام بواسطتها. كان يضربني قبل أن أفهم لما أضرب. كانت هذه هوايته.وكان كما وصفته جارتنا "عصى برجلين".
وأكرهه لأنه كان يلازمني مند أن أدركت بمقولته الشهيرة " أنت الخطيئة الكبرى التي لم يكن لي فيها دخل " التي ما فهمتها إلا الآن والتي كان كل الجيران يحفظونها ويرددونها كلما خرجت اللعب، وأكرهه لأنه لم يقبلني ولم يشعرني بالحنان سوى مرتين، مرة يوم ولدت فيه وكان ذالك أمام الناس ،كي لا يقال أنه لم يقبل مولوده الجديد.
ويوم سافرت أمي لتعالج من مرض السرطان . كنت أنا وإياه في البيت ، فتجرأ على جسدي الصغير النحيف بالقبل ومارس عليه أبشع صور الجنس.
لم أستطع أن أمحو ذلك اليوم من ذاكرتي، فجروحي رغم كل هذه السنوات لم تندمل بعد.
فقد كان والدي- لا رحمه الله - جلفا، قاسيا، ماكرا، وحقير. كان يضربني وأمي إذا ابتسمنا ويقول:تبتسمان والتجارة تخسر؟.فلقد كان تاجرا- الآن يتاجر في نار جهنم-وإذا عبسنا ضربنا وقال: تعبسون؟ ألا يكفي عبوس الدهر والسوق في وجهي، وإذا تحدثنا ضربنا وقال تقطعون علي حبل أفكاري، وإذا صمتنا ضربنا قائلا: ألا ترفهون على أعصابي المتعة؟...
فمات في يوم عاصف ممطر بسكتة قلبية. مشيت وراء النعش و كنت أتمنى لو أن جميع الناس الذين سببوا لي الألم أن أدفنهم في يوم واحد، الدنيا لا تكاد تسعني فرحا، لقد تخلصت من أول صخرة كانت تحجب عني شعاع الس.
|